عبده رشيد
29/10/2009, 04:08 PM
قصة بقلم : القاص عبده رشيد
كهل ترملت امه وهو في المهد.فجعلت حياتها وقفا عليه وعلى مستقبله.حافظت على متجر ابيه الهالك حتى كبر فسلمته اياه.كانت له في نفس الوقت الام والمعلمة.ربته احسن تربية علمته اصول التجارة وادارة المال والاعمال فنفذت الوصية بامانة واخلاص,وعرفانا لها بالجميل عزف عن الزواج وادار ظهره للنساء والحياة العاطفية.
لم يسبق ان شد انتباهه جمال فتاة ولاحركت مشاعره الخاملة امراة .لكن هذه المرة شيئا مااستفاق بداخله من سبات عميق .خفق قلبه بشدة ...,علت محياه حمرة...,واحس بحرارة في اذنيه وبرودةفي يديه. كان ذلك لما التقى بجارته الجديدة اول مرة عند باب العمارة.تسمر في مكانه ينظر اليها تتهادى في مشيتها وتتمايل كبطة وديعة...,مسح جغرافية هيئتها بعناية...,ومن حيث لا يدري اقتفى خطواتها وهي تصعد سلم العمارة درجا درجا.
كح...! ¨ بصبص ¨... !
حاول عبثا لفت انتباهها ,لا جدوى...!دخلت الشقة واوصدت الباب خلفها غير عابئة به. لحظتئد...! استعاد رشده ولم يدر حينها كيف انجدب اليها كما ينجدب الذكر للانثى في البراري في موسم التزاوج ؟.
عاد ادراجه الى البيت .دخل حجرته واغلقها عليه باحكام. لم يتوقع نفسه يوما في مثل هكذاموقف.ولم يجد مبررا لسلوكه الطائش واللامسؤول وبينما هو يجدال نفسه اللوامة وقع بصره على مرآة. نظر اليها بإمعان , وكانه يتفقد حاله لاول مرة في حياته.بدت له تجاعيد علت تقاسيم وجهه,شعرتخضب بالشيب,وجسم مترهل .زفر زفرة عميقة مشوبة بالحسرة والاسى على ما فاته من زهرة الشباب.تبدت له حياته كئيبة راكدة كماء المستنقع وتكشف له انسانا بداخله تواقا للحياة الناعمة . احس بغبن شديد وفراغ عاطفي قاتل يقوض انفاسه . تولدت لديه قناعة ان هناك اشياءا اخرى في الوجود احق ان تحيا وتعاش .
فجاة سمع امه تناديه سائلة:
¨ لماذا عدت ؟ لم لا لم تفتح المتجر ؟ ¨
فرد عليها مجيبا :
¨ لا شئ امي .عدت لاخذ بعض الاغراض ¨
فكر مليا في الامر واتخذ قرارا حاسما غير مجرى حياته.اخذ له اجازة مفتوحة وبدا له الاعتناءبنفسه ومظهره اكثر.اقتنى له ملابس جديدة وبدلة رياضية كاملة وقارورات عطر من النوع الممتاز.لاحظت الام التغيير المفاجئ الذي طرا على سلوك ابنها.سرها الامر وفرحت له كثيرا.اغتنمتها فرصة لتعرض عليه من جديد الزواج بابنة عمته التي طالما حدثته عنها وعن جمالهاوحذاقتها.اما هو فكان له رايا اخرا.لم يبد يوما ما اعجابه بها.كان كلما زار عمته وجدها غيرمهتمة بزينتها ,دائما مشعتة الشعر منغمسة في اعباء المنزل...
ان كان في الوجود فتاة يحبها فهي تلك الجارة ¨ البطة ¨.لقد احبها فعلا من النظرة الاولى وصار متعلقا بها اكثر.انه يريدها زوجة له ويتطلع الى حياة سعيدة معها .كثيرة هي المرات التي تمترس عند باب العمارة ينتظر ها لكنه لم يصادفها مرة ثانية بعد .
غابت وطال غيابها .فامسى كئيبا عليلا. لقد ملكت عقله ووجدانه . في بحر هواها هائم كل يوم وليلة.وذات مساء. بينما هو يتجول في المدينة .اذا بانشوذته في تبرج وزينة على قارعة الطريق يكلمهاهذا وتكلم ذاك و ضحكات وقهقهات مع كل من هب ودب. ظل يرقبها وقلبه يتمزق اربا ,اربا.توقفت سيارة , صعدتها ثم اختفت عن الانظار.وقف مشدوها لا يلوي على شئ .كاد قلبه ينفطر ...! تاوه...! غضب...! لعن الحب وسيرته...!احب كمراهق ...! كره كمراهق...! حب احادي الجانب. سرعان ما تبددت غيومه وسرعان ما انهارت قصور احلامه الوهمية.راجع شريط تطورات الاحداث .حكم عقله , دفن حبه, ضحك من نفسه وقال: ¨ انها اوهام واحلام مراهقة ...¨تذكر نصيحة امه . فتراءت له ربة البيت المعتكفة . تهلل وجهه واستبشر خيرا ...
كهل ترملت امه وهو في المهد.فجعلت حياتها وقفا عليه وعلى مستقبله.حافظت على متجر ابيه الهالك حتى كبر فسلمته اياه.كانت له في نفس الوقت الام والمعلمة.ربته احسن تربية علمته اصول التجارة وادارة المال والاعمال فنفذت الوصية بامانة واخلاص,وعرفانا لها بالجميل عزف عن الزواج وادار ظهره للنساء والحياة العاطفية.
لم يسبق ان شد انتباهه جمال فتاة ولاحركت مشاعره الخاملة امراة .لكن هذه المرة شيئا مااستفاق بداخله من سبات عميق .خفق قلبه بشدة ...,علت محياه حمرة...,واحس بحرارة في اذنيه وبرودةفي يديه. كان ذلك لما التقى بجارته الجديدة اول مرة عند باب العمارة.تسمر في مكانه ينظر اليها تتهادى في مشيتها وتتمايل كبطة وديعة...,مسح جغرافية هيئتها بعناية...,ومن حيث لا يدري اقتفى خطواتها وهي تصعد سلم العمارة درجا درجا.
كح...! ¨ بصبص ¨... !
حاول عبثا لفت انتباهها ,لا جدوى...!دخلت الشقة واوصدت الباب خلفها غير عابئة به. لحظتئد...! استعاد رشده ولم يدر حينها كيف انجدب اليها كما ينجدب الذكر للانثى في البراري في موسم التزاوج ؟.
عاد ادراجه الى البيت .دخل حجرته واغلقها عليه باحكام. لم يتوقع نفسه يوما في مثل هكذاموقف.ولم يجد مبررا لسلوكه الطائش واللامسؤول وبينما هو يجدال نفسه اللوامة وقع بصره على مرآة. نظر اليها بإمعان , وكانه يتفقد حاله لاول مرة في حياته.بدت له تجاعيد علت تقاسيم وجهه,شعرتخضب بالشيب,وجسم مترهل .زفر زفرة عميقة مشوبة بالحسرة والاسى على ما فاته من زهرة الشباب.تبدت له حياته كئيبة راكدة كماء المستنقع وتكشف له انسانا بداخله تواقا للحياة الناعمة . احس بغبن شديد وفراغ عاطفي قاتل يقوض انفاسه . تولدت لديه قناعة ان هناك اشياءا اخرى في الوجود احق ان تحيا وتعاش .
فجاة سمع امه تناديه سائلة:
¨ لماذا عدت ؟ لم لا لم تفتح المتجر ؟ ¨
فرد عليها مجيبا :
¨ لا شئ امي .عدت لاخذ بعض الاغراض ¨
فكر مليا في الامر واتخذ قرارا حاسما غير مجرى حياته.اخذ له اجازة مفتوحة وبدا له الاعتناءبنفسه ومظهره اكثر.اقتنى له ملابس جديدة وبدلة رياضية كاملة وقارورات عطر من النوع الممتاز.لاحظت الام التغيير المفاجئ الذي طرا على سلوك ابنها.سرها الامر وفرحت له كثيرا.اغتنمتها فرصة لتعرض عليه من جديد الزواج بابنة عمته التي طالما حدثته عنها وعن جمالهاوحذاقتها.اما هو فكان له رايا اخرا.لم يبد يوما ما اعجابه بها.كان كلما زار عمته وجدها غيرمهتمة بزينتها ,دائما مشعتة الشعر منغمسة في اعباء المنزل...
ان كان في الوجود فتاة يحبها فهي تلك الجارة ¨ البطة ¨.لقد احبها فعلا من النظرة الاولى وصار متعلقا بها اكثر.انه يريدها زوجة له ويتطلع الى حياة سعيدة معها .كثيرة هي المرات التي تمترس عند باب العمارة ينتظر ها لكنه لم يصادفها مرة ثانية بعد .
غابت وطال غيابها .فامسى كئيبا عليلا. لقد ملكت عقله ووجدانه . في بحر هواها هائم كل يوم وليلة.وذات مساء. بينما هو يتجول في المدينة .اذا بانشوذته في تبرج وزينة على قارعة الطريق يكلمهاهذا وتكلم ذاك و ضحكات وقهقهات مع كل من هب ودب. ظل يرقبها وقلبه يتمزق اربا ,اربا.توقفت سيارة , صعدتها ثم اختفت عن الانظار.وقف مشدوها لا يلوي على شئ .كاد قلبه ينفطر ...! تاوه...! غضب...! لعن الحب وسيرته...!احب كمراهق ...! كره كمراهق...! حب احادي الجانب. سرعان ما تبددت غيومه وسرعان ما انهارت قصور احلامه الوهمية.راجع شريط تطورات الاحداث .حكم عقله , دفن حبه, ضحك من نفسه وقال: ¨ انها اوهام واحلام مراهقة ...¨تذكر نصيحة امه . فتراءت له ربة البيت المعتكفة . تهلل وجهه واستبشر خيرا ...