المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بسمة على بوابة الكذب



كنوز الشرق
16/12/2009, 10:23 AM
نَزَلْتُ فِي تِلْكَ الْمَقْهَى ؛ أحْتَسِي نَوْعَاً مِنْ الْرِضَابِ ..
هُنَاكَ قَرَأْتُ وُجُوهَ الْنَاسِ أَتَفَرَّسُهَا :
منها عَابِسَةً ...
وأخرى تُرَتِّلُهَا بَسْمَةً , يَخْطُو نُورُهَا , يَشُقُّ الْعَتْمَةَ , تَصُبُّ دَاخِلهَا عَزْمَاً وأَمَلاً ,

- يَاعَبْهَرِيَةَ الْنَسِيمِ ..! كَمْ انْتَظَرْتُكِ كَثِيراً ... كَلِمَاتُكِ : شَذَاً تعْبِقُ بِهِ الأَرْجَاءُ .. زهوراً تَيْنَعُ بِدَاخِلِي ..!
لَكِ هَذَا : كَأْسَ ودٍ مْعَتَّقٍ نَتَقَاسَمُهُ مَعَاً , أَوَدُّ الْتَوَاصُلَ غَالِيَتِي .. وَقَفْتُ مَشْدُوهَاً مُذْ رَأَيْتُكِ .. ثَكْلَى كَلِمَاتِي , ومُنْتَهِكَة حُرُوفِي ... هَلْ لَي أَنْ أَرَى مَحْيَاكِ ؟!
سَبَقَتْنِي قَدَمَايَ بِالْخُرُوجِ , أتَقَيَّأ اشْمِئْزَازَةَ مُقْتٍ .

تَتَعَثَّرُ خُطَايَ...
عَلِيلٌ ... ! مُؤَكَّدِ أنَّهُ يَتَألَّمُ , بَلْ يُرِيدُ الْمُسَاعَدَة ...
- ياذات الصوت الآسر.. قَدْ أصَابَنِي الْوَصْبُ , وتَخَبْخَبَ الْبَدَنُ حَتَّى لَصبَ جَلْدُهُ , اسْتَعَزَّ بِيَ الْعَيَاء وأَضْنَانِي الْهَيْضُ , وقَدْ أَعْضَلَ الْدَاء الأطِبَّاء , وعِلَّتِي لا يَنْجعُ فِيهَا الْدَوَاءُ .
آآآهَاتٍ .. أَنْ لا تَتْرُكِينِي يَاسَلِيلَةَ الْكَرَمِ , فَمَا أَحْوَجَنِي لِوُجُودكِ ... كُونِي بالْجِوَارِ ...!
يَالَهُ مِنْ نَائِحٍ مَلُولٍ ..
نَظَرْتُ فِي أَعْيُنِ كَلِمَاتِه , قَرَأْتُها انْتِدَاحَاً , فَوَهَصْتُ بِهَا .

هُـــــنَا ..! وَدَدْتُ صِلَةً مُوثِقَةُ الْعرى , لِيَكُنْ بَيْنِي وبَيْنَهُ حَبْلٌ مُحْصَفٌ ...
- أُخْتَاهُ ..
رَدِيئَةٌ تلك البَضَائِعُ وأَنَا لَكِ نَاصِحٌ أمِين ...
لاتَجْذِبكِ ألْوَانَها فَتُضِلِّي ... ولا تُبْهِركِ أضْوَاؤَهَا فَتَكُونِي مِنَ الْنَادِمِين .
إني أتَوَسَّمُ فِيكِ مَخَايِل الْكَرَمِ , وأرَاكِ مُطْهَمَةُ الْخُلُقِ ... مَاءُ الْجَمَالِ يَتَرَقْرَقُ فِي حَرْفِك وَقَدْ فَغَا عَبِيرُه طُهْرَاً , وتَضَمَّخَ بِالْنَقَاءِ .
أصَخْتُ لَهُ , وتَلَمَّظْتُ كَلِمَاتَهِ . كَمْ هُوَ جَم الإِفْضَالِ ... فَيَّاض الْلُهَى .
ظَنَنْتُهُ هَكَذَا ..! دَنَوْت أرْتَجِيه احْتِوَاء ...
أذْهَلَنِي مَا ارَتَأَيْتهُ..! إنه يَسْتَنْزِلُ عَنْ حُلْمِهِ , ويَزْدَهِفُ عَنْ وَقَارِهِ , وقَدْ حَلَّ حُبْوَتَهُ الْطَيْشُ .

أمممممم ....
مَاأَطْيَبَ رَائِحَة الْزُهُورِ الْزَكِيَّةِ ....
مَاأرْوَعَهَا .... نَدِّيٌ صَبَاحُهَا بَائِعَةُ الْوَرْدِ , عِنْدَمَا يَزُّخُ قَطَرَاتَهُ عَلَى الْرَوْحِ يرْوِيهِ بَلْسَمَاً ..
جَذَبَتْنِي رِقَّتُهَا وآثَرَنِي عَطَاؤُهَا ..
- أَنْ خُذِي هَذِه يَاحَبِيبَة : فِي صَبَاحِي أَنْتِ أُنْشُودَةً ...
حقاً مَا أَجْمَلَ الْبَيْلَسَان وسَنَابِل الْقَمْحِ وزُهُور الْلَوْزِ .
اِقْتَرَبْتُ ... أَكْثَرَ لأقْطِفَ مِنْ بُسْتَانِهَا , وإذَا بِي أٌطْبِقُ يَدِي عَلَى أَشْوَاكٍ دَامِيَةٍ ...
آااااه ... كَمْ آلَمَتْنِي حَتَّى تَنَفَّسْتُ الْدُمُوعَ حَسْرَة ً..!
انْحَنَى عُودُ الْقَمْحِ هَاتِنَاً .. يُقَبِّلُ قَاعَ مَاقَدْ وَطَأَتْهُ قَدَمَايَ ... وَهَبَّتْ دَمْعَةٌ أودعت جفني نيران السهد وهياج الوجع

اسْتَنْشَقْتُ كِبْرِيَائِي , وتَطَهَّرْتُ بِعِزَّتِي ...
أمْتَطِي صَحْوَةَ الْضَوْءِ .

هَمَمْتُ بِالْخُرُوجِ مُسْرِعَةً عَاقِدَةَ الْعَزْمَ عَدَمَ الْعَوْدَةِ ؛ فَعِطْرُهَا كاَذِبٌ .. خَادِع .
وَهُنا اخْتَلَطت بِدَوَاخِلِي ثَوَرَاتٌ كَادَت تَتَفَجَّرُ بركاناً .....

كَثِيرَاً مَاتَلَقَّفَتْنَي الْخَوَاطِرُ الْوَاهِنَةُ ... تَتَمَعَّنُ الْعُزْلَةَ والْحَيَاةَ المُعْطِبة ...
إنْطِوَاءٌ .. يُقَهْقِهُ عَابِثَاً بِتَأَمُّلاتِ صَمْتِي ..!
وثِقَةٌ .. يَتُوقُ لَهَا الْفَقْدُ لِتَتَرَبَّعُ عَلَى عَرْشِ الإنْزِوَاءِ ,
حِينَ احْتَضَنَ خَاطِرِي مَخَاضُ الْفِكْرًةِ : أَنْ الْفُظِي تِلْكَ الْوِحْدَةَ الْمُوحِشَة .

رِحْلًةٌ مُفْلِسَةٌ إلَى مُلْتَقَى الأوْهَام...
وَقَفْتُ عَلَى حَافَةِ قَرَارٍ بِالْعَوْدَةِ صَفِرَاً .. وكَفَانِي تَقَعْقُعَاً مَابَيْنَ نَصْبٍ لِلْحَبَائِلِ ... وَبَثٍ لِلْغَوَائِلِ .

آَثَرْتُ الْصَمْتَ ...
وآثَرْتُ الْوِحْدَةَ ...
فَقَطْ حَاوَلْتُ لَمْلَمَة شِتَات فِكْرِي الْمَنْثُور .

نَظَرْتُ عَلَى مَرْأَى الْبَصَرِ ...
اقْتَرَبْتُ .. شَعُرْتُ بِجِيُوشِ الْخَوْفِ بَاتَتْ مَهْزُومَة ... حَيْثُ تَهَاوَتْ قِلاع الْيَأْسِ ... قِنْدِيل أَضَاءَ دَيْجُور الْلَّيْلِ يُعَانِقُ الْرَوْحَ ,
يَقِينٌ وَارِفٌ ... وصِدْقٌ صَهِيلُ حَرْفُه صَادِح ..
أخَذْتُ أُحْدِقُ الْرُؤْيَةَ لِتِلْكَ الْجَوْهَرَةِ الْنَفِيسةِ , الْسَاطِعُ نِبْرَاسها... دَنَوْتُ مِنْهَا ... دَنَوْتُ أكْثَرَ , لأرَاهَا مَوْسُومَةً بِالْخَيْرِ !
وَضَعْتُهَا أَمَامَ عَيْنِيّ تَحْتَضِنُهَا الْمُقَل ...أَتَنَفَّسُهَا فِي امْتِنَانٍ .

أغْلَقْتُ شَاشَةَ الْحَاسُوبِ والْبَسْمَة مِلْء الْقَلْبِ .. لَنْ تَنْتَهِي أَبَدَاً

خليد خريبش
16/12/2009, 10:46 AM
إذا قارنا هذا النص المفعم باللغة الشعرية،بنصوص سردية نشرت هذا الأسبوع سنجد بونا كبيرا بينها.يتعلق الأمر بمدارس مختلفة،هذا النص يمتح من الشعر العربي حيث تعتبر الجمالية في الأسلوب ،في العبارات ،في الجمع بين ما هو أصيل وما هو جديد...إلى آخره شيئا جوهريا.النص ينزع شيئا ما نحو الرومانسية(جبران،إيليا أبو ماضي،الشابي..)أعتقد أنه من الشام.

نرجس
16/12/2009, 07:45 PM
فاااآآآآق النص هذا
عتبات الجمالية
و التنميق
و الأسلوب السردي الفاخر
من أجمل ما قرأت
فاستمري

.........
جدااا راااااآآآآآآآآآئع
بوركت
+/

كنوز الشرق
17/12/2009, 07:25 AM
إذا قارنا هذا النص المفعم باللغة الشعرية،بنصوص سردية نشرت هذا الأسبوع سنجد بونا كبيرا بينها.يتعلق الأمر بمدارس مختلفة،هذا النص يمتح من الشعر العربي حيث تعتبر الجمالية في الأسلوب ،في العبارات ،في الجمع بين ما هو أصيل وما هو جديد...إلى آخره شيئا جوهريا.النص ينزع شيئا ما نحو الرومانسية(جبران،إيليا أبو ماضي،الشابي..)أعتقد أنه من الشام.





إطراءك الطيب سيدي الفاضل رفع قدر نصي جليا
نص من مصر وأفتخر
تراتيل ود

رغـــد اليمينى
17/12/2009, 06:07 PM
http://img237.imageshack.us/img237/4633/fasell.gif (http://img237.imageshack.us/my.php?image=fasell.gif)

..::.. كنــوز الشـرق ::..

تحية مُكللة بورق العرعار الزاكى

جميل هذا النص المُفعم بالمفردات الشاعرية الجذلى والمعانى العميقة التى قلّ ما أصادفها فى سردّ قصصى

لآنه "كلام فى سركِ " قليلون من يلجأون إلى المُعجم لفك طلسمه جملة فى نص لمفردة ما ؛ لذا فهُناك مدارس تدعم هذه النوعية من النصوص والبعض الآخر يرى أن النص إذا زادت به الآلفاظ الجزلة أثقلته وأصبح غير مرن لوصول الفكرة القائمه عليه ،

أما بعد :

؛؛ بسمة على بوابة الكذب ؛؛

الحقيقة يا كنوز رأيتها فى قصتكِ هذه لما حوت على كمّ النفاق وما تتعرض له المرأة وأيضاً الرجال المثقفون والآدباء منهم
على وجه التحديد عبر الشبكة العنكبوتية فالكثيرالكثير منهم يرتدون أقنعة الجمال عبر كلمات ينصبها كلاً منهم كشبكة تنتظر فريستها وهذا هوَ قمة القبح يقع بها فقط أصحاب النفوس الضعيفة وممً لديهم مشاكل عاطفيه أو نفسية وأحياناً صحيه :)
أما البسمة الكاذبة سنتركها على أفواف النهاية المُتعددة الرؤى ،،
أغبطكِ على الفكرة الجميلة وأرف فرحًا على وتر لغتكِ السامقة والناعمة حساّ
أهلاً ومرحباً بكِ يا كنوز ..
http://img46.imageshack.us/img46/7459/194448m92sy0friy.gif (http://img46.imageshack.us/my.php?image=194448m92sy0friy.gif)

كنوز الشرق
17/12/2009, 06:26 PM
فاااآآآآق النص هذا

عتبات الجمالية
و التنميق
و الأسلوب السردي الفاخر
من أجمل ما قرأت
فاستمري


.........
جدااا راااااآآآآآآآآآئع
بوركت
+/



مرور كريم سيدتي واطراء أخجل كلماتي
باقة نرجس لروحك

كنوز الشرق
17/12/2009, 07:32 PM
http://img237.imageshack.us/img237/4633/fasell.gif (http://img237.imageshack.us/my.php?image=fasell.gif)


..::.. كنــوز الشـرق ::..


تحية مُكللة بورق العرعار الزاكى


جميل هذا النص المُفعم بالمفردات الشاعرية الجذلى والمعانى العميقة التى قلّ ما أصادفها فى سردّ قصصى


لآنه "كلام فى سركِ " قليلون من يلجأون إلى المُعجم لفك طلسمه جملة فى نص لمفردة ما ؛ لذا فهُناك مدارس تدعم هذه النوعية من النصوص والبعض الآخر يرى أن النص إذا زادت به الآلفاظ الجزلة أثقلته وأصبح غير مرن لوصول الفكرة القائمه عليه ،


أما بعد :


؛؛ بسمة على بوابة الكذب ؛؛


الحقيقة يا كنوز رأيتها فى قصتكِ هذه لما حوت على كمّ النفاق وما تتعرض له المرأة وأيضاً الرجال المثقفون والآدباء منهم
على وجه التحديد عبر الشبكة العنكبوتية فالكثيرالكثير منهم يرتدون أقنعة الجمال عبر كلمات ينصبها كلاً منهم كشبكة تنتظر فريستها وهذا هوَ قمة القبح يقع بها فقط أصحاب النفوس الضعيفة وممً لديهم مشاكل عاطفيه أو نفسية وأحياناً صحيه :)
أما البسمة الكاذبة سنتركها على أفواف النهاية المُتعددة الرؤى ،،
أغبطكِ على الفكرة الجميلة وأرف فرحًا على وتر لغتكِ السامقة والناعمة حساّ
أهلاً ومرحباً بكِ يا كنوز ..


http://img46.imageshack.us/img46/7459/194448m92sy0friy.gif (http://img46.imageshack.us/my.php?image=194448m92sy0friy.gif)


تشرفت بقراءتك النيره وعبق مرورك هنا ..
ولاأخفيك مدى سعادتي بتحليلك للنص
هي المرة الأولى منذ نشرته على الشبكة أجد من استوعب المعنى بهذا الإيضاح الذي أعنيه
من القلب إلى القلب شكراَ لجمال هذا الحضور سيدتي الفاضلة
ولكِ باقة من زهورالنسرين والخزامى
وود وبسمة صادقة