المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يوميات رجل مظلوم ( القصة الزنبقية )



الزنبق الحزين
08/12/2009, 12:30 PM
يوميات رجل مظلوم ( قصة زنبقية ) بقلمي



كان مظلوم .. وهل للطيبة ظلم يحتسي الطيبة بألم!

ينام في رخاء وأحلامه تعلو القمم رخائه البساطة من نالها كما قال سَلِم

كان يبيت في الخلاء يفترش الأرض ويتوسد الذراع ويتلحف السماء

يلبس الطيبة كرداء يمشي مع الفقراء ويحمد الله في السراء والضراء

كان يقول بينه وبين نفسه :

( أداوي جروح الناس بيدي ومال جروحي من الناس بدوائي )

سمع عن مدينة يقال لها مدينة الغموض فقرر الرحيل لها متحمِّلا كل العناء

ليس له وطن وطنه كل أرض تطؤها قدمه وأمتعتُة حفنة تمر وجراب ماء

وصل المدينة بعد تعب مضني وإرهاق شديد وسفر بعيد وعناء

دخل من بابها الأول وهو المَنفذ إلى السوق التجاري

كان السوق يكتظ بالناس من باعة ومن ومتجولين وتجار ومتسولين

كان يتمشى بين الناس وبين المحلات مندهش من كثرة الناس والباعة

وبينما هو يمشي سمع بائع عطور يقول :

يعتلي شهب المحيى هاجسا لفة مجبور من القند

ويرتشف طعم الحياة بعطر وافدا من الهند

لا ينام في الخلاء كملك رزين لا حرس ولا جند

فشده كلام العطار فرد عليه قائلا :

أسرج الخيل وهيا انتفض من خال وعما وجد

ولا تشيخ على الرذيلة صاحب الرذيلة دائما في صد

لا ينام في الخلاء ملكا وحول شعبه حبلا قاسيا من شد

فقال له العطار وهوا مندهش : وربي أحسنت بما قلت وأوجزت بما طرحت

فنحن أخذنا وأنت أعطيت فاطلب ما شئت

فرد عليه الرجل قائلا : لدي ما أشاء ولله الحمد ما شاء شاء

وهز رأسه وتابع مسيره وبينما هو يمشي مر من عنده متسول يمد يده ويقول :

ما كنت في رحاب الحب عاشقا ولكن عشقي زاد في إحراجي

يثنى عليه في عشقك تهجدا ما كنت باغيا ولا أصبحت في الحب باغي

فرد الرجل على المتسول قائلا :

إن كنت في رحاب الحب عاشقا فليس الحب داءً لكل دواءِ

فكرت يوما مثلك فأصبحت غافلا فبات كالدود ينخر في أحشائي

إن أصبحت من الحب متسولا فعجبا ليس هكذا تترجم الأشياءِ

ففرح المتسول كثيرا بكلام الرجل وقال له:

فصاحة شاعر وكلام حكيم فليس لي شيء أعطيك فقط اذكر الله تعيش في نعيم

فقال له الرجل ليس لي سوا ذكر الله لست محتاج لتعميم من غفل عنها عاش في جحيم

وتابع تنقله بين المحلات وبين الناس يلتفت يمينا ويسارا

حتى وصل إلى باب كبير في أخر السوق تقف عنده امرأة في عقدها الأربعين من العمر

فنظر إليها مبتسما وبادلته الابتسامة وفتح الباب من خلفها بخفة وقالت له تفضل في سلامة .....يتبع لاحقا .....

خليد خريبش
10/12/2009, 09:14 PM
استمتعت بالحكي ها هنا،ننتظر المزيد،تحياتي الأخوية.

حسن_العلوي
15/12/2009, 01:06 PM
تلك اللغة الشاعرية نفذت الى اعماقي باسرارها و بعدها الحلمي
لي رجاء
صوب الهنات التي حضرت
مودتي

غير مسجل
22/12/2009, 04:25 PM
استمتعت بالحكي ها هنا،ننتظر المزيد،تحياتي الأخوية.

لا يا أخي انت قاص مربدي والاستمتاع بالحكي عندك بارك الله فيك

تقبل مني فائق احترامي لسموك الراقي