المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مع الراحلين



عبد الله نفاخ
26/03/2010, 01:29 PM
مع الراحلين


ما بين الأب وابنه ليس كما بين اثنين من البشر، فقد تمضي السنون و تتوالى ،ويبقى لكل منهما رابط بالآخر ،رابط خفي لم يصنعاه هما ،بل صنعته إرادة فوق إرادتيهما مجتمعتين، إرادة جعلت الحق حقاً ورزقت بعضاً معرفته فاتبعوه، وحرمت آخرين معرفته فاجتنبوه.


بين الأب وابنه صلة لا تفنى بوفاة أحدهما وبقاء الآخر حياً، فما كلٌ منهما إلا ذرة في ناموس كوني عظيم، والروح التي من أمر الله وحدها المتحركة في هذا الناموس، فما بعد ذلك إلا أن يكون لكل منهما بالآخر ارتباط الروح بالروح و إن افترقا أياماً وسنين وعقوداً.


قد يفقد الإنسان والديه فيكبر قدرهما في نفسه، ويصير لهما صلة في عقله بما وراء الطبيعة ‘ فإذا رآهما في حلم أو مرا في خاطره بلا إنذار حسب أن قوى السماء تريد منه شيئاً فتبعث بأهله رسلاً إليه يبلغونه هذه الألوكة.


ولكم سمعنا بمثل هذا عن شخص رأى أباه في نومه يدله على حق لفلان عنده ، أو على حق له عند فلان ،أو على حاجته لذكر أو دعاء ، وغير ذلك من الرؤيا كثير كثير.


أرى الأموات أحياناً يعبرون أثير هذه الدنيا في طريق من النور يخترق حجب ظلام قلوب الناس ، يحملون الخير الذي رأوه رأي العين ويذهبون بعيداً في أسفار الله أعلم بمرادهم منها، يسافرون في عقول ويتنزلون على قلوب لأحباب أو أعداء


فيبثون ما أرادوا يبثوه، ثم يؤوبون إلى المكان الذي أسكنهم الله فيه بعد إذ توفاهم إليه.


ما يفصل الموت عن الحياة غير برزخ صغير ، كالنفق بين واديين يكون الإنسان فيه مغلق العينين و الفم‘، وسائراً بعزم و جد ليصل بغيته ، وما إن يصلها حتى ينسى أو يكاد ينسى ما عانى في سبيلها من فرط فرحته بها ، أو ينسى أو يكاد ينسى من هول ما يلقاه فيها، وقيم هناك في المملكة التي نسميها "اللانهاية"، فيدرك ما لا ندرك ، ويرى ما لا نرى، وما دامت صلتنا به قائمة ، فهو سبيلنا الروحي لنرى ذلك العالم و نعرف ولو يسيراً عنه، وهو بهذا رسولنا إلى السموات ورسول السموات إلينا ، وهو الرسول الذي لا يخون رسالته أو يفرط بها‘، لأنه لم يعد من عالمنا في شيء ، هذا العالم الذي لا أظن الكذب و الخداع يعرفان لهما موطناً سواه في هذا الكون.

عبد الله نفاخ
23/05/2010, 08:31 AM
مع الراحلين







ما بين الأب وابنه ليس كما بين اثنين من البشر، فقد تمضي السنون و تتوالى ،ويبقى لكل منهما رابط بالآخر ،رابط خفي لم يصنعاه هما ،بل صنعته إرادة فوق إرادتيهما مجتمعتين، إرادة جعلت الحق حقاً ورزقت بعضاً معرفته فاتبعوه، وحرمت آخرين معرفته فاجتنبوه.




بين الأب وابنه صلة لا تفنى بوفاة أحدهما وبقاء الآخر حياً، فما كلٌ منهما إلا ذرة في ناموس كوني عظيم، والروح التي من أمر الله وحدها المتحركة في هذا الناموس، فما بعد ذلك إلا أن يكون لكل منهما بالآخر ارتباط الروح بالروح و إن افترقا أياماً وسنين وعقوداً.




قد يفقد الإنسان والديه فيكبر قدرهما في نفسه، ويصير لهما صلة في عقله بما وراء الطبيعة ‘ فإذا رآهما في حلم أو مرا في خاطره بلا إنذار حسب أن قوى السماء تريد منه شيئاً فتبعث بأهله رسلاً إليه يبلغونه هذه الألوكة.




ولكم سمعنا بمثل هذا عن شخص رأى أباه في نومه يدله على حق لفلان عنده ، أو على حق له عند فلان ،أو على حاجته لذكر أو دعاء ، وغير ذلك من الرؤيا كثير كثير.




أرى الأموات أحياناً يعبرون أثير هذه الدنيا في طريق من النور يخترق حجب ظلام قلوب الناس ، يحملون الخير الذي رأوه رأي العين ويذهبون بعيداً في أسفار الله أعلم بمرادهم منها، يسافرون في عقول ويتنزلون على قلوب لأحباب أو أعداء




فيبثون ما أرادوا أن يبثوه، ثم يؤوبون إلى المكان الذي أسكنهم الله فيه بعد إذ توفاهم إليه.




ما يفصل الموت عن الحياة غير برزخ صغير ، كالنفق بين واديين يكون الإنسان فيه مغلق العينين و الفم‘، وسائراً بعزم و جد ليصل بغيته ، وما إن يصلها حتى ينسى أو يكاد ينسى ما عانى في سبيلها من فرط فرحته بها ، أو ينسى أو يكاد ينسى من هول ما يلقاه فيها، و يقيم هناك في المملكة التي نسميها "اللانهاية"، فيدرك ما لا ندرك ، ويرى ما لا نرى، وما دامت صلتنا به قائمة ، فهو سبيلنا الروحي لنرى ذلك العالم و نعرف ولو يسيراً عنه، وهو بهذا رسولنا إلى السموات ورسول السموات إلينا ، وهو الرسول الذي لا يخون رسالته أو يفرط بها‘، لأنه لم يعد من عالمنا في شيء ، هذا العالم الذي لا أظن الكذب و الخداع يعرفان لهما موطناً سواه في هذا الكون.

محمدذيب علي بكار
23/05/2010, 08:55 AM
شكرا لك على هذا الطرح الذي يربط الفرع بالأصل
او العكس ذاك الخيط الخفي الذي يتعدى المكان والزمان
وهو شيئ محسوس
وبعيد عن المادية لكن البعض يعتبر هذا مجرد أضغاث أحلام
او مايراه في يومه يتحول الى مرآة
دمت بكل ود محمد

عبد الله نفاخ
23/05/2010, 09:11 AM
ألف شكر لك أستاذي ... أولئك الذين يفسرون كل شيء تفسيراً بعيداً عن الروح إنما يحطمون حقيقتهم ، و يكتفون من الحياة الدنيا بظاهرها و قشورها ......... ألف شكر لك أخي الكريم