محمد محمد البقاش
20/11/2009, 11:48 PM
أديب يمنع للمرة الثانية من دخول منتدى القصة العربية
==========================
منذ ما يزيد عن سنة وأنا ممنوع من المشاركة في منتدى القصة العربية رغم عضويتي المسجلة في سنة 2005 على ما أذكر، منعني مديره جبير المليحان على خلفيات نقدية لزبالة أدبية تنشر في منتداه، وسمح لغيري بانتقادي دون أن يسمح لي بالرد.
ومنذ ثلاثة أيام من تاريخ هذه الكتابة سمح لي بالدخول ففرحت لذلك وقلت ربما يكون الرجل قد تحرر قليلا وأصابته نفحة من شجاعة الكاتب وهو كاتب كما يزعم، ولكن للأسف لم يتحرر حتى من الشبح مجرد شبح الخوف من الأنظمة العربية..
شرعت أتصفح المنتدى بشوق وأبحث عن مشاركاتي التي (أوحشتني) ثم شاركت تحت تأثير متابع حي يتفاعل كمثقف لكل ما من شأنه التأثير في أمتي، وقد تحدثت بالتفصيل عن كيفية المشاركة المتعجلة بمقالين هما:
"نجل حسني مبارك يدق طبول الحرب" ونشرته في منتدى القصة العربية وهو منشور في منتدى المربد، ولم تمض عليه أربع وعشرون ساعة حتى منعه، ثم شاركت برد آخر، وكان بعنوان: "أين مقال: نجل حسني مبارك يدق طبول الحرب؟" وحين عدت للاطلاع عليه وجدته قد محاه من المنتدى أيضا، ولم يكتف بذلك بل أتم عمله الحضاري بمنعي كما فعل في السابق من دخول المنتدى.
لست أأسف على ما يحصل من رجل لم يتحرر من إرهاب الأنظمة العربية وبطشها بمعارضيها، ولست غضبا لنصوص تعود إلي لا تزال في الانتظار منذ مدة طويلة في موقع القصة العربية والانتظار سخرية بأديب وحياء من ذات دونية تخشى المصارحة لأنها على ما يبدو لا تريد نشره، ولست أأسف على هذا المنتدى الذي لا أرتفع به، بل هو الذي يرتفع بي، وإنما أنا مستاء من لدغي للمرة الثانية.
==========
محمد محمد البقاش
طنجة في:
21 نوفمبر 2009
=============
انظر المقالين:
نجل حسني مبارك يدق طبول الحرب
===========
وأنا أضع اللمسات الأخيرة لرواية نساء مستعملات وأمامي التلفزيون الذي تركه ولدي الشغوف بكرة القدم وذهب إلى فراشه، كانت قناة درييم Dream تتحدث عن مباراة كرة القدم التي جرت بالأمس في السودان بين مصر والجزائر برسم إقصائيات كأس العالم، لم أكن أهتم بها إلا قليلا جدا علما بأني تابعت المباراة، ولكنني حفلت عند فعل التسخين الذي يمارسه المذيع الصحافي للقناة وقد غاظني تصرفه وكأنه يدق طبول الحرب.
بينما أنا كذلك دخل على الخط نجل الرئيس حسني مبارك علاء ففاجأني بدونية حديثه عن نتيجة المباراة، فتساءلت عن انسجام موقف القناة وعلاء وقلت أيهما أخذ عن الآخر، وهل هناك مخطط يُركب للوصول به إلى إعلان الحرب على الجزائر؟
تكلم فضيلته عن المرتزقة وهم المشجعون للفريق الجزائري، وتحدث سيادته عن الإرهابيين وهم بالطبع المشجعون، وتحدث عن الحقد ولم يحصره في المشجعين لأنه يتبنى فكرة توجيه المشجعين ووقوعهم تحت مخطط قدموا به من الجزائر، ولست أدري هل سيقول هو أو غيره بأن الجزائر قد بعثت بمشجعين من الجيش الجزائري أو البوليس متخفين في لباس المدنيين.
هل هناك عقول تفكر في مصر؟ بالطبع نعم، ولكنها للأسف ليست هي التي تغذي الأحقاد، فتصرفات مناصري الفريق الجزائري تصرفات عادية تحصل في نفس مصر بين فرقها، وتحصل في كل الدنيا، ومعالجتها لا تكون بدق طبول الحرب من الطرفين، فنحن في العالم العربي بجماهير أرقى من بلاد أوروبا التي عرفت قتلى وجرحى بالعشرات ونحن لم نعرف ما عرفت..
ودعوني أنقل لكم أجواء المغرب حتى نتبين من أمر شعوبنا كمثقفين، فالمغرب في أكثريته كان مساندا للجزائر رغم ما يسمى بالمؤامرة الجزائرية على التراب الوطني بقضية الصحراء ودعمها للانفصاليين، فالمغاربة أيدوا الجزائريين، ولو حملهم الحاكم على عدم تأييدها لما أفلح، ومدينة طنجة بالخصوص كانت في القمة، أتدرون لماذا؟
أولا: الحزن على خروج تونس والبحرين والبوسنة وتركيا وكل فرق البلاد الإسلامية من التصفيات المؤهلة لمونديال جنوب إفريقيا، وهذا حق لنا لأننا جزء من كل لم يفرقنا إلا الاستعمار حديثا، والرغبة في الاندماج الحقيقي والوحدة الحقيقية موجودة وبقوة، ولا ندري كم دماء ستراق لتحقيق ذلك، لأن حكامنا لن يتنازلوا عن كراسيهم لأنانية شعوبهم المتمثلة في الرغبة الملحة في الوحدة والاندماج الفعلي والانصهار الكلي والتي هي جزء من عقيدتهم وفعل حضاري لا بد من سلوكه، ولكن من من الحكام على استعداد للتخلي، لا أقول بالتنازل للآخر، ولكن للتخلي عن الحكم حتى ندمج حقيقة كألمانيا الغربية مع الشرقية دون أن يحرض شعبه على الآخر..
ثانيا: الكراهية للمصريين موجودة، وتقسم هذه الكراهية إلى قسمين، قسم يأخذ البريء بجريرة المجرم، وقسم يتبين فينعت المجرم ويشير إليه وحده وإلى جرمه، فالمصريون بالحاكم الذي يقيم علاقات مع عدوهم اليهود الصهاينة، ويمنع الطعام والشراب والدواء عن شعب غزة بتواطؤ مع اليهود، ويقمع أحرار مصر والمعارضين، ويهيئ للعرش الخ، كل ذلك جعل المسلمين يقفون من مصر الحاكم والمطبعين من المثقفين والعلماء موقفا معاديا، هذا واضح، لأن من يخذل المقاومة بكل أشكالها في كل البلاد العربية والإسلامية ويحرض عليها أو يعمل على إنهائها وإن سانده حاكم ما فإن الشعوب العربية والإسلامية لن تسانده، بل تعاديه، والتاريخ الحديث مليء بمواقف الشعوب الثابت تجاه القضايا المصيرية، وتجاه اعتداءات أمريكا على الشعب الصومالي والأفغاني والعراقي..
ثم لماذا لم يتحرك الإعلام الرسمي لكرامة الجنود المصريين الذين قتلوا على يد الصهاينة في سيناء؟ لماذا لم يسمح ( كان مرغما إذ لن يقبل طلبه) بفريق التحقيق المصري في متابعة قضية طائرة البطوطي التي كان على متنها رجال مصريون على مستوى راق من التعليم وأسقطت عن قصد متعمد بصاروخ من بارجة أمريكية؟ لماذا يستهان بغرقى العبارات ولا تتخذ بشأن المستهينين بأرواح الناس إجراءات زجرية؟ لماذا يباع الغاز المصري للعدو اليهودي وبه يقتل الفلسطينيين والمصريين؟ لماذا لا تلقى في الزبالة معاهدة العار كامب ديفيد وتعود مصر إلى دورها المشرف؟
كل هذا وغيره لن تنساه الشعوب العربية والإسلامية، فهل ينتج عن مثل هذه السلوكيات محبة؟ هل يحب الناس الحاكم المصري وزبانيته والمنتفعين به وهم يتفرجون على المجازر الإسرائيلية ويساندونها؟
بالطبع لا، لن يحبوا إلا الذي يقف مع الفلسطينيين ضد اليهود ومع المستضعفين ضد أمريكا، لقد مل الناس خطبه الناصحة دائما بالتعقل، ولا يعني هذا أن الشعب المصري ممقوت، كلا، ولكن كل من يركب سفينة الخيانة والتواطؤ لن ينجو من كراهية أحرار العالم، فكيف بكراهية العرب والمسلمين؟...
ثالثا: ادعاء الفرعونية.
هذا الأخير هو الأخبث، لقد جالست وناقشت وسمعت وقرأت عن ردة الفعل تجاه الذي يدعي الفرعونية فكان التبرم والكراهية، وأبسط رجل في المغرب لا يمكن إلا أن يعيب كل من يتشبث بالفرعونية، فمصر ليست فرعونية، ولن تكون أبدا رغم أنف الزاعمين، إنها كتهامة والحجاز والمغرب العربي ونجد والشام والعراق وغيرها بلاد إسلامية، والانتساب إلى الفرعونية دونية مقيتة، ذلك أن التاريخ الفرعوني ممقوت، وينعت بحبه للقتل والسبي والإرهاب، فهرم الملك خوفو مثلا بني في ظرف عشرين سنة وكان الفراعنة بأتون بالشباب في سن الرابعة عشرة أقل أو أكثر بحسب رؤيتهم للطفل والشاب الضليع شديد البضعة، الجسيم صلب العضل، يسوقونه للخدمة في بناء الأهرامات، ثم يرمون به هزيلا مريضا قد قضي على صحته، هل نفتخر بهذا؟ والله لو كان الفرعون والدا للعاقل منا لما افتخر به. والفراعنة ادعوا الألوهية، واستعبدوا الناس.. وأخيرا ليس هناك ما يفتخر به، إن من يفتخر بالفرعونية يدون عن البهائم، والمغاربة مستاءون من هذا وقد بدأوا يهجرون كل ما هو مصري، بل منهم من صار يكره كل ما هو مصري، أفلامهم لم تعد تتابع، والمرأة المغربية كانت شغوفة بالأفلام المصرية وقد بدأت اليوم (لا أعني الآن، بل منذ مدة) تتبرم من كل ما هو مصري شأنها شأن الرجل، ولا يقال أن الأفلام التركية المدبلجة قد قضت عليها، لا يقال ذلك رغم صحته، فالمسألة ليست في دخول الفيلم التركي وتحقيقه للفرجة والمتعة، فالأمر أكبر، فبالله عليكم من المتسبب؟ الناس ببساطة مسلمون لا يقبلون إلا أن يعتز المرء بدينه، أو برجال ممن أنجبهم هذا الدين.
لا يقال أن الفرعونية بنَت حضارة ويؤتى بالأهرامات كدليل، لا، فالحضارة فكر وثقافة وسلوك، والأهرامات مدنية، وفرق بين هذا وذاك، صحيح أن الأهرامات بناء يدل على عبقرية المصري، ولكن المهندس والباني ليس الفرعون..
نقلت إلي خولة بنت أختي المتحمسة للفريق الجزائري (ليس إرهابية بالطبع ولا حقودة..) أنها كانت في الاستماع إلى قناة فنطق فيها مصري وكان الخطاب موجها إلى مغربي، قال له إن مصر أم الدنيا، فرد عليه المغربي قائلا: إذا كانت مصر أم الدنيا فالمغرب أبوها، ولست أدري هل سيظهر من يقول أن بلده أو دولته جد الدنيا أو جدتها، ثم هل سيكون الذي افتقد إلى الفخر عاجزا عن التمسك بالجد الثاني ثم الثالث والرابع...
ما هذا؟
إن الإنسان يحب الفخر، وهو مشروع، ولكن ما لم يؤد إلى الضرر بفكر ومشاعر الآخر، لقد أصدرت كتابات منها رواية طنجة الجزيرة أفتخر فيها بمدينتي طنجة، وأزعم أنها شمس المغرب، وأم المدن المغربية، ولم أكتف بذلك، بل رشحتها لتكون أم المدن العربية، وسأرشحها وربما أفرضها لتكون أم كل مدن الدنيا، فإن كنت بها، فنعم، وإلا فإنني مستعد للتخلي عن هذا الزعم إذا كان يثير العنصرية، فلا فخر إذن، وإذا أصر المرء على ذلك، فهي عنصرية، وليس الأمر محصورا في المدن والدول والبلدان، بل يتعداها إلى الأفكار كفكرة القومية العربية والقومية البربرية (الأمازيغية) والقومية الكرية والطوروانية...
إنني على استعداد للتخلي عن كون طنجة أم المدن المغربية والعربية والعالمية، ومستعد أيضا للتخلي عن كونها شمس المغرب، ولكنني محب للفخر، وما دمت كذلك فالتفكير صفة للإنسان، وإذن فأنا لست طنجاويا، بل دراديبيا نسبة إلى الدرادب وهي المنطقة التي ازددت فيها، فإن كنت بها، فنعم، وإلا فأنا لست دراديبيا، بل معدنوسيا نسبة إلى الزنقة التي ولدت فيها، فإن كنت بها فنعم، وإلا بحثت عن فخر آخر، وهكذا، المهم ألا أضر غيري وألا أثير مشاعر الحقد والكراهية عند الآخر.
وأنتم حضرة الفراعنة لا فخر لكم بفراعنكم الذين قضوا، ولا يفرعونكم البئيس، فابحثوا عن فخر يليق بكم كشعب عظيم فيه علماء وفقهاء ومثقفون غير مطبعين، ولا تنسوا أن مصر بلادي مثلها مثل المغرب، كما لا أنكر أن المغرب وكل البلاد الإسلامية بلادكم، بلادنا جميعا، وعليه لا سبيل للسقوط في الدونية، فلكم إخوة منجدون لا يقبلون منكم غير الإنصاف ورمي الجحود..
أما فيما يتعلق بالفرجة فإنها بالنسبة لي قد قضت أن يتأهل المنتخب الجزائري لاعتبارات الشباب فيهم، والفنيات العالية، والحماس القوي، هذا كمتفرج لا يرفض وجود مصر ممثلة له في المونديال بشبيبة نضرة، وفنيات عالية، وحماس أكبر، ولكن قد بان التفوق الجزائري، وعلينا أن نختاره، وقد تأكد في المساجلة، فهنيئا للجزائر، وهنيئا للمصريين الذي كانوا في الميدان وفي المدرجات أعقل من الصحفيين والقنوات ونجل الرئيس مبارك، لقد اخترت المنتخب الجزائري واختاره معي غيري واختار نفسه هو أيضا بقدراته واستحقاقه خلاف المنتخب الفرنسي مثلا الذي غش الحكم، أو تواطأ معه خصوصا بعد شيوع نبأ رغبة الفيفا في تأهل فرنسا ليدلل عليه "تيري هنري" بلمسه الكره باليد بشكل مفضوح وتقديمها لزميله، ربما.
إن كرة القدم هي ما صار يركز عليها الحاكم في كل الدنيا، ولكن العالم العربي والإسلامي استثناء، ذلك أن كرة القدم أفيون جديد وملاذ الشباب للهروب من قهر الحاكم وديكتاتوريته وقمعه.
إنها تنويم خبيث يهدف ألا ينهض العربي والمسلم لرفع الظلم عنه من حاكمه ومن الذي يتلقى منه حاكمه الأوامر والنواهي ويقدم له فروض الولاء والطاعة..
==========
محمد محمد البقاش
طنجة: في 20 نونبر 2009
أين مقال: نجل حسني مبارك يدق طبول الحرب؟
=================
بالأمس نشرتُ مقالا في منتدى القصة العربية في باب نصوص مفتوحة بعنوان: نجل حسني مبارك يدق طبول الحرب، واليوم بحثت عنه فلم أجده، ومما يؤسف له أن المقال قد تفاعل معه سمير الفيل وعبد الهادي وهما عضوان في منتدى القصة العربية، ولكنني لم أجد مقالي حتى أرد عليهما.
فهل أُحجب وأنتظر أكثر من سنة كما حصل لكي أعود للمشاركة والتفاعل في منتدى القصة العربية مرة أخرى؟
من فضلك أخ جبير وكما قلت لك سابقا ، المنتدى ليس منتداك، أنت مشكور على جهدك ولم تزل، ولكن ما أنت فيه وعليه شأن لا يقبل الاستئثار به وتوجيهه لخدمة نظام مخصوص أو ثقافة متورمة، وعليه لا تتحرج من تناول الحكام العرب وكل الشخصيات العمومية، فالمثقف يقف في صعيدين أحدهما صعيد الأمة والشعوب المستضعفة، والآخر صعيد الظلمة والديكتاتوريين.
ونحن في منتدى القصة العربية على الصعيدين، فدع الأمور تنجلي لفضح المخذلين والمثبطين والمطبعين، فالثقافة إذا لم تخدم الأمة في النهوض أوقعتها في الانحطاط.
اترك مقالاتي ومقالات غيري لشأنها وحرر المنتدى من أسماء لا قيمة لها كرمز الدولة والحاكم و...
ثم إنني أعجب لسمير الفيل حين لم يحسن قراءة مقالتي فتقوّل علي، أنا مصري وجزائري، أنا مغربي وسوداني، أنا طليق في اعتقادي بأن كل البلاد العربية والإسلامية بلادي، وأيا كان منعني من حقي هذا أحاربه، وأيا كان وقف مع أعداء أمتي فهو عدوي، ألا تقف مصر بغير شعبها طبعا ( وهذا مما لم يحسن قراءته وفهمه سمير الفيل ) مع إسرائيل ضد الفلسطينيين والمقاومة؟ ألم تقف مع أمريكا ضد شعب العراق وليس هي فحسب، بل وقفت السعودية وسوريا والمغرب الذي أنتمي إليه وغيره؟
هل نستطيع حجب الحقائق بجرة قلم.
أنا لا يهمني أن أحجب مرة أخرى، ولن ينجح مبارك بمحاولاته في حمل العرب على توحيد توجيه الشبكة العنكبوتية في بلدانهم لخدمتهم بسبب ضررها لهم، فالمنابر كثيرة، والتصنيف يأخذ مجراه، ولا أحب أن تكون يا أخ جبير ويكون منتداك الذي هو منتدانا بوقا للسعودية أو مصر أو المغرب أو أي دولة..
ثم إن التسخين الجاري بين وسائل الإعلام في الجزائر ومصر يصب في خانة خدمة النظامين العفنين، يلهي الشعبين والأمة عن تناول حقائق خطيرة تتعلق بالجوع والفقر والحريات، يخرسهم عن المطالبة برفع يد مصر عن حماية إسرائيل من المقاومين المتسللين عبر الحدود الفلسطينية المصرية، وليس الإسرائيلية، بل ليس حتى المصرية الفلسطينية، لأن لا حدود بيننا، هذه ثقافتنا الحقيقية، وستزول هذه الحدود إن عاجلا أو آجلا رغم أنف الانفصاليين.
هل نعقل فعل الحاكم وندرك مناوراته بسبب إفلاسه؟
هل نقف مع الإعلاميين المأجورين لتذكية الصراع التافه والسير به إلى...؟
هل ستنطلق الطائرات المصرية لدك الجزائر؟
وهل ستنطلق الطائرات الجزائرية لدك مصر؟
هل نشهد حربا عالمية عربية تتوسع عبر ليبيا وتونس فتكون حرب المعتدلين ضد الممانعين؟
هل كلا الفريقين من المعتدلين والممانعين أحجار شطرنج بيد الغرب أم لا؟
كلا الفعلين إن حصل مرفوض ومن يسانده مجرم سواء كان من مصر أو من الجزائر أو أي بلد أخر، فنحن إخوة، والعداء مستحكم بين الشعوب وبين حكامها المفروضين عليها والذين لا يمثلونها، وهذا ليس محجوبا، وما يفعل الحاكم والأنظمة العربية لتغطية إفلاسه مكشوف، فدعونا نكسر هذه الحواجز ونخدم شعوبنا وأمتنا، دعونا من الارتزاق على حساب أنين الشعوب وإضرارها.
لو كان بوتفليقة ومبارك بعقل رشيد لألغيا المباراة وأجلها وطالبا بإجرائها بغير جمهور لأن التسخين وإثارة العداء وخلق التوتر بدأ قبل المباراة بأكثر من أسبوع، ثم تعزز بمصر حين اعتدي على بعض اللاعبين من الفريق الوطني الجزائري، كل ذلك كان مؤشرا لمن يخاف على شعبه ويرجو له الخير؛ أن يتخذ موقفا كالذي ذكرت، بل من الناس من هو على استعداد لإنهاء المشاركة نهائيا إذا كانت بهذه المقدمات، ولكن ذلك لم يحصل، فلماذا؟ ولماذا لا يتم السعي للتبريد من طرف النظامين؟ ألا يعيشان على معاناة الشعوب وإثارتها؟
يا أخ سمير الفيل:
التقطت من حوارك مع عبد الهادي بشأن مقالي أنني لست موضوعيا.
ما هي الموضوعية يا سمير؟
أليست هي بحث الموضوع دون الخروج عنه حتى غاية الانتهاء منه؟
هل لها معنى آخر كأن نقول الموضوعية عدم الانحياز؟
كلا، الموضوعية لا تعني إلا بحث الموضوع دون الالتفات إلى غيره بغية الانتهاء منه، ثم الانتقال إلى غيره، ولا يعني هذا عدم الإتيان بما هو خارج عن الموضوع، كلا، ولكن فقط للاستدلال والاستئناس، وإلا فليست هي بالموضوعية.
وعليه فأنا لست موضوعيا بمعنى عدم الانحياز، فأنا منحاز إلى أمتنا، منحاز إلى مصر، منحاز إلى الجزائر، إلى كل الشعوب العربية والإسلامية والمستضعفين في الأرض، ولكنني أرفض الرضا بالأمر الواقع، وأرفض المكوث في الانحطاط والسكوت عن الظالم.
كنت مثلك أفهم الموضوعية مثل ما تفهمها أنت حتى علمني من أشكره على تعليمه لي.
=========
محمد محمد البقاش
طنجة في:
20 نوفمبر 2009
==========================
منذ ما يزيد عن سنة وأنا ممنوع من المشاركة في منتدى القصة العربية رغم عضويتي المسجلة في سنة 2005 على ما أذكر، منعني مديره جبير المليحان على خلفيات نقدية لزبالة أدبية تنشر في منتداه، وسمح لغيري بانتقادي دون أن يسمح لي بالرد.
ومنذ ثلاثة أيام من تاريخ هذه الكتابة سمح لي بالدخول ففرحت لذلك وقلت ربما يكون الرجل قد تحرر قليلا وأصابته نفحة من شجاعة الكاتب وهو كاتب كما يزعم، ولكن للأسف لم يتحرر حتى من الشبح مجرد شبح الخوف من الأنظمة العربية..
شرعت أتصفح المنتدى بشوق وأبحث عن مشاركاتي التي (أوحشتني) ثم شاركت تحت تأثير متابع حي يتفاعل كمثقف لكل ما من شأنه التأثير في أمتي، وقد تحدثت بالتفصيل عن كيفية المشاركة المتعجلة بمقالين هما:
"نجل حسني مبارك يدق طبول الحرب" ونشرته في منتدى القصة العربية وهو منشور في منتدى المربد، ولم تمض عليه أربع وعشرون ساعة حتى منعه، ثم شاركت برد آخر، وكان بعنوان: "أين مقال: نجل حسني مبارك يدق طبول الحرب؟" وحين عدت للاطلاع عليه وجدته قد محاه من المنتدى أيضا، ولم يكتف بذلك بل أتم عمله الحضاري بمنعي كما فعل في السابق من دخول المنتدى.
لست أأسف على ما يحصل من رجل لم يتحرر من إرهاب الأنظمة العربية وبطشها بمعارضيها، ولست غضبا لنصوص تعود إلي لا تزال في الانتظار منذ مدة طويلة في موقع القصة العربية والانتظار سخرية بأديب وحياء من ذات دونية تخشى المصارحة لأنها على ما يبدو لا تريد نشره، ولست أأسف على هذا المنتدى الذي لا أرتفع به، بل هو الذي يرتفع بي، وإنما أنا مستاء من لدغي للمرة الثانية.
==========
محمد محمد البقاش
طنجة في:
21 نوفمبر 2009
=============
انظر المقالين:
نجل حسني مبارك يدق طبول الحرب
===========
وأنا أضع اللمسات الأخيرة لرواية نساء مستعملات وأمامي التلفزيون الذي تركه ولدي الشغوف بكرة القدم وذهب إلى فراشه، كانت قناة درييم Dream تتحدث عن مباراة كرة القدم التي جرت بالأمس في السودان بين مصر والجزائر برسم إقصائيات كأس العالم، لم أكن أهتم بها إلا قليلا جدا علما بأني تابعت المباراة، ولكنني حفلت عند فعل التسخين الذي يمارسه المذيع الصحافي للقناة وقد غاظني تصرفه وكأنه يدق طبول الحرب.
بينما أنا كذلك دخل على الخط نجل الرئيس حسني مبارك علاء ففاجأني بدونية حديثه عن نتيجة المباراة، فتساءلت عن انسجام موقف القناة وعلاء وقلت أيهما أخذ عن الآخر، وهل هناك مخطط يُركب للوصول به إلى إعلان الحرب على الجزائر؟
تكلم فضيلته عن المرتزقة وهم المشجعون للفريق الجزائري، وتحدث سيادته عن الإرهابيين وهم بالطبع المشجعون، وتحدث عن الحقد ولم يحصره في المشجعين لأنه يتبنى فكرة توجيه المشجعين ووقوعهم تحت مخطط قدموا به من الجزائر، ولست أدري هل سيقول هو أو غيره بأن الجزائر قد بعثت بمشجعين من الجيش الجزائري أو البوليس متخفين في لباس المدنيين.
هل هناك عقول تفكر في مصر؟ بالطبع نعم، ولكنها للأسف ليست هي التي تغذي الأحقاد، فتصرفات مناصري الفريق الجزائري تصرفات عادية تحصل في نفس مصر بين فرقها، وتحصل في كل الدنيا، ومعالجتها لا تكون بدق طبول الحرب من الطرفين، فنحن في العالم العربي بجماهير أرقى من بلاد أوروبا التي عرفت قتلى وجرحى بالعشرات ونحن لم نعرف ما عرفت..
ودعوني أنقل لكم أجواء المغرب حتى نتبين من أمر شعوبنا كمثقفين، فالمغرب في أكثريته كان مساندا للجزائر رغم ما يسمى بالمؤامرة الجزائرية على التراب الوطني بقضية الصحراء ودعمها للانفصاليين، فالمغاربة أيدوا الجزائريين، ولو حملهم الحاكم على عدم تأييدها لما أفلح، ومدينة طنجة بالخصوص كانت في القمة، أتدرون لماذا؟
أولا: الحزن على خروج تونس والبحرين والبوسنة وتركيا وكل فرق البلاد الإسلامية من التصفيات المؤهلة لمونديال جنوب إفريقيا، وهذا حق لنا لأننا جزء من كل لم يفرقنا إلا الاستعمار حديثا، والرغبة في الاندماج الحقيقي والوحدة الحقيقية موجودة وبقوة، ولا ندري كم دماء ستراق لتحقيق ذلك، لأن حكامنا لن يتنازلوا عن كراسيهم لأنانية شعوبهم المتمثلة في الرغبة الملحة في الوحدة والاندماج الفعلي والانصهار الكلي والتي هي جزء من عقيدتهم وفعل حضاري لا بد من سلوكه، ولكن من من الحكام على استعداد للتخلي، لا أقول بالتنازل للآخر، ولكن للتخلي عن الحكم حتى ندمج حقيقة كألمانيا الغربية مع الشرقية دون أن يحرض شعبه على الآخر..
ثانيا: الكراهية للمصريين موجودة، وتقسم هذه الكراهية إلى قسمين، قسم يأخذ البريء بجريرة المجرم، وقسم يتبين فينعت المجرم ويشير إليه وحده وإلى جرمه، فالمصريون بالحاكم الذي يقيم علاقات مع عدوهم اليهود الصهاينة، ويمنع الطعام والشراب والدواء عن شعب غزة بتواطؤ مع اليهود، ويقمع أحرار مصر والمعارضين، ويهيئ للعرش الخ، كل ذلك جعل المسلمين يقفون من مصر الحاكم والمطبعين من المثقفين والعلماء موقفا معاديا، هذا واضح، لأن من يخذل المقاومة بكل أشكالها في كل البلاد العربية والإسلامية ويحرض عليها أو يعمل على إنهائها وإن سانده حاكم ما فإن الشعوب العربية والإسلامية لن تسانده، بل تعاديه، والتاريخ الحديث مليء بمواقف الشعوب الثابت تجاه القضايا المصيرية، وتجاه اعتداءات أمريكا على الشعب الصومالي والأفغاني والعراقي..
ثم لماذا لم يتحرك الإعلام الرسمي لكرامة الجنود المصريين الذين قتلوا على يد الصهاينة في سيناء؟ لماذا لم يسمح ( كان مرغما إذ لن يقبل طلبه) بفريق التحقيق المصري في متابعة قضية طائرة البطوطي التي كان على متنها رجال مصريون على مستوى راق من التعليم وأسقطت عن قصد متعمد بصاروخ من بارجة أمريكية؟ لماذا يستهان بغرقى العبارات ولا تتخذ بشأن المستهينين بأرواح الناس إجراءات زجرية؟ لماذا يباع الغاز المصري للعدو اليهودي وبه يقتل الفلسطينيين والمصريين؟ لماذا لا تلقى في الزبالة معاهدة العار كامب ديفيد وتعود مصر إلى دورها المشرف؟
كل هذا وغيره لن تنساه الشعوب العربية والإسلامية، فهل ينتج عن مثل هذه السلوكيات محبة؟ هل يحب الناس الحاكم المصري وزبانيته والمنتفعين به وهم يتفرجون على المجازر الإسرائيلية ويساندونها؟
بالطبع لا، لن يحبوا إلا الذي يقف مع الفلسطينيين ضد اليهود ومع المستضعفين ضد أمريكا، لقد مل الناس خطبه الناصحة دائما بالتعقل، ولا يعني هذا أن الشعب المصري ممقوت، كلا، ولكن كل من يركب سفينة الخيانة والتواطؤ لن ينجو من كراهية أحرار العالم، فكيف بكراهية العرب والمسلمين؟...
ثالثا: ادعاء الفرعونية.
هذا الأخير هو الأخبث، لقد جالست وناقشت وسمعت وقرأت عن ردة الفعل تجاه الذي يدعي الفرعونية فكان التبرم والكراهية، وأبسط رجل في المغرب لا يمكن إلا أن يعيب كل من يتشبث بالفرعونية، فمصر ليست فرعونية، ولن تكون أبدا رغم أنف الزاعمين، إنها كتهامة والحجاز والمغرب العربي ونجد والشام والعراق وغيرها بلاد إسلامية، والانتساب إلى الفرعونية دونية مقيتة، ذلك أن التاريخ الفرعوني ممقوت، وينعت بحبه للقتل والسبي والإرهاب، فهرم الملك خوفو مثلا بني في ظرف عشرين سنة وكان الفراعنة بأتون بالشباب في سن الرابعة عشرة أقل أو أكثر بحسب رؤيتهم للطفل والشاب الضليع شديد البضعة، الجسيم صلب العضل، يسوقونه للخدمة في بناء الأهرامات، ثم يرمون به هزيلا مريضا قد قضي على صحته، هل نفتخر بهذا؟ والله لو كان الفرعون والدا للعاقل منا لما افتخر به. والفراعنة ادعوا الألوهية، واستعبدوا الناس.. وأخيرا ليس هناك ما يفتخر به، إن من يفتخر بالفرعونية يدون عن البهائم، والمغاربة مستاءون من هذا وقد بدأوا يهجرون كل ما هو مصري، بل منهم من صار يكره كل ما هو مصري، أفلامهم لم تعد تتابع، والمرأة المغربية كانت شغوفة بالأفلام المصرية وقد بدأت اليوم (لا أعني الآن، بل منذ مدة) تتبرم من كل ما هو مصري شأنها شأن الرجل، ولا يقال أن الأفلام التركية المدبلجة قد قضت عليها، لا يقال ذلك رغم صحته، فالمسألة ليست في دخول الفيلم التركي وتحقيقه للفرجة والمتعة، فالأمر أكبر، فبالله عليكم من المتسبب؟ الناس ببساطة مسلمون لا يقبلون إلا أن يعتز المرء بدينه، أو برجال ممن أنجبهم هذا الدين.
لا يقال أن الفرعونية بنَت حضارة ويؤتى بالأهرامات كدليل، لا، فالحضارة فكر وثقافة وسلوك، والأهرامات مدنية، وفرق بين هذا وذاك، صحيح أن الأهرامات بناء يدل على عبقرية المصري، ولكن المهندس والباني ليس الفرعون..
نقلت إلي خولة بنت أختي المتحمسة للفريق الجزائري (ليس إرهابية بالطبع ولا حقودة..) أنها كانت في الاستماع إلى قناة فنطق فيها مصري وكان الخطاب موجها إلى مغربي، قال له إن مصر أم الدنيا، فرد عليه المغربي قائلا: إذا كانت مصر أم الدنيا فالمغرب أبوها، ولست أدري هل سيظهر من يقول أن بلده أو دولته جد الدنيا أو جدتها، ثم هل سيكون الذي افتقد إلى الفخر عاجزا عن التمسك بالجد الثاني ثم الثالث والرابع...
ما هذا؟
إن الإنسان يحب الفخر، وهو مشروع، ولكن ما لم يؤد إلى الضرر بفكر ومشاعر الآخر، لقد أصدرت كتابات منها رواية طنجة الجزيرة أفتخر فيها بمدينتي طنجة، وأزعم أنها شمس المغرب، وأم المدن المغربية، ولم أكتف بذلك، بل رشحتها لتكون أم المدن العربية، وسأرشحها وربما أفرضها لتكون أم كل مدن الدنيا، فإن كنت بها، فنعم، وإلا فإنني مستعد للتخلي عن هذا الزعم إذا كان يثير العنصرية، فلا فخر إذن، وإذا أصر المرء على ذلك، فهي عنصرية، وليس الأمر محصورا في المدن والدول والبلدان، بل يتعداها إلى الأفكار كفكرة القومية العربية والقومية البربرية (الأمازيغية) والقومية الكرية والطوروانية...
إنني على استعداد للتخلي عن كون طنجة أم المدن المغربية والعربية والعالمية، ومستعد أيضا للتخلي عن كونها شمس المغرب، ولكنني محب للفخر، وما دمت كذلك فالتفكير صفة للإنسان، وإذن فأنا لست طنجاويا، بل دراديبيا نسبة إلى الدرادب وهي المنطقة التي ازددت فيها، فإن كنت بها، فنعم، وإلا فأنا لست دراديبيا، بل معدنوسيا نسبة إلى الزنقة التي ولدت فيها، فإن كنت بها فنعم، وإلا بحثت عن فخر آخر، وهكذا، المهم ألا أضر غيري وألا أثير مشاعر الحقد والكراهية عند الآخر.
وأنتم حضرة الفراعنة لا فخر لكم بفراعنكم الذين قضوا، ولا يفرعونكم البئيس، فابحثوا عن فخر يليق بكم كشعب عظيم فيه علماء وفقهاء ومثقفون غير مطبعين، ولا تنسوا أن مصر بلادي مثلها مثل المغرب، كما لا أنكر أن المغرب وكل البلاد الإسلامية بلادكم، بلادنا جميعا، وعليه لا سبيل للسقوط في الدونية، فلكم إخوة منجدون لا يقبلون منكم غير الإنصاف ورمي الجحود..
أما فيما يتعلق بالفرجة فإنها بالنسبة لي قد قضت أن يتأهل المنتخب الجزائري لاعتبارات الشباب فيهم، والفنيات العالية، والحماس القوي، هذا كمتفرج لا يرفض وجود مصر ممثلة له في المونديال بشبيبة نضرة، وفنيات عالية، وحماس أكبر، ولكن قد بان التفوق الجزائري، وعلينا أن نختاره، وقد تأكد في المساجلة، فهنيئا للجزائر، وهنيئا للمصريين الذي كانوا في الميدان وفي المدرجات أعقل من الصحفيين والقنوات ونجل الرئيس مبارك، لقد اخترت المنتخب الجزائري واختاره معي غيري واختار نفسه هو أيضا بقدراته واستحقاقه خلاف المنتخب الفرنسي مثلا الذي غش الحكم، أو تواطأ معه خصوصا بعد شيوع نبأ رغبة الفيفا في تأهل فرنسا ليدلل عليه "تيري هنري" بلمسه الكره باليد بشكل مفضوح وتقديمها لزميله، ربما.
إن كرة القدم هي ما صار يركز عليها الحاكم في كل الدنيا، ولكن العالم العربي والإسلامي استثناء، ذلك أن كرة القدم أفيون جديد وملاذ الشباب للهروب من قهر الحاكم وديكتاتوريته وقمعه.
إنها تنويم خبيث يهدف ألا ينهض العربي والمسلم لرفع الظلم عنه من حاكمه ومن الذي يتلقى منه حاكمه الأوامر والنواهي ويقدم له فروض الولاء والطاعة..
==========
محمد محمد البقاش
طنجة: في 20 نونبر 2009
أين مقال: نجل حسني مبارك يدق طبول الحرب؟
=================
بالأمس نشرتُ مقالا في منتدى القصة العربية في باب نصوص مفتوحة بعنوان: نجل حسني مبارك يدق طبول الحرب، واليوم بحثت عنه فلم أجده، ومما يؤسف له أن المقال قد تفاعل معه سمير الفيل وعبد الهادي وهما عضوان في منتدى القصة العربية، ولكنني لم أجد مقالي حتى أرد عليهما.
فهل أُحجب وأنتظر أكثر من سنة كما حصل لكي أعود للمشاركة والتفاعل في منتدى القصة العربية مرة أخرى؟
من فضلك أخ جبير وكما قلت لك سابقا ، المنتدى ليس منتداك، أنت مشكور على جهدك ولم تزل، ولكن ما أنت فيه وعليه شأن لا يقبل الاستئثار به وتوجيهه لخدمة نظام مخصوص أو ثقافة متورمة، وعليه لا تتحرج من تناول الحكام العرب وكل الشخصيات العمومية، فالمثقف يقف في صعيدين أحدهما صعيد الأمة والشعوب المستضعفة، والآخر صعيد الظلمة والديكتاتوريين.
ونحن في منتدى القصة العربية على الصعيدين، فدع الأمور تنجلي لفضح المخذلين والمثبطين والمطبعين، فالثقافة إذا لم تخدم الأمة في النهوض أوقعتها في الانحطاط.
اترك مقالاتي ومقالات غيري لشأنها وحرر المنتدى من أسماء لا قيمة لها كرمز الدولة والحاكم و...
ثم إنني أعجب لسمير الفيل حين لم يحسن قراءة مقالتي فتقوّل علي، أنا مصري وجزائري، أنا مغربي وسوداني، أنا طليق في اعتقادي بأن كل البلاد العربية والإسلامية بلادي، وأيا كان منعني من حقي هذا أحاربه، وأيا كان وقف مع أعداء أمتي فهو عدوي، ألا تقف مصر بغير شعبها طبعا ( وهذا مما لم يحسن قراءته وفهمه سمير الفيل ) مع إسرائيل ضد الفلسطينيين والمقاومة؟ ألم تقف مع أمريكا ضد شعب العراق وليس هي فحسب، بل وقفت السعودية وسوريا والمغرب الذي أنتمي إليه وغيره؟
هل نستطيع حجب الحقائق بجرة قلم.
أنا لا يهمني أن أحجب مرة أخرى، ولن ينجح مبارك بمحاولاته في حمل العرب على توحيد توجيه الشبكة العنكبوتية في بلدانهم لخدمتهم بسبب ضررها لهم، فالمنابر كثيرة، والتصنيف يأخذ مجراه، ولا أحب أن تكون يا أخ جبير ويكون منتداك الذي هو منتدانا بوقا للسعودية أو مصر أو المغرب أو أي دولة..
ثم إن التسخين الجاري بين وسائل الإعلام في الجزائر ومصر يصب في خانة خدمة النظامين العفنين، يلهي الشعبين والأمة عن تناول حقائق خطيرة تتعلق بالجوع والفقر والحريات، يخرسهم عن المطالبة برفع يد مصر عن حماية إسرائيل من المقاومين المتسللين عبر الحدود الفلسطينية المصرية، وليس الإسرائيلية، بل ليس حتى المصرية الفلسطينية، لأن لا حدود بيننا، هذه ثقافتنا الحقيقية، وستزول هذه الحدود إن عاجلا أو آجلا رغم أنف الانفصاليين.
هل نعقل فعل الحاكم وندرك مناوراته بسبب إفلاسه؟
هل نقف مع الإعلاميين المأجورين لتذكية الصراع التافه والسير به إلى...؟
هل ستنطلق الطائرات المصرية لدك الجزائر؟
وهل ستنطلق الطائرات الجزائرية لدك مصر؟
هل نشهد حربا عالمية عربية تتوسع عبر ليبيا وتونس فتكون حرب المعتدلين ضد الممانعين؟
هل كلا الفريقين من المعتدلين والممانعين أحجار شطرنج بيد الغرب أم لا؟
كلا الفعلين إن حصل مرفوض ومن يسانده مجرم سواء كان من مصر أو من الجزائر أو أي بلد أخر، فنحن إخوة، والعداء مستحكم بين الشعوب وبين حكامها المفروضين عليها والذين لا يمثلونها، وهذا ليس محجوبا، وما يفعل الحاكم والأنظمة العربية لتغطية إفلاسه مكشوف، فدعونا نكسر هذه الحواجز ونخدم شعوبنا وأمتنا، دعونا من الارتزاق على حساب أنين الشعوب وإضرارها.
لو كان بوتفليقة ومبارك بعقل رشيد لألغيا المباراة وأجلها وطالبا بإجرائها بغير جمهور لأن التسخين وإثارة العداء وخلق التوتر بدأ قبل المباراة بأكثر من أسبوع، ثم تعزز بمصر حين اعتدي على بعض اللاعبين من الفريق الوطني الجزائري، كل ذلك كان مؤشرا لمن يخاف على شعبه ويرجو له الخير؛ أن يتخذ موقفا كالذي ذكرت، بل من الناس من هو على استعداد لإنهاء المشاركة نهائيا إذا كانت بهذه المقدمات، ولكن ذلك لم يحصل، فلماذا؟ ولماذا لا يتم السعي للتبريد من طرف النظامين؟ ألا يعيشان على معاناة الشعوب وإثارتها؟
يا أخ سمير الفيل:
التقطت من حوارك مع عبد الهادي بشأن مقالي أنني لست موضوعيا.
ما هي الموضوعية يا سمير؟
أليست هي بحث الموضوع دون الخروج عنه حتى غاية الانتهاء منه؟
هل لها معنى آخر كأن نقول الموضوعية عدم الانحياز؟
كلا، الموضوعية لا تعني إلا بحث الموضوع دون الالتفات إلى غيره بغية الانتهاء منه، ثم الانتقال إلى غيره، ولا يعني هذا عدم الإتيان بما هو خارج عن الموضوع، كلا، ولكن فقط للاستدلال والاستئناس، وإلا فليست هي بالموضوعية.
وعليه فأنا لست موضوعيا بمعنى عدم الانحياز، فأنا منحاز إلى أمتنا، منحاز إلى مصر، منحاز إلى الجزائر، إلى كل الشعوب العربية والإسلامية والمستضعفين في الأرض، ولكنني أرفض الرضا بالأمر الواقع، وأرفض المكوث في الانحطاط والسكوت عن الظالم.
كنت مثلك أفهم الموضوعية مثل ما تفهمها أنت حتى علمني من أشكره على تعليمه لي.
=========
محمد محمد البقاش
طنجة في:
20 نوفمبر 2009