وردة الجنوب
27/10/2009, 02:24 PM
جلست أمام مسلسل كرتوني أتابعه لأقطع وقتي الطويل
لا أريد أن أشعر بالألم .. ألم الساعات ؛ ألم الدقائق ؛ بل ألم الثواني
التفت شبه التفاتة نحو والدتي .. كأني سمعتها تناديني .. هي بجانبي .. جدا قريبة مني
اقتربت أكثر .. قربي منها بهذه السرعة أخافها .. شعرت بخوفها فطمأنتها .. أمي أنا (.....)
قالت بصوت أنت ؟ .. أوووه ياابنتي لقد أخفتيني .. ثم ابتسمت .. لا لم تبتسم .. إنها أكثر من ابتسامة
لقد ظهر الصف الأمامي من أسنانها .. انشرح صدري لرؤيتي ابتسامتها بالرغم من شحوب وجهها .. لم أرَ هذه الإبتسامة منذ مايقل عن شهر ، منذ مرضها الشديد ..
مر أمامي شريط قاسي ..........
(لانجاة لها صدقوني ، أعلم بأن الأعمار بيد الله لكن .. قلبها ضعيف جداً لايتحمل أي عملية ، لا أستطيع المغامرة بحياتها ... ولكن ياطبيب افعل شيئا .. فالأعمار بيد الله .. نعم ياابنتي لكن لانستطيع فعل أي شيء مؤكد أن نتائجه خطرة على حياة مريضنا)
-أمي هل تريدين ماء ؟ أرى أن شفتاك زرقاء جافة ..
- لاااااااااااه .. من هذا الرجل ؟ يالجماله
- أمي لايوجد رجل هنا .. نظرت بعيني خائفتين لما حولي .. كل شيء صامت جامد
- ومن هؤلاء الأطفال الذين يغتسلون بالماء ؟
- أمي .. امي .. لا أراهم ياأمي .. نهضت من جانبها فتمسكت بإصبع من أصابع يدي اليمنى
نظرت إليها وقلبي يرجف بقوة .. وجدت عينيها لاتنطقان .. صامتتان تنظران للأعلى
وقفت وقد توقفت دقات قلبي .. شعرت بالموت في عظامي .. شعرت أن حلقي جف .. شعرت أن ...
لا أعرف بماذا شعرت .. صدقوني لا أستطيع الوصف مهما وصفت .. صدقوني لا أستطيع
أمي تحتضر .. نعم أمي تحتضر .. أممممممممممممممممممممممي ت ... ح ... ت ... ض ... ر
لاااااا لا إني واهمة لا لا ليس كذلك .. من المؤكد أنه ليس كذلك ..
نعم لقد كنت ادعو ربي منذ طفولتي .. ألا أحضر هذا اليوم .. أنظر في مرآتي .. لعيني الجميلتنين .. يقولون هذا .. هم وليس أنا .. من حولي .. قال و ا .. هذا .. ولكن ليس هذا وقت عيني .. لقد كنت أدعو الله " جعل عيوني ماتبكيك يايمة " ياالهي .. هل هذه أمي أمامي فعلا تحتضر ؟؟؟
ذهبت مسرعة إلى أبي .. أبي إن أمي ................... لا أعرف ولكن ....
ذهبت إلى أخي الأكبر .... جئت لأوقظه فتعجبت من ابتسامة على وجهه .. مددت يدي إليه بهدوء فتح عينيه .. قلت له بصوت هاديء .. عبدالله إن أمي .. نظر إلي وفي عينيه نظرة استفهام .. إن أمي ، لا أعرف ولكن هي لاتكلمني فقط ربما هي نائمة .. قال أمي أين هي الآن رأيتها تبتسم وترتدي رداء الصلاة الأبيض وتصلي وتبتسم فابتسمت لها .. لم تكن نائمة .. إني أحلم أحلم .. غادرت الغرفة ومعي أخي يسبقني وقبلنا أبي .. دخلت فرأيت أختي الصغيرة ويديها ممسكتين بوالدتي .. اقتربت منها فمسكت يدها الأخرى .. أردت الصراخ كأختي ولكن بدلا عن الصراخ وجدت نفسي أردد .. اللهم إن لم تكن قد استجبت لدعائي بأن يكون (يومي قبل يومها) فاستجب لي دعائي بالثبات الآن .. لم أكمل دعائي إلا وأجد نفسيقد وضعت يدي على فم أختي الصغرى (لاااااتصرخي) وبيدي وقد أمسكت بالقرآن الكريم لأقرأ سورة "يس" ويدي ممسكة بيدي بوالدتي .. توقف النبض ومعه دقات القلب ..
لحظات مرت علي اختلطت فيه مشاعر الحب والقوة .. مشاعر الحزن والفرح لرحيلك
هل من الممكن أن يجتمع فرحك وحزنك لرحيل أغلى من في الوجود ..
نعم .. نعم .. في حالتك امي نعم ..
الآن وبعد مرور سنوات على الرحيل
:
:
:
:
أمي .. هل ماتت ؟
هل أنت ميتة ؟
أرجوك ردي علي ولو بكلمة واحدة قولي لا .. أو حتى حركي رأسك يمينا ويسارا ..
-هل تصدقون أن والدتي لم تمت ..
- كيف لم تمت وأنت ممن غسلوها وكفنوها وصلوا عليها .. وطبعوا قبلة على جبينها الناصع
لقد قلت لنا أنك لن تنسيها مهما حييت
لقد قلت لنا أنك لن تنسي ابتسامتها وهي ممددة أمامك على لوح المغسلة
أم تقولي لنا هذا ؟
ألم تقولي ياوردة هذا ..
أمي .. لك وردة قطفتها لك من بستان قلبي لأقدمها لك الآن ..
وكل عيد وانت لست بيننا .. وكل يوم .. وكل مرة أسمع بها كلمة أمي
أمي ..
جعل مثواك الجنة
سامحوني .. لا أجيد التعبير ولا الكتابات الأدبية
أنا مجرد متطفلة بينكم .. أردت أن أسعد من دعاني هنا .. بكتابتي
فوجدت اني اتعسته .. بكتابتي " المالغة " وحضوري " اللا حضور "
ربما أسعدكم في عمل آخر .. ربما أجده يمسك بيدي .. يدفعني لكتابة أفضل .. لتعبير أفضل .. لاقتراب أفضل
(كتابة مرتجلة .. ذات ألم)
فـ ... سامحوني
لا أريد أن أشعر بالألم .. ألم الساعات ؛ ألم الدقائق ؛ بل ألم الثواني
التفت شبه التفاتة نحو والدتي .. كأني سمعتها تناديني .. هي بجانبي .. جدا قريبة مني
اقتربت أكثر .. قربي منها بهذه السرعة أخافها .. شعرت بخوفها فطمأنتها .. أمي أنا (.....)
قالت بصوت أنت ؟ .. أوووه ياابنتي لقد أخفتيني .. ثم ابتسمت .. لا لم تبتسم .. إنها أكثر من ابتسامة
لقد ظهر الصف الأمامي من أسنانها .. انشرح صدري لرؤيتي ابتسامتها بالرغم من شحوب وجهها .. لم أرَ هذه الإبتسامة منذ مايقل عن شهر ، منذ مرضها الشديد ..
مر أمامي شريط قاسي ..........
(لانجاة لها صدقوني ، أعلم بأن الأعمار بيد الله لكن .. قلبها ضعيف جداً لايتحمل أي عملية ، لا أستطيع المغامرة بحياتها ... ولكن ياطبيب افعل شيئا .. فالأعمار بيد الله .. نعم ياابنتي لكن لانستطيع فعل أي شيء مؤكد أن نتائجه خطرة على حياة مريضنا)
-أمي هل تريدين ماء ؟ أرى أن شفتاك زرقاء جافة ..
- لاااااااااااه .. من هذا الرجل ؟ يالجماله
- أمي لايوجد رجل هنا .. نظرت بعيني خائفتين لما حولي .. كل شيء صامت جامد
- ومن هؤلاء الأطفال الذين يغتسلون بالماء ؟
- أمي .. امي .. لا أراهم ياأمي .. نهضت من جانبها فتمسكت بإصبع من أصابع يدي اليمنى
نظرت إليها وقلبي يرجف بقوة .. وجدت عينيها لاتنطقان .. صامتتان تنظران للأعلى
وقفت وقد توقفت دقات قلبي .. شعرت بالموت في عظامي .. شعرت أن حلقي جف .. شعرت أن ...
لا أعرف بماذا شعرت .. صدقوني لا أستطيع الوصف مهما وصفت .. صدقوني لا أستطيع
أمي تحتضر .. نعم أمي تحتضر .. أممممممممممممممممممممممي ت ... ح ... ت ... ض ... ر
لاااااا لا إني واهمة لا لا ليس كذلك .. من المؤكد أنه ليس كذلك ..
نعم لقد كنت ادعو ربي منذ طفولتي .. ألا أحضر هذا اليوم .. أنظر في مرآتي .. لعيني الجميلتنين .. يقولون هذا .. هم وليس أنا .. من حولي .. قال و ا .. هذا .. ولكن ليس هذا وقت عيني .. لقد كنت أدعو الله " جعل عيوني ماتبكيك يايمة " ياالهي .. هل هذه أمي أمامي فعلا تحتضر ؟؟؟
ذهبت مسرعة إلى أبي .. أبي إن أمي ................... لا أعرف ولكن ....
ذهبت إلى أخي الأكبر .... جئت لأوقظه فتعجبت من ابتسامة على وجهه .. مددت يدي إليه بهدوء فتح عينيه .. قلت له بصوت هاديء .. عبدالله إن أمي .. نظر إلي وفي عينيه نظرة استفهام .. إن أمي ، لا أعرف ولكن هي لاتكلمني فقط ربما هي نائمة .. قال أمي أين هي الآن رأيتها تبتسم وترتدي رداء الصلاة الأبيض وتصلي وتبتسم فابتسمت لها .. لم تكن نائمة .. إني أحلم أحلم .. غادرت الغرفة ومعي أخي يسبقني وقبلنا أبي .. دخلت فرأيت أختي الصغيرة ويديها ممسكتين بوالدتي .. اقتربت منها فمسكت يدها الأخرى .. أردت الصراخ كأختي ولكن بدلا عن الصراخ وجدت نفسي أردد .. اللهم إن لم تكن قد استجبت لدعائي بأن يكون (يومي قبل يومها) فاستجب لي دعائي بالثبات الآن .. لم أكمل دعائي إلا وأجد نفسيقد وضعت يدي على فم أختي الصغرى (لاااااتصرخي) وبيدي وقد أمسكت بالقرآن الكريم لأقرأ سورة "يس" ويدي ممسكة بيدي بوالدتي .. توقف النبض ومعه دقات القلب ..
لحظات مرت علي اختلطت فيه مشاعر الحب والقوة .. مشاعر الحزن والفرح لرحيلك
هل من الممكن أن يجتمع فرحك وحزنك لرحيل أغلى من في الوجود ..
نعم .. نعم .. في حالتك امي نعم ..
الآن وبعد مرور سنوات على الرحيل
:
:
:
:
أمي .. هل ماتت ؟
هل أنت ميتة ؟
أرجوك ردي علي ولو بكلمة واحدة قولي لا .. أو حتى حركي رأسك يمينا ويسارا ..
-هل تصدقون أن والدتي لم تمت ..
- كيف لم تمت وأنت ممن غسلوها وكفنوها وصلوا عليها .. وطبعوا قبلة على جبينها الناصع
لقد قلت لنا أنك لن تنسيها مهما حييت
لقد قلت لنا أنك لن تنسي ابتسامتها وهي ممددة أمامك على لوح المغسلة
أم تقولي لنا هذا ؟
ألم تقولي ياوردة هذا ..
أمي .. لك وردة قطفتها لك من بستان قلبي لأقدمها لك الآن ..
وكل عيد وانت لست بيننا .. وكل يوم .. وكل مرة أسمع بها كلمة أمي
أمي ..
جعل مثواك الجنة
سامحوني .. لا أجيد التعبير ولا الكتابات الأدبية
أنا مجرد متطفلة بينكم .. أردت أن أسعد من دعاني هنا .. بكتابتي
فوجدت اني اتعسته .. بكتابتي " المالغة " وحضوري " اللا حضور "
ربما أسعدكم في عمل آخر .. ربما أجده يمسك بيدي .. يدفعني لكتابة أفضل .. لتعبير أفضل .. لاقتراب أفضل
(كتابة مرتجلة .. ذات ألم)
فـ ... سامحوني