المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الداروينية السياسية.. ومبدأ كسر العظام



محمد أبو عمر
19/09/2004, 11:56 AM
المتابع الجيد للتطور المتسارع فى اللعبة السياسية.. والتى أصبحت واقعا مطروحا على بساط التطبيق العملى فى شتى بقاع الأرض ، يجد أنها لا تخرج فى مجملها عن عجين أعده خباز واحد وتم إنضاجه فى آتون واحد.. فالفكر السياسى المعاصر سواء الرأسمالى منه والإشتراكى.. الإنفتاحى أو الإنغلاقى.. لا يخرج عن حدود النظرية الداروينية الفاشلة.. فالمبدأ الذى أضحى قائما بحكم التدابير السياسية والعلاقات الدولية المتشابكة ، يمثل الآن أول تطبيق عملى لنظرية النشوء والإرتقاء ، ومن ثم الوصول إلى النتيجة الداروينية الحتمية وهى "البقاء للأصلح" مع تعديل سياسى طفيف لتصبح "البقاء للأقوى"

الدول الكبيرة الغنية لم تنظر إلى فائضها الهائل من الثروات الغذائية على أنها زيادة يمكن إستغلالها بشكل جيد ، وذلك بحل مشكلة المجاعة فى بلدان تعانى من الفقر والجوع ونقص الأموال والأنفس والثمرات.. وإنما تعاملت مع هذا الفائض الإنتاجى على أنه مشكلة.. ومصدر لعدم إستقرار الأسواق العالمية ، وبالتالى تعاملت معه على أنه "أزمة" تحتاج لحلها عن طريق التخلص منها.. فهذا الأمر من الناحية الأخلاقية يمثل إنتهاكا صارخا لأدنى حقوق الإنسان.. والحيوان ، ومن الناحية "الداروينية" فهى أحد الوسائل المطروحة للحفاظ على "البقاء" فى الأسواق ، وطريقة فعالة لضمان إستمرار هذا الميل الهائل فى ميزان التجارة العالمى بإتجاه الشعوب المدحورة.. لصالح الدول "الداروينية"

على الناحية الأخرى.. ومن منطق آخر لنفس اللغة التى لا تعرف إلا صنفين من الناس خاسر ورابح.. غالب ومهزوم مدحور ، نجد أن التسلح العسكرى لدول العالم يعكس بشكل سافر هذه النظرية ، ولا حرج فى ذلك.. سوى أن الطرف الأقوى دائما هو الذى يريد أن يصبح أقوى وأكثر قوة من ذى قبل ، أما الطرف الذى تقبع رقبته تحت أحذية الاقوياء.. فما فكر يوما فى ذلك ، ربما ياسا أو إستكانة.. أو لعله خليط من الإثنين

المشكلة برأيى.. أن المعلومات المتاحة عن طبيعة اللعبة الداروينية ليست متوفرة بشكل كافى للجميع ، ففى الوقت الذى يتعامل فيه الغرب خاصة والدول الغنية بوجه عام مع هذه المعطيات على أنها جزء من نظرية البقاء ، حتى ولو كان على عظام الآخرين ، نجد أن الطرف الآخر من المعادلة.. والذى يمثله العالم المستهلك المتخلف (أكبر الأسواق التجارية) لا تعى هذه النظرية ولا تفهم أصولها.. بل إن منهم من ينكر وجودها من الأساس ، ويدعى أن سياسة الأسواق المفتوحة والمنافسة القائمة على ذبح المنافس وقتله إن لزم الأمر هى "ضرورة" أو متلازمة طبيعية لمتطلبات السوق وعلامة من علامات النمو والإزدهار..

وربما كان الوقت الوحيد الذى يفهم فيه هؤلاء ما الذى يحدث من حولهم ، هو عندما تغرق هذه العيون فى دموع الحسرة والندامة على غباء لازمهم طوال مدة الحرب.. وخرجوا من اللعبة دون أن تمس أقدامهم مضمارها.. فهل من معتبر

راهب الشوق
19/09/2004, 01:43 PM
اتيت القي بالتحيه
دكتور محمد
شرفنا حضورك
علي الامل بالعوده

طارق شفيق حقي
19/09/2004, 01:58 PM
سلام الله عليك
مرحبا بك في المربد
الذي يكبر شئيا فشئيا
قلم قوي فكر رائع توجه جميل ونظيف
ثلاثية اسماها احد النقاد بثلاثية البؤس
الأول ماركس ونظريته في الاقتصاد والثاني
داورين ومخالفته لقوانين الطبيعة
والثالث وهو رولان بارت في بنيوته الفارغة
هنا الداروينية
التي تنادي بالبقاء لأقوى
حيث قال دارون فيما قال ان البقاء للأقوى
ويثبت العلماء عكس ذلك
حيث أن فيل الماموت والديناصور قد انقرضا
بينما هناك بكتيريا صغيرة جدا لا زالت حية منذ الاف السنين
ومن ينظر الى العصر ويرى دولة كالاتحاد السوفيتي يعجب كيف ا نهارت وكأنها على جرف هار
من جهة أخرى تبلغ ميزانية دولة نفطية عربية 800 مليار دولار سنويا انظر الى هذا الرقم الخيالي
وانظر كم يصل للشعب وكم يحول الى بنكوك امريكا واوربا
وللاسف فتلك الأموال لن يستطيعو استرادها ابدا
وعند او مشكلة تجمد هذه الاموال ويقولون اجراء احتياطي اذ ان مصدر الاموال مشبوه أو تذهب لمصدر مشبوه
ويلصقون بصاحبها تهمة الارهاب ثم يصادرون كل هذه الخيرات بغباء صاحب الفخامة
وتهمة الارهاب تهمة فنية تصدر من مزاج فنان صاحب ذوق رفيع في ادراج هذه الصفة لمان يريد فمثلا الجلبي العميل المعرفو لأمريكا تم توجيه تهمة له وهي موالته لايران وربما يوجهون تهمة له بانه عميل لابن لادن انتظر لنرى
في النهاية قد اطلت وكان الدافع كلماتكم ومقالتك الرائعة أجدت
لك تحياتي المربدية

محمد أبو عمر
19/09/2004, 08:23 PM
اتيت القي بالتحيه
دكتور محمد
شرفنا حضورك
علي الامل بالعوده

حبيبى راهب..
سلام من الله عليك.. وشكرا لهذا الفضاء الرائع الذى أتيت بنا إليه
هواء صحى نظيف.. ومساحات لا تعرف حدود الأهواء
فبارك الله لكم وفيكم
ودام إدامكم وخلكم :D

أبو عمر

محمد أبو عمر
19/09/2004, 09:10 PM
عزيزى الاستاذ طارق
جهد لا يستحق إلا التقدير ويستنطق منا كلمات الإعجاب.. فالموقع مميز.. ولا يضره -فى هذا الوقت- قلة المشاركات ، فما علمنا أن هناك من ولد عملاقا.. وإنما هى مرحلة لابد منها ، تتبعها بإذن الله بركات وبركات.. فبارك الله لكم

الفكرة الداروينية كما تعلم خرجت إلى حيز الوجود كنتيجة طبيعية لتصادم لا منطقى بين واقع لا مكان فيه لخلل أو لصدفة ، وإنما إحكام حتى فى مظاهر الفوضى والتدمير.. فتصادم هذا الواقع بعقول أرادت إبتداءً أن ترفض فكرة الخلق والبعث.. فلم يتسن لهم الجمع بين النظام والعبث ، ولا بين الفوضى العشوائية و الخلق المحكم.. فعندما إستحال الجمع بين الضدين ، ظهرت فكرة أخرى وهى إلغاء أحدهما.. ووقع الإختيار على إلغاء الفكرة الأكثر منطقية و الأفضل قبولا.. وهى فكرة الخلق والخالق.. وبقى لهم فكر شاذ خلاصته أن غوغائية الفوضى العشوائية هى التى أفرزت هذا البناء الضخم المحكم.. المسمى الحياة..

ولأن داروين ومن نحا نحوه لم يكن لديهم -فى واقع الأمر- ما يثبتون به هراءهم وخروقاتهم العقلية ، فعمدوا إلى الكذب والتدليس تارة.. وتارة أخرى إلى التفسيرات العبيطة لظواهر عملاقة.. حتى تحولت قضيتهم إلى منتدى للساخرين

بلا شك.. الفئة الوحيدة التى إستفادت وطبقت تلك النظرية الخرقاء بشكل صحيح.. هم أصحاب السياسة المنزوعة الدسم الأخلاقى.. وصارت هذه النظرية محورا أساسيا لكل نظرية أو منهج سياسى ، حتى وإن كانت تلك المناهج متعاركة فيما بينها متصادمة.. إلا أنه ترجع ألى نفس الأم الزانية وفراش الأب المخدوع

الفكر الشيوعى الإشتراكى لم يكن مختلفا كثيرا -برأيى- عن الفكر الرأسمالى إلا فى نقطة واحدة.. وهى من الذى يملك من !.. ففى المنظومة الإشتراكية نجد أن الذى يملك -نظريا- هو الشعب بصفة شائعة.. وفى الرأسمالية الذى يملك هو الفرد.. وغيرها من النظريات الإجتماعية السياسية ، فالقضية دائما تدور فى هذا الفلك.. من الذى يملك ومن الذى لا يملك !

ولكن بعيدا عن هذا الشق.. نجد أن النظريات بمجملها لا تخرج عن الفكر الداروينى الذى يقدس الخصومة والنزاع.. ويقسم العالم إلى باق صالح قوى.. وزائل ضعيف فاسد ، وهذا ما نراه الآن بأشكال تعددت وتنوعت.. فالمكان الوحيد الذى أثبتت فيه النظرية الداروينية وجودها كان المضمار السياسى.

وللحديث بقية بإذن الله
أبو عمر

راهب الشوق
20/09/2004, 01:29 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخوه الكرام
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
اي ان الموضوع اوسع من الفكره الدروينيه ولعله يمتد الي فلسفه الصراع والتي بني عليها هذا العالم
فالصراع هو الطبقه الاولي من طبقات العلوم التي يتعلمها الانسان
ان ربنا تبارك وتعالي عندما بني هذا العالم بناه لكي يعبده خلقه ولو ان الامر كان في صورته الطبيعيه لما ضل احد ولخلق الله خلقا مسيرين لا يفعلون الا العباده لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون
ولكن الحكمه الالهيه والاراده الربانيه قدرت ان يكون هناك نوع من الصراع بين الانسان و السيطان بين الخير والشر و بين الحق وبالباطل
وكان اول ما تعلمه الانسان في هذا الكون هو الصراع بعدما كان العجل من اولي خصائصه ( خلق الانسان من عجل سأوريكم اياتي فلا تستعجلون )

ان كل ما روي لنا من التاريخ يؤكد بما لا يدع مجالا للشك ان فكره الصراع كانت متلازمه مع كل ما مر به الانسان
فالنبي يوسف عليه السلام كان في صراع مع امرأه العزيز ( وراودته التي هو في بيتها عن نفسه )
وكان في صراع مع نفسه ( لولا ان رأي برهان ربه ) و البرهان هنا هو العصمه النبويه من الخطيئه دون الخطأ كذلك ليصرف عنه الله السوء انه من عباده المحسنين
وكان في صراع اخر مع اصحاب السجن فصارعهم فكريا وعقائديا وتسائل اارباب متعددون ام الله الواحد القهار
كل هذه كانت صور للصراع
بل لعل اول ما روي لنا عن حياه ابن ادم علي الارض كان عن الصراع بين الاخوين

اذا الصراع و منطق التفوق و المنافسه قديم قدم الدهر
كل ما فعله داروين واصحابه انهم وضعوها في قوالب اكثر جموادا كما هي عاده الثقافه الماديه الغربيه
وضعوها و تركوا لخيالهم العنان ليطوروها تبعا لما يتراءي لهم

وفكره البقاء للاصلاح او للاقوي كما يعيبها البعض فكره منطقيه في عالم تجتاحه النزعات البشريه و الميول والاهواء الانسانيه
و لقد تدخل ربنا تبارك وتعالي لتحجيم هذه النزعه البربريه بالاديان فشرع الحقوق و الاحكام و الحدود
وكل هذا هو دستور رباني لتحجيم جماع النفوس البشريه

نقطه اخري اود اثارتها فيما يخص التطور الرأس مالي
في فتره من الفترات وعندما حدثت طفره في مستوي الانتاج لا تتوافق معها طفره مقابله في مستوي الاستهلاك في الدول الرأسماليه واميركا علي رأسها حدث نوع من الركود هذا في ما قبل الحربين العالميتين الاولي والثانيه
هذا الركود الذي نتج كما اوردنا عن قصور في الاستيعاب من المستهلكين دفع الدول الرأسماليه احيانا الي الخضوع للتضخم كما حدث في الركود الامركي الاول او الي فتح متنفس جديد يساعد الوحش الرأسمالي علي النمو كما كان الحال في الحروب
وما حرب العراق الاخيره الا مرحله من هذه المراحل لكسر الركود الاقتصادي الذي اجتاح الكيان الرأسمالي في التسعينات او لنقل من اواسط الثمانينات

هذا يفسر لنا السلوك الدارويني للكيان الرأسمالي

نقطه ثالثه اود ان الفت انتباه الاخ طارق
وهي ان القوه الجسديه و التي يعبر عنها اصحاب العلوم الهندسيه بالقدره علي بذل الطاقه ( الشغل ) وهي مقدار تفوق فيل الماموث علي البكتريا ليست مقياس القوه الاول
يسبقها في ذلك الترابط و القدره علي الفعاليه و الاندماج وهذا ما ادي الي انهيار الكائن الخرافي السوفيتي
فالكيان الشيوعي كان قوه عسكريه واقتصاديه جباره ولكنه لم يكن بذات القوه الداخليه ونظن في هذه ان العيب لم يكن في النظام الاشنراكي ذاته وانما كان في البنيه الاجتماعيه والتي تسببت في فشل التطبيق

هذا ما كان في مشاركتنا الاولي علي امل بالعوده
الفقير الي الله

محمد أبو عمر
21/09/2004, 06:34 AM
السلام عليكم جميعا..

إضافة لكلام أستاذنا راهب.. وإكمالا للمسيرة فى ذات الإتجاه
نقول وبالله التوفيق

قضية الصراع والنزاع كما ذكرت هى الأصل ومحل الإبتلاء.. ولذلك تميز الناس إلى مؤمن وكافر.. وإلى محب للخير وطالب للشر ، وفى النهاية جعل الله دفع الناس بعضهم ببعض وسيلة للبقاء عن طريق سنة التدافع.. فالقوى لا يظل قويا إلى مالا نهاية.. والضعيف لا يتأذى بضعفه أبد الدهر.. وإنما التداول للألم والفرح.. والقوة والضعف.. جعلها الله سنة كونية الغرض منها تقليب الأحوال وتغيير أحوال الأمم بناء على علمه المسبق وتقديره المحكم.

والصراع الذى يبدو فيه أن الشر غالب عال فوق الخير والحق ، غالبا ما يكون فيه خير آخر لا يعلمه إلا الله.. فلم يخلق الله شرا محض.. وإنما هى الفتنة والإبتلاء لتجلوَ قلوبا أثمن من الذهب وأغلى عند الله من عبادة الملائكة.

القضية التى مازالت المجتمعات الغربية تتخبط فيها.. وهى القضية الجدلية الأزلية.. مسالة حرصهم على الدنيا مع علمهم بزوالها.. أو بزوالهم عنها ، ولهذه القضية بعد آخر لم يعد ظاهرا على سطحها لكثرة تجاهله على مر السنين.. وهو عنصر الإيمان بما وراء الموت.. والتصديق بالبعث والحساب.. لذلك فهم حقيقة يعيشون فى معاناة حقيقية لا مخرج لها.. ولقد كنت أسمع من بعض العجائز الغربيين "المرضى" كلاما عجيبا.. ويكاد أغلبهم يجتمعون على معنى واحد بالفاظ متعددة.. وهى قولهم لى "إياك أن تكبر مثلنا" !! لأنهم ببساطة شعروا أنهم بالرغم من كونهم عاشوا حياة طويلة ملأوها بكل نشاط وحركة.. بل لم يفرطوا حتى فى الثوانى.. وبالرغم من ذلك جاءهم الوقت الذى شعروا فيه أن ما عاشوه كان قليلا جدا.. ولم يستحق تلك المعاناة.. فلا هم إحتفظوا بالحياة التى أرادوها.. ولا هى بقيت لهم كما أرادوا.. طلاق بائن من الطرفين.. طلقتهم الدنيا رغما عنهم وطلقوها هم لعدم إمكانية الإحتفاظ بها.

لذا نجد أن المفهوم الذى يسيطر على العقول سواء على المستوى الإجتماعى أو السياسى أو الإقتصادى.. هو مفهوم القوة والسعى الحثيث فى طلب الدنيا.. حتى ولو على آلام الآخرين.. دون النظر إلى قسوة النهاية.. ودون إعتبار بمن يرونهم أمامهم ليل نهار قد ماتت أجسادهم ومازالت قلوبهم ترجو ثوانى زائدة لتنعم بها كطفل صغير.

وللحديث بقية إن شاء الله
أبو عمر

سليـمـكم
21/09/2004, 06:09 PM
مرحبا بي بينكم
وصلت متأخرا
وأعتقد انه لا بد علي الانسحاب بهدوء

جئت فقط استرق السمع
لعرف كيف تفكرون
حاولت الاجابة فوجدت الموضوع اكبر مني بكثير ..أنتم حقا عمالقة
ربما سأعود ..ومن يدري ؟ علي أصير ذات يوم عملاقا مثلكم
تشرفت بوجودي بينكم وبوجودكم بيننا
----------------------- سليم مكي سليم

محمد أبو عمر
23/09/2004, 07:54 AM
مرحبا بك أخونا سليم..
وبإنتظار عودتك

أبو عمر

سليـمـكم
24/09/2004, 04:12 PM
العقلية العربية
إذا كانت تلك حقيقة الصراع الضاري حتى في المجتمعات الغربية فكيف الحال عندنا ونحن من نعاني أزمة مباديء ومفاهيم في قلب العقلية العربية ؟؟؟

ذات يوم قرأت مقالا أعجبني يعالج لنا حقيقة العقلية العربية في العصر الحديث .لنتأمل ولنفكر ونتمعن أين أوصلتنا العقلية الفاشلة و التفكير الساذج بعدما كنا نحن العرب سادة العالم ومضرب المثل لمدة طويلة من الزمان .
- إن اللّه لم يكلف الإنسان إلاّ لكونه كائن عاقل يميز بين الخير والشر والقبح من الجمال إلى غير ذلك من الملابسات ِولكن العقلية في حقيقتها تكون ثابثة لامتغيرة بتغير الزمن والصوارف.
إن العقلية العربية أصبحت سجينة لنفسها بل يمكن الحكم غليها بالسذاجة فهي تقبل بالقليل وتتهكم على الأوسع فإذا قال لهم فلان مثلا إني على ثقة بنفسي قالو:ياله من مغرور وإذا كان شجاعا مقداما صنفوه ضمن خانة المتهورين ِهذا الأمر يضعنا موضع الإبهام وينجر عنه عدم التفريق بين الذهب والنحاس و الزجاج والماس ِوتراهم يكدون في مواضيع السخرية ويتراخون حين يحل الجد في مجالسهم و أمورهم .
إنّ العلم نور والله أوصانا أن نكد في تحصيله فشتّان بين العلم والجهل .والمولى عز وجل يقول :قل أيستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون .
ولكن عرب الحداثة فرطو فيه بل حكمو عليه بأنه كفر وأنّ كلّ من تجرعه فهو رجعي ِفأصبحنا في زمن يكرم فيه الشعراء والمغنين وتشيد لهم القصور وتيسر لهم الأمور ويتحول هذا الذى يسمونه بالفن من شيء وضيع إلى فن راقي رفيع الشّأن و بالموازات مع هذا يهان العلماء و المفكرين الذّين ألبسوهم لباس العار وإن أكرموهم اصطنعو لهم باقات من الرد وابتسامات مزيفة .
إننا في وقت أصبح المتكبر فيه سيدا والمتواضع خادم صغير له يقدمون له العزاء متحججين في ذلك بالقضاء والقدر وهم الذين طالما لم يعني لهم القدر شيءا يوما ما .
إننا في وقت تملؤ فيه السجون بأصحاب الرأي السديد ِويحكم عليهم بالإلحاد والمجون .من قال أن الديمقراطية دستور العرب ؟ .لو أن الديمقراطية نطقت لقالت أنها لا تمد لحكامنا العرب بأي صلة لحكامنا العرب ولتبرّأت منهم .ما معنى تحقيق السيادة والعظمة على حساب أشخاص ضعفاء ومستضعفين فوق الأرض .
هل يعلم هؤلاء الجبابرة أنّ اللّه جامع الناس إلى يوم لا مفرّ منه ؟.
يوم ينسى الواحد منا خليله ِوتضع فيه كل ذات حمل حملها .يوم تشخص فيه الأبصار

راهب الشوق
27/09/2004, 09:29 AM
العقلية العربية
إذا كانت تلك حقيقة الصراع الضاري حتى في المجتمعات الغربية فكيف الحال عندنا ونحن من نعاني أزمة مباديء ومفاهيم في قلب العقلية العربية ؟؟؟

ذات يوم قرأت مقالا أعجبني يعالج لنا حقيقة العقلية العربية في العصر الحديث .لنتأمل ولنفكر ونتمعن أين أوصلتنا العقلية الفاشلة و التفكير الساذج بعدما كنا نحن العرب سادة العالم ومضرب المثل لمدة طويلة من الزمان .
- إن اللّه لم يكلف الإنسان إلاّ لكونه كائن عاقل يميز بين الخير والشر والقبح من الجمال إلى غير ذلك من الملابسات ِولكن العقلية في حقيقتها تكون ثابثة لامتغيرة بتغير الزمن والصوارف.
إن العقلية العربية أصبحت سجينة لنفسها بل يمكن الحكم غليها بالسذاجة فهي تقبل بالقليل وتتهكم على الأوسع فإذا قال لهم فلان مثلا إني على ثقة بنفسي قالو:ياله من مغرور وإذا كان شجاعا مقداما صنفوه ضمن خانة المتهورين ِهذا الأمر يضعنا موضع الإبهام وينجر عنه عدم التفريق بين الذهب والنحاس و الزجاج والماس ِوتراهم يكدون في مواضيع السخرية ويتراخون حين يحل الجد في مجالسهم و أمورهم .
إنّ العلم نور والله أوصانا أن نكد في تحصيله فشتّان بين العلم والجهل .والمولى عز وجل يقول :قل أيستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون .
ولكن عرب الحداثة فرطو فيه بل حكمو عليه بأنه كفر وأنّ كلّ من تجرعه فهو رجعي ِفأصبحنا في زمن يكرم فيه الشعراء والمغنين وتشيد لهم القصور وتيسر لهم الأمور ويتحول هذا الذى يسمونه بالفن من شيء وضيع إلى فن راقي رفيع الشّأن و بالموازات مع هذا يهان العلماء و المفكرين الذّين ألبسوهم لباس العار وإن أكرموهم اصطنعو لهم باقات من الرد وابتسامات مزيفة .
إننا في وقت أصبح المتكبر فيه سيدا والمتواضع خادم صغير له يقدمون له العزاء متحججين في ذلك بالقضاء والقدر وهم الذين طالما لم يعني لهم القدر شيءا يوما ما .
إننا في وقت تملؤ فيه السجون بأصحاب الرأي السديد ِويحكم عليهم بالإلحاد والمجون .من قال أن الديمقراطية دستور العرب ؟ .لو أن الديمقراطية نطقت لقالت أنها لا تمد لحكامنا العرب بأي صلة لحكامنا العرب ولتبرّأت منهم .ما معنى تحقيق السيادة والعظمة على حساب أشخاص ضعفاء ومستضعفين فوق الأرض .
هل يعلم هؤلاء الجبابرة أنّ اللّه جامع الناس إلى يوم لا مفرّ منه ؟.
يوم ينسى الواحد منا خليله ِوتضع فيه كل ذات حمل حملها .يوم تشخص فيه الأبصار


استاذنا الفاضل
اراك وسعت دائره الاتهام حتي اتهمت العرب في عقولهم و كأن العقليه العربيه لها خواص مميزه في طريقه العمل :roll:

من هذا الذي وضع المقدام في خانه المتهور هؤلاء لا ريب اصحاب القصور واتباعهم من المتسلقين
اما ان يجعل هذا سياق عاما فهذه حيده لا ريب في ذلك
ثم كيف يمكن التفريق بين الثقه في النفس و الغرور وهل هذه يمكن اعتبارها مساسا بالقيم الفكريه

ثم من هذا الذي حكم علي العلم انه كفر ؟؟ هلا ضربت لنا مثالا يا عزيزي من عرب الحداثه
وهل تتحدث هنا عن العلم الديني او الدنيوي

الحقيقيه لم اتمكن من فهم مشاركتك اخي الكريم
هل يمكنك تفنيدها و جعلها في قالب اكثر بساطه
الفقير الي الله

سليـمـكم
28/09/2004, 01:56 PM
لا عليك أخي راهب الشوق
تلك رؤى لكل منا نظرته الخاصة في تشكيلها وبلورتها

وأقول لك أن لكل قاعدة شواذ وأنا لا أحكي من فراغ فعالمنا اليوم في دنيا العروبة المضطهدة والاسلام المنبوذ مليء بالأمثلة ولست بحاجة لأسماء أو مواقف

في عالم المثل عندي يجتمع كل شيء ليعبر عن القيم والمباديء والفضيلة
ولا فرق بين علم ديني ودنيوي وسياسي أو أدبي فكله يصب في نهر واحد
ولكنني حتى أزيل الغموض عنك فأنا أقصد النفاق السياسي والعقلية السياسية العربية
فلا يذهبن عقلك بعيدا
وبكل بساطة كلماتي كانت تصرخ مغتاظة من أولئك الذين يقصون الفكر الديني بكل مضاربه ويريدون اغواءنا بالعصرنة الغربية فنجترع كل يوم شتائم من العلمانيين واللائكيين على أننا أصوليين ورجعيين معقدين ومتخلفين وارهابيين ..

لست أدري ما الذي لم تفهمه بالضبط .. أعتقد أنني كنت واضحا في طرحي

طارق شفيق حقي
28/09/2004, 06:05 PM
بقدر ما نحب أن يقترب الكتاب من بعضهم هناك في الواحة
بقدر ما نحب أن يصطدما فكريا فينشر العطر ويبدا النقاش
لكن


انتبها!
الى أن الفكر هو الساحة
والأدبية هي السياج.
ولا خوف عليكما انما ذكر ان الذكرى تنفع المؤمنين