المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أصدقاء ( دوت كوم ) - قصة قصيرة



أحمد كمال سالم
04/10/2009, 08:11 AM
أصدقاء ( دوت كوم )
قصة قصيرة


كتبها : أحمد كمال
منذ الصباح وأنا أدور كالنحلة ، في هذه القاعة الفاخرة ، بالفندق الكبير ، فاليوم عيد ميلادي الستين .
أصبح كل شيء معداً لاستقبالهم ، أصدقائي وصديقاتي ، فهذه أول مرة أقابلهم وجهاً لوجه ، ربما هذا شيء غريب ، لكنني منذ عشرة آلاف يوم ، اشتريت حاسوب ، وعلمني أحد أحفادي كيفية استخدامه حتى إتقانه ، وأدمنت تصفح الشبكة العنكبوتية ، حتى صارت عالمي الجديد ، ومتنفس روحي الوحيد ، ولأن ليس لي في هذه الدنيا صديق بحق وحقيق ، كونت صداقات لها بعد عميق في عالم الشبكة الفسيح ، واليوم دعوتهم لحضور حفل عيد ميلادي بدلاً من أن أحتفل به وحيد ؟!
كم أبحرت في حروف كلماتهم ، وغصت في معاني عباراتهم ، وأحياناً إلتئمت في ألعابهم ، حتى تمنيت من أعماق وجداني ، قبل مماتي لقائهم ، وبعد إلحاح ، أصبح الحلم مباح ، وهاهم على وشك المجيء .
بعد قليل سأرى وجوههم ، وأستمع إلى أصواتهم ، واشتم عبق أنفاسهم ، وأصافح بيدي أياديهم ، إنها ليلة عمري ، ومفاجأة حياتي ، ورهاني على عشرة آلاف يوم أنفقتها عليهم ؟!
ومع غروب الشمس أشرقت شمس أصدقائي ، وبدأت أتلقى صدماتي ، الصدمة تلو الأخرى ، فالوجوه ليست كما تخيلتها ، أو ربما تمنيتها ؟! والأجساد هياكل صماء كاذبة لأسمائهم المزيفة ، ولكني لا زلت ألمح في لمعان أعينهم بعضاً من توهجاتي .
امتلأت القاعة بالحضور ، وامتزجت ألوانهم في تمثال من صلصال ، تزين بكل لون ، أبيض ، أصفر ، أحمر ، أسود ، أشقر ، وكأن آدم قد عاد للوجود ، وألسنتهم بكل اللغات تجود ، وسرعان ما تآلفوا بعد قليلاً من السخرية ، وهم لدعوتي يمدحون ، ولي يشكرون .
رحت أتأمل الحفل والحضور ، وبينهم أحاول أن أجول ، بلا فائدة . فخيبة الأمل ذبحتني بالشجون ، وأدركني إحباط مجنون ، حتى أيقنت إني مفتون ؟!
وقبل أن نطفئ الشموع ، شعرت بدقات قلبي تتباطأ في هدوء ، وجسدي رغماً عني ينشطر لنصفين كالموبوء ، نصف على خط الاستواء يصطلي بشمس الظهيرة ، ونصف على أحد القطبين تجمد كالمياه الأسيرة ، وصار نصف وجهي يتصبب عرقاً ، والنصف الآخر يرتعد برداً ، ولما لم يتحمل جسدي هذا التناقض ، رحت اصرخ وأنا اسقط كالذبيحة .
التئم حولي ، كل من خيبوا ظني ، وأصابتهم فجيعة ، وكست وجوههم كل ملامح البشرية الحزينة ، وفاحت من أفواههم كل عبارات المواساة الحكيمة ، بكل اللغات ، بكل اللهجات :
- حمداً لله على سلامتك .....
رحت أتلاشى ، حتى إني لم أعد شيئاً ، وقابلت أنا منذ عشرة آلاف يوماً ، متأنقاً كالعادة ، ومتغطرساً بزيادة ؟! فسألته :
- من هؤلاء يا أنا ؟ لقد خاب ظني هنا ؟
فتبسم ، ثم مني دنا ، وهمس في أذني قائلاً :
- هؤلاء هم أصدقائك ، فرحب بكل من جاءك !
فثرت فيه غاضباً وأنا ادفعه بعيداً عني قائلاً :
- لا .... إنهم ليسو كذلك .... أو ربما أني أظن ذلك ؟!
فأمسك بلحيتي بين راحة كفه ، وجذبني بقوة إليه صارخاً في وجهي قائلاً :
- وهل تريد أصدقاءاً بمقاس قدميك ؟!! أبحر في عقولهم ، وغص في قلوبهم ، ستدرك حتماً أرواحهم ، وأنهم هم أنفسهم أصدقائك .
وإذا بأنفي يجزع من رائحة البصل النفاذة ، فعدت من تلاشيا شيئاً فشيئاً ، وأنا أنظر إليهم بسعادة ، ولما ارتسمت على شفتي ابتسامة ، ارتسمت على شفاههم أصدق ابتسامة ، بكل ألوان السعادة البشرية ، ولمحت في لهفتهم براءة ، وصدق الصداقة ، في لوحة شبه خلاقة ، تلتها مني استفاقة .
ولما أطفأنا النور ، وأضاء القاعة ضوء الشموع ، رأيت أرواحهم من حولي ترفرف بخفة ورشاقة ، وأطلقت زفيراً قوياً لأطفئ الشموع وأنا أقول لأنا :
- كم أنا محظوظ !!


انتهى

حسن_العلوي
04/10/2009, 02:47 PM
الحمد لله على سلامتك,كدت تفقد اصدقاءك يا اخي التسرع غير صحي.انتبه.
قرات النص الى اخره.شكرا
مودتي

عماد اليونس
04/10/2009, 07:56 PM
رحلة خيال حقيقيه ياأنا أحمد
لاتبتاس فكلنا بالانا سوا
دمت صديقا وفيا لدوت كوم

احد اصدقاء دوت كوم/ عماد اليونس

أحمد كمال سالم
05/10/2009, 11:58 AM
الحمد لله على سلامتك,كدت تفقد اصدقاءك يا اخي التسرع غير صحي.انتبه.
قرات النص الى اخره.شكرا
مودتي
شكراً لمرورك الكريم
وتعليقك الرقيق
مودتي

أحمد كمال سالم
05/10/2009, 11:59 AM
رحلة خيال حقيقيه ياأنا أحمد
لاتبتاس فكلنا بالانا سوا
دمت صديقا وفيا لدوت كوم

احد اصدقاء دوت كوم/ عماد اليونس

اتشرف بصداقتك
وشكراً لمرورك الكريم
دمت كما تحب