المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ابق مع الحبّ ولا تقصّر ...



بنت الشهباء
17/11/2009, 05:27 PM
ابق مع الحبّ ولا تقصّر ....




http://hool9000.jeeran.com/5959/files/120090.gif




آه من يد النوى يغذي أوردتها بركان الشوق ويؤجج فيها لهب الأحزان وصبوة الأشجان !!...
أتطلب حقها من مساقط المزن ، وتلمس مرادها من سجايا الفكر ، أم تنقب عن وميض مفردات قلبها مابين اللمح والإيحاء !!!؟؟؟؟؟...
لئن سألت اليوم عن أمرها لرأيتها نجمة تائهة تطوي بغربتها الفيافي والسهول والجبال علّها تجد السكن والأمان ..
يخيل لها أن الشهب قد سمرت في الدجى فتشدّ أجفان هدبها إلى مكان طلعته لتستنير من سنا نجمه ، وتلمح بصحبته غرّة الفجر....
من بعيد صوت يناديها :
أيكون دائما معكِ !!!؟؟..
أتؤنبني بهذا اللفظ المتعمد!! ؟؟..
ربّ يوم شفعت لريح صباكِ ، وجود دمعكِ، وعزاء رحلتكِ ؛ و أعلم أن اسمكِ
فيه أداة استثناء تميّزه عن صفات غيركِ ..
لم أسمع منكِ لغوا ولا تأثيما ، وظاهركِ وباطنكِ يثبت أصل جوهرك وما يخلد بين جوانح قلبكِ ..
هذه المعاني يا عزيزتي امتزجت داخلي .. ولم يكن الهدف إلا لأثبت صداقة قلبكِ ، وسلامة طويتكِ لأجمع شواهد متنوعة من صور أمانتكِ ...
أزجية الأغنية التي أصابت كلمكِ ، وعبارات الاستفهام وإشارات التعجب
ما بين سطوركِ لم أكن ببعيد عنها
يا صديقتي ...
فما بال الدمع بين الحين والآخر أراه ينسكب مدرارا على ورقة عمركِ ، وسواد الليل يلمع من مهجع روحكِ !!؟؟...
اتركي الفكر يمشي الهوينى ليضيء قوة اللفظ وشموخ الكلم .. فوالله ما أرجوه إلا أن أبعد عنكِ مشية السحاب ونازعة الليل فتمشي هادئة إلى مربع النجوم الزاهرة ، وتهتدي لمنزلة الحكمة وجادة الرأي والصواب..
لست متأكدة من الوصول لأن في النفس أضداد المعاني مرامها صعب ، ومستقبلها مجهول لا تعرف سوى الخوف والضياع ...
لكن ستبقى تجود بالعطاء من خدر روحها لئلا تكون بعيدة عن مكرمة عفوكَ وسماحة رضاكَ ولقاء دنياكَ... فاشفق عليها من نوائب الزمن وفلول الهجر ، وارحمها من اغبرار العيش...
هذا هو الحب الذي أوحى إليها سمو الفكر لتفصحَ لكَ عن فلسفة التسليم ورضا الاستسلام لله ربّ الكون عسى أن تفيض عليها بابتسامة الأمان والسلام...
أيّ حبّ هذا يشجيه صوت آهاتكِ !!!؟؟..
ألا يحق لها أن تهلّل للأمل ليمازج رجاء دعوتها !!!؟؟...
ألا يحق لها أن تبعد عن الملل والسآمة التي رافقتها منذ نعومة أظفارها !!!؟؟...
صراع عنيف يكاد ينفجر وهي تود أن تنادي بأعلى صوتها لتفرغ شحنة العذاب المترسبة في أعماقها ..
ضعف وانهاك تلفظهما عظمته وشموخه وكأن الحياة أرادت أن تضرب لها مثلا لأجمل معنى تعوزه الروح والنفس لتلمس نصرة شهامته ، وفطنة حنكته ...
إنه غليان الدم في الفكر لن يهدأ بركانه إلا مع هدوء آخر حركة من الجسد ، وسيبقى القلب يخط لكَ تباريح الصبا وثقل الألم لتلحظ نظرة عينيها واشتياق لوعة قلبها ...
نظرة لا يمكن إلا أن تعلو إلى ما وراء الأشياء المادية لتلبس القلب بأجمل معاني الصفاء والطهر ، وإشراق إلهي يقوّم فلك العمر ويجذبه بقانون الجاذبية إلى فطرة البشر ليكون أقوى أثرا وأبدع معنى عرفته الإنسانية ؛ فتبدو لكَ صورتها كما هي على طبيعتها دون غبش ولا لبس ...
الحب بمجموعه ليس إلا صورة متكاملة لشموخ الفكر ، وعظمة القلب وكل أعماله أُشربِت عذب الانسانية لتمكّن لها السلام والأمن ...
وإذا ما ابتعدنا عن جلل قدره فلا يمكن أن ترد صاحبه إلى سبيل مقصده ، ويأخذ بيده إلى ما حيث يريد أن يصل ...
لا تعجب منها بعد ما عرفتها ، ودعها تحرص على هذا المعنى الطاهر أشدّ الحرص فهو الأساس الصادق لصلاحها وتهذيبها ، ولا قوام لها إلا أن تستمسك بمجموعه الذي شمل كل ما في بعضها ...




بقلم : بنت الشهباء

د.فادي محمد سعيد
11/12/2009, 06:17 PM
الأخت بنت الشهباء الأديبة المتألقة بعالم الفكر والنثر وعالم الإنسانيات وعلم الإجتماع::


مقالك رائع بكل ماتحمله الكلمة من معنى وللأسف مر عليه كثير من القراء ولم يكتب لك كلمة ثناء وتشجيع وعرفان؟!!

أسلوبك الأدبي مميز, قرأت كثيراً لأساطين اللغة العربية والنثر أمثال طه حسين والمنفلوطي. ووجدت قوة الكلمة وفعلها السحري في أنواع البيان والبديع..وأجزم أنك من كبار الأدباء والكتاب وأن الله قد حباك أسلوباً جذاباً وسحراً فريداً وفكراً نقياً صافياً...لك إعجابي موشح بالشكر والعرفان..ودمت..

بنت الشهباء
12/12/2009, 06:33 PM
يسعدني ويشرّفني يا أخي الكريم فادي أن أسمع منك هذا التقييم لرسالتي المتواضعة هذه ، فهذا والله يزيدني على أن أتابع مسيرتي التي كنت أحلم بها منذ نعومة أظفاري بأن أحمل بين جوانحي رسالة تعينني على أن أكون الأمينة المؤتمنة لها ، وأن لا أحيد عن موازين الطهر والنقاء والدعوة إلى الالتزام بالمبادئ والقيم التي فطرنا الله عليها ...

وإنني يا أخي الفاضل أجد أن من يلتزم بهذه المعاني السامية لا يمكن إلا أن تدفعه للمزيد من العطاء والصدق لرسالته النبيلة وإذا ما اختل ميزانها فلا قيمة ولا نفع للكلمة التي يسجلّها ...

ومرة ثانية لك مني جزيل الامتنان والشكر لهذا التعقيب الطيب ، وأرجو من الله أن أكون أهلا له

ودمت بألف خير