المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حدود إنسانية - قصة قصيرة



أحمد كمال سالم
03/10/2009, 03:42 PM
حدود إنسانية
قصة قصيرة


كتبها : أحمد كمال
لا أدري من أين أتيت ، لكني علمت أني من نطفة أبي ، في رحم أمي وضعت ، وفيه خلقت ، حدوده ظلمات ثلاث ، ومن حبل صري يأتي رزقي ، بلا قلق ، ولا إرهاق ؟! ويأتيني هواء .
وبقيت تسعة أشهر وعشرة أيام ، وربما عدة ساعات ، يعلم الكل عني ، وأنا عني لا أعلم شيئاً .
ومن بطن أمي نزلت ، واتسعت حدودي ، وصرت فرد ، في مربع صغير يسمى غرفة نوم ، وبقيت أمي الإنسان الوحيد الذي ألفت ، ولبن صدرها مصدر رزقي الذي منه نهلت ، وبين شهيقي وزفيري كبرت ، ونظرات عيني تتلقف عشرات الوجوه ، التي لها ما عرفت ، ولكني عادة بالابتسامة رددت ، وببعض الغمغمات مزحت ، وبغرغرة لعابي تسليت ، ولا أذكر إني بكيت ؟!
واتسعت حدودي ، عندما من غرفة نومي خرجت ، وصارت حدودي عدة غرف يقال لها بيت ، وزحفت وسط تصفيقاً حار ، وبقى التصفيق حتى مشيت ؟! ويأتيني من يخطب ودي ، فأصفعه إذا رأيت ، ومن أخطب وده يتجاهلني فأصفعه حتى ارتويت ، لكني كما أنا بقيت ، عرفت واضع نطفتي ، وشركاء رحلتي ، وتذوقت أطعمة ، فأحببت بعضها ، وزهدت بعضها ، وما رضيت ؟! وصرت أستحي مما تخرج أحشائي ، وبالفطرة تواريت ؟! ورحت أغوص في أعماق حدودي حتى انتهيت .
واتسعت حدودي مع زى مدرسي ، وحافلة تقلني ، وأسوار تحيطني ، وفصل يضمني ، ومعلمة تدرسني ، وزملاء يحيطون بي ، عقلي يتسع ، وقلبي يختلع ، فأنا أريد كل شيء ، ولا أحصل إلا على شيء ؟! وصارت غمغمة الرضيع سباب ، وغرغرة اللعاب بصقات ، ولكني أبداً ما استرحت ، ولا أرحت ؟!
وقبل أن يكتمل نموي نضجت ، واتسعت حدودي بحجم الأرض ، فنهلت من معارفها ، وسحت حول معالمها ، في كل البحور أبحرت ، وفي أعماق المحيطات غصت ، عسى أن أدرك حد ليس بعده حد وكلما تعمقت ، للسماء عدت ، وأدركت إنها ربما نهاية حدودي ، وسر وجودي ، فإليها اتجهت ؟!
مع من صعد للقمر صعدت ، وعليه بقدمي وطئت ، ومن حدود الغلاف خرجت ، واتسعت حدودي إلى ما بعد الأرض ، ازددت شغفاً وامتلأت ثقة ، وبعد التجول من حد إلى حد ذهبت ، أحطم كل أركاني ، أهدم كل بنياني ، وأظن إني للحقيقة قد وصلت ، ونسيت إني من مجهول أتيت ؟!
وإلى ما بعد ، بعد الأرض اقتحمت ، وعلى المريخ هبطت ، فإذا بحدود ما قبل الميلاد ، تتسع إلى حدود ما بعد الفضاء ، وفيه أضعت نفسي ، في كون له اكتشفت ، وحدود أسبح فيها وما رجعت ، تمرد دائماً يدفعني لأجتاز ما بعد الحدود ، وعلى كبح عصيانه ما قدرت ؟!
في فضاء المجرة سبحت ، ورأيت مجرات بعدها مجرات ، حتى إني ذات يوم رجعت ، وكان الشيب قد نال من رأسي ، سألت عن أمي ، فلم يجبني أحد ، ولكني أحسست ؟!
ورحت أتأمل مرقد ها ، وتفيض عينيا بأنهار من الدموع ، ولكني تحيرت ، كيف إن حدودي التي اتسعت بحجم المجرة ، تنتهي في رحم الأرض ، في حفرة تسمى قبر ؟!


انتهى

غريبة الدار
03/10/2009, 05:48 PM
قصة رائعة ، ذات معنى عميق ..

تبين كيف أن الانسان مهمى بحث ، و اتسعت حدوده

مهما ابتعد .. مهما كبر .. مهما بنى

و مهما عمّر .. مهما تزين و تفانى

و الفاخر ارتدى ، لابد له و من ثوب اخير " الكفن "

و من بيت أخير " القبر "


فقط لي سؤال أخي الفاضل أحمد كمال



وزحفت وسط تصفيقاً حار

إلى ما ترمي بفتح كلمة " تصفيق " و ليس كسرها ؟؟

أفذني بما لديك ، جزاك الله عني كل خير ..

إذ كما أرى ، الصحيح : " وسط تصفيقٍ حار " !!


و إلى ذلك الحين

تقبل مروري بصفحتك

و لك خالص تحية

أحمد كمال سالم
04/10/2009, 08:02 AM
قصة رائعة ، ذات معنى عميق ..

تبين كيف أن الانسان مهمى بحث ، و اتسعت حدوده

مهما ابتعد .. مهما كبر .. مهما بنى

و مهما عمّر .. مهما تزين و تفانى

و الفاخر ارتدى ، لابد له و من ثوب اخير " الكفن "

و من بيت أخير " القبر "


فقط لي سؤال أخي الفاضل أحمد كمال




إلى ما ترمي بفتح كلمة " تصفيق " و ليس كسرها ؟؟

أفذني بما لديك ، جزاك الله عني كل خير ..

إذ كما أرى ، الصحيح : " وسط تصفيقٍ حار " !!


و إلى ذلك الحين

تقبل مروري بصفحتك

و لك خالص تحية
شكراً لمرورك الكريم
وفهمك العميق
وتعليقك الرقيق
أما نصب كلمة تصفيق وليس جرها لأنها حال وليست صفة والحال يأتي منصوب والصفة تتبع الموصوف
دمتي بخير
مودتي

حسن_العلوي
04/10/2009, 08:13 PM
مسيرة حياة من الولادة الى الموت.صورة معبرة عن رحلة الحياة,كل نفس ذائقة الموت.
مودتي

وردة قاسمي
04/10/2009, 08:29 PM
شكراً لمرورك الكريم
وفهمك العميق
وتعليقك الرقيق
أما نصب كلمة تصفيق وليس جرها لأنها حال وليست صفة والحال يأتي منصوب والصفة تتبع الموصوف
دمتي بخير
مودتي



السيد أحمد كمال سالم
استوقفتني ملاحظة غريبة الدار و التي أراها صحيحة تماما، و لكن ما ادهشني فعلا هو ردك عليها
أولا و لتوضيح اللبس، جاءت كلمة تصفيق بعد ظرف مكان ( وسط) و بالتالي هي إسم مجرور بظرف المكان الذي يعمل عمل حروف الجر..
أما الحال المنصوب الذي تقصده فياتي بعد فعل .وفي حالة جملتك في النص يقال، ( زحفت و هم لي مصفقين) و هذا يسمى جملة إسمية مبنية في محل نصب حال
ما أود توضيحه هو أن الجملة في النص لا تحتمل حالا منصوبا، إلا إذا كانت الشخصية مصفقة لنفسها فتصبح الجملة ( و زحفت مصفقاً)
سيدي
أرجو أن تعذرني لكني لا أدري من أين أتيت بتلك القاعدة النحوية. أرجو منك المراجعة
تحياتي
زهر الليلك

أحمد كمال سالم
05/10/2009, 12:07 PM
مسيرة حياة من الولادة الى الموت.صورة معبرة عن رحلة الحياة,كل نفس ذائقة الموت.
مودتي
شكراً لمرورك الكريم
دام مرورك متوهجاً
مودتي

أحمد كمال سالم
05/10/2009, 12:12 PM
السيد أحمد كمال سالم
استوقفتني ملاحظة غريبة الدار و التي أراها صحيحة تماما، و لكن ما ادهشني فعلا هو ردك عليها
أولا و لتوضيح اللبس، جاءت كلمة تصفيق بعد ظرف مكان ( وسط) و بالتالي هي إسم مجرور بظرف المكان الذي يعمل عمل حروف الجر..
أما الحال المنصوب الذي تقصده فياتي بعد فعل .وفي حالة جملتك في النص يقال، ( زحفت و هم لي مصفقين) و هذا يسمى جملة إسمية مبنية في محل نصب حال
ما أود توضيحه هو أن الجملة في النص لا تحتمل حالا منصوبا، إلا إذا كانت الشخصية مصفقة لنفسها فتصبح الجملة ( و زحفت مصفقاً)
سيدي
أرجو أن تعذرني لكني لا أدري من أين أتيت بتلك القاعدة النحوية. أرجو منك المراجعة
تحياتي
زهر الليلك

شكراً لمرورك الكريم
ومعلوماتك القيمة والتي هي محل مراجعة مني بالتأكيد
وكنت أتمنى لو تحظى القصة بتعليق ؟!
دام مرورك فياضاً
مودتي