المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بكارة للبيع



محمد يوب
13/12/2009, 04:14 AM
رشيدة شابة في سن العشرين، رشيقة القوام ،بيضاء البشرة، التقت بسمير عند باب العمارة، ابتسم لها ردت عليه بابتسامة ، سألها ماذا تفعلين في حياتك قالت له أشتغل في شركة لصنع الأنابيب ، قال لها : إنني أشتغل بشركة قريبة من شركتكم، سنلتقي غدا ونتابع الكلام .




بعد نهاية الدوام خرجت رشيدة كعادتها مع زميلاتها، تتبادل معهن أطراف الحديث ، نقاش روتيني تعودن على تكراره كل يوم ، التفتت يمينا رأت سميرا يقف بدراجته بجانب كشك السجائر ، أحست برعشة حركت فؤادها تسمرت واقفة واستأذنت من زميلاتها ، اسمحوا لي سأذهب مع ابن خالتي ضحكن جميعا وقلن : ما عهدنا أن لك ابن خالة ،نحن نعرف أن أمك لها أخ وحيد، طأطأت رأسها خجولة وابتسمت، تركت زميلاتها ، ركبت وراء عشيقها ، اقترح عليها أن يشربا عصيرا أو فنجان قهوة في المقهى المجاورة،جلسا متقابلين كانت هذه أول مرة تجلس فيها رشيدة مع شاب غريب، تبادلا أطراف الحديث ، أبدى لها إعجابه بها وكانت كلماته تخرج من فمه وكأنها قطرات من عسل، تستمتع بها و تشنف بها أذنيها، يتكلم في الأخلاق و القيم وينتقل إلى الحديث عن شباب اليوم الذين يضحكون على البنات البريئات ، كلام جميل ، استحلته وأعجبت به .


تكررت الزيارات ،تبادلا القبلات خلسة عند مصعد العمارة وبين الردهات، في يوم دعاها للدخول معه إلى البيت ، قبلت العرض باستحياء ، كان سمير يثقن فن الكلام المعسول ، استدرجها للدخول في المعقول، سلمته نفسها،واسترخت لدعاباته ولمساته التي تسلب العقول ، استفاقت على وقع تمزق في ختانها أفاقها من غفلتها ، جمعت رجليها بقوة صفعت وجهها صفعتين ، يا ويلي ماذا فعلت بي ضيعتني ، فضضت بكارتي ، انكفأ على جنبه وأشعل سيجارة وبدأ ينفث الدخان من فمه ومن أنفه.


توارى سمير عن الأنظار، بقيت رشيدة تعاني من تأنيب الضمير ، خانت الأمانة التي عاهدتها بها أمها الأرملة، ضحت بشبابها من أجلها ، كانت أمها دائما تنظر إليها نظرة اعتزاز و افتخار أمام الأهل و الجيران.


في أحد الأفراح التقت رشيدة بشاب من الشباب المهاجرين إلى إيطاليا أعجب بها وبرشاقتها وجمالها، طلبت منه خطبتها من أمها ، كان الشاب لطيفا أنيقا مستعجلا للزواج ، احتارت في أمرها هل تخبره بفقدان بكارتها ، كيف تقنعه وخاصة أنها شعرت بأنه هو الزوج المناسب الذي سيريحها من عناء العمل ويسهر على رعاية أمها .


حكت رشيدة حكايتها لإحدى زميلاتها في العمل ، تأثرت موقتا بهذا الموقف وبعد ما انتهت أشارت عليها بتركيب بكارة مصطنعة ، وقالت لها: إن البكارة أنواع منها الصيني وهو نوع رديء قد يكشف حيلتك، وهناك النوع الأمريكي وهو أصلي صادر من الوكالة عليه طابع صنع بأمريكا.






محمد يوب


13-12-2009

عبد الحميد دشو
13/12/2009, 01:57 PM
( قطرات من عسل ) هذه المعاني و المرامي
قصة مؤثرة و لعلها تتحدث عن واقع الحال
في هذا الزمان .. لقد وضعت أصبعك على
الجرح .. عل الفتيات يتعضن منها ..
بارك الله بك أخي الأديب محمد صديقي
العزيز و تحياتي الحارة لك و سلمت روحك .

حسن_العلوي
15/12/2009, 12:51 PM
انظر الى النص من زاوية البناء فاجد اني اتفق مع من قال ان هناك استعجالا في بناء الخاتمة,لنقل ان القفلة كانت العنصر الاول في بناء النص..النص الى حدود القفلة كان متينا و سرده اسرا,غير ان الرغبة بقول القفلة جعل الامر مرتبكا
من زاوية الدلالة
ينبغي على المجتمعات العربية المهوسة بالشرف المرتبط فقط بالبكارة الى اعادة بناء قيمه من جديد و النظر الى المسالة بشكل مختلف
الرجل مسؤول ايضا,و يساهم في تردي الاخلاق,و اذا كان المجتمع لا يلومه بل يشجعه على التمادي في اعماله الدنيئة فما ذلك الا لغياب القانون الذي يحمي الجميع,و ايضا حين يتهرب من مسؤولياته كما بطلنا في هذا النص فانه نذل جبان,لا يستحق التكريم و لا يستحق ان يحمل قيم الرجولة..
الفتاة قد تاتي الفعل_الحرام_ باشكال مختلفة,و يمكنها ان تغادع لان غياب الوضوح و معاقبة المراة لوحدها تدفعها الى سلوك مسالك تحميها من النظرات المدينة..
حتى لا اطيل,ينبغي ان نوجه اللوم في مثل هذه الحالة للطرفين معا و معاقبتها معا و ادانتهما معا,و من العار ان يتحمل طرف واحد اللوم و ينجو الاخر..
رائعة صناعة البكارة الصينية,فلربما اعدنا النظر في مفهوم الشرف,و اعدنا ترتيب بيوتنا من جديد..
اخي لغتك جميلة و سردك اسر,لكن لا تستعجل الخواتم
مودتي