المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قناة دوزيم ومنتخبوا طنجة وسلطاتها في وادي الي



محمد البقاش
31/12/2009, 11:37 AM
قناة دوزيم ومنتخبوا طنجة وسلطاتها في وادي اليهود يتآمرون
========================

بتاريخ 17 دجنبر سنة 2009 تم من طرف شركة أمانديس تدشين محطة الضخ بوادي اليهود للقضاء على النفايات السائلة بشاطئ مرقالة، وقد حضر ((حفل الافتتاح)) النائب الأول لرئيس الجماعة الحضرية السيد: محمد أقبيب، والنائب الأول لرئيس مقاطعة طنجة المدينة السيد: محمد أوفقير، والمدير التنفيذي لأمانديس السيد: جوزيف كزافبي، ورجال من السلطات المحلية، ومنتخبون، وقد غطى الحدث إعلاميا قناة دوزيم الفضائية.
والناظر في هذا الحدث عند قراءته في بعض الصحف المحلية، والمشاهد البعيد للقناة المذكورة؛ يُخدع، وكيف لا يخدع وقد تجند للخداع أفراد من السلطات المحلية ومنتخبون وقناة دوزيم؟
إن تدشين محطة الضخ بعيد كل البعد عن حقيقة القضاء على النفايات السائلة بشاطئ مرقالة، صحيح أن المضخة قد شرعت تعمل قبل تاريخ التدشين بحسب مراقبة جمعيتنا لها، ولكن اللافت فيها أنها قد نُصِّبت بمحاذاة القاعة المغطاة الشيء الذي أبقى مجاري وقنوات كثيرة غير موصولة بها بدءا من كوميسارية وادي اليهود وهو ما أبقى المياه العادمة تجري إلى مصبها بشاطئ مرقالة، واللافت أيضا أن المضخة إذا اعتطبت بعطل فني، أو بانقطاع التيار الكهربائي عنها، أو بفيضان وادي اليهود.. فإن المياه العادمة ستجري متدفقة في الشاطئ، كما أن اللافت المضحك هو أن المضخة تدفع بالمياه إلى الأعلى، تدفع بها في شارع الإمام مسلم إلى عقبة الكومير حتى توصلها بالمضخة الرئيسية بالحافة أو باب البحر، بينما كان الأوْلى أن تجري بمحاذاة بحر مرقالة دون أن تدفع بمضخة لتصل إلى المضخة الرئيسية، فلماذا لم يحصل ذلك وعندنا مهندسون عباقرة في الإفساد وإتلاف المال العام؟ لماذا لم يكشفوا عن آذانهم بالإشارة إليها مباشرة بدل الالتفاف حول العنق أو القفاه؟ قيل لأحدهم: أين هي أذنك؟ فقال: إنها هذه، وقد أدار يده على عنقه مارا بأذنه اليمنى ليشير إلى أذنه اليسرى، أي غباء هذا؟.

المنتخبون لا يكلفون أنفسهم عناء الذهاب إلى الشاطئ ــ هو الآن موصول بطريق التفافية ــ؛ للإشراف على المصب للمياه العادمة التي تجري في الشاطئ منذ أن دُمّر القادوس الضخم بالأمطار الطوفانية بتاريخ: 23 أكتوبر سنة 2008 إلى يومنا هذا، ولم تزل.
لقد شمرت جمعية الجيرة للتفاعل الثقافي ومعها بعض الغيورين ممن ساعدوها عن ساعديها لفضح الكذب والدجل، فالجمعية ترفض نصب القادوس على الشاطئ، ترفض إدخاله البحر من الشاطئ، تطالب بإعادة الوضع إلى سابق عهده، تطالب بعدم ردم القادوس إلا إذا كانت هناك ضمانات خطية تؤكد صلاحية القادوس الجديد لصرف مياه الأمطار التي يصرفها القادوس الضخم منذ أكثر من خمسين سنة دون مشاكل، فالوادي يحمل مياه الأمطار من أماكن بعيدة، يحملها من بوخالف، وكم مجرى يصب في الوادي ليصل إلى القادوس الذي يصرفه إلى بحر مرقالة، تطالب الجمعية بإزالة جزء من الطريق الالتفافية وإدخالها في الجبل ليعود الشاطئ إلى نضارته وسعته كما كان في الماضي القريب.
لطالما نشرت الجمعية في الصحف المحلية وفي موقعها على الإنترنت وفي بعض المنتديات كذب أمانديس ودجلها، وقد وجهت نداء حارا إلى الملك محمد السادس بهذا الشأن هذه مقتطفات منه:
((معلوم بداهة أن الطفل حين يفْزع يلجأ إلى أمّه، وحين يكبر قليلا ويلاحظ قوة أبيه على أمه يفزع إلى أبيه، وحين يصير رجلا ويفزع أو يُظلم يلجأ إلى الحاكم والسلطان.
ونحن سكان طنجة قد أصبنا بالغبن وظُلمنا كثيرا، ومن بين الظلم الذي لحقنا تحويل شاطئ "مرقالة" إلى مستنقع، حوّله المسئولون وشركة "أمانديس" إلى بؤرة للأمراض وحاضنة للأوبئة ضاربين عرض الحائط إضرار الناس وحاجة الساكنة الملحة إلى الشاطئ من الجبل الكبير والدرادب ومستر خوش ومرشان إلى بن ديبان وبني مكادة وحومة الشوك ومغوغة..
فالناس يرتادون شاطئ "مرقالة" في فصل الصيف من أماكن نائية، والأطفال القريبون من الشاطئ والبعيدون عنه ينزلون إليه دون رُفْقة، وقد كان الشاطئ نظيفا لا يتلوّث إلا عند هبوب الرياح الشرقية بحيث تأتي بالمياه العادمة وتنشرها على طول الشاطئ، ومعلوم أن البحر حين يكون هائجا بالرياح الشرقية يحول دون سباحة الأطفال إلا قليلا، وأما عندما تكون الرياح غربية وشمالية وجنوبية فإن الشاطئ يظل نظيفا، وهو بهذه الرياح أنظف من الشاطئ البلدي..
لقد عُبِّدت طريق التفافية من ميناء طنجة لتمر فوق القادوس الضخم الذي بناه الاستعمار لصرف المياه العادمة في الشمال الشرقي للشاطئ رعاية لروّاده وحفاظا على مساحته الرملية، وحين لم يقيموا قنطرة عليه، وحين تركوا المصب على حاله، وحين ضربت الأمطار الطوفانية طنجة في 23 أكتوبر من السنة الماضية عرّت البنية التحتية الهشّة للمدينة، وتصدّع القادوس على بعد مآت الأمتار من مصبّ الوادي، فبقي على حاله، ثم أُتْلف القادوس وهُدم من مصبّه إلى حيث المكان الذي تصدّع منه، وتُرك الماء الحار يجري على الرمال ويصب في وسط الشاطئ فلوَّثه كُليّا، وقد نشرنا منذ حين قريب بيانا باسم جمعية الجيرة للتفاعل الثقافي نضع فيه المسؤولية على عاتق الوالي والعمدة ومسئولي الجماعات، وقد اقترحنا عليهم فيه أن ينقروا جبل "مرقالة" ويحفروا فيه نفقا ويمدّوا فيه القادوس والطريق وسيكون النفق بمئات الأمتار فقط، ثم يتركوا الشاطئ لروّاده من كل أنحاء طنجة ومن غير طنجة، وهو شاطئ جميل مشهور عالميا.
وإذ نرفع نداءنا إلى جلالة الملك نرفقه بتظلُّماتنا بعد أن صُمّت آذان المسئولين عن الإصغاء لنا، ورفضوا إنصافنا خصوصا وأن أطفالنا قد شرعوا يسبحون في المياه العادمة، ويكفي زيارة للشاطئ لتفقُّد ما يجري لفلذة أكبادنا، ولرعاياك أيها الملك الشاب. طنجة في: 15 يونيو 2009 ))

إن المسئولين والمنتخبين ممن شاركوا في تمثيلية الاحتفال دجالون متواطئون لا يستحون من الكذب على الناس، اذهبوا إلى الشاطئ وانظروا بأعينكم إلى النفايات السائلة التي تجري في شاطئ مرقالة فتلوثه وتلوث البحر، اركبوا سياراتكم، فالطريق معبدة، وانظروا إن شئتم من نافذة سياراتكم لتتأكدوا من خداع أمانديس وتواطؤ خسيس لكل من يسكت عن جرائمها البيئية.
لست هنا أحب أن أتناول شخصيات عمومية من مثل محمد أوفقير الذي أضحى نائبا أول لرئيس مقاطعة طنجة المدينة، لست أحب تناوله لأني أستحي من قلة حياء من لا يستحي، فالشاب من أبناء حومة عين الحياني، وقد سبح في الشاطئ كثيرا، فإذا كان ابن المنطقة لا يعير اهتماما لما ينشر عن شاطئه، ولا يحفل بجرائم من يعمل موظفا عندها، فمن يهتم إذن؟.
لقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: (( إذا لم تستح فاصنع ما شئت)).
لقد أسْمَعْتَ لو ناديتَ حيّاً ............. ولكن لا حياة لمن تنادي

=========
جمعية الجيرة
سوسيو ثقافية بيئية تنموية ورياضية طنجة.
طنجة في: 31 دجنبر 2009