خالد القيسي
02/02/2006, 07:03 AM
حلمٌ طفولي
ارتطمت والدتي بقلعة إصراري على مرافقتها ووالدي إلى حفل الزفاف لاسيما وأنني رسمت خيالات الفرح بدقة في صالة الفندق الفخم في المدينة , لم تنجح كل محولاتهما بإقناعي في الجلوس مع جدتي أو تعوضي بالكثير من الحلوى والدمى بإثنائي عن إصراري على تحقيق حلمي بالفرح , وقبلت كل الشروط بالتزام كل الطقوس والشروط القاسية للمعاهدة التي تصب في خانة " برستيج " العائلات المحترمة ,
ارتديتُ ثوباً عرائسياً وزينت شعري بوردتين حمراوين , كادت والدتي تقضمُ خدي وهي تقبلني وخشيتُ أن يقفز الدمُ من وجنة والدي وهو ينظر إلي قائلا :
- الحمد لله ....ملاكٌ فر من السماء وهبط إلى الأرض .
لم يخشَ على بذلته الجديدة وراح يطيرني عالياً ويهوي عليّ بقبلاته الشرهةَ حتى توردّ خدايّ كما الورد على رأسي .
استقلينا مركبتنا واخترقنا الشوارع المزدهية بألوان المصابيح وأعمدة الإنارة المبتهجة بزفاف خالتي , دخلنا صالة الفندق الأفخم في المدينة وتوالى حضور الفرح مع المدعوين وبدأت الموسيقا تعزف ألحانها قبل أن يذهلني صوت بممممممممممممممممممممممم
أغمضت عيناي وفتحهما فوجدتني وحيدة ًفي غرفة العناية الحثيثة مرتديا " مريول" العمليات والكثير من الخراطيم والأسلاك موصولة بجسدي الذي اجتاحته حمرة وردتي المفقودتين .
فرملة
غرد صوت البلبل من هاتفة الجوال ليتوقف عن تحميل الأدوات الموسيقية في المركبة التي ستقلني وبقية فرقتنا إلى الحفلة الكبرى لتنقلنا من مرتبة العازفين الهواة إلى مرتبة العازفين المحترفين ,
تجهم وجههُ عندما أطل عليه صوت والدتهِ الباكي يخبره بسوء حالة شقيقة الذي كان ضحية سائق أرعن وعليه إلقاء النظرة الأخيرة عليه في المشفى .
اعتذر من زملائه ِ واستقل احد مركبات الأجرة طائرا إلى حيث ينتظر شقيقه و"عزرائيل " , دلف من البوابة الرئيسة مسرعا قبل أن يفرملهُ رجل الأمن بانتهاء موعد الزيارة , ذابت ساعة من الزمن في إقناع البواب بضرورة الدخول إلى غرفة عزرائيل المتربص بالرجل المدد على السرير .
أكمل صعود السلالم ليصل مقصده ويجد أن شقيقه قد نقل إلى قسم الجراحة بعدما استقرت حالته وأنه سيفيق بعد انتهاء مفعول المخدر ,
حمد الله كثيرا بمغادرة عزرائيل المكان, انسحب إلى قاعة الانتظار, بدأ ينفثُ دخان سيجارته قبل سقوطها من بين أنامله وهو يتابع أخبار النبأ العاجل على شاشة التلفاز
" انفجار يهز أضخم فنادق المدينة ويوقع عدداً كبيراً من القتلى في حفلة زفاف "
صلاة
تذكر أن عليه أداء صلاة المغرب قبل دخول وقت صلاة العشاء , ترك قاعة الاستقبال الغاصة بضحكات الفرح المنطلقة أفواه المدعوين للفرح , دلف إلى حمامات الفندق ليجدد وضوئه , أقام الصلاة فى احد الأركان الهادئة , قرأ الفاتحةَ , ركع , سبح لله العظيم وهو يسند قامته قبل صوت " البمممممممممممم" .
غاب عن الوعي ليفيق بعد ثلاثة ساعات في المشفى الخاص , على صوت البيان الذي تبثه احد الجماعات على القناة الفضائية يقول : "أنها أنجزت وبكل فخر تدمير أحد معاقل الكفر والرذيلة "؟؟؟؟
ارتطمت والدتي بقلعة إصراري على مرافقتها ووالدي إلى حفل الزفاف لاسيما وأنني رسمت خيالات الفرح بدقة في صالة الفندق الفخم في المدينة , لم تنجح كل محولاتهما بإقناعي في الجلوس مع جدتي أو تعوضي بالكثير من الحلوى والدمى بإثنائي عن إصراري على تحقيق حلمي بالفرح , وقبلت كل الشروط بالتزام كل الطقوس والشروط القاسية للمعاهدة التي تصب في خانة " برستيج " العائلات المحترمة ,
ارتديتُ ثوباً عرائسياً وزينت شعري بوردتين حمراوين , كادت والدتي تقضمُ خدي وهي تقبلني وخشيتُ أن يقفز الدمُ من وجنة والدي وهو ينظر إلي قائلا :
- الحمد لله ....ملاكٌ فر من السماء وهبط إلى الأرض .
لم يخشَ على بذلته الجديدة وراح يطيرني عالياً ويهوي عليّ بقبلاته الشرهةَ حتى توردّ خدايّ كما الورد على رأسي .
استقلينا مركبتنا واخترقنا الشوارع المزدهية بألوان المصابيح وأعمدة الإنارة المبتهجة بزفاف خالتي , دخلنا صالة الفندق الأفخم في المدينة وتوالى حضور الفرح مع المدعوين وبدأت الموسيقا تعزف ألحانها قبل أن يذهلني صوت بممممممممممممممممممممممم
أغمضت عيناي وفتحهما فوجدتني وحيدة ًفي غرفة العناية الحثيثة مرتديا " مريول" العمليات والكثير من الخراطيم والأسلاك موصولة بجسدي الذي اجتاحته حمرة وردتي المفقودتين .
فرملة
غرد صوت البلبل من هاتفة الجوال ليتوقف عن تحميل الأدوات الموسيقية في المركبة التي ستقلني وبقية فرقتنا إلى الحفلة الكبرى لتنقلنا من مرتبة العازفين الهواة إلى مرتبة العازفين المحترفين ,
تجهم وجههُ عندما أطل عليه صوت والدتهِ الباكي يخبره بسوء حالة شقيقة الذي كان ضحية سائق أرعن وعليه إلقاء النظرة الأخيرة عليه في المشفى .
اعتذر من زملائه ِ واستقل احد مركبات الأجرة طائرا إلى حيث ينتظر شقيقه و"عزرائيل " , دلف من البوابة الرئيسة مسرعا قبل أن يفرملهُ رجل الأمن بانتهاء موعد الزيارة , ذابت ساعة من الزمن في إقناع البواب بضرورة الدخول إلى غرفة عزرائيل المتربص بالرجل المدد على السرير .
أكمل صعود السلالم ليصل مقصده ويجد أن شقيقه قد نقل إلى قسم الجراحة بعدما استقرت حالته وأنه سيفيق بعد انتهاء مفعول المخدر ,
حمد الله كثيرا بمغادرة عزرائيل المكان, انسحب إلى قاعة الانتظار, بدأ ينفثُ دخان سيجارته قبل سقوطها من بين أنامله وهو يتابع أخبار النبأ العاجل على شاشة التلفاز
" انفجار يهز أضخم فنادق المدينة ويوقع عدداً كبيراً من القتلى في حفلة زفاف "
صلاة
تذكر أن عليه أداء صلاة المغرب قبل دخول وقت صلاة العشاء , ترك قاعة الاستقبال الغاصة بضحكات الفرح المنطلقة أفواه المدعوين للفرح , دلف إلى حمامات الفندق ليجدد وضوئه , أقام الصلاة فى احد الأركان الهادئة , قرأ الفاتحةَ , ركع , سبح لله العظيم وهو يسند قامته قبل صوت " البمممممممممممم" .
غاب عن الوعي ليفيق بعد ثلاثة ساعات في المشفى الخاص , على صوت البيان الذي تبثه احد الجماعات على القناة الفضائية يقول : "أنها أنجزت وبكل فخر تدمير أحد معاقل الكفر والرذيلة "؟؟؟؟