المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أم القرى/ولادة أمة



محمدذيب علي بكار
26/02/2010, 07:54 AM
أم القرى


ولادة أمة


أم القرى لبست قشيب صباها


تزملت بنخيلها ورباها


وتزينت بالبيت شامة حسنها


فتألقت بسواده عيناها


وتدثرت بأبي قبيس وارتمت


عند الصفا ترمي شراك هواها


حوراء نور الله في وجناتها


ورضاب زمزم ريقها ولماها


حوراء في أرض الحجاز أصولها


وإلى السماء فروعها ومداها


ولدت على كف الزمان خميلة


وتطرزت بالأنبياء سماها


آلاء هاجر في شفاه شعابها


ونداء إبراهيم هز علاها


من هيبة الرحمن كان جلالها


والله بالحسن الجلي جلاها


يتزاحم العشاق حول خبائها


ويرفرف الأملاك فوق ذراها


وتفتقت حجب السماء ولامست


((كاف)) العناية ليلها ودجاها


في ليلة الإثنين فاح ربيعها


أم القرى بوليدها تتباهى


جبريل ينشر في الذرى أعلامها


ومحمد أنفاسها وشذاها


*** *** ***


وخطا اليتيم على ثراها آية


تتلو حروف جماله شفتاها


فأتى حراء يرتقي متنسما


عبق السماء ومن سواه رقاها


فأتى حراء رفرفت أوصاله


والكون في الغار الصغير تناهى


وتزلزلت آطامها وجبالها


((إقرأ))وجبريل الأمين تلاها


فتألقت في الغار شمس رسالة


يجلو ظلام العالمين ضياها


وتفتقت بالكائنات شموسها


والله بالقرآن قد زكاها


فمشى بليل الجاهلية مشرقا


بالعروة الوثقى يشد عراها


فتسابق السباق حول لوائه


وهمى على بيد القلوب نداها


فسمية هزت جذوع نخيلها


وجنى بلال شهدها وجناها


فهنا خبيب في خباها شاهد


وهنا صهيب باعها وشراها


فعلى الرمال جلودهم ورمادهم


وعلى السياط أنينهم يغشاها


فتصاغر الطغيان فوق جراحهم


وتنكست أصنامها ودماها


فعلى ثراها زاكيات دمائهم


وهي التي سكنت بهم وجواها


يتنسمون مع الصبا أنسامها


وعبيرها وعرارها وشذاها


*** *** ***


هذا رسول الله في ساحتها


نزف الدما بصباحها ومساها


آسى جراح البائسين فأزهرت


وتمايل الإسلام فوق لظاها


وتعانق النوار في أغوارها


وتماوج الإحسان فوق دناها


هذا الرحيم تفتقت آياته


غرس الحياة فأزهرت أخراها


أقمار "عيسى" في بروج سمائه


ودروب "موسى" في القلوب مشاها


وشموس "إبراهيم"فوق بنانه


وحباه نوح صاريات هداها


إن كان بالأحجار تبنى كعبة


فمحمد بالصابرين بناها


هو رحمة للعالمين رياضها


بأصابع الرحمن فرع سداها


*** *** ***


لكنه المحزون في أحضانها


بالمؤمنين مدى الزمان كساها


أسقته كأس مرارة ندواتها


وهفى عليها قبلة يرضاها


وتعانقا يوم الوداع بدمعة


والوعد يوم الفتح أن يلقاها


سارت سفينته يقود زمامها


جبريل والرحمن خط خطاها


مخرت ثنيات الوداع مصاحفا


ألقت على جود العقيق عصاها


فتلألأ الصديق في عليائها


وتشامخ الفاروق فوق ثراها


عثمان يرسم في المدى قرآنها


وخطى علي في الزمان فتاها


فعلى جدار الصين كان صباحها


وسما بقرطبة هناك ضحاها


**** ***** ****


*الشاعر *حسين أحمد الحسين* منبج*

حسن العويس
26/02/2010, 07:39 PM
فعلى ثراها زاكيات دمائهم



وهي التي سكنت بهم وجواها



يتنسمون مع الصبا أنسامها



وعبيرها وعرارها وشذاها
لا فُضَّ فوك على هذه القصيدة الرائعة التي تشعُّ شِعراً وتهمس تعبيراً رائعاً وتفوح عِطراً بأكاليل النصر من قتيبة بن مسلم لطارق بن زياد
تبعث على الأمل وتشحذُ الهمم
والشعرُ إن لم يهززك عند سماعه ...فليس جديرٌ أن يُقال له شعر
نعم تهز النفس والوجدان ، عبارات بديعة تَنم عن ثقافة ، وفي المجمل أفدت وأجدتَ

مصطفى البطران
07/03/2010, 05:44 AM
قصيدة مميزة قلباً وقالباً
شكراً للبكار على هذا الشعر المنتقى في ذكرى مولد المصطفى المختار
تثيت في القلوب إكراماً لصاحب الذكرى وفي سماء المربد تقديراً لشاعرية الشاعر
بكل ود وسرور أخوك : مصطفى

د.فادي محمد سعيد
07/03/2010, 06:06 PM
قصيدة مميزة ومتقنة وتناسب كلماتها موضوعها المحبب لدى القلوب,أجدت وأتقنت وسلمت يداك ولا فض فوك...مع كامل تحياتي وإعجابي وتقديري وشكري للمشرف الأستاذ مصطفى الذي ثبتها لأنها تستاهل التثبيت..كما كتبت شاعرها حسين أحمد الحسين..هل هو انت أخ محمد ديب علي بكار؟