محمد سرحان
30/08/2009, 06:37 PM
لقد آنَ أنْ تغسل َصراحة ُهذه السُّطورُ صدأَ التَّردُّد ِالذي تفيَّأَ ضلال جوانحي منذ وقت . إنها ليستْ دعوة ًإلى حفلة ثرثرة ٍمجانية ٍرخيصة ، بل هي صرخة عميقة حد الألم ، تكتوي فيها المرارة تحت شمس العبث ، وإن شئتم فهي أقربُ إلى حديثٍ صوفي للذات يكادُ يَغُصُّ بالأنين ِمن الماء إلى الماء .
كم اطمحُ أنْ تحملَ هذه السطور كُلَّ قوافل التساؤلات التي يختفي وراءها قلقي ، وقمينٌ بي أنْ أعلن مبدئياً أنَّ هذا الحديث يكُفُّ عن كونه ِعذلاً لأحد .
كلما هَمَمْتُ أن أبذر حروف أبجديتي يَشْرَعُ سؤال مربك ٌ أقضَّ مضجع تفكيري :
هل أصبحت الكتابة ُ الآن َتجديفاً عبثيا وسط تيار يكاد يغص بأمواج اللامبالاة ؟
هل نُـزِع َ عن الكلمة صولجان ُالهيبة ِ، حتى أضحتْ (نبتا يبابا) لا قيمة له ؟
هل الكتابة َ أصبحتْ شبيهة ًبالسديم ، تختلطُ به ِالأشبياء ُفي حركة ِفوضى؟
هذه الأسئلة ما فتئت تفرض نفسها على ذاتي القلقة في الفترة الماضية ، حتى ألفيتني أذعن ُمستسلما للتقاعس ، وبدأت دافعية الكاتب بداخلي تتثاءب ،وأضحت فكرة ُصرف جهودي لشيء آخر تفكيراً واقعياً مُلِحَّاً .
أؤمن في عقيدتي ككاتب أنّ العمل الأدبي دعوة ٌ ، إنها أشبه بحفلة سمر على شاطيء النص ، وككاتب لن أُدرِك َ كنهي إلا من ثنايا وعي القاريء والمتلقي. ولكن بالمقابل أين هو هذا المتلقي ؟
ولا بأس من أن أناقش طبيعة المتلقي ، وليكن مثلا هذا المتلقي الالكتروني الذي يشكل أديم ُالساحات التفاعلية – كالمنتديات - المسرح َالذي يجلس فيه ، إنه متلقي يتلفع بعباءة السلبية ، يمتاز بتواضع أداواته النقدية ، ولربما أن جينات سلبيته تلك تسربت من تلك المواقع التي لن تدخل أي مكان منها دون أن تنثر كنانة الاستغراب كل نبالها في وجهك ، غداة دَخَلَتْ حالة “الكوما الفكرية” ، وأصبحت ركاماً تذروه رياحُ البغض ، ناهيك عن بكتيريا العفن الفكري التي تجتاحها ، حتى التَمَسَتْ من تفاهات الموضوعات ترويجاً رخيصاً يدغدغ شهوات المتصفح العربي .
لقد اصبحت تلكم الساحات كانتوناتٍ وجيوباً تتآمر على بعضها البعض .واستحالت فعلا طاردا يجبر العضو - ولو كان قزما في الكتابة - أن يحمل صليبه على كتفه مطلقا ساقيه للريح.
وأمام هذه المشهد الذي يعيد انتاج نفسه ، اصبح المتلقي الموضوعي بالنسبة للكاتب الجاد فردوسا مفقوداً ؛ فتراهُ قد لاذ بالصمت ، وقفل من حيث أتى ، لأنه أدرك أن الظفر بنقد موضوعي مطمح ٌيقترب من حدود الأسطورة !
ثم إني أمقتُ - لدرجة الضغينة- تلكم الأقانيم الثلاثة الدنسة : الشللية ، التجاهل ، الانتقائية .
أصحاب الفكر الدوجماطيقي ، الذين يجدون في عبارة
" لم تشدني المقالة ُكي أعلق عليها " مخرجا يسقطون عليه انهزاميتهم الكتابية .
هذا الفكر الذي ما بَرِحَ يلتفُّ في شرنقة الكبرياء ، مُلبِساً ردَّه ُ عباءة القُدْسِيَّة ، وكأن ذلك الرد هو " شهادة الإيزو " التي تمنح الموضوع درجة الامتياز ، وَيـْكأنَّ رده يؤرخ لمرحلة فاصلة في تاريخ ذلك الموضوع.
وإذا ألفيتَهُ قد خرج من صومعة صمته ليرد ؛ فأنما هو تسديدٌ لدين ٍأو مجاملة ٌرخيصة ! . وعلى مدفعية المنتدى أن تطلق إحدى وعشرين طلقة احتفاء بسطوره .
تطوقني – ككاتب بسيط – ألف علامة استفهام ٍ :
كم من عشرات الموضوعات لم يمسح كاتب ٌدمعة الوحدة من على وجنتها ، وهي ما انفكّت قابعة ً تتنسك في محراب خلوتها .
هل تلك العشرات تافهة لهذه الدرجة ؟ !
بيد أني لا أجد لي ميلا لإنكار موضوعية بعض الكتاب ، أولئك الذينَ انطوت ردودهم على قدر كبير من التهذيب المشفوع بالحيادية ، بعيدة عن أي شبهة مجاملة ! .
ترى من يعيد للكتابة نبلها وحظوتها ؟!
لو قُـذِف َإلـيَّ بأدوات التَّمني ، وقيل :سَلْ تُعط َ.
لتمنيت ُ أن أكون حَطَّاباً ...
حَطَّاباً أجتثُّ بفأسي أشجار التقاعس في هذا البستان من الخمول الذي يفترش ذاتي.
و سَأحَطِّم ُ– دونَ ذرَّة قلب ٍ- صليب اللامبالاة الذي يتَدَلَّى على جدران أصابعي التي تتكفن بالصمت المطبق . الأصابع التي عَقَلَ السُّبًاتُ القاتلُ حركتها .
أيتها الكتابة ، أيتها الغانية " إنت ِ النعيم والهنا ، أنتِ العذاب والضنى " على رأي أم كلثوم .
كم اطمحُ أنْ تحملَ هذه السطور كُلَّ قوافل التساؤلات التي يختفي وراءها قلقي ، وقمينٌ بي أنْ أعلن مبدئياً أنَّ هذا الحديث يكُفُّ عن كونه ِعذلاً لأحد .
كلما هَمَمْتُ أن أبذر حروف أبجديتي يَشْرَعُ سؤال مربك ٌ أقضَّ مضجع تفكيري :
هل أصبحت الكتابة ُ الآن َتجديفاً عبثيا وسط تيار يكاد يغص بأمواج اللامبالاة ؟
هل نُـزِع َ عن الكلمة صولجان ُالهيبة ِ، حتى أضحتْ (نبتا يبابا) لا قيمة له ؟
هل الكتابة َ أصبحتْ شبيهة ًبالسديم ، تختلطُ به ِالأشبياء ُفي حركة ِفوضى؟
هذه الأسئلة ما فتئت تفرض نفسها على ذاتي القلقة في الفترة الماضية ، حتى ألفيتني أذعن ُمستسلما للتقاعس ، وبدأت دافعية الكاتب بداخلي تتثاءب ،وأضحت فكرة ُصرف جهودي لشيء آخر تفكيراً واقعياً مُلِحَّاً .
أؤمن في عقيدتي ككاتب أنّ العمل الأدبي دعوة ٌ ، إنها أشبه بحفلة سمر على شاطيء النص ، وككاتب لن أُدرِك َ كنهي إلا من ثنايا وعي القاريء والمتلقي. ولكن بالمقابل أين هو هذا المتلقي ؟
ولا بأس من أن أناقش طبيعة المتلقي ، وليكن مثلا هذا المتلقي الالكتروني الذي يشكل أديم ُالساحات التفاعلية – كالمنتديات - المسرح َالذي يجلس فيه ، إنه متلقي يتلفع بعباءة السلبية ، يمتاز بتواضع أداواته النقدية ، ولربما أن جينات سلبيته تلك تسربت من تلك المواقع التي لن تدخل أي مكان منها دون أن تنثر كنانة الاستغراب كل نبالها في وجهك ، غداة دَخَلَتْ حالة “الكوما الفكرية” ، وأصبحت ركاماً تذروه رياحُ البغض ، ناهيك عن بكتيريا العفن الفكري التي تجتاحها ، حتى التَمَسَتْ من تفاهات الموضوعات ترويجاً رخيصاً يدغدغ شهوات المتصفح العربي .
لقد اصبحت تلكم الساحات كانتوناتٍ وجيوباً تتآمر على بعضها البعض .واستحالت فعلا طاردا يجبر العضو - ولو كان قزما في الكتابة - أن يحمل صليبه على كتفه مطلقا ساقيه للريح.
وأمام هذه المشهد الذي يعيد انتاج نفسه ، اصبح المتلقي الموضوعي بالنسبة للكاتب الجاد فردوسا مفقوداً ؛ فتراهُ قد لاذ بالصمت ، وقفل من حيث أتى ، لأنه أدرك أن الظفر بنقد موضوعي مطمح ٌيقترب من حدود الأسطورة !
ثم إني أمقتُ - لدرجة الضغينة- تلكم الأقانيم الثلاثة الدنسة : الشللية ، التجاهل ، الانتقائية .
أصحاب الفكر الدوجماطيقي ، الذين يجدون في عبارة
" لم تشدني المقالة ُكي أعلق عليها " مخرجا يسقطون عليه انهزاميتهم الكتابية .
هذا الفكر الذي ما بَرِحَ يلتفُّ في شرنقة الكبرياء ، مُلبِساً ردَّه ُ عباءة القُدْسِيَّة ، وكأن ذلك الرد هو " شهادة الإيزو " التي تمنح الموضوع درجة الامتياز ، وَيـْكأنَّ رده يؤرخ لمرحلة فاصلة في تاريخ ذلك الموضوع.
وإذا ألفيتَهُ قد خرج من صومعة صمته ليرد ؛ فأنما هو تسديدٌ لدين ٍأو مجاملة ٌرخيصة ! . وعلى مدفعية المنتدى أن تطلق إحدى وعشرين طلقة احتفاء بسطوره .
تطوقني – ككاتب بسيط – ألف علامة استفهام ٍ :
كم من عشرات الموضوعات لم يمسح كاتب ٌدمعة الوحدة من على وجنتها ، وهي ما انفكّت قابعة ً تتنسك في محراب خلوتها .
هل تلك العشرات تافهة لهذه الدرجة ؟ !
بيد أني لا أجد لي ميلا لإنكار موضوعية بعض الكتاب ، أولئك الذينَ انطوت ردودهم على قدر كبير من التهذيب المشفوع بالحيادية ، بعيدة عن أي شبهة مجاملة ! .
ترى من يعيد للكتابة نبلها وحظوتها ؟!
لو قُـذِف َإلـيَّ بأدوات التَّمني ، وقيل :سَلْ تُعط َ.
لتمنيت ُ أن أكون حَطَّاباً ...
حَطَّاباً أجتثُّ بفأسي أشجار التقاعس في هذا البستان من الخمول الذي يفترش ذاتي.
و سَأحَطِّم ُ– دونَ ذرَّة قلب ٍ- صليب اللامبالاة الذي يتَدَلَّى على جدران أصابعي التي تتكفن بالصمت المطبق . الأصابع التي عَقَلَ السُّبًاتُ القاتلُ حركتها .
أيتها الكتابة ، أيتها الغانية " إنت ِ النعيم والهنا ، أنتِ العذاب والضنى " على رأي أم كلثوم .