المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة قصيرة بعنوان / أمل في دهاليز كظلمة



عبد الجبار الحمدي
23/12/2009, 10:22 AM
أمل في دهاليز مظلمة
بقلم / عبد الجبار الحمدي

دوما ما كان يحس نفسه حين يدفعها بكرسيه المدولب انه يدخل نفقا للزمن , تتيه عيناه بقراءة مخطوطات جدرانه التي حوت متاهات وضياع حيث تتلون الحروف طبقا لإرادة , يشعر بخدر ونعاس , ودوران في جوف زمن أبتلع مخاضات سنين تناثرت ملقية همومها في أفواه جائعة فرام يمشط شعر زمنه ليضفره مواقيت قادمة علها تكون ذات قيمة ومظهر , مرر أصابعه على جدران خشنة الملمس شكا ألماً من جروح وخدش , لعقها ممتصا رحيق نفسه المر الذي تعودت طوابير اللطمات تلقيها حين وقفت تأخذ نصيبها في حياته , كثيرا وحين يمتسي الليل يدحرج بنفسه بين أزقته المظلمة بحثا عن شبيه سُحقت حياته وسكنت خواطره نفق الزمن , شاءت الأقدار في ذلك الليل أن تقع عيناه على دهليز طويل والذي كان في آخره قبسا من نور , دفعه الفضول سعيا إلى نقطة ضوء , لم يكن الطريق سالكا وسلسا كما اعتقده , وزاد من وعورته ظلمة جدرانه التي ما كان يميزها كرسيه سيرا في مسافة وتخبطات ملتوية , نعم ... سلط أمله على ذلك الدليل الذي كان هدفا لفضول , هناك وفي بعض لحظات سير تراءت له كتابات على حيا طين دهليز أستوقفته من كانت تعرض نفسها قراءة له بوضوح على شكل سؤال قائلة هل تظن أن الذين سبقوك مرورا حظوا بمبتغاهم بعد وصول ؟ قطب حاجبيه ودفع برجلي الكرسي بسرعة وقال .. مالي أنا بغيري , وهل كتب علي ان يكون لحظي شبيه ؟!! يا لتعاستي إذن .. كيف أحظى بفرصي وأتنفس من رحم لم يدخله الفساد أو الظلمة ؟ لا .. لم يكن مفترضا ان أقرأ مثبطات عزم , هلمي يا دواليبي بسرعة ودعي عثرات طريقك تكون حافزا إلى نور وضياء وزعته أعمدة المرافئ التي انتظرنا معا وصول سفينة النجاة لنحيا بعيدا عن مجار ير ملئت جرذان ومياه آسنة بسبب ظهور معالم جديدة حملت أفكار التطور الحديث , يا صديقي ألا ترى كثيرا من الذين ركبوا القمر صعودا يسكنون باطن الأرض بعد أن فاحت روائح دمائهم الفاسدة ولم يستطيعوا تكميم أفواه عرت وجوها مستعارة بلغات مختلفة , لا أعلم يا دواليبي ... فجأة جعلتني أتيه بين هذه .. وتلك .. وهذا .. وذاك .. حتى إنك تركت تقرحات عجزي من كثرة جلوس بادية في عدم ترتيب أفكاري , لا عليك .. على كل حال أتركني وحديثٌ جانبي وهيا هلم وسر بقوة عزم فأني أحس أن الحظ هناك تحت خيمة ذلك الضياء الذي نشر أوتاده وبنا سقفا لاستقبال ضيوف , كما دعني وحالي واترك حديث الرموز , فجأة !! توقف الكرسي عن السير أمسك بقبضتيه على دواليبه دفعا لكنها تحجرت التصاقا بأرضية هشة , نزل الخوف أزيزاً وقد برزت معه خربشات أظافره على سطح جدران الدهليز, وقف شعر جسده استعدادا لهرب , خرجت مهرولة بقايا طموحات عبر رعشات وتنميل نصف جسد حي , دار سؤال بين لسان وجوف فم مالك صدمت رفيق درب شاركك التصاقا عمرا طويلا هل جننت ؟؟.. ما أن لاحت لك بوادر ضياء ومرفأ حتى أخذت تجزع من منادمة ونقاش , هل حزمت حقائب سفرك وحدك حين وصول ولفلفت بقاياك التي لا تريدها لترميها في مياه عميقة ؟ توقفت قبضتيه عن الحركة شدها زماً بقوة محركا أصابعها قُبلاً رجاءاً واعتذار , ثم قال .. ما قصدت أي شيء حين طلبت منك التوقف عن الحديث , كان همي ان نلفظ أنفاسنا عزما إلى دفع وسرعة وركنها خزينا إلى ساعة وصول , ثق أني قد نسجت من دورانك حياة في عمر مهما اختلفت المقادير, هيا أترك الانزعاج جانبا ودعنا نكمل رحلة هذا الدهليز الذي ما أن دخلنا فيه حتى جعلنا نكاد أن نخسر علاقتنا , كما أن الرجوع إلى الوراء هو خراب في عالم ميت .شعرت دواليبه بخوفه وعجزه وصدقه في حديث , ومن ثم أخذت تمسح بخديها على صفحات يده وهو يربت على وجهها بحنان وشكر تعبيرا عن صفح , بعدها انطلق مسرعاً بخفة الروح التي تبحث عن التجديد رغم صعوبات طريق آملاً الوصول إلى باحة الضياء والمرفأ علهما ينساقان وحظهما لركوب سفينة النجاة والوصول الى يم مملوء بمستقبل جديد .

خليد خريبش
01/01/2010, 07:46 PM
أخي الكريم عبد الجبار،دائما أتابع إبداعاتك باهتمام،تحياتي الأخوية.