سمك من دون ماء

[محمد حسن المنلا]

سمك من دون ماء


( امرأة تجلس على بساط تنسج علماً ، يقف أمامها رجل يحمل عوداً متهدل الأوتار )

المرأة : ( للرجل دون أن تنظر إليه )

ستة ، وربما خمسة وأنتهي

الرجل : انتهيت أو لم تنتهي
لن يرفرف ما تنسجين
فدعي ما لديك وعودي

المرأة : ( تنهض ثائرة )
و انتظاري
والليالي التي أمتصت دماء خدودي
و المخارز
وخيوطي
الرجل : جمرة في بركة ماء
المرأة : ونشيدك !
الرجل : نشيدي !
هذا نشيدي
( يصرّه ويطرحه أرضاً )
منذ عشرين ، خمسين
مائتي ، ألفي ليلة
تعشب على أوتار عودي
فعودي لنعود عودي
( ثم يركل الورقة بهستيرية ويمشي بخطىً وئيدة ... )
المرأة : ( تمسك الورقة ، تلفّها بالعلم ثم تضعها داخل حفرة تشبه القبر )
يا حبيبي
إذا جاءاك َ
لايرهباك
وقل دونما ارتباك
هذا أنا وهذا نشيدي
( وتلحق به ) .

[مصطفى البطران]

وأخيراً أطللت علينا بعد شهر العسل الثاني مبارك عليك حبيبي أبو حسن
اما أن تجعل سمكاً بدون ماء فلا حياة حتماً للأسماك المسكينة لذا كان المشهد الجنائزي مهيباً حقاً
لأن القبر سيفاجأ والملائكة ستحتار في كيفية محاسبة الموتى وخاصة إذا كانوا من نوع نادر وأرى أنهم لن يحاسبوا
لأنهم لم يموتوا فعلاً بل في حالة إغماء قصيرة وسيعودون إلى الحياة 000 أرى أن موتهم كارثة يجب ألا نتوانى في الدعاء بطول العمر لهما 000
دمت مبدعاً تنسج بوحك بكل مهارة وحذق 000 أخوك : مصطفى البطران

[طارق شفيق حقي]

بداية سريالية ، ونسج جمل تحاكي عالم الحلم

هذه القصص أكثر ما يفسدها البحث عن المعنى
لأنها تنسج أجواء غريبة إضافة للرموز الذاتية

ما أذكره هنا أن هناك أسباب كثيرة تدفع الكاتب للدخل في هذا العالم منها شدة الألم الداخلي لنقل التمزق العميق

لكن بعيداً عن ذلك
إذا كان هناك شهر عسل ثان
لا بد من مباركة

هل العسل يولد هذه الأجواء ؟!!

[الامير الصيادي]

أستاذ محمد أنت محق يا صديقي
فلطالما نسجنا بأخيلتنا أحلاماً
وكم هرولتْ خلفنا الأناشيد
وكم أتعبناها بإصرارنا على الهروب
وكم .. وكم بكينا
وكان يَبكينا الوطن
أقول لك أستاذ محمد ، هناك علاقة جوار بين القصة والفكرة
إلا أن القصة هي الجسر ، ولكن دعنا نتسائل ، ترى من يحمل من ؟