المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : محمود درويش : بيروت فجرا .. و فلسطين ظهرا ..



شـهـيـد
19/09/2004, 05:46 PM
بيروت فجرا
يطلق البحر الرصاص على النوافذ
يفتح العصفور أغنية مبكرة
يطيًر جارنا رف الحمام إلى الدخان
يموت من لا يستطيع الركض في الطرقات
قلبي قطعة من برتقال يابس
أهدي إلى جاري الجريدة كي يفت عن أقاربه
أعزيه غدا
أمشي لأبحث عن كنوز الماء في قبو البناية
أشتهي جسما يضيء البار والغابات
يدخل الطيران أفكاري ويقصفها
ويقتل 19 طفلة
يتوقف العصفور عن إنشاده
عادية ساعاتنا
عادية لولا صهيل الجنس في ساقيك يا جيم الجنون
والموت يأتينا بكل سلاحه البري والجوي والبحري
ألف قذيفة أخرى ولا يتقدم أعداءنا شبرا واحدا
مازلت حيا
ألف شكر للمصادفة السعيدة
يبدل الرؤساء جهدا عند أمريكا لتفرج عن مياه الشرب
كيف سنغسل الموتى
ويسأل صاحبي ... وإذا استجابت للضغوط
فهل سـيسفـر موتنا عن دولة أم خيمة ؟
قلت انتظر لا فرق بين الرايتين
قلت انتظر حتى تب الطائرات جحيمها
يا فجر بيروت الطويل ..عجٌل قليلا
عجٌـل لأعرف جيدا إن كنت حيا أم قتيلا

شـهـيـد
19/09/2004, 05:49 PM
بيروت ظهرا
يستمر الفجر عند الفجر
تنكسر السماء على رغيف الخبز
ينكسر الهواء على رؤوس الناس من عبء الدخان
ولا جديد لدى العروبة
بعد شهر يلتقي كل الملوك ..بكل أنواع الملوك
من العقيد إلى الشهيد
ليبحثوا خطر اليهود على وجود الله ؟؟؟
أما الآن فالأحوال هادئة تماما
مثلما كانت
وإن الموت يأتينا بكل سلاحه البري والجوي والبحري
مليون انفجار في المدينة
هيروشيما هيروشيما
وحدنا نصغي إلى رعد الحجارة هيروشيما
وحدنا نصغي لما في الروح من عبث ومن جدوى
وأمريكا على الأسوار
تهدي كل طفل لعبة للموت عنقودية
يا هيروشيما العاشق العربي
أمريكا هي الطاعون والطاعون أمريكا
نعـسنا .. أيقظتنا الطائرات وصوت أمريكا
لأمريكا سنحفر ظلنا ..ونشخ مزيكا على تمثال أمريكا
وهذا الأفق إسمنت لوحش الجو
نفتح علبة السردين تقصفها المدافع
نحتمي بشجرة الشباك..تهتز البناية ..
تقفز الأبواب ..أمريكا وراء الباب أمريكا
وأمريكا لأمريكا
ونمي في الشوارع باحثين على السلامة
من يدفننا إذا متنا ؟؟؟
عرايا نحن ..لا أفق يغطينا ولا قبر يوارينا
يا ليل بيروت المكسر في الظهيرة ..عجٌـل قليلا
عجل لنعرف أين صرختنا الأخيرة ......

---- كم أعجب لسر هذا العشق الأزلي بين محمود درويش و بيروت .. بيروت ست الدنيا

شـهـيـد
21/09/2004, 07:04 PM
أنا لا أحبك ... كم أحبك
غـيمتان أنا وأنت وحارسان
يتوجان الانتباه بصرخة
ويمددان الليل حتى آخر الليل الأخير
أقول حين أقول
بيروت المدينة ليست امرأتي
وبيروت المكان مسدسي الباقي
وبيروت الزمان هوية الآن المدرج بالدخان
أنا لا أحبك ..كم أحبك
غمسي باسمي زهورك وانثريها فوق من يمشي على جثـثي ليتسع الثراي..
لا تسحبيني من بقاياك ..اسحبيني من يديٌ ومن هواي
ولا تلوميني ولومي من رآني سائرا كالعنكبوت على خطاي
هل كان من حقي النزول من البنفسج والتوهج في دماي
هل كان من حقي عليك الموت فيك لتصيري مريَمًًا
هل كان من حقي الدفاع على الأغاني وهي تلجأ من زنازين الشعوب لتصير لي قمرا تكوره يداي
صدقت..ما صدقت .. لكني سأمشي في خطاي
أنا لا احبك..كم أحبك
كم سنة اعطيتني وأخذت عمري ..كم سنة
وانا أسميك الوداعَ ولا أودع غير نفسي
كم سنة
وعدوك بالآتي وحين آتاك ..واتاك الحنين الى السفينة
كم سنة
لم تذكري قرطاج
هل كنا هواءا مالحا كي تفتحي رئتيك للماضي
وتبني هيكل القدس القديمة
وعدوك باللغة الجديدة واستعادوا الميتين مع الجريمة
كم سنة..
كنا طوق النجاة لقارة محمولة فوق السراب ودفتر الأعراب..كم سنة
كم عربا أتوك ليصبحوا غـَربا
وكم غربٌُُُ أتاك ليدخل الاسلام من باب الصلاة على النبي وسنة النفط المقدس
كم سنة...وأنا أصدق أن لي أمما ستتبعني
وأنك تكذبين على الطبيعة والمسدس...كم سنة
بيروت منتصف اللغة
بيروت ومضة الشهوتين
بيروت ما قال الفتى لفتاته
والبحر يسمع أو يوزع صوته بين اليدين
أنا لا أحبك..
غمسي بدمي زهورك وانثريها فوق طائرة تطارد عاشقين
والبحر يسمع أو يوزع صوته بين اليدين ..
وأنا أحبك
غمسي بدمي زهورك وانثريها حول طائرة تطاردني
وتسمع ما يقول البحر لي
بيروت لا تعطي لتأخذ
أنت ..التي تعطي لتعطي
ثم تسأم من مد ذراعيها ومن شبق المحب

فبأي امرأة سأومن
وبأي شباك سأومن
من تزوجني ظفائرها لأشنق رغبتي
وأموت كالأمم القديمة

كم سنة
أغريتني بالمشي نحو بلاديَ الأولى
وبالطيران تحت سمائي الأولى ...كم سنة

طارق شفيق حقي
21/09/2004, 07:08 PM
اسمك يدل عليك
انت رائع

تجيد حيث تعمل مرحبا بك مرة اخرى
وساتلذذ بما نقلت