المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جاء يومك يابرنو



عماد اليونس
11/10/2009, 09:49 PM
جاء يومك يابرنو


في عقد السبعينات لطالما نصحه الاصدقاء والاقرباء بان يتخلص من بندقيته البرنو كونه لم يعد بحاجة اليها في المدينة حيث ان القانون يكفل الامن والحقوق للجميع و كونه قد تجاوز الخمسين من العمر فلا يليق به التباهي والتبختر كما يفعل الشباب . لم تثن العم محمود كل هذه النصائح والمواعض عن الاصرار على حيازة هذه البندقية فاخبرهم بانه لا يريد أن يسمع المزيد حول هذا الموضوع.
وفي عقد التسعينات و تحت ضغط الحصار والعوز على العراقيين لطالما توسل به الاهل والابناء بان يبيع هذه البندقية ليعتاشوا بثمنها فترة من الزمن لكنه مرة اخرى كان رفضه قاطعاً واصراره على الاحتفاظ بها كان جازما حتى ان قصة خلافه مع أبناءه صارت معروفة لدى كل الاقرباء و الجيران لكثرة تدخلهم ووساطتهم في هذا الامر وفي كل مرةٍ كان تعليله ان هذه البندقية سيكون لها يوما مشهودا فيتركونه وهم غير مصدقين ولا مقنعين بهذه النبوءة الغريبه.
وعندما احتل الامريكان العراق وحاولو اجتياح الفلوجة في نيسان 2004 وتقدمت قواتهم لتطبق على المدينة من جهاتها الاربع كان جنوب المدينة وبالذات حي الجولان حيث يسكن الشيخ محمود باب من ابواب جهنم انفتح على القوات الامريكيه فكان الرجل الذي ناهز عمره الان الثمانين عاما عند كلمته حيث استل بندقيته البرنو وامسك بها بكلتا يديه مخاطباً " جاء يومك يابرنو" ثم صعد الى اعلى سطح بيته وهناك انبطح وراح يسدد بندقيته على الجنود الامريكان فكانت كل طلقة بجندي وحسب شهود العيان من أبناء الجولان قتل هذا الرجل منهم بعدد الطلقات الثلاثين التي احتفظ بها كل هذه السنين . جن جنون الامريكان فان يعطو كل هذه الخسائر ومن مصدر مجهول وفي منطقةٍ واحدةٍ وفي يوم واحد شيءٌ لايحتمل , اتصلوا بقوتهم الجويه وعن طريق المروحيات تمكنوا من رصد بيت الشيخ العجوز فتم قصفه بصاروخ استشهد من جراءه الشيخ البطل محمود ومات قرير العين فكان بحق مفخرة فلوجية واسطورة.

ناصرفارس
13/10/2009, 07:09 PM
سلام الله عليك أخي عماد
قصة رائعة وشيقة
تبين أننا نستطيع المقاومة مهما كان سلاحنا بسيطا
المهم هي العزيمة وروح المقاومة.
يستحق الشيخ محمود رحمه الله أن يخلد ذكره.
دمت بخير
مع اشتياقي لك ولقصصك

عماد اليونس
16/10/2009, 08:55 PM
سلام الله عليك أخي عماد
قصة رائعة وشيقة
تبين أننا نستطيع المقاومة مهما كان سلاحنا بسيطا
المهم هي العزيمة وروح المقاومة.
يستحق الشيخ محمود رحمه الله أن يخلد ذكره.
دمت بخير
مع اشتياقي لك ولقصصك


الاخ العزيز ناصر فارس
اشكر مرورك العبق وقرائتك الوطنية الراقيه
ربما لايصدق البعض الواهن انها قصة حقيقية من وضعنا الراهن
وانني وجدت نفسي مرغما لان اسدد دين هذا الرجل في عنقي
فارتأيت تخليده بهذا العمل المتواضع
دمت بالق الاجداد ووفقك الله لما فيه خير الاحفاد
تحياتي وتقديري

عماد اليونس