المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : " رُفعت الجلسة " ... بقلمي



غريبة الدار
03/10/2009, 05:27 PM
رُفعت الجلسة
ــــــــــــــ





أمام منصة القاضي في حزن أخذت تقول :

لم يكن الرجل المثالي ، لا يفقه شيئا سوى التنقل بين القنوات التلفزية و مداعبة السيجارة اللئيمة، ثم التيه في دخانها المتصاعد ، لقد أصبح يقدرها أكثر مني ، كان كالآلة المبرمجة على ذلك ، خالٍ من كلِّ المشاعر ، " لا يضر و لا ينفع " ، كثيرا ما أطالعه، أبحث فيه عن الشاب الذي أتى لبيتنا يخطبني يوماً ، عن خالد المرح ، عن خالد المتفاني في عمله ، لقد اختفى تماماً ، إنه شبه ميت ، جسد من غير روح تحركه ، حتى أني أصبحت أتمنى أن يكرهني على الأقل وأن لا يُصر على جمود أحاسيسه ، فربما أشعر بعدها أنني أعيش مع شخص حي .. يثير جنوني بِصمته المتواصل ، يغضبني حين لا يجيب حديثي ، أثور لما يرمقني بتلك النظرة المتغابية ، أصرخ في وجهه ، أفقد أعصابي فلا أتمالكها ، أنظر للمزهرية الراقدة بجانبه ، أرفعها بيدي المرتجفتين و أهوي بها على رأسه علّها توقظه من سباته و تخرجه من عالمه المغلق .. لكنها بدل ذلك أخذته إلى عالم آخر ، عالم الموتى ..

لقد قتلتُ زوجي .

نظر القاضي ملياًّ إلى ملف المتهمة ، ثم أخيرا نطق معلناً الحكم : زوجة الضحية " البراءة " ، المزهرية " خمسون سنة سجناً نافذةً دون الحق في الكفالة " ، رُفعت الجلسة .

حسن_العلوي
04/10/2009, 03:05 PM
حين تنطفئ المشاعر و خاصة من الزوج لا يمكن الا ما كان.
كثيرة هي البيوت التي سكنها الصقيع و خبت بها المشاعر و اصبع العيش تعودا.
ومضة ذكية بقفلة جميلة.
مودتي

غريبة الدار
04/10/2009, 09:22 PM
الأستاذ حسين العلوي

قراءة ذكية لما جئتُ به من أسطر في القصة ..

شكراً لك أخي على هذه التواجد اللطيف

و يشرفني أن طرحي نال استحسان ذوقكم الراقي


لك تحياتي

نرجس
04/10/2009, 09:30 PM
حينما تفقد فيض المشاعر الدي
كان يستهويك
لا يصبح للحياة معنى
يمن ان تهوي بالمزهرية
حتى على راسك الصغير
جدااحببت القصة
و لكن كاني سمعتها هل اقتبستها
من التراث الشعبي
ام أنك نشرتها
في مكان ما
غير ها هنا أقصد ؟؟
و في الحاليتين أحسنت لأنك فعلا منحتها من روحك
و دقة وصفك و جمال سردك
بوركت
+/

غريبة الدار
05/10/2009, 01:04 PM
نرجس

تواجدك و تعليقك زادا من جمال الطرح ..

و فيما يخص سؤالك عزيزتي

فالقصة وليدة اللحظة ، و هي من بنيات أفكاري ..

لم أقتبسها و لم يسبق أن نشرتها بمنتدى آخر ، إنها حصرية إن صح القول ..

حتى فكرة تواجد المرأة بالمحكمة أمام القاضي راودتني بعد أن أنهيت الكتابة

فأضفتها لأعلل سبب بوح المرأة و كذا لأضيف جوا و معنى آخر للقصة ..


ـــــ

و بالمناسبة

احساسك أنك رأيت الشيء أو قرأته من قبل ..

أو أحيانا حين تقومين بعمل ما و تظننين أنك سبق و قمتِ

به و بنفس الحركات و أن الأمر تكرر معك شيء طبيعي

و هو يحصل أيضا لما نقابل شخصا فنظن أننا قد رأيناه من قبل ..


و هذا يعود لطبيعة عمل السيالات العصبية و الرسائل المحمولة للدماغ

فأحيانا الرسالة الخاصة بما ترينه أو تفهميه قد تسبق الرسالة التي تخص استيعاب الحدث و ترجمته ..

فيتمثل للدماغ أن الأمر قد شـُـوهد من قبل

و في هذا الصدد دراسات طبية كثيرة قد تستفيذين منها إذا ما بحثي عنها ..


شكراً لك و لك أرق تحية

ابو مريم
05/10/2009, 07:01 PM
رُفعت الجلسة


ــــــــــــــ




أمام منصة القاضي في حزن أخذت تقول :


لم يكن الرجل المتالي ، لا يفقه شيئا سوى التنقل بين القنوات التلفزية و مداعبة السيجارة اللئيمة ثم التيه في دخانها المتصاعد ، لقد أصبح يقدرها أكثر مني ، كان كالآلة المبرمجة على ذلك ، خالٍ من كل المشاعر ، " لا يضر و لا ينفع " ، كثيرا ما أطالعه أبحث فيه عن الشاب الذي أتى لبيتنا يخطبني يوماً ، عن خالد المرح ، عن خالد المتفاني في عمله ، لقد اختفى تماماً ، إنه شبه ميت ، جسد من غير روح تحركه ، حتى أني أصبحت أتمنى أن يكرهني على الأقل وأن لا يُصر على جماد أحاسيسه ، فربما أشعر بعدها أنني أعيش مع شخص حي .. يثير جنوني بصمته المتواصل ، يغضبني لما لا يجيب حديثي ، أثور لما يرمقني بتلك النظرة المتغابية ، أصرخ في وجهه ، أفقد أعصابي فلا أتمالكها ، أنظر للمزهرية الراقدة بجانبه ، أرفعها بيدي المرتجفتين و أهوي بها على رأسه علها توقده من سباته و تخرجه من عالمه المغلق .. لكنها بدل ذلك أخذته إلى عالم آخر ، عالم الموتى ..


لقد قتلتُ زوجي .



نظر القاضي مليا إلى ملف المتهمة ، ثم أخيرا نطق معلنا الحكم : زوجة الضحية " البراءة " ، المزهرية " خمسون سنة سجن نافذة دون الحق في الكفالة " ، رُفعت الجلسة .

رفعت الجلسة ،ودوى الحكم كالصاعقة 50سنة نافذة ..
الأخت الكريمة تقدم لنا مداولة و مرافعة وذيلت القصة بسرد ممتع ...
حياة الزوجة كانت سجنا ،لأن حياتها روتين قاتل ،مع زوج بارد الأحاسيس لا يبادلها أية مشاعر ، فقد كان مدمنا على التدخين يراقص دخانه المتصاعد غير عابئ بشريكة حياته..
فمن الظالم هنا ؟؟الزوج أم الزوجة..
نماذج كثيرة من هذا القبيل ..
وبطلة القصة التي بين أيدينا وجدت الحل والخلاص من هذا السجن ، لكن إلى سجن قد يكون أرحم من سجن خالد...
على الأقل أنها ستجد هناك من يؤنسها ...
أعجبت بالقصة وبالسرد المتماسك أحييك وأنتظر المزيد من معينك..
مودتي.

غريبة الدار
06/10/2009, 08:49 PM
أبو مريم

شرف لي هذه القراءة و هذا التحليل لقصتي المتواضعة ..

و قد أسعدني أنها نالت اعجابك و أرضت ذوقكم الراقي ..


فقط أريد الإشارة إلى أن ليست البطلة من حُكم عليها بالخمسين عاما

و إنما المزهرية ..


شكرا لك على هذا التواجد اللطيف

لك مودتي و خالص تحياتي

نرجس
06/10/2009, 09:07 PM
اه آسفة
ظننتك نشرتها من قبل
المهم اسلوبك جميل حتى في الشرح العلمي تهاني
مزيدا من التالق
+/

ابو مريم
06/10/2009, 09:25 PM
رُفعت الجلسة




ــــــــــــــ





نظر القاضي مليا إلى ملف المتهمة ، ثم أخيرا نطق معلنا الحكم : زوجة الضحية " البراءة " ، المزهرية " خمسون سنة سجن نافذة دون الحق في الكفالة " ، رُفعت الجلسة .

هناك إذن متهمتان البطلة والمزهرية إذن ...
هاء المزهرية غير واضحة لذلك لم أ سجل حضورها ..
وذهلت بالخمسين سنة،قد يكون ذلك سهوا مني فمعذرة.....
المهم فالحكم جاء قاس و غير عادل ،وعلى المزهررية استئناف الحكم ومطالبة المرأة بالتعويض عن الضرر الذي أصابها أثناء الارتطام بالزوج الهالك...
جميل هذا السيناريو سلمت يداك..
مودتي.

غريبة الدار
06/10/2009, 11:42 PM
الأخت الفاضلة " نرجس "

لا بأس عزيزتي

أنتِ تواجدكِ أجمل ..

أنرتِ الصفحة .


الأخ الفاضل " ابو مريم "

شكرا لتواجدك اللطيف

لقد أثبت بمشاركتك هاته أنك صاحب خيال

أوسع من خيالي .


لا أحد يعلم إن ستتمكن المزهرية من استئناف الحكم

و المطالبة بالتعويض الذي ذكرت


لكني أعلم أني سُررت بهذا الحضور الجميل

و زادني شحنة أكبر من " الرغبة في تقديم المزيد "


شكراً لك

ابو مريم
09/10/2009, 12:47 AM
الأخت الفاضلة " نرجس "





لا بأس عزيزتي


أنتِ تواجدكِ أجمل ..


أنرتِ الصفحة .



الأخ الفاضل " ابو مريم "


شكرا لتواجدك اللطيف


لقد أثبت بمشاركتك هاته أنك صاحب خيال


أوسع من خيالي .



لا أحد يعلم إن ستتمكن المزهرية من استئناف الحكم


و المطالبة بالتعويض الذي ذكرت



لكني أعلم أني سُررت بهذا الحضور الجميل


و زادني شحنة أكبر من " الرغبة في تقديم المزيد "



شكراً لك

بجرأة كبيرة ،استطعت وقف الروتين والملل فوضعت حدا له ،وإن كان ذلك على حساب المزهرية وجعلت البطلة تنتقم لنفسها لتعيش حياة سعيدة..
إنها لا تطلب ما يعجز الزوج عن إحضاره وهنا تكمن بساطتها ورغبتها في الحياة..
وما لا تتحمله المرأة هو التهميش واللامبالاة والاستهتار بمشاعرها..
لا أعرف لم لا يخوض الكتاب الكرام في مثل هذه المواضيع التي تضع الأصبع على مكان الداء...
بصراحة فقد أجدت وكنت وفية ومدافعة عن كل امرأة تعيش مثل هذه المشاكل ..أحييك وأنتظر المزيد من مواضيعك الاجتماعية ،فرسالتك تظل سامية ونيبلة والله المعين..
أبو مريم.

وردة قاسمي
09/10/2009, 06:07 PM
[quote=غريبة الدار;92771]
رُفعت الجلسة
ــــــــــــــ





أمام منصة القاضي في حزن أخذت تقول :

لم يكن الرجل المثالي ، لا يفقه شيئا سوى التنقل بين القنوات التلفزية و مداعبة السيجارة اللئيمة، ثم التيه في دخانها المتصاعد ، لقد أصبح يقدرها أكثر مني ، كان كالآلة المبرمجة على ذلك ، خالٍ من كلِّ المشاعر ، " لا يضر و لا ينفع " ، كثيرا ما أطالعه، أبحث فيه عن الشاب الذي أتى لبيتنا يخطبني يوماً ، عن خالد المرح ، عن خالد المتفاني في عمله ، لقد اختفى تماماً ، إنه شبه ميت ، جسد من غير روح تحركه ، حتى أني أصبحت أتمنى أن يكرهني على الأقل وأن لا يُصر على جمود أحاسيسه ، فربما أشعر بعدها أنني أعيش مع شخص حي .. يثير جنوني بِصمته المتواصل ، يغضبني لمّا لا يجيب حديثي ، أثور لما يرمقني بتلك النظرة المتغابية ، أصرخ في وجهه ، أفقد أعصابي فلا أتمالكها ، أنظر للمزهرية الراقدة بجانبه ، أرفعها بيدي المرتجفتين و أهوي بها على رأسه علّها توقظه من سباته و تخرجه من عالمه المغلق .. لكنها بدل ذلك أخذته إلى عالم آخر ، عالم الموتى ..

لقد قتلتُ زوجي .

نظر القاضي ملياًّ إلى ملف المتهمة ، ثم أخيرا نطق معلناً الحكم : زوجة الضحية " البراءة " ، المزهرية " خمسون سنة سجناً نافذةً دون الحق في الكفالة " ، رُفعت الجلسة .

[/quote

ليس أبغض من الحقد..إلا اللا مبالاة. جمود الأحاسيس و تحجر الفؤاد....
تعبير جيد عن أقسى أنواع المعاملات التي قد يتلقاها أحد الزوجين، و لعمري أن للنساء منه نصيب كبير..
لقد أرادت الانعتاق من حالة الموت الشعوري..ارادت أن تجدد النفس، رضيت بسجن الحقيقة عن سجن يسمى الزواج....على الشاشة فقط.
أظن أشرس النساء،هي ا تلك التي تعامل على انها غير موجودة...أو التي لا يؤبه لها...
اعتقدت أني سأرى القاضي و هو يصفعها بحكم مدى الحياة أو ما شابه، و لكنك التقطت النهاية لتربطيها بالمزهرية...لا أعلم ما أردته بذلك، هل هو شفقة القاضي على حالها..و المزهرية، مفعول به لا حول له و لا قوة إلا أنها كانت في مسرح الاحداث..
أظن ان قفلة القصة غامضة بعض الشيء...لم أجد لها تفسيرا دلاليا ، يقنعني على الأقل.

انسيابية لغوية تصويرية جميلة توحي إلى قارئها بوجوده في قاعة المحكمة مستمعا إلى المرأة الحزينة، و لو أن الخلفية صامتة تماما...حبذا لو جعلتها أكثر حيوية بإصافة بعض الصور النابضة لما يحيط بالمرأة و القاضي..

سعيدة بالقراءة لك

خليد خريبش
26/10/2009, 09:24 PM
أختي الكريمة غريبة الدار،كامل تقديري واحترامي،أعتذر عن التأخير في تعديل عبارات أردت تعديلها.