المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المسابقة



أيوب الحمد
20/01/2010, 07:30 PM
تناولت بذلتي الجديدة التي اشتريتها منذ مدة وجيزة استعدادا للمسابقة التي أُعلن عنها منذ مدة, كانت بذلة رمادية مع قميص أزرق مقلم بالأبيض جمعت نصف ثمنها على مدة ستة شهور, أما النصف الأخر فقد استدنته من بقال الضيعة على أن أعيده من أول راتب أتلقاه من وظيفتي الجديدة , وضعتها في الحقيبة خوفا عليها من التجعد أو التلوث من الغبار المتراكم منذ مدة طويلة , وكأنه استحسن الإقامة في هذا الجزء من بلادنا, , خرجت إلى الطريق العام أنتظر الحافلة التي كان صوت أبواقها يملأ الأفق وهي قادمة من الضيعة الأخرى , أخذت الأحلام الجميلة تداعب مخيلتي: ((غدا عندما أتوظف في هذه الوظيفة المهمة سأوفي الديون التي أثقلت كاهل أهلي, وسأشتري بيتا في المدينة , ابنة المختار التي رفضتني سابقا ستقبل بي لأنني سأصبح موظفا مهما , وسأشتري سيارة تغنيني عن انتظار الحافلة التي لا أجد فيها مقعدا للجلوس معظم الأحيان فأضطر للوقوف في الممر كلّ هذه المسافة التي تفصلنا عن المدينة )).
بوق الحافلة أيقظني من أحلامي فجعلني أقفز من مكاني بلا وعي , ركبت الحافلة وحييت الركاب, وكالعادة لم أحظَ بمقعد, وقفت بجانب أحد المقاعد أنظر إلى الأفق البعيد حيث بدأت أشعة الشمس تغطيه بألوان الصباح الذهبية , كانت المزارع تبدو من بعيد خضراء وأشجارها تتمايل مع الرياح , تساءلت في نفسي:
(( متى تصل مياه الري إلى قرانا فتنعم بهذه الخضرة وتطرد الجفاف الذي خيم عليها وجعل أهلها في حالة من البؤس والفقر مما أضطر معظم سكانها للهجرة , فأصبحت قراهم موطنا للبوم وللغربان الجائعة ؟.)).
أصوات الركاب الصاخبة المختلطة مع صوت المذياع مع صوت المحرك , والروائح الكريهة التي تملأ المكان جعلتني أُصاب بالصداع والدوار , تمنيت لو أني أكمل المسافة سيرا على قدميّ , ولكن لم يبق إلا القليل , توقفت الحافلة ترجل منها الركاب , وتوجه كلٌّ إلى مقصده , وتوجهت بدوري إلى بيت عمتي القريب من محطة الحافلة لتبديل ملابسي وارتداء البذلة الجديدة , رحبت بي عمتي وأحضرت طعام الإفطار, تناولته على عجل , ثم ارتديت البذلة وتوجهت إلى مكان المسابقة والأحلام الجميلة تداعب مخيلتي, وعندما وصلت لاحظت إعلاناً ملصقاً على الباب الخارجي, اقتربت منهُ وقرأت :
عذراً.....! لقد انتهت المسابقة .!
أيوب الحمد
الرقة - سوريا

خليد خريبش
21/01/2010, 09:06 PM
أخي الكريم هنا اتجاه آخر لما أقرؤه في الكتابة القصصية السورية،تقريبا مشابه لما يكتب في المغرب،اختلفت البلدان والوضع واحد.

طارق شفيق حقي
21/01/2010, 09:15 PM
أسلوبك رشيق في القص أخي الكريم أيوب الحمد ، لا ترهل لا خروج عن المراد
قصة عبرت بأسطر عن حياة إنسان

العنوان كان مؤسساً
فكثيرا ما أجد البعض يخرب بناء القصة بذكر إيحاء مباشر للقصة
مثلا لو كان عنوان قصتك " عذراً.....! لقد انتهت المسابقة .!
"
لقتلت طبعاً

العنوان كان المسابقة وكانت الجملة القفلة ذات علاقة قوية
يمكن أن نجعل العلاقة أقوى كأن نقول
عنوان القصة المسابقة
الخاتمة :" المسابقة ... انتهت.."

تنفع تكون قصة قصيرة جداً

لك تحياتي

أيوب الحمد
22/01/2010, 03:52 AM
تحية لك أيها الأخ الكريم خليد خريبش وأسعدني مرورك ,
بالنسبة للتشابه في الكتاية القصصية فهو دليل على أن المنبع واحد فكلنا ننتمي إلى ثقافة عريقة واحدة وإن تباعدت البلدان جغرافيا , ومن جهة أخرى وبفضل ثورة الاتصالات الحديثة لم يعد البعد الجغرافي يقف حاجزا على الاطلاع على ثقافات المشرق والمغرب
والاستفادة من تجارب الآخرين .
لك تحيتي ومودتي

أيوب الحمد
22/01/2010, 04:01 AM
الأخ الكريم طارق شفيق حقي
إنه لشرف كبير لي , قراءتك لقصتي المتواضعة, وأسعدتني جدا ملاحظاتك القيمة .
أشكرك جزيل الشكر ولك مني فائق الاحترام.

غير مسجل
23/01/2010, 06:01 PM
مشكوووور على القصه الرائعه


هذا الشيء مو غريب عليك بس نرغب بالمزيد

أيمن الناصر
23/01/2010, 07:14 PM
القاص أيوب الحمد البدوي الجميل.
لكَم نحتاج إلى هذه البساطة والتلقائية في السرد القصصي بعيداً عن التعقيدات اللغوية المثقلة بالكوابيس التي تدخلنا بالحائط.
أحييك على هذه القصة "الومضة" وأنا مع طرح الصديق الأديب طارق حقي الذي أكد اختيارك الصحيح للعنوان وإلا لكنت قتلت النص قبل أن يولد. واقتراح القفلة "المسابقة..... انتهت" معقول ويخدم مضمون العنوان.
ما أريده منك كصديق يدخل هذا المضمار اللطيف والشيق لأول مرة. أن لا تتردد في قراءة ما يقع تحت يدك من مجموعات قصصية لكبار الرواد في هذا المجال.
أؤكد أنك تمتلك الموهبة وعنق اللغة وجسد الموضوع وما عليك إلا أن تُعمل إزميل خيالك وتمتطي عربة أخيل في فضاءات تنتظرك صديقاً مبدعاً في منتديات المربد.

أيوب الحمد
24/01/2010, 03:12 AM
القاص أيوب الحمد البدوي الجميل.
لكَم نحتاج إلى هذه البساطة والتلقائية في السرد القصصي بعيداً عن التعقيدات اللغوية المثقلة بالكوابيس التي تدخلنا بالحائط.
أحييك على هذه القصة "الومضة" وأنا مع طرح الصديق الأديب طارق حقي الذي أكد اختيارك الصحيح للعنوان وإلا لكنت قتلت النص قبل أن يولد. واقتراح القفلة "المسابقة..... انتهت" معقول ويخدم مضمون العنوان.
ما أريده منك كصديق يدخل هذا المضمار اللطيف والشيق لأول مرة. أن لا تتردد في قراءة ما يقع تحت يدك من مجموعات قصصية لكبار الرواد في هذا المجال.
أؤكد أنك تمتلك الموهبة وعنق اللغة وجسد الموضوع وما عليك إلا أن تُعمل إزميل خيالك وتمتطي عربة أخيل في فضاءات تنتظرك صديقاً مبدعاً في منتديات المربد.
الأخ والصديق المبدع الفنان والروائي أيمن ناصر المحترم
ملاحظات قيمة ونصائح ثمينة تستحق عليها قطيعا من الجمال ,
أعدك على العمل بها ماحييت .
لك مني جزيل الشكر وفائض العرفان.

أيوب الحمد
24/01/2010, 03:16 AM
مشكوووور على القصه الرائعه


هذا الشيء مو غريب عليك بس نرغب بالمزيد
شكرا لمرورك أخي الغير مسجل ,
تقبل تحياتي

الديشليار
25/01/2010, 08:46 AM
السلام عليكم
ابو يامن هذا ما تعلمناه من اصحاب الاختصاص فحل في اللغة ورجل القصة القصير ( راشـــــــــــــــــــــد )

محمد يوب
25/01/2010, 08:47 AM
قصة معبرة لخصت فيها واقع الشباب العربي الذي يحلم فقط والحلم نفسه لا يتمتع به لقد أيقظته أبواق الحافلة

أيوب الحمد
25/01/2010, 04:31 PM
قصة معبرة لخصت فيها واقع الشباب العربي الذي يحلم فقط والحلم نفسه لا يتمتع به لقد أيقظته أبواق الحافلة
الأخ الكريم محمد يوب , شكرا لمورك العطر الذي أضفى على هذه القصة المتواضعة أريجا عطرا ولونا خاصا
تقبل تحياتي وتقديري

عبد الحميد دشو
25/01/2010, 05:33 PM
يال سخرية هذه الحياة
قصة مستوحاة من الواقع
سردتها بشكل طيب
و كلمات معبرة
فاستحقت الثناء
مودتي

أيوب الحمد
25/01/2010, 07:28 PM
يال سخرية هذه الحياة
قصة مستوحاة من الواقع
سردتها بشكل طيب
و كلمات معبرة
فاستحقت الثناء
مودتي
شكرا لكلماتك العطرة ولملاحظاتك العميقة التي تسبر الأغوار ولتشجيعك المستمر الذي يدفعني ويحفز فيّ الرغبة نحو المزيد
لك كل الشكر