المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مَنَارَةٌ فِي الظَّلْمَاءِ.



خليد خريبش
29/01/2010, 08:06 PM
إلى روح أبي القاسم الشابي.
اِسْتَوْحِ من قام في الخضراء ِ بالقلم

واستوح من أشعل الشَّعْوَاءَ بِالْكَلِمِ
من قام في أُمَّةٍ بالشحذ للهمم

حتى غدت حُرَّةً كسائر الأمــــم
شاب قضى نحبه في أَوَّلِ العمر

بما تجرع من هَمٍّ ومن ألـــــــم
يا برج أُمَّتِهِ ما زلت مفخرة

للشعب ِ يا قِمَّةً أعلى من القمم
من قال لا حينما ضاقت بما رحبت

في وَجْهِ من سام تقتيلا بلا ندم
يا غاصب الحق لا تفرح بما كسبت

يداك ساءت مَغَانِمٌ ولم تــــــدم
طال الزمان بنا أم لم يطل قَسَمًا

سَتُكْشَفُ الخطط الهوجاء فاغتنم
لاتَدَّعِي مَدَنِيَّةً وأنت مستلب

خيراتنا عن حقوق ِ الآخرين عَــمِ
ظَنَّ الفِرَنْسِيسُ أنه بقوته ِ

يحيا حياة كما لو كان بالأجـــــم
دعني وذكر ِ عبارات له طفحت

مستعمر قذف الآباء بِالرُّجَــــــمِ
استنزف الأرض ناهبا معادنها

أردى السماء دُجًى شَعْثَاءَ بِالظُّلَمِ
إيه أبا القاسم الشابي مشى قُدُمًا

حَشَّادُ* بعدك نحو المجد بالقدم
بثورة لاقت التأييد بالسند ِ

مستشهدا كاتبا تاريخها بــــدم
أصداؤها أيقظت أطراف مغربنا

لَبَّى الدُعَاءَ أَشاوِسٌ بلا وجــــم
جسم إذا ما اشتكى عضو من الألم ِ

أجابه سائر الأعضاء بالسقــــم
رَدِّدْ نشيد الحياة إن شَعُرْتَ بأسى

سِرْ في الدُّنَى غردا إن ضقت بِالْغُمَمِ
عش بالشعور بذي الحياة مجتنبا

سفاسف الأمر ِ جَاوِزْهَا إلى الْعِظَمِ
ولا تكن حرجا إن ضاقت ِ السبل

يجلو الذي خلق الأشياء من عدم
أَكُلَّمَا ساءَتِ الْإِنْسانَ دائِرَةٌ

لا تهدأ النفس من لَوْمٍ ولم ينـــم
ارحل كما رحل الشابي إلى الشجر

إلى الربى والثرى شَدْوًا إلى الأكم
وفي الطبيعة ِرَوْحٌ لِلنَّفْسِ من كدر

الحياة وَالْهَمِّ هَــــــــمِّ الناس كُلِّـــــهِمِ
فرحت حشاد-الزعيم النقابي التونسي فرحت حشاد الذي تم اغتياله من طرف المعمرين الفرنسيين في 5دجنبر 1952.

مصطفى البطران
29/01/2010, 09:54 PM
قصيدة فيها الكثير من التميز من حيث الفكرة والفنية
دمت مبدعاً بكل سرور أخوك :مصطفى البطران

خليد خريبش
30/01/2010, 11:48 AM
أخي الكريم مصطفى،دمت بذائقة أدبية رفيعة،وفي خدمة الإبداع العربي.