المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ارتباكات ( 1)



سمير الفيل
28/01/2006, 05:57 PM
ارتباكات ( 1)

* قط مرقط .

في هشاشة السكون فاجأني . قط أسود مرقط بالأبيض يتسلل في خفاء مرهق . تبدو عيناه في جوف الليل جمرتين من النار . أحث الخطى كي أنجو بنفسي . رأيت الشيخ على مقعده تحت شجرة التوت . يتلو من مصحف مجلد آيات من القرآن . فوق الرأس تماما يتدلى مصباح كيروسيني شحيح الضوء . قفز القط نحوي فانحرفت بجسدي بمقدار بوصة . أخطأ الهدف ، لكنني أبصرته يستدير كي ينشب مخالبه في عنق الشيخ الطيب.

* كلمة سر الليل .

لم أستطع أن انطق كلمة واحدة . حين صرخ في وجهي :كلمة سر الليل . كنت أفكر في الأشهر المتبقية لي في الخدمة العسكرية . عائد من إجازتي الميدانية ورأسي تسكنها هموم كثيرة. أشهر " سونكي " البندقية في وجهي . ارتجفت خائفا. ليل نجومه تسقط في يدي كعناقيد من العنب الذي لم يستو بعد ، شهقت من الألم ، وسن الحديد المصقول ينغرس في جسدي حتى شعرت به يمزق أحشائي . بالفعل كان سرسوب الدم يشخب في شراييني تحت السرة . قلت مرعوبا: دم . أبعد سلاحه ، ووصلني صوته مشروخا : هو كذلك . أعبر.

* طفل.

جـرّت السيدة عربة أطفال صغيرة مزينة بزهور صناعية وشبكة من التل . لها ولهة تشبه خطيبتي السابقة . تلك التي تركتني قبل إجراءات الزفاف بأسبوعين بدعوى أنني مفلس . هي نفسها بنفس وسامتها و" حسنة " صغيرة تحت الذقن الدقيق المستدير . بدون إرادة مني تقدمت منها . فوجئت بي فقبضت على مقود العربة بقوة فيما انحنيت أكشف بيدي غطاء التل. كان الطفل نائما لكنه يشبهني كل الشبه.

* جــنين .

في " الدرب الحمر " كمن لها . لم يكد يراها تغادر البيت القديم في الحي الشعبي حتى ناداها . التفتت نحوه . قبل أن تستوعب المصيبة التي تنتظرها تقدم منها . طعنها بسكين حاد كان قد سنه سنا. سقطت مضرجة في دم غزال أحمر هو دمها . التم عليه أهل الحي وكادوا يفتكون به. لم تهتز شعرة في رأسه وهم يضربونه بقسوة ، و يجردونه من سلاحه. كان يتمتم كالشارد : هي أختي ، وقد غسلت شرفي . تركوه ينحني ويتأمل الجسد الذي كان يرتجف ارتجافته الأخيرة. على الصيحات الغاضبة أطل وجه العشيق من المشربية فأدرك كل شيء . فور أن اقتادوا القاتل لمركز الشرطة هبط مسرعا . أبعد بيده أوراق الصحف المبقعة بالدم. مد يده يتحسس قبة بطنها . كان الجنين ما زال يتحرك.

* لعبة جبرية.

أسرعت الأقدام تتلمس طريقها إلى العتبات ومنها إلى السلالم المفضية للحوش . حين دوّت صفارات الإنذار لم تجد البنات وقتا لارتداء ملابس مناسبة ، أما الرجال فقد نزلوا بمناماتهم .
كان يحبها في النور ، وهي تبادله نظرات صامتة. في ظلام المخبأ امتدت يده تفتش عن حمامتين راقدتين على صدرها في هدوء .بورسعيد طلت زجاجها بالأزرق وشمرت عن ساعديها لتعلن المقاومة . إمتدت اليد أكثر مما ينبغي نحو جسد مستتربثوب خفيف من " الباتستا " . أحرجت أن تنبس بحرف . كانت الكشافات في الخارج تمسح السماء فيما كانت أصابعه تمسح النعومة الدافئة حتى أدرك ****. شهقت في العتامة وشهق. دوت صفارات الإنذار بانتهاء الغارة . أحب تأميم القناة أكثر وأكثر.

* أقحوانة.

قالت له بطيبة بالغة : أترك قلبي !
كان حديثها أقرب للهمس ، وفمها يقترب تماما من أذنه . ثمة بثور قليلة على الوجنتين أخفتها بمسحوق تجميل رخيص .
رد بصدق : لا يستطيع أحد أن يمسك القلب ولا أن يستعمر الدماغ.
نظرت إليه من أعلى لأسفل ، قاست طوله ، وفكرت أن تعترف له بحبها . لكنها تكره سيجارته المعلقة دوما على طرف شفتيه ، وتكره السلسلة الفضية المتدلية من عنقه والمندسة في شعرصدره الأسود الغزير المبدور تحت عنقه بمسافة قليلة جدا ، وأكثر ما تكرهه أن كل بنات الثانوي يعرفن عنوان هاتفه .
أخفت عنه حبها ، ولم ترد أن تخبره بالآخرين الذين يخطبون ودها ، فقد كان قلبها الأخضر الطري في مرحلة التشكل ، وأمها أخبرتها ألا تخلع شيئا من ملابسها ، وألا تهب قلبها لرجل مهما كان وسيما أو طيبا ، وألا تعود في الليل بمفردها .
سألته في فضول :هل تحبني حقا ؟
هز رأسه مؤكدا : طبعا . اطلبي ما شئت .
ابتسمت وهي تقلب الفكرة في رأسها : أريد أقحوانة .. بيضاء !
مط شفتيه بعد أن رمى السيجارة : سأحضرها لك ولو ذهبت إلى الصين .
سأل كل الناس عنها ، ولم يجد أحد يعرف شيئا عن الأقحوانة . في النهاية دلوه على محل " الأوركيدا " بالحي الدبلوماسي الفاخر . دخل مترددا وسأل عن أقحوانة بيضاء . أشار صاحب المحل بدون اهتمام نحو مجموعات زهور مشذبة في " فازات " زجاجية وراء حاجز زجاجي شفاف : عندك .. هناك.
احتارفي المقصود بكلمة : هناك . لم يشاهد في حياته ولو لمرة واحدة أقحوانة . أرتبك وهو يستل واحدة بيضاء . هز الرجل رأسه وهو يستفسر منه : حضرتك عندك مرض جلدي؟
أعتراه الصمت ، كل ما فعله أن مد يده بالنقود ، وانصرف متحيرا من كلام الرجل . في صباح اليوم الثالث ، المتفق عليه ذهب في الموعد تماما بدون ثانية تقديم أو تأخير وجد عشرة من الشباب يقفون في نفس المحطة ذات السقف القرميد الأحمر، يتململون، ويهرشون جلودهم ، وبيد كل منهم أقحوانة .. بيضاء !

( كتبت هذه النصوص يومي 27، 28/ 1/ 2006).

طارق شفيق حقي
28/01/2006, 09:58 PM
سلام الله عليك أستاذ سمير

القصة الأولى اعجبت بها كثيرا فيها الرمز الموحي الجميل
القصة القصيرة جداً بحاجة لمثل هذه الرموز التي تجعلك تفكر بها كثيراً رغم قصرها لقوة الرمز

كذلك الأخيرة فيها المفاجأة

عشرة من الشباب يقفون في نفس المحطة ذات السقف القرميد الأحمر، يتململون، ويهرشون جلودهم ، وبيد كل منهم أقحوانة .. بيضاء !


وكذلك قصة جنين
فيها ألم قوي صارخ
لكن قد اختلف معك في الطرح في لعبة جبرية
تذكرت أسلوب زكريا تامر الوجودي والمكثر من هذا التصوير

حتى كان لا يستطيع النشر الا في مجلة الناقد

رغم ذلك لك تحياتي

خالد القيسي
28/01/2006, 10:30 PM
ارتباكات ( 1)
اقتباس
* قط مرقط .

في هشاشة السكون فاجأني . قط أسود مرقط بالأبيض يتسلل في خفاء مرهق . تبدو عيناه في جوف الليل جمرتين من النار . أحث الخطى كي أنجو بنفسي . رأيت الشيخ على مقعده تحت شجرة التوت . يتلو من مصحف مجلد آيات من القرآن . فوق الرأس تماما يتدلى مصباح كيروسيني شحيح الضوء . قفز القط نحوي فانحرفت بجسدي بمقدار بوصة . أخطأ الهدف ، لكنني أبصرته يستدير كي ينشب مخالبه في عنق الشيخ الطيب.

أخي سمير تملك ناصية الحرف والمفارقة الجميلة ولكني لم أفهم ما الفكرة من معقبة الشيخ القارئ للقرآن ونجاتك بمحض الصدفة ؟!!
هل من مبرر لهذا الحشو غير المبرر للشيخ وقراءة القرآن والنهاية المأساوية دون مسوغ !!!!؟
* كلمة سر الليل .

لم أستطع أن انطق كلمة واحدة . حين صرخ في وجهي :كلمة سر الليل . كنت أفكر في الأشهر المتبقية لي في الخدمة العسكرية . عائد من إجازتي الميدانية ورأسي تسكنها هموم كثيرة. أشهر " سونكي " البندقية في وجهي . ارتجفت خائفا. ليل نجومه تسقط في يدي كعناقيد من العنب الذي لم يستو بعد ، شهقت من الألم ، وسن الحديد المصقول ينغرس في جسدي حتى شعرت به يمزق أحشائي . بالفعل كان سرسوب الدم يشخب في شراييني تحت السرة . قلت مرعوبا: دم . أبعد سلاحه ، ووصلني صوته مشروخا : هو كذلك . أعبر.

نص جميل وموفق في التكثيف في الفكرة والصورة ابدعت أخي سمير .

* طفل.

جـرّت السيدة عربة أطفال صغيرة مزينة بزهور صناعية وشبكة من التل . لها ولهة تشبه خطيبتي السابقة . تلك التي تركتني قبل إجراءات الزفاف بأسبوعين بدعوى أنني مفلس . هي نفسها بنفس وسامتها و" حسنة " صغيرة تحت الذقن الدقيق المستدير . بدون إرادة مني تقدمت منها . فوجئت بي فقبضت على مقود العربة بقوة فيما انحنيت أكشف بيدي غطاء التل. كان الطفل نائما لكنه يشبهني كل الشبه.


من أين أتى الشبه ؟؟ والله مفارقة تستحق التأمل؟!




* جــنين .

في " الدرب الحمر " كمن لها . لم يكد يراها تغادر البيت القديم في الحي الشعبي حتى ناداها . التفتت نحوه . قبل أن تستوعب المصيبة التي تنتظرها تقدم منها . طعنها بسكين حاد كان قد سنه سنا. سقطت مضرجة في دم غزال أحمر هو دمها . التم عليه أهل الحي وكادوا يفتكون به. لم تهتز شعرة في رأسه وهم يضربونه بقسوة ، و يجردونه من سلاحه. كان يتمتم كالشارد : هي أختي ، وقد غسلت شرفي . تركوه ينحني ويتأمل الجسد الذي كان يرتجف ارتجافته الأخيرة. على الصيحات الغاضبة أطل وجه العشيق من المشربية فأدرك كل شيء . فور أن اقتادوا القاتل لمركز الشرطة هبط مسرعا . أبعد بيده أوراق الصحف المبقعة بالدم. مد يده يتحسس قبة بطنها . كان الجنين ما زال يتحرك.


هنا في نص جنين وفكرة جريمة الشرف التي من الواجب طرحها بجرأة من وجهة نظر العادات والتقاليد والدين اثني على الموضوع ولكني آمل التخلص من الحشو الزائد في ق ق جداً ومثال ذلك " دم غزال " هو دمها " ما فائدة التوضيح الزائد ؟!
والتوكيد " سنه "سناً " لا داعي للتوكيد أخي سمير

وما أجمل نبض الحياة في خضم الموت ومفارقة الخاتمة .

* لعبة جبرية.

أسرعت الأقدام تتلمس طريقها إلى العتبات ومنها إلى السلالم المفضية للحوش . حين دوّت صفارات الإنذار لم تجد البنات وقتا لارتداء ملابس مناسبة ، أما الرجال فقد نزلوا بمناماتهم .
كان يحبها في النور ، وهي تبادله نظرات صامتة. في ظلام المخبأ امتدت يده تفتش عن حمامتين راقدتين على صدرها في هدوء .بورسعيد طلت زجاجها بالأزرق وشمرت عن ساعديها لتعلن المقاومة . إمتدت اليد أكثر مما ينبغي نحو جسد مستتربثوب خفيف من " الباتستا " . أحرجت أن تنبس بحرف . كانت الكشافات في الخارج تمسح السماء فيما كانت أصابعه تمسح النعومة الدافئة حتى أدرك ****. شهقت في العتامة وشهق. دوت صفارات الإنذار بانتهاء الغارة . أحب تأميم القناة أكثر وأكثر.

يضطرني استاذي سمير صاحب التقانة العالية الى طرح مجموعة من التساؤلات منها:
لماذا يضطر كاتب مثل الأستاذ الفاضل الى الأيحاء الجنسي في الكتابات ؟ وأحياناً الغزل الصريح كما ورد في النص ؟؟
وما المرجو استاذي من ربط مفارقة عظيمة كتأميم القناة بالإيحاء الجنسي الموجود في النص ؟ وهل هذا حال الشعب المصري الرجل الحقبقي بانتهاز حالة ضعف لتلك الفتاة؟ هل هذا ما اعتمد علية عبد الناصر عندما أمم القناة ؟؟؟
وإذا وجدت هذه الظاهرة كم كان حجمها بين رجالات مصر ورجالات اكتوبر ؟؟؟

أخي سمير لا أرى داعيا لتقزيم انجازات الأمم بنزوة أو شبق ام هي دواعي العالم الجديد الذي لم يبق لنا رمزا ولا حلما إلا ووضع فيه مثالب الدنيا حتى وصل التشويه للأنبياء والرسل .

كلي أمل أن نحافظ على منجزات الشعب المصري العظيم والصورة المشرقة لرجال اكتوبر العظماء.
* أقحوانة.

قالت له بطيبة بالغة : أترك قلبي !
كان حديثها أقرب للهمس ، وفمها يقترب تماما من أذنه . ثمة بثور قليلة على الوجنتين أخفتها بمسحوق تجميل رخيص .
رد بصدق : لا يستطيع أحد أن يمسك القلب ولا أن يستعمر الدماغ.
نظرت إليه من أعلى لأسفل ، قاست طوله ، وفكرت أن تعترف له بحبها . لكنها تكره سيجارته المعلقة دوما على طرف شفتيه ، وتكره السلسلة الفضية المتدلية من عنقه والمندسة في شعرصدره الأسود الغزير المبدور تحت عنقه بمسافة قليلة جدا ، وأكثر ما تكرهه أن كل بنات الثانوي يعرفن عنوان هاتفه .
أخفت عنه حبها ، ولم ترد أن تخبره بالآخرين الذين يخطبون ودها ، فقد كان قلبها الأخضر الطري في مرحلة التشكل ، وأمها أخبرتها ألا تخلع شيئا من ملابسها ، وألا تهب قلبها لرجل مهما كان وسيما أو طيبا ، وألا تعود في الليل بمفردها .
سألته في فضول :هل تحبني حقا ؟
هز رأسه مؤكدا : طبعا . اطلبي ما شئت .
ابتسمت وهي تقلب الفكرة في رأسها : أريد أقحوانة .. بيضاء !
مط شفتيه بعد أن رمى السيجارة : سأحضرها لك ولو ذهبت إلى الصين .
سأل كل الناس عنها ، ولم يجد أحد يعرف شيئا عن الأقحوانة . في النهاية دلوه على محل " الأوركيدا " بالحي الدبلوماسي الفاخر . دخل مترددا وسأل عن أقحوانة بيضاء . أشار صاحب المحل بدون اهتمام نحو مجموعات زهور مشذبة في " فازات " زجاجية وراء حاجز زجاجي شفاف : عندك .. هناك.
احتارفي المقصود بكلمة : هناك . لم يشاهد في حياته ولو لمرة واحدة أقحوانة . أرتبك وهو يستل واحدة بيضاء . هز الرجل رأسه وهو يستفسر منه : حضرتك عندك مرض جلدي؟
أعتراه الصمت ، كل ما فعله أن مد يده بالنقود ، وانصرف متحيرا من كلام الرجل . في صباح اليوم الثالث ، المتفق عليه ذهب في الموعد تماما بدون ثانية تقديم أو تأخير وجد عشرة من الشباب يقفون في نفس المحطة ذات السقف القرميد الأحمر، يتململون، ويهرشون جلودهم ، وبيد كل منهم أقحوانة .. بيضاء !

( كتبت هذه النصوص يومي 27، 28/ 1/ 2006).



هنا لم استطع ان أميز هل هي تحبه أم لا

لي عودة تحياتي

سمير الفيل
28/01/2006, 10:54 PM
سلام الله عليك أستاذ سمير

القصة الأولى اعجبت بها كثيرا فيها الرمز الموحي الجميل
القصة القصيرة جداً بحاجة لمثل هذه الرموز التي تجعلك تفكر بها كثيراً رغم قصرها لقوة الرمز

كذلك الأخيرة فيها المفاجأة



وكذلك قصة جنين
فيها ألم قوي صارخ
لكن قد اختلف معك في الطرح في لعبة جبرية
تذكرت أسلوب زكريا تامر الوجودي والمكثر من هذا التصوير

حتى كان لا يستطيع النشر الا في مجلة الناقد

رغم ذلك لك تحياتي



طارق شفيق حقي.

هي تجربة جديدة عليّ في أن اتعامل مع هذا النوع من الكتابة .
كل نص ضمنته رؤية فكرية أزعم أنني امتلكها .
ولا أريد أن أفسد النص بتدخلي السافر .
الشرح أو التوضيح مفسد للكتابة .
لكننني لاحظت ان هناك نصوصا تصل بسهولة وأخرى تحتاج إلى تأمل هاديء .
لست رجل سياسة ، ولا رجل دين . مجال عملي الأصلي في السرد أو الشعر .
أثمن كل قراءة للنصوص . وأستفيد منها جدا طالما هي في وضع مساءلة للنص لا للكاتب.

تحياتي .

طارق شفيق حقي
28/01/2006, 11:04 PM
طارق شفيق حقي.


هي تجربة جديدة عليّ في أن اتعامل مع هذا النوع من الكتابة .
كل نص ضمنته رؤية فكرية أزعم أنني امتلكها .
ولا أريد أن أفسد النص بتدخلي السافر .
الشرح أو التوضيح مفسد للكتابة .
لكننني لاحظت ان هناك نصوصا تصل بسهولة وأخرى تحتاج إلى تأمل هاديء .
لست رجل سياسة ، ولا رجل دين . مجال عملي الأصلي في السرد أو الشعر .
أثمن كل قراءة للنصوص . وأستفيد منها جدا طالما هي في وضع مساءلة للنص لا للكاتب.

تحياتي

. سلام الله عليك
أما الجدة فيها فلم تعد كذلك هي الأن أمام المشرح
ثم أنك تقول أننا لم نصل للمعاني التي فيها تماماً
لذلك نطالبك بالشرح كي أشرع لك مبضعاً أخر
فيا لقصة القصيرة جداً خطر إيماء صغير قد يقلب كل المعنى

مثلاً حين تكلمت في القصة الأولى عن استهداف الدين
فكيف نجوت أنت وهو لم ينجو

حيث ان الشيخ الطيب يرمز للدين

ثم المصباح الخافت له معنى كذلك ؟؟؟
لماذا الخفوت

تحياتي لك

سمير الفيل
28/01/2006, 11:04 PM
خالد القيسي

كما ذكرت من قبل .. هي مجموعة من النصوص القصيرة أردت اختبارها لدى القاريء المدرب .
من مجموع الآراء التي تصلني يمكنني بالفعل أن اوجه البوصلة .
هناك نص فيه قلق بعض الشيء ، وحسبته ساعة الكتابة أنه يحمل فكرة جميلة هي أن الحياة مستمرة رغم كل المتاعب ، وأن الحب بالذات يتأجج ويشتعل وقت الخطر لأن هاتف الموت يكون قريبا .
وبالطبع فإن أي فعل فردي لا يقصد به إهانة الشعوب ، ولا أيضا التقليل من زعامة ما . هي لفتة إنسانية أظن أنني سعيت فيها لرصد جملة بسيطة حكاها لي أحد شهودها .
الشيخ الذي قفز القط الأرقط نحوه لم يكن ما أصابه هو عقاب . المعنى داخلي ، ويمكنني بسطه ، ولكن لدي وجهة نظر ، وهي ان النص وحده يحمل أفكاره ويملي خطابه . أنا مجرد كاتب وقع على صحيفة السرد وعليه أن ينصت تماما لكل من يريد أن يدلي بدلوه .

تحياتي.

سمير الفيل
28/01/2006, 11:13 PM
سلام الله عليك
أما الجدة فيها فلم تعد كذلك هي الأن أمام المشرح
ثم أنك تقول أننا لم نصل للمعاني التي فيها تماماً
لذلك نطالبك بالشرح كي أشرع لك مبضعاً أخر
فيا لقصة القصيرة جداً خطر إيماء صغير قد يقلب كل المعنى

مثلاً حين تكلمت في القصة الأولى عن استهداف الدين
فكيف نجوت أنت وهو لم ينجو

حيث ان الشيخ الطيب يرمز للدين

ثم المصباح الخافت له معنى كذلك ؟؟؟
لماذا الخفوت

تحياتي لك

طارق شفيق حقي..

أعتقد أن دوري توقف تماما عند كتابة النصوص ، قد أتدخل فعلا لتوضيح كلمة أو إضاءة فقرة في الأسلوب ، أما أن اقوم بشرح الدلالات أو تفسير النصوص ففي هذا تدخل قسري مني ليس لصالحي ولا لصالح العمل .
في القصة الأولى قفز القط لينشب مخالبه في عنق السارد ، وقد فطن للؤم القط فيما ظل الشيخ في مكانه معرضا للقفزة الخطرة .
ما معنى ذلك؟
لندع القاريء يستقطر الدلالات بنفسه.
أما خفوت المصباح فبالتأكيد له دلالته الأخرى . حسبي أنني رصدت المشهد ولا أجدني بحاجة للدفاع عن الشيخ ولا عن نفسي .
القط يتحرك ببراعة كلما بدا الظلام وشيكا .
نعم . القط الأرقط الذي يستهدفنا جميعا دون ان نتيقظ لخطره الداهم !

خالد القيسي
28/01/2006, 11:17 PM
أخي سمير :
ان الثقافة والأدب الجاد رسال لبناء الشعوب وما دور الأديب وصاحب القلم المسؤول الا توجيه البوصلة ليس لما يرده المتلقي بل لما هو مقتنع به فعلا ً .
وكم كان استغرابي من فكرة النجاة بطريقة الصدفة وفشل الشيخ المسكين دون ذنب ؟
اما بالنسبة لاحتمالية حدوث اللعبة الجبرية التي وإن حدثت فعلاً فهي من قبيل الشذوذ الذي لا يقاس عليه
راجيا ان يتسع صدرك لملاحظتي

تحياتي

سمير الفيل
28/01/2006, 11:32 PM
خالد القيسي

كلامك في مجمله صحيح .
ولكن خذ معتقدي الفني ، وستستريح نفسيا جدا .
أنا ارى ان في الأدب مساحة لفهم العالم ، واختبار المشاعر الإنسانية .
وفيه فرصة رائعة للكشف عن التيار التحتي للحياة : المادة والروح .
عنوان النص " لعبة جبرية " يفسر الأمر تماما وينفي عن الفتارة مشاركتها حسب تفسيري إن كان مسموحا لي بالتفسير .
أما القط الشرير فقفزاته تخضع بالفعل لعامل الصدفة .
أحيانا نكون بحاجة إلى ان نستبصر ما وراء الحدث السردي .
وآمل أن تستبعد كلمة " شذوذ من التفسير . فكل شيء في حالة انحرافه عن المثال يمثل طريقا آخر للفعل الإنساني . ولا ينبغي ان نفسر العمل الفني إلا بمنطوقه الجمالي .

خالد القيسي
29/01/2006, 12:09 AM
أخي سمير :
أنا لا أؤمن بنظرية الفن للفن وانما يجب أن يكون الفن بهدف اعلاء بناء الثقافة الإنساني وهذا شأن الفطرة الإنسانية من عهد الراعنة الأوائل ومرورا باليونانيين والرومان والعرب وكل شعوب الدنيا الحية صاحبة الإرث الحضاري وإلا لما وصلت الينا المدينة الفاضلة ولا الحضارة التي نبهي بها الدنيا اليوم .

اما بالنسبة لمفردة الشذوذ في ايضا تقع ضمن الفكر الإنساني من باب " التمرد البشري على الواقع " الذي هو في أغلب الأحيا ن لا يقاس ولا يبنى عليه

والقصص أخي موجزدة في كل زمان ومكان ويأتي دور الكاتب كما تفضلت بتوجيه البوصلة حسب قناعاته لاستشراف المستقبل واعلاء البناء ليكون أدبا بناءً يحافظ على النسيج الحضاري للأمة وإلا كان فعلا نشازا

ولك مني كل تقدير

سمير الفيل
06/05/2006, 10:43 PM
أخي سمير :
أنا لا أؤمن بنظرية الفن للفن وانما يجب أن يكون الفن بهدف اعلاء بناء الثقافة الإنساني وهذا شأن الفطرة الإنسانية من عهد الراعنة الأوائل ومرورا باليونانيين والرومان والعرب وكل شعوب الدنيا الحية صاحبة الإرث الحضاري وإلا لما وصلت الينا المدينة الفاضلة ولا الحضارة التي نبهي بها الدنيا اليوم .

اما بالنسبة لمفردة الشذوذ في ايضا تقع ضمن الفكر الإنساني من باب " التمرد البشري على الواقع " الذي هو في أغلب الأحيا ن لا يقاس ولا يبنى عليه

والقصص أخي موجزدة في كل زمان ومكان ويأتي دور الكاتب كما تفضلت بتوجيه البوصلة حسب قناعاته لاستشراف المستقبل واعلاء البناء ليكون أدبا بناءً يحافظ على النسيج الحضاري للأمة وإلا كان فعلا نشازا

ولك مني كل تقدير

خالد القيسي

طبعا تأخرت كثيرا ..
وهناك اختلاف لاحظته في مسألة التلقي من شخص لآخر.
لننتظر الباقة الثانية من ارتباكات ..
ربما فصلت بعض ما اضمرناه هنا .
بالنسبة للنصوص عندي قناعة بفكرة الأدب الذي لا ينفصل عن واقعه ، لكنه في الوقت ذاته لا يرسخ له بل يكشف عما هو مخبوء وجوهري.
هذا ما حاولته في هذه النصوص .
والله هو الموفق.

خالد القيسي
11/05/2006, 08:18 AM
أخي سمير :
أنا بالإنتظار


تحياتي

سمير الفيل
11/05/2006, 04:42 PM
أخي سمير :
أنا بالإنتظار
تحياتي

خالد القيسي..

سنكون هنا بالقريب ..
حتى نعود .. لكم تحياتي القلبية .


إلى لقاء .