المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حيرة شاعر ---



ماجد الراوي
03/11/2009, 07:07 PM
حيرة شاعر
شعر : ماجد الراوي
من ديوانه المطبوع ( طيوف ساحرة)

كَمْ قَدْ وَلِعْتُ بِشُهْرَةٍ وبَريْـــــقِ
وحَسِبْتُ أنَّ المَجْدَ بالتَّصْفيـــقِ

وظَنَنْتُ أنَّ الكَوْنَ دَوْحَةُ شاعِرٍ
يَحْيا بِمِزْمارٍ ونَفْخَــــــــةِ بُوقِ

وتَبِعتُ أفْذاذَ القَريضِ ولمْ أزَلْ
أسْمُو لَهُمْ في مَوْطِنِ التَّحْليْقِ

حتّى عَرَفتُ بأنَّهُمْ قدُ خُيِّــــبُوا
فالشِّعْرُ أكْسَدُ سِلْعَةٍ في السُّوقِ

وبَدا لِفِكْري أنَّ بالفَهْمِ العُــــــلا
والفِكْرُ خَيْــــــرُ وسِيْلةٍ لِشُرُوقي

ولِذاكَ أخْلَقْتُ الطُّرُوسَ تَصَفُّحاً
حِيناً وإلْماماً وبالتَّدْقيْــــــــــقِ

وإذا بميـــــــزانِ الثَّقافَةِ خاسِرٌ
مِنْ حالِهِ دَمْعي يجُفُّ ورِيْقــي

غَرِقَ الرَّعاعُ بِجَهلِهِمْ فَتَبَسَّمُوا
وهَمَتْ دُمُوعُ العالِمِ الإغْريْقي

وجَنى السَّعادَةَ في البَسيْطَةِ جاهِلٌ
يبدو له الكركيّ كالبِــــــطْريقِ

قُلتُ الحياةُ حَديـــــقَةٌ يبدُو بها
ثَمَرٌ يَرُوقُ بِبَهْجَةٍ وبَريــــــــقِ

فاقْطُفْ ثِماراً كالكواكِبِ عُلِّقَتْ
واتْرُكْ سَبيلَ البائِسِ المَسْحُوقِ

إجْلُبْ لِثَغرِكَ ما يُحِبُّ ويَشتَهي
أمْسى غِذاءَ الرُّوحِ مَبْعَثَ ضيْقِ

ومَدَدْتُ كفَّي كي أنــــالَ جَنِيَّها
وأقُولُ يا نَفْسي لَذيــــــذاً ذُوقــي

وإذا بِطيفٍ قبـــــلَ كفِّي يرْتَقي
يَجْني الثِّمارَ بِزَفْرةٍ وشَهيْـــــــقِ

فيلٌ يَمُدُّ بِخِفَّةٍ خُرْطُومَـــــــــــهُ
يَجْني بهِ يَبَساً وكُلَّ وَرِيْــــــــقِ

وذهبتُ أسْعى للتِّـــــجارَةِ علَّني
أُمْسي بِجَمْعِ المالِ رَبَّ السُّوقِ

وجَلَستُ بينَ التاجِرِيْنَ وبَعْضُهُمْ
مُتَمَلِّقٌ يَبْدُو بِثَــــــــــوْبِ صَدُوقِ

أمْسى يُثَرْثِرُ للوَرى مُــتــــَلَوِّناً
ويُجابُ بالإعْجابِ والتَّصْديـــقِ

وبضاعتي كسدت فإني صادق
سهلٌ على أمثـــــــالهم تطويقي

قالُوا الحُظُوظُ حِكايَةٌ مَصْنُوعَةٌ
والفِعْلُ للأعْمالِ بالتَّحْقيـــــــــقِ

لكِنَّني لمْ أسْتَطِـــــعْ يا صاحِبي
في الشُّوكِ وَسْطَ الرِّيحِ جَمْعَ دقِيْقي

لَمّا رأيْتُ الكَـــوْنَ سِجناً مُظلِماً
أعْيا عليَّ مَذاهِبي في الضِّيــقِ

يَمَّمْتُ دَرباً في الجِبالِ ولمْ أزَلْ
أَسْجُو بِتَفكيْرٍ يَطُولُ عَميْـــــــقِ

ونَظَرْتُ في الآفاقِ نَظْرةَ حائِرٍ
يَرجُو البَيانَ بِكَثرَةِ التَّحْديْـــــقِ

فَبَدَتْ لِقَلْبيْ في السَّماءِ إضاءةٌ
قالَتْ طَريْقُ اللّهِ خَيْرُ طَريْـــق

الباز
03/11/2009, 10:41 PM
مرحبا بك شاعرنا الكبير أخي ماجد الراوي..
قصيدة تصويرية رائعة لحالنا اليوم
وعبرت باسم كل الشعراء والأدباء عن معاناتهم وكفَيْتَهم التعبير عن أكبر همهم ..
لا فض فوك قصيدة من الروائع قلبا وقالبا ..

أرجو أن تقبل اقتراحي لتعديل طفيف في هذا البيت:
فإذا بميزانِ الثَّقافَةِ خاسِراً = مِنْ حالِهِ دَمْعي يجفُّ ورِيْقي

شكرا لك

مصطفى البطران
03/11/2009, 11:01 PM
اشاطر أخي الصقر على اقتراحه وأشكره على عمق قراءته
فإذا بميزانِ الثَّقافَةِ خاسِراً = مِنْ حالِهِ دَمْعي يجفُّ ورِيْقي
الصواب خاسرٌ بدلاً من خاسراً 000
أخي المبدع الشاعر المهندس ماجد
دمت مبدعاً وأهلاً بكل عبيرك الفواح بحال الأمة والواقع النوّاح
000 أخوك : مصطفى البطران

الباز
03/11/2009, 11:18 PM
اشاطر أخي الصقر على اقتراحه وأشكره على عمق قراءته




فإذا بميزانِ الثَّقافَةِ خاسِراً = مِنْ حالِهِ دَمْعي يجفُّ ورِيْقي
الصواب خاسرٌ بدلاً من خاسراً 000





شكرا لك أخي الحبيب مصطفى البطران
لم أفهم هل وافقتني أم العكس ؟؟


أم أنها مجرد زلة قلم ؟؟


- سليقتي تقول لي أن النصب أولى في هذه العبارة-
وليس الإعراب فبضاعتي فيه قليلة




شكرا لك

مصطفى البطران
03/11/2009, 11:27 PM
شكرا لك أخي الحبيب مصطفى البطران
لم أفهم هل وافقتني أم العكس ؟؟


أم أنها مجرد زلة قلم ؟؟


- سليقتي تقول لي أن النصب أولى في هذه العبارة-
وليس الإعراب فبضاعتي فيه قليلة




شكرا لك

أرى وحسب ما أعلم من أبجديات الإعراب أن كلمة خاسر هنا بالرفع حيث ( شبه الجملة بميزان الثقافة ) ويتبع شبه الجملة اسم مرفوع نكرة يعرب مبتدأً مؤخرا ويعلق الجاروالمجرور بخبر مقدم محذوف وارى أن المعنى على المبتدأ والخبر أولى وأفصح والله أعلم 000 أخوك :مصطفى البطران

الباز
04/11/2009, 12:13 AM
للفائدة هذه أبيات لحازم بن محمد القرطاجني يقول فيها:
والعُربُ قدْ تحذفُ الأخبارَ بعد إذا***إذا عنتْ فجأةَ الأمر الذي دهما
وربّما نصبُوا للحالِ بعد إذا***ورُبّما رفعوا من بعدها، رُبما
وسياق الجملة -في رأيي- وباعتبار ما سبق من أبيات وما تلى في العجز:
يستوجب النصب على الحالية ..
و الله أعلم

ألف شكر أخي مصطفى







--

مصطفى البطران
04/11/2009, 12:33 AM
للفائدة هذه أبيات لحازم بن محمد القرطاجني يقول فيها:
والعُربُ قدْ تحذفُ الأخبارَ بعد إذا***إذا عنتْ فجأةَ الأمر الذي دهما
وربّما نصبُوا للحالِ بعد إذا***ورُبّما رفعوا من بعدها، رُبما
وسياق الجملة -في رأيي- وباعتبار ما سبق من أبيات وما تلى في العجز:
يستوجب النصب على الحالية ..
و الله أعلم

ألف شكر أخي مصطفى







--


كل الشكر على هذا التوضيح أعرف قدراتك اللغوية وحججك الرائعة من خلال متابعتك فأنت ضليع في العربية وتدعي أن بضاعتك الإعرابية قليلة ماذا لو كانت كثيرة 000 دمت أخاً تتحفنا بذكاء ردودك 000 وعبق مرورك 000
أخوك مصطفى البطران

الباز
04/11/2009, 12:43 AM
وتدعي أن بضاعتك الإعرابية قليلة ماذا لو كانت كثيرة 000






ليس ادعاء -أخي مصطفى- بل هو الحقيقة ؛ فقلة بضاعتي الإعرابية
أعني بها ضعفي في قواعد الإعراب ومصطلحاته -حتى أني لم أفهم ردك
السابق إلا بشق النفس-..
لكني -والحمد لله- أعتمد على سليقتي و السليقة كما تعلم هي إقامة حركات
الإعراب بصورة صحيحة -غالبا ولا أقول دائما:?:- دون معرفة بقواعده..




شكرا لك

د.فادي محمد سعيد
04/11/2009, 03:15 AM
قصيدة جميلة ومتقنة وزناً وحبكا وفكرة ومضموناً...بارك الله بك...

ماجد الراوي
04/11/2009, 03:11 PM
الاستاذ العزيزالصقر
الاستاذ الكريم مصطفى البطران
سعيد لأن القصيدة أثارت هذا النقاش الثري بينكما وهو حوار أدبي جميل وممتع وقد فهمت من كلام الاستاذ الصقر
وربّما نصبُوا للحالِ بعد إذا***ورُبّما رفعوا من بعدها، رُبما
أن النصب أوالرفع صحيح هنا
شكرا لحسن انطباعكما عن القصيدة وهذا ماأسعدني حقا

ثروت سليم
04/11/2009, 06:23 PM
غَرِقَ الرَّعاعُ بِجَهلِهِمْ فَتَبَسَّمُوا
وهَمَتْ دُمُوعُ العالِمِ الإغْريْقي


وجَنى السَّعادَةَ في البَسيْطَةِ جاهِلٌ
يبدو له الكركيّ كالبِــــــطْريقِ


قُلتُ الحياةُ حَديـــــقَةٌ يبدُو بها
ثَمَرٌ يَرُوقُ بِبَهْجَةٍ وبَريــــــــقِ


فاقْطُفْ ثِماراً كالكواكِبِ عُلِّقَتْ
واتْرُكْ سَبيلَ البائِسِ المَسْحُوقِ
ماجد الراوي


هي حيرةُشاعرٍ ولكنك لن تحتار أبد
اًوأنت تكتب لنا كل هذا الجمال
أخي الحبيب ماجد
هي رائعة من روائعك بحق
وأنا أردد حكمتك الجميلة
فاقْطُفْ ثِماراً كالكواكِبِ عُلِّقَتْ
واتْرُكْ سَبيلَ البائِسِ المَسْحُوقِ
لك كل الحُب والتحية
مع تقديري

ماجد الراوي
05/11/2009, 06:00 PM
قصيدة جميلة ومتقنة وزناً وحبكا وفكرة ومضموناً...بارك الله بك...


شكرا استاذ فادي على ذوقك الرفيع وانطباعك الجميل لك خالص مودتي

ماجد الراوي
06/11/2009, 01:33 PM
غَرِقَ الرَّعاعُ بِجَهلِهِمْ فَتَبَسَّمُوا

وهَمَتْ دُمُوعُ العالِمِ الإغْريْقي


وجَنى السَّعادَةَ في البَسيْطَةِ جاهِلٌ
يبدو له الكركيّ كالبِــــــطْريقِ


قُلتُ الحياةُ حَديـــــقَةٌ يبدُو بها
ثَمَرٌ يَرُوقُ بِبَهْجَةٍ وبَريــــــــقِ


فاقْطُفْ ثِماراً كالكواكِبِ عُلِّقَتْ
واتْرُكْ سَبيلَ البائِسِ المَسْحُوقِ
ماجد الراوي


هي حيرةُشاعرٍ ولكنك لن تحتار أبد
اًوأنت تكتب لنا كل هذا الجمال
أخي الحبيب ماجد
هي رائعة من روائعك بحق
وأنا أردد حكمتك الجميلة
فاقْطُفْ ثِماراً كالكواكِبِ عُلِّقَتْ
واتْرُكْ سَبيلَ البائِسِ المَسْحُوقِ
لك كل الحُب والتحية

مع تقديري


الشاعر الصادق الاحاسيس ثروت سليم
حضورك المشرق أسعدني وكلماتك الصادقة آنستني
فدمت نبراسا عاليا للأصالة والذوق السليم
تقبل تحياتي المحملة بالمودة