المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التنكيت الشعبي على القمم العربية



محمد محمد البقاش
28/03/2010, 12:12 PM
التنكيت الشعبي على القمم العربية
=====

صارت كل قمة عربية من أجل القمة لا من أجل أي شيء آخر.
انطلقت القمة العربية اليوم في مدينة سرت الليبية، وهي قمة أمريكية بامتياز، قمة لا تعكس عجز أمريكا حتى تستعين بالعرب من أجل الضغط على إسرائيل لتسير في العملية السلمية وفق الرؤى الأمريكية أو الأوروبية، بل هي قمة عربية جاءت في ظرف لا تريد له إسرائيل اللين، ولا تريد له أن يحظى بقيمة اللياقة لأنها لا تعبأ به، بحيث تضرب عرض الحائط كل المبادرات ((العربية)) والأوروبية والأمريكية، هي قمة من أجل الضغط على إسرائيل أوروبيا وأمريكيا حتى تسير في العملية السلمية الوهمية، فأوباما قدم لممارسة القوادة السياسية، والقوادة السياسية تقضي أن لا ينحاز أوباما لإسرائيل بصفاقة فيها غطرسة واحتقار للعرب، علما بـأنه منحاز وهذا معلن وغير خفي لمن أراد أن لا يخدع نفسه، ولكن مصلحة أمريكا فوق مصلحة إسرائيل، والمصلحة الأمريكية تقضي بتجميل الوجه البشع الذي كرسه الغبي بوش، صحيح أن أوباما يسير وفق نفس الرؤى السياسية لسلفه بوش؛ والأمر دائما متعلقا بنا نحن العرب والمسلمين، ولكن لا بد من شيء من المكيجة في الظروف الراهنة والتي يرجى لها أن تنقلب إلى ظروف تمكن من عودة الهدوء إلى الشارع العربي الذي بدأ يضغط لممارسات ناتانياهو في الأقصى، يراد للقمة تمكين العرب من كبح جماع شعوبهم بمساعدة أمريكية وأوروبية، وتتعلق بالضغط على إسرائيل حتى تقبل على الأقل بالتواطؤ مع أمريكا وأوروبا والحكام العرب على الزيادة في خداهم بالعملية السلمية، وإماتة القضية الأم وهي قضية إزالة إسرائيل من أرض ليست أرضها ووطن ليس وطنها وهي فلسطين كلها، والعملية السلمية ((المتوقفة)) عملية تشبه تلك الجرعة من المخدر التي تدفع للمدمن، ولا بد أن تدفع بعد حين قريب جدا، وأول من سيتجرعها الموظف لدى إسرائيل محمود عباس..
لماذا يجتمع العرب اليوم في سرت الليبية؟ هل يجتمعون لإعلان الجهاد على إسرائيل ومنهم زعيم أعلن الجهاد على السويد منذ حين قريب والأولى أن يعلنه على إسرائيل وعلى كل من يساندها في احتلالها لكل فلسطين؟ هل يجتمعون لإرغام إسرائيل على إيقاف الاستيطان؟ هل باتت مسألة الاستيطان هي القضية الأم؟ وإذا وافقت إسرائيل على وقف الاستيطان ولو مؤقتا كما أعلن عنه ناتانياهو منذ حين قريب، فهل تعود الحقوق إلى أهلها؟ هل يذهب اليهود عند الضغط عليهم كديدنهم إلى إسقاط الحكومة والذهاب إلى الانتخابات؟ وهل مع مضي الوقت يحل وقت الانتخابات الأمريكية كالعادة، ثم تدخل جميع الرؤى السياسية إلى الفريكو حتى تشكل الحكومة الأمريكية المقبلة وهكذا دواليك؟
هل ينتعش العرب ولو مؤقتا بترياق القمة حين تصدر عنها تصريحات رجولية تؤدي إلى تحريك الجيوش لإخراج إسرائيل وطردها من بلاد المسلمين؛ فلسطين المغتصبة؟
القمة العربية قمة من أجل القمة يخادعون بها الناس، فلا يمكن لها أن تنجز شيئا خارج إرادة الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا لأنها لم تكن عربية في يوم من الأيام تحمل نخوة العرب الحقيقيين الذين كانوا لا يبيتون على ضيم، وما كانت قط إسلامية منذ نشأت بإرادة بريطانيا، وعليه ولحسن الحظ فالإنسان البسيط بات ينكت عليها، والتنكيت يعني الوعي على ما ينكت عليه وهو عينه اليقظة السياسية التي بات يتحلى بها الإنسان العربي والمسلم، فلا مجال للخداع إذ باتت القمم بخطب المشاركين فيها أغنية بالية وسيمفونية مقيتة لا ينخدع لها الطفل القاصر في عالمنا العربي والإسلامي، فكيف بالكيّس منا؟ كما بات الشارع العربي يترقب تصريحات القذافي على الخصوص ليجعلها حديث المقاهي.
لقد بات الحكام العرب في قلب النكتة.
فقد أعلنت كنيسة روما عن رغبتها في تجيير واجهة الكنيسة، فقدم إليها الحاكم العربي وعرض عليها خدمته، وحين قدر مصاريف التجيير والطلاء جعله في حدود 500 أورو، فوُعد بالصفقة ولكن بعد مكالمة تليفونية، وفي اليوم الموالي قدم الحاكم الأوروبي فعرض خدمته أيضا وقدرها في حدود 1000 أورو، وفي اليوم الثالث قدم الحاكم الأمريكي وكان خيطانيا (غجريا) لا يعمل لأنه يعيش على سرقة الآخر، فعرض خدمته هو الآخر وكانت في حدود 1500 أورو فقال له البابا بنديك:
لقد جاءني الجيّار العربي وعرض علي خدمته فكانت في حدود 500 لورو، ثم قدم الجيار الأوروبي فعرض عليه خدمته فكانت في حدود 1000 أورو، ولكنك حين عرضت علي خدمتك أنت جعلتها في حدود 1500 أورو فلماذا؟ فقال أوفاما:
خمسمائة أورو آخذها أنا، والخمسمائة أورو الأخرى تأخذها أنت، والخمسمائة الأخيرة يأخذها الحاكم العربي مقابل التجيير والطلاء، فهو الذي يجب أن يعمل لصاحنا ونحن الاثنين نجني ولا نعمل.
استحسن بنديك الصفقة فقبل بها، وكانا نعم المتعاونين على العالم العربي والإسلامي.
=====

محمد محمد البقاش
طنجة في:
27 مارس 2010
الساعة: 14 و 40 دقائق بتوقيت غرينتش