المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة قصيرة فقاعة



عبد العاطي
16/03/2010, 11:43 PM
السلام عليكم
***
فقاعة


فقاعة لسانية..ردد سيدي خيري على أسماع نفسه اللوامة وهو يقترب من بيته ويشهق بقوة عسى أن يخمد سكون الليل حرائق الهزيمة والخيانة التي مني بها في بيت عبد الستار زميله السابق في الشركة.رجل بنصف قامة وجلباب أبي جهل عبث بكرامته وكرامة أهله وسط رهط جمعه بهم حفل عقيقة مشؤوم.قبل ساعة تبرأ سيدي خيري من شواهده وأوسمة بطولاته الفكرية وانفتاحه.لقد كذب ليرضي أبا الجلباب وانكر أن زوجته موظفة.
ما تقولون في رجل تخرج زوجته للعمل كالرجال ويمكث في البيت كربات الحجال؟ضحك شيب وشباب بقعر الغرفة الصغيرة المظلم اما اللذين يجلسون في النور فتظاهروا بالصمت والصمم للحظات وعيونهم تسترق النظر لترى وقع الحكم الجاهلي على صاحبنا،هو الذي ترك عمله منذ سنة وظلت علياء تخرج كل صباح لتعمل وتعود في المساء لتجده في البيت وكانا سعيدين في الحقيقة.
-نسيبي رجل لا يرى التلفاز ويعيش مع الماشية في القرية أكثر مما يرى الناس .
-المسكين.رد سيدي خيري والصبر يجر زاوية فمه ليبتسم نصف ابتسامة خنقها النسيب المحاضر
-هيا عمموا النقاش ولا تتهامسوا..لماذا تصمتون؟ثم نط كالقرد فوق الأريكة ووضع ساقه تحت فخذه الأخرى.وواصل:
تتعطر كوردة بهيةويلبسها فستان يضيق عمدا عند كل منعطف وتخرج..قطعة من الحلوى تمشي على قدمين.وسكت أبو الجلباب ريثما ترفع كفه دليل الادانة من صحن أمامه وتقضمه أسنانه القصيرة .شهيّهههه.
-أهلا لقد تأخرت.لعلك استمعت اليوم بالدعوة...لقد كنت في حاجة لذلك.
-تمشيت قليلا.هل نام أنور؟أجاب صاحبنا وكعب الغزال يتحرك مبتعدا نحو المطبخ.
ظل عبد الستار عند العشاء يلقم نسيبه أصناف اللحوم والنبات حتى تغلب بطنته فطنته ويسكت.
-تتعطر بعطر باريزي مشبوه أخاذ يجعل من كل زميل لها كعبد شهرياريجتركلمة صباح الخير من كل أنثى وتلازمه ثمالتها حتى الزوال يؤولها تأويلا.
ما تدخل المدعوون ليلتها وما كانوا ينطقون إلا كطلبة نجباء بكلمات طلبها المحاضر في درسه.فكان إذا احتاج آية أو حديثا قرص حفظة القرآن.ومن قعر الغرفة طار إليه في خفة اسم العطر الأعجمي ديزيـــــــــر.
-هل أغضبك؟جلف قروي يا حبي كباقي عائلة عبد الستار.هل سكت عبد الستار لرجل الضلال؟سألته زوجته بعد أن تمدد فوق السرير وحكى نسخة مزيفة عن قصة الفقاعة.
-في البداية سكتت.قلت لن أنحدر للقعروالطين.لكنني ربيته قبل أن أخرج وربيت عبد الستاربعده.
-أم أن عبد الستار هو من دبر المؤامرة من الأساس؟
فكر سيدي خيري في ذلك عندما نظر إليه النسيب بعيون صغيرة بالكاد تظهرعلى وجهه الشيطاني وقال ولم يكن ذلك الذي تجمعه بالغنم أخوة كما وصفه عبد الستار:
-سنسأل المثقف..ألم يعتذر قاسم أمين عن جملة من آرائه في أواخر عمره؟أي حرية شريفة تعرض
صور أثداء تلبس شبكة على حافلة أو قرب مرحاض محطة؟هل تقبل أن تفعل الحرية ذلك بأهلك يا أستاذ.
وأنت تسبق بارك الله في علمك حفظة القرآن في تلاوة سورة النساء؟هل زوجتك موظفة ؟
-لا..كان نفيا هد دواخل صاحبنا حتى هوى معها ضغطه وسكريات كرامته وما تعلمه وتظاهر بالاقتناع به.
فقاعه.ردد سيدي خيري بعد أن نامت علياء وخرج ليفكرتحت جنح الظلام:
لماذا سكت من كانوا عند عبد الستار؟ورن في خاطره ديزيروعبد شهريار يقضم كعب الغزال في وهمه.
في الصباح وفنجان قهوة سوداء يمسح بياض ليله قالت علياء وهي تقف أمام المرآة:
-عزيزي خيري عند عودتي سأجلب الغذاء فرافق من فضلك الصغير أنور فاليوم سيلعب مع فريق
المدرسة مباراة النهاية.
مالك؟خاطبته غمزة شقية من المرآة قبالته.هل أعجبك الفستان؟
-وردة بهية شهية يا روحي.ثم رآى أبا الجلباب يقضم في حفل عقيقة مشؤوم أنامل وردة حمراء.

محمد يوب
03/04/2010, 07:53 PM
قصة جميلة تحاول التطرق إلى موضوع المرأة الموضفة و موقف المجتمعات التقليدية من هذا الموضوع الحساس إنه حوار متعدد اللهجاتى و الرؤى صغته بأسلوب جميل أتمنى لك التوفيق ورحلة موفقة في عالم القصة و الأدب بارك الله فيك أخوك محمد يوب