عسجدي
16/09/2009, 12:26 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...يا أحبائي..!!
تلك خمسة أيام بلياليها وسيطرق العيد أبوابنا معلناً عن بدء أفراحنا
وللعيد لذةٌ جميلة بأفراحه..!! عندما يتوج إعلان الفرح..بصوت تكبيرات المهللِ..
فترى السعادة تعانق ضحكات الأطفال..وبراءة مايفعلون..يتباهون بحلة أزيائهم الجميلة..!
وعيناك تكحل مرأها بإزدحام الشوارع وأكتضاضها بالسيارات..!
وتراهُ قد كسا الفقراء فرحة الأغنياء.. !!
وفاحت عبارات التسامح بين كلِ متنافرين وبين من صدقوا مع الله..!
لكن شيئاً ما ..يفجعك..!!
عندما تأتي أشلاء الحزن تلملم ماتناثر منك وما أندثربعد بكائك !!
وبعد أحزانك..!تحن إليها رغم عذابها ورغم تسارع خطاك هرباً منها !!
فالفرح والحزن..لامفر منهما يوم العيد..!!
سوى أن ذاك يعلن..وهذا يكتم..!!
بالعام الماضي قبل العيد بشهرين توفي أبنُ خالي(سلمان) رحمهُ الله رحمةً واسعها.. كانت تجمعنا الصداقة أكثر من القرابة التي بيننا.. بكيت كثيراً لفقده,رغم أفتقار الدمع بعين..!! إلا أنني أشهجت بالبكاء كالطفل الصغير عندما أنزلوه إلى قبره..!
وما هي إلا أيام حتى أتى العيد..يحمل ذكرى..دون واقعٍ أراه..!
لكنني كنت رجلاً يؤمن بقضاء الله وقدره..كلما تذكرته,دعوت له بالجنة..وتصدقت عنه بما تيسر من المال..!
تجهزت للصلاة,ولبست الجديد..ورائحة الطيب تسابق خطواتي..!
حتى أتت صلاة العيد..ونبضات الذكرى تزيد..!!
تذكرته وأنا بصلاتي لم أتمالك نفسي بكيت بكاء الحزين..بصمتٍ وأنين..!! كان من حولي سمعوا بكائي لكنني تعمدت الخروج مسرعا..!عند أنتهى الصلاة..
ذهبت أبحث عن ثالثنا..صديقي وصديق سلمان لعلي أجد السعادة تسكن مقلتيه...لكنني لم أجده,أتصلت بأخيه الأصغر وسألته عنه,وأجابني :"نائم بغرفته"..!!
كان جوابه زيادة لجرحي عمقا !!
فأمرته أن يفسح لي الطريق.. صعدت إلى غرفته وجدته نائماً ووسادته الأرق..ولحافه الأحزان..!! رأيت ثوبه وغترته معلقتاً بإهمال..!! كانت رائحة الطيب قد فاحت عند دخولي ,كنت أحاول أن أشعره بالفرح..ولا أريد أن أجعل سبب نومه فقد سلمان..!
حتى لاتشهجه الذكرى بكاءً..!! بدأت أصرخ إليه مازحاً :" قوم..قوم يابو نوم"
"أحد ينام الوقت هذا..يالله قوم"
ثم أقتربت منه,ودنوت إليه,حتى أشعره بالأمان, ولامسته بيدي,أهمزهُ على ظهره,وأقلب كفيه,وأنضح الماء على وجهه..حتى نظر إليّ وتبسم..!!
وتبسمت للعيد أنا..وتبسم العيد بإبتسامات خالد..!!
لبس ثوبه الجديد بعد محاولتي لإقناعة بالنزول وذهبنا نجول بالحي فرحا !!
...فالفرح سنةٌ كونية أنزلها الله على عباده..نتعبد لله بالسرور..والفرح..والأبتسامة..ومصافحة الفقراء..
كل هذا من نهج الرسول عليه الصلاة والسلام..!!
فلا يحق لي..ولا لكم الحزن يوم العيد !!
إفرحوا..ولاتنظروا إليّ ولن أنظر إليكم !! بل سنرى جميعا حال رسول الله عند الفـرح,فكان حاله دوماً عليه الصلاة والسلام يتعوذ من الحزن ففي الحديث(اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن، و ضَلَعِالدَّيْنِ وغَلَبةِ الرجال)
ثم إنك تجد الرسول كان باسماً..وفرحاً في أكثر الأحوال ..!!
ودليلُ ذلك مافعله الحبشة يوم العيد ، حيث اجتمعوا في المسجد يرقصون بالدرق والحراب ، واجتمع معهم الصبيان حتى علت أصواتهم ، فسمعهم النبي - صلى الله عليه وسلم - فنظر إليهم ، ثم قال لعائشة : "يا حُمَيْراء أتحبين أن تنظري إليهم ، قالت : نعم ، فأقامها - صلى الله عليه وسلم - وراءه خدها على خده يسترها ، وهي تنظر إليهم ، والرسول - صلى الله عليه وسلم - يغريهم ، ويقول : دونكم يا بني أرفدة ، لتعلم يهود أن في ديننا فسحة ، إني بعثت بالحنيفية السمحة". فالحنيفة السمحة ترفض الحزن يوم العيد !!
إفرح..!!وإبتسم ولاتجعل الحزن يكدر صفوة أيامك !
إفرح ودعك مما يقوله المتنبي ومن سار على خطى دربه.. !!
عيدٌ بأية حالٍ عدت ياعيدُ ـ بما مضى من الأمرِ أم فيك تجديدُ
دعك منه..فقد خرج من مصر هارباً من سيف الدولة _كافور_ بعد ما ناله منه الكثير وأفلح الوشاة بينها,خرج قاصدأ العراق,وفاجأه العيد بالطريق,وهو يحمل بقلبه الآلآم..والهم والأحزان !! فلم يحقق حلمه الذي كان يريده..
ودعك من اليائس الآخر:
فمن بؤساء الناس في يوم عيدهم ـ نحوسٌ بها وجهُ المسرّةِ أسفعُ
قد ابيضّ وجهُالعيد لكن بؤسهم ـ رمى نكتاً سوداً به فهو أبقعُ
إفرح..!! فليست مشكلة أن تعتريك الأحزان فهي مشاعرٌ قلبيةٌ..لاإرادية !! تفرضها عليك أحداثٌ..أو ضروفٌ تمر بها..! دافعها هو شعورٌ صادق يسكن قلبك الطاهر !!
عذراً أحبتي..!! لقد أطلت عليكم..!
أهدي إليكم هذه الباقة
http://www.alfaris.net/up/41/alfaris_net_1253103727.jpg (http://alfaris.net/up/v.php?p=41/alfaris_net_1253103727.jpg)
لاشك أن للعيد ذكرى صادقة..
وطفولة بأذهاننا عالقة..
تبتسم حتماً لذكراها !! ذكرى الطفولة والبراءة..
لم تمحها السنين.. رغم القحط والجفاف !!
وأي قحط سوى الجرح..والأحزان..!!
أترككم بحفظ الرحمن..
وكل عامٍ وأنتم بخير
محبكم/عسجدي
تلك خمسة أيام بلياليها وسيطرق العيد أبوابنا معلناً عن بدء أفراحنا
وللعيد لذةٌ جميلة بأفراحه..!! عندما يتوج إعلان الفرح..بصوت تكبيرات المهللِ..
فترى السعادة تعانق ضحكات الأطفال..وبراءة مايفعلون..يتباهون بحلة أزيائهم الجميلة..!
وعيناك تكحل مرأها بإزدحام الشوارع وأكتضاضها بالسيارات..!
وتراهُ قد كسا الفقراء فرحة الأغنياء.. !!
وفاحت عبارات التسامح بين كلِ متنافرين وبين من صدقوا مع الله..!
لكن شيئاً ما ..يفجعك..!!
عندما تأتي أشلاء الحزن تلملم ماتناثر منك وما أندثربعد بكائك !!
وبعد أحزانك..!تحن إليها رغم عذابها ورغم تسارع خطاك هرباً منها !!
فالفرح والحزن..لامفر منهما يوم العيد..!!
سوى أن ذاك يعلن..وهذا يكتم..!!
بالعام الماضي قبل العيد بشهرين توفي أبنُ خالي(سلمان) رحمهُ الله رحمةً واسعها.. كانت تجمعنا الصداقة أكثر من القرابة التي بيننا.. بكيت كثيراً لفقده,رغم أفتقار الدمع بعين..!! إلا أنني أشهجت بالبكاء كالطفل الصغير عندما أنزلوه إلى قبره..!
وما هي إلا أيام حتى أتى العيد..يحمل ذكرى..دون واقعٍ أراه..!
لكنني كنت رجلاً يؤمن بقضاء الله وقدره..كلما تذكرته,دعوت له بالجنة..وتصدقت عنه بما تيسر من المال..!
تجهزت للصلاة,ولبست الجديد..ورائحة الطيب تسابق خطواتي..!
حتى أتت صلاة العيد..ونبضات الذكرى تزيد..!!
تذكرته وأنا بصلاتي لم أتمالك نفسي بكيت بكاء الحزين..بصمتٍ وأنين..!! كان من حولي سمعوا بكائي لكنني تعمدت الخروج مسرعا..!عند أنتهى الصلاة..
ذهبت أبحث عن ثالثنا..صديقي وصديق سلمان لعلي أجد السعادة تسكن مقلتيه...لكنني لم أجده,أتصلت بأخيه الأصغر وسألته عنه,وأجابني :"نائم بغرفته"..!!
كان جوابه زيادة لجرحي عمقا !!
فأمرته أن يفسح لي الطريق.. صعدت إلى غرفته وجدته نائماً ووسادته الأرق..ولحافه الأحزان..!! رأيت ثوبه وغترته معلقتاً بإهمال..!! كانت رائحة الطيب قد فاحت عند دخولي ,كنت أحاول أن أشعره بالفرح..ولا أريد أن أجعل سبب نومه فقد سلمان..!
حتى لاتشهجه الذكرى بكاءً..!! بدأت أصرخ إليه مازحاً :" قوم..قوم يابو نوم"
"أحد ينام الوقت هذا..يالله قوم"
ثم أقتربت منه,ودنوت إليه,حتى أشعره بالأمان, ولامسته بيدي,أهمزهُ على ظهره,وأقلب كفيه,وأنضح الماء على وجهه..حتى نظر إليّ وتبسم..!!
وتبسمت للعيد أنا..وتبسم العيد بإبتسامات خالد..!!
لبس ثوبه الجديد بعد محاولتي لإقناعة بالنزول وذهبنا نجول بالحي فرحا !!
...فالفرح سنةٌ كونية أنزلها الله على عباده..نتعبد لله بالسرور..والفرح..والأبتسامة..ومصافحة الفقراء..
كل هذا من نهج الرسول عليه الصلاة والسلام..!!
فلا يحق لي..ولا لكم الحزن يوم العيد !!
إفرحوا..ولاتنظروا إليّ ولن أنظر إليكم !! بل سنرى جميعا حال رسول الله عند الفـرح,فكان حاله دوماً عليه الصلاة والسلام يتعوذ من الحزن ففي الحديث(اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن، و ضَلَعِالدَّيْنِ وغَلَبةِ الرجال)
ثم إنك تجد الرسول كان باسماً..وفرحاً في أكثر الأحوال ..!!
ودليلُ ذلك مافعله الحبشة يوم العيد ، حيث اجتمعوا في المسجد يرقصون بالدرق والحراب ، واجتمع معهم الصبيان حتى علت أصواتهم ، فسمعهم النبي - صلى الله عليه وسلم - فنظر إليهم ، ثم قال لعائشة : "يا حُمَيْراء أتحبين أن تنظري إليهم ، قالت : نعم ، فأقامها - صلى الله عليه وسلم - وراءه خدها على خده يسترها ، وهي تنظر إليهم ، والرسول - صلى الله عليه وسلم - يغريهم ، ويقول : دونكم يا بني أرفدة ، لتعلم يهود أن في ديننا فسحة ، إني بعثت بالحنيفية السمحة". فالحنيفة السمحة ترفض الحزن يوم العيد !!
إفرح..!!وإبتسم ولاتجعل الحزن يكدر صفوة أيامك !
إفرح ودعك مما يقوله المتنبي ومن سار على خطى دربه.. !!
عيدٌ بأية حالٍ عدت ياعيدُ ـ بما مضى من الأمرِ أم فيك تجديدُ
دعك منه..فقد خرج من مصر هارباً من سيف الدولة _كافور_ بعد ما ناله منه الكثير وأفلح الوشاة بينها,خرج قاصدأ العراق,وفاجأه العيد بالطريق,وهو يحمل بقلبه الآلآم..والهم والأحزان !! فلم يحقق حلمه الذي كان يريده..
ودعك من اليائس الآخر:
فمن بؤساء الناس في يوم عيدهم ـ نحوسٌ بها وجهُ المسرّةِ أسفعُ
قد ابيضّ وجهُالعيد لكن بؤسهم ـ رمى نكتاً سوداً به فهو أبقعُ
إفرح..!! فليست مشكلة أن تعتريك الأحزان فهي مشاعرٌ قلبيةٌ..لاإرادية !! تفرضها عليك أحداثٌ..أو ضروفٌ تمر بها..! دافعها هو شعورٌ صادق يسكن قلبك الطاهر !!
عذراً أحبتي..!! لقد أطلت عليكم..!
أهدي إليكم هذه الباقة
http://www.alfaris.net/up/41/alfaris_net_1253103727.jpg (http://alfaris.net/up/v.php?p=41/alfaris_net_1253103727.jpg)
لاشك أن للعيد ذكرى صادقة..
وطفولة بأذهاننا عالقة..
تبتسم حتماً لذكراها !! ذكرى الطفولة والبراءة..
لم تمحها السنين.. رغم القحط والجفاف !!
وأي قحط سوى الجرح..والأحزان..!!
أترككم بحفظ الرحمن..
وكل عامٍ وأنتم بخير
محبكم/عسجدي