المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : في غرفة النوم



محمد يوب
14/03/2010, 08:46 AM
صادفتها أول مرة بجانب الطريق وكأنها تنتظر أحدا وعدها باللقاء و أخلف الموعد ، مسندة ظهرها على جذع شجرة مائلة ، تتنهد و ترتعش من شدة البرد القارص ،اقتربت منها مددت لها يدي ، تمنعت أول الأمر ولكن بعد تكرار المحاولة رغبت في مرافقتي ، اقتربت مني و استقبلتني بالأحضان و العناق .

نظرت إليها راقني منظرها ، شقراء اللون على رأسها خصلة شعر حريري أسود ، عيناها براقتان مكحلتان بدون كحل ، أنفها صغير بالكاد تميزه بين قسمات وجهها الدائري ، وفمها الوردي الفاتح بدون أصباغ و لا مساحيق ، و أسنانها المرصوصة اللامعة بدون معجون أسنان و لا مسواك ، رسمت على جيدها الطويل سلسلة ذهبية يغري الناظرين بريقها .

حملتها بين يدي ، استوت وأخذت مكانا بين ذراعي و كأنها عروس تستعد لملاقاة عريسها ليلة الدخلة ، كانت نحيلة الجسم أتلمس ضلوعها أكاد أحسبها ، شعرت بالدفئ و الحنان غطيتها بمعطفي الأسود الطويل ، أغمضت عينيها وكأنها مرهقة من شدة السفر ومعاناة الطريق .

جلست على الأريكة في المقعد الخلفي للسيارة ، انظر إليها خلسة عبر المرآة كانت تتابع حركاتي و سكناتي ، تحسب أنفاسي و تقرأ أفكاري ، شعرت بها و كأنها تعرفني من زمن بعيد لم أر أنثى مثلها مختلفة عن باقي المخلوقات .

أعاود الكرة مرة أخرى و أريد مباغتتها و أسرق منها نظرة و أتمعن في جمالها أجدها تثبت النظر في عيني وتستبق التأمل في ملامحي ، لقد تماهت مشاعرها بشاعري و أحست بحبي وعشقي لها .

اقتربت من باب البيت ارتمت بجانبي ، توقفت السيارة نزلت ، و نزلت معي بحشمة واستحياء ، رفعت رأسها تنظر إلى النوافذ المفتوحة ، تراقب نظرات الفضوليين و الفضوليات .

فتحت لها باب البيت تسللت إلى الغرفة دون استئذان تتمايل في مشيتها ، كانت حافية ، ارتمت على السرير ومدت رجليها النحيلتين.

عادت زوجتي فجأة من عملها بعد تعب و عناء ، سمعتني أكلمها و أسمع صمتها ، شكت في الأمر ، قطبت جبينها ظهرت ملامح الشر على محياها ، مشت على أصابعها تريد أن تضبطني متلبسا بتهمة الخيانة الزوجية ، ثم اختلست نظرة إلى غرفة النوم وجدتها ممددة على فراشها مطت فمها ولطمت وجهها وقالت بعصبية : أخرج كلبتك من غرفة نومي .

محمد يوب 27-02-10

خليد خريبش
14/03/2010, 09:47 PM
تشد القارئ إلى النهاية،تترك أثر في ذهن من يقرأها،ذات وقع في النفس.تحياتي الأخوية.

محمد يوب
04/04/2010, 10:10 AM
شكرا لك أخي خليد على مرورك وتذوق للقصة المتواضعة .
أخوك محمد يوب

بهجاوي
04/04/2010, 11:39 AM
من الاحرف الاولى يستشعر القارئ أن الكاتب يدفعه دفعا الى نهاية غير منتظرة فكل الايحاءات تدل على ذلك .وهذا ما نجح فيه الكاتب باقتدار .
اعتقد ان خلف هذا العمل الذي قام به الرجل رسالة الى زوجته ولكل الزوجات اللواتي انغمسن في العمل انغماسا ونسين واجباتهن الزوجية حيال الزوج والبيت بصفة عامة.
افتقد الحب والحنان فطلبه مع كلبة .من يدري قد ماذا سيحدث في المرة القادمة.؟
تحياتي

محمد يوب
04/04/2010, 11:56 AM
قراءة متأنية لمفصليات القصة ومرور بهي أسعدني كثيرا أخي بهجاوي بارك الله فيك
أخوك محمد يوب