المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الغناء في الظلمة



الشربيني المهندس
01/03/2010, 07:52 AM
الغناء في الظلمة
والطائر النهاري
بقلم الشربيني المهندس
قبل أن نبحث مع الدكتور محمد المخزنجي عن الأستاذ ميشيل و حميمية المشاعر الانسانية فكرت في سرد الحكاية بداية من نقطة تاثير الانطباعات الأولية للقاء مع الأديب الدكتور محمد المخزنجي كاسم بارز في عالم القصة والاعلام .. فهذه هي المرة الأولي التي التقي فيها بالدكتور وجها لوجه بمكتبة أكمل بالاسكندرية مساء الأحد 14/2/2010 ، وهي النقطة التي شغلت حيزا من اللقاء مع سؤال الدكتور محمد العبادي عن تأثير الانطباعات الأولي لسلسلة الاستطلاعات المصورة التي تبنتها جريدة العربي الكويتية واصبحت من سمات المجلة البارزة ، وكان رائد فكرتها الدكتور محمد المخزنجي ، وزار معها معظم مناطق شرق ووسط آسيا من خلالها ..
يقول المخزنجي : العقاد علمني كيف أحب الزهرة وأحب الوطن ..
الجمال رمز الانسان الذي يجيد العمل ويشعر بحقوق الآخرين واحترام النفس والحق والعدل للجميع ..
هكذا معها ورغم عصر الصورة وهيمنة شبكة الأنترنت والفضائيات علي رؤي الناس والعصر ، تظل حميمة ودفء اللقاءات الإنسانية تحمل وهجها الخاص ، هذا ما طرأ علي خاطري بعد دقائق من جلوس الهدوء الجميل والوجه البشوش إلي المنصة وكأنني أعرف الدكتور محمد المخزنجي منذ فترة طويلة وسري دفء المشاعر الانسانية وحديثه الشجي يطربني وهو يقول لو لم أكن من مدينة المنصورة لوددت أن أكون سكندريا ..
الأنطباع الأولي كان الدهشة ومع رهافة قميص الشوق ومتانة نسجه يطول الاندهاش .. وكان من المنطقي أن يستمر الضيف في حديث الذكريات وحكايات تجربة حياة تحتاج إلي وقفات فاحصة ومتأنية .. بدأت مع التعيين تارة بالحجر الصحي بالميناء مع بداية التطبيع المصري الاسرائيلي ومشاعر وطنية استمرت مع استمرار تمسكه برأيه وعدم مصافحة القتلة والتي غلبت بحماسها علي شباب الحضور وقد مثلت ظاهرة تحتاج للتأمل ، وأبكت أكبرالحضور سنا وقد قارب علي السبعين عاما ، وهو يدعو بالصحة للدكتور الذي أعاده قارئا من جديد بعد أن عاش فترة ضبابية متصفحا للجرائد والمجلات السيارة فحسب ..
وتارة بمستشفي النبوي المهندس للأمراض العصبية والنفسية بالمعمورة ، وكيف تعرف بميشيل الانسان الذي تآلف معه في السكن بأبي قير وكيف تطغي المشاعر الانسانية علي الفوارق المختلفة ..
وأعلن الدكتور رأيه بصراحة في مسألة التدين وعن اعتقاده بأن كل الديانات السماوية تؤدي الي اللـه والي التوحيد .. وحتي الديانات الأفريقية التي درسها تؤدي أيضا إلي العظيم الأعظم ونوع من التوحيد أيضا ..
وهمس لنا عن سعادته بالتواجد بالاسكندرية وشعوره بالأمان وسطنا .. وشبه حكاياته كالغناء في الظلمة والذي ينطلق من القلب بعيدا عن القهر والرياء .. وكيف يبلغ به براح الشوق للمدينة وجمال البشر والبيئة التي ينشأ فيها البشر وذكريات بحري وابو العباس وابو قير .. وكيف يدفعه ذلك إلي ركوب الباص صباحا الي الاسكندرية والجلوس علي الكورنيش ثم يغادرها إلي المنصورة مع آخر أوتوبيس حتي أطلقوا عليه الطائر النهاري السكندري ..
.. الظاهرة التي حيرتني هي تواجد الشباب السكندري الغالب علي اللقاء ـ يتقدمه شباب اطلالة والأديبة ايمان عبد الحميد التي ادارت اللقاء ـ وأسئلة مطروحة بذكاء غطت كتابات الدكتور المخزنجي وقصصه قديمها والحديث وتأثرها بتخصصه العلمي ، وأعمدته الصحفية في الدستور المصرية ثم الشروق ، والعلاقة مع يوسف ادريس والأسرة الأدبية وحكاية الاستمرار في كتابة القصة ومتي سيكتب الرواية ..
أعلن الدكتور رأيه الصريح أنه مع العمل الجيد بصرف النظر عن المسمي الأدبي .. وأضاف انه لا يحب القوالب والمسميات من قصة قصيرة ورواية ومقال حيث يفضل ان يعتبرهم جميعا ضمن " مملكة السرد "
وقدم شكره لجريدة العربي الكويتيه وكيف اتاح له برنامج استطلاعات مصورة فرصة الإستفاده الإنسانية والثقافية من خلال سفره إلى بلاد الشرق الأقصى مثل الهند الصينية وكمبوديا وميانمار ولاوس، وكذلك معظم دول أفريقيا و جنوب الصحراء الكبري ، وكيف ساعدته كثرة الأسفار فى صقل موهبته وإثراء محصلته المعرفية ..
ونأتي إلي ردود فعل القراء وكيف اشترت إيمان عبد الحميد قصص الآتي بكل مصروفها.. *وتضم قصص السباق وذبابة زرقاء والأوتاد و العاصفة الترابية وعدو الشمس والرجل الذي نسخر منه واليمامة المضروبة والخنازير وقمرها الذهب والآتي وعنبر البنات وبضع زهرات والفدائي حمزة وفي الليل الصقيع وفوق سطح ساخن ومذبحة النوارس ..
وذكرت أديبة أخري حكاية حميميمة الصوت التي قرأتها في قصص غرق جزيرة الحوت والبئر وذئاب ، وكأنها الآن تألف صوته ، وذلك تعقيبا علي ما قاله المخزنجي من حكايات الأصوات التي كان يسمعها ليلا عندما كان يسكن بأبي قير وكيف حكوا له حكاية المعتقل القديم بالمنطقة وغناء السجناء ..
قال عنه الأديب العملاق نجيب محفوظ في مجلة "عالم الكتاب " قصص قصيرة جدا ولكنها ممتازة, بحيث إنها تكتب في أضيق حيز , ولكن كل قصة لها معنى مترام واسع , وهي تدل على مقدرة فنية فــــــذة في عالم القصة القصيرة " .. إنه الأديب الطبيب محمد المخزنجي الذي يحرص علي الموازنة بين تغريده خارج السرب كما سألته ولكن بشرط عدم الابتعاد عن السرب كثيرا ..
وجاء غياب اسماء لامعة في القصة والندوات الأدبية بالاسكندرية ـ بخلاف أ. أدول حجاج ـ عن زحام اللقاء ووقوف البعض مثيرا لعلامات الاستفهام ..
حاز كتاب الداء بلا دواء مع إعادة النشر للإصدارات السابقة علي مساحة كبيرة من اللقاء في وجود عدد من الأطباء وحكايات مثيرة عن الطب البديل وخلطات الأعشاب المنتشرة والعلاج حتي بالعفاريت وكيف ساهم الاعلام في ذلك مرورا بجهل التعامل مع الأبر الصينية والتي يقضي الطبيب المتخصص سبع سنوات في دراستها بالصين قبل أن يسمحوا له بالتطبيق .. يقول الدكتور المخزنجي أن هذا الأمر خطير من تحديد الكميات بدقة ثم عمليات التجهيز والتخزين وكلها تؤثر علي سلامة الجسم البشري ، ثم إن الطب الحالي وأدويته هي خلاصة نباتات وهناك مافيا للأدوية تسخر كل النباتات المتاحة في الدنيا لحساب تصنبع الأدوية ولن تترك مجموعة من الهواة لعرقلة عملها ومكاسبها ..
ويستعرض الكتاب ألواناً من الوسائل العلاجية المثيرة للفضول مثل العلاج بالصوت وبالنحاس الموضعي وبالتصوير وبالتنويم وبالنقاط الصينية والخضراوات والفاكهة وشذا العطور، رافضاً مصطلح " الطب البديل" عن الطب الحديث ولكنه يقدم طب متمم أو مُكمل ..
ووتتغير قسماته وهو يشرح كيف تغيرت سلوكيات بعض الناس في مصر وسهولة السير في الطريق المعاكس والتحايل علي القانون ونتوقف لالتقاط الأنفاس مع ثراء الحديث الذي جاوز الوقت المسموح به دون أن يشعر أحد فقد كان اللقاء مفتوح مثل القلب تماما مع كاتب يؤمن بالمقولة ( معركتي مع الحياة الا اتخلي عن سنتيمتر واحد من شخصيتي ) ..
وفي لقطة تقليدية قام بتوقيع واهداء لكتبه مع جمهور الحاضرين ..

محمد يوب
31/03/2010, 07:42 PM
لا أعرف ما علاقة العنوان بالحوار الذي أجريته مع الدكتور محمد المخزنجي