المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إلـى مـــتــى ؟



سارة النعيم
28/09/2009, 01:31 PM
عندما كنت صغيرة كانت تحدث أمور عديدة من حولي ولكني لم أكن أعي مدى أهميتها وخطورتها، ليتني بقيت تلك الصغيرة لكي لا أرى ما أراه اليوم في مجتمعنا. هذا المجتمع الذي ساده الجوع والفقر والتشرد والظلم و السرقات.احساس بالألم والقهر ، حسرة سكنت نفوس العديد من الناس، تنتظر من يقتلعها ويمحيها.

أحدهم يسجن بسبب الديون التي اضطر لأخذها لقلة راتبه وليؤمن لعائلته حياة كريمة ولكي لا يحسوا بالجوع والفقر،أهذا ذنب يحاسب عليه؟ شاب طاف به قطار الحياة ولم يتزوج لأنه لم يجد عملا يساعده على بدء حياته،أطفال في عمر البراءة والطهر مشردون بالشوارع لبيع علب المناديل وقوارير المياه ليؤمنوا قوت يومهم، أشخاص يموتون في كل ساعة تمر بسبب الجوع والعطش ، نحن من أغنى الدول بالمعادن والخيرات أين يذهب دخل الدولة وميزانيتها؟ ما فائدته وشعبها يموت من الجوع والفقر؟تذهب أموال الدولة في تشييد البنيان وبناء الأسواق والمجمعات وتزيين الشوارع هل هذه كلها أهم من حياة الشعب؟ هل ستساعد هذه الشعب على الحياة وتحميهم من خطر الموت والجوع والفقر.

كل ما أطلبه من المسئولين أن يتخيلوا للحظه أنهم يعيشون تلك الحياة ،عندها سيعلمون مدى بشاعة هذا الوضع ومرارته،أتعلمون أن هناك أشخاص لايجدون مكانا يأويهم ويحميهم من برد الشتاء القارس أوحرارة الصيف الملتهبة ؟ أو أن البعض منهم ينامون في غرفة واحدة بها أكثر من اثني عشر شخصا؟بالإضافة الى ذلك تأتي شركات كالماء والكهرباء والاتصالات والمرور وغيرها لتسلب المواطن ماله بطرق غير مشروعة وما اقصده الإضافات والزيادات على الفواتير لزيادة دخل الشركة،بمعنى أن يموت الأشخاص من الجوع لينمو دخل تلك الشركات. والمبالغ الخيالية التي نراها، فعلى سبيل المثال سمعت بشخص عليه أ ن يسدد سبعون ألفا رسوما لمخالفات المرور وآخر ثلاثون وغيرهم الكثير.

أنا لا أضع الذنب كله على الحكومة والمسئولين ، حتى الشعب مخطئ والشباب بالأخص ، البعض منهم يرفض العمل بأي وظيفة ويشترط شروطا خيالية مما يزيد بذلك نسبة العاطلين عن العمل(البطالة)، البعض منهم يسرق وينهب من خلال منصبه الوظيفي ويستغل حاجة الناس أي يسرق أخاه أو أباه في الدين ويسرق وطنه وعرضه، فمثلا ما رايته بإحدى الدوائر الحكومية رجل في مقتبل الأربعين من العمر يأخذ مقابلا من رجل مسكين ليتم له معاملته، أستاذ في الجامعة يأخذ من الطلاب المال لكي ينجحوا وغيرهم الكثير. ولكن ليس هناك من يراقبهم أو يحاسبهم ويبتر أيديهم ويحيي ضمائرهم.



ما أود قوله لكل مسئول (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته)، ومن لا يستطيع أن يتحمل هذه المسئولية فليتخلى عن منصبه لأن الله سبحانه وتعالى سيحاسبه على أعماله في الدنيا يوم الحساب، لاأظن يود أحدكم أن يرى ابنه مشردا جائعا في طرقات الشوارع لبيع المناديل وقوارير المياه هؤلاء أيضا أبنائكم يحتاجون لدعمكم ،أليس من العدل أن نعوضهم ونمنحهم براءتهم التي سلبتها الحياة منهم ؟هم أجيال المستقبل وحماة هذا الوطن، فلنشد بيدهم ونساعدهم على الحياة ليبنوا هذا الوطن ويحافظوا على سموه ورفعته وعزته مدى الحياة.


كتبه: ساره النعيم

كاتبه سعوديه - اخبارية الشمال