المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحكم بالإفراغ



محمد يوب
26/01/2010, 08:04 PM
هاجر أحمد من القرية إلى المدينة،اشتغل شيالا بسوق الخضار و الفواكه،اكترى غرفة مع أصدقائه في العمل ،ثم بعد ذلك استأجر دكانا يبيع فيه الفواكه ،نجح في تجارته

،احتاج إلى من يساعده في تلبية حاجيات الزبناء،استدعى أخاه محمدا الذي يصغره بعامين ليكون له عونا في تسيير الدكان.

عاش أحمد ومحمد حياة هنيئة يساعدان والديهما من حين لآخر على مصاريف البيت ،يزوران القرية في عيد الأضحى يذبحان خروف العيد يأكلان ويشربان يفرحان بلمة الأسرة.
ازداد رأس المال أصبح لديهما فائض من الأموال اشتريا بيتا مكونا من طابقين لم يفكر محمد أبدا فيما تحمله الأيام من مفاجآت قال لأخيه أحمد سجل البيت في اسمك فأنت أخي لا يمكنك طردي منه .




فكر أحمد و محمد في الزواج قررا أن يتزوجا من بنتين من بنات القبيلة احتفلا بيوم زفافهما كانت الفرحة تغمر البيت و الضيوف يهنئون و الجيران يتكلمون عن هذا العرس الكبير الذي استمر طيلة الأسبوع .

كانت الحياة في المدينة ممتعة و متعبة في نفس الوقت .كان أحمد يهتم بأخيه محمدا يأخذه كل يوم في سيارته يتناولان الفطور في المقهى المجاورة يشاركان هموم و مسرات بعضهما البعض .كان الأطفال لايفرقون بين أبيهم و عمهم ينامون على أي سرير و يأكلون على أية طاولة لا فرق بين بيت أحمد ولا بيت محمدا.
مرت الأيام كلمح البصر مات أحمد الأخ الكبير حزن محمد حزنا شديدا اهتم برعاية أبناء أخيه يفضلهم على أبنائه لايشعرهم بفقدان الأب المعيل لاينقصهم شئ من المال و المئونة.
كبر الأولاد غرهم الشيطان بل سولت لهم نفسهم الأمارة بالسوء تنكروا لمعروف العم أرادوا التوسع في البيت و استغلاله بمفردهم توجهوا الى المحكمة و رفعوا دعوة ضد عمهم محمدا من أجل إفراغه من السكن على اعتبار أن البيت بأكمله في ملك أبيهم إن الوثائق كلها تثبت ذلك لا داعي للعواطف و المجاملات.
وفي صبيحة يوم من أيام الشتاء سمع محمد صوت العون القضائي يسأل عن رجل اسمه محمدا فتح الباب مد يده ليسلم على العون القضائي لكن هذا الأخير مده بورقة صفراء سأله لم هذه الورقة قال إنها إعلان بإفراغ السكن لأبناء الهالك أحمد قبل أن يكمل العون هذه الجملة وقع محمد على الأرض مغمى عليه أصيب بعدها بشلل نصفي وتعثر في الكلام ألزمه الجلوس في زاوية في الغرفة لا يكلم أحدا كل تفكيره ينصب حول هذه الأيام الطويلة التي تمر في ذاكرته كشريط سينمائي طويل انتهى بهذه الورقة الصفراء التي أنهت مشوار حياته في هذا البيت الذي يذكره بأخيه أحمد.



محمد يوب

9/1/10

مصطفى البطران
26/01/2010, 09:50 PM
قصة مستمدة من واقع معاش في حياتنا
شكراً على هذه البساطة المحببة في السرد وعلى هذه اللغة الممتعة
لا تخلو القصة من عظة كبيرة ماذا لو تنبهنا إليها
بكل ود وسرور استمتعت بما قرأت فاهلاً بك أديباً وقاصاً في مرابع المربد

عبد الحميد دشو
26/01/2010, 10:34 PM
الأخ الأديب محمد يوب :
قصتك جميلة و فيها سلاسة بالسرد
و عبرة و هو الأهم
تصلح لأن تكون مشروع رواية طويلة
على كل حال
تألقت كعادتك
مودتي

مشاعـر
27/01/2010, 08:14 PM
ولنا في سلب المحمدين قصص وقصص

أقصد .. لاحظت أن الذين اسمهم "محمد" يُسرقون
يضحون ثم تغتالهم أيدي الذين ضحوا من أجلهم
لكن ,, " من يعمل مثقال ذرة خيراً يره , ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره "

بورك المداد ..,

محمد يوب
28/01/2010, 07:28 AM
شكرا لكم جميعا على هذا الاهتمام أخوكم محمد يوب