المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العلمو نُورن



كاظم الحمامي
27/08/2009, 09:11 PM
العلمو نُورن





موضوع نشرته جريدة (الزمان) الدولية - العدد 3383 - التاريخ 27/8/2009



كاظم فنجان الحمامي

قبل بضعة أسابيع أهدت الملكة إليزابيث الثانية جائزة التأهيل البحري العالي للعراقي معتز الفتلاوي لتفوقه على أقرانه في الكلية البحرية الملكية في دارتماوث, وحصوله على المرتبة الأولى, وقام بتقديم الجائزة الملكية السير كرستوفر برينتس في احتفال مهيب لتكريم هذا الشاب الموهوب.
http://www.arabswata.org/up//uploads/images/wataa2d2b26b96.jpg (http://www.arabswata.org/up//uploads/images/wataa2d2b26b96.jpg)
ولو قمنا بزيارة خاطفة للكليات البحرية البريطانية في ساوثهامتون, وليفربول, ومانشستر سيتي, وأدنبرة, وويلز, واستطلعنا لوحات التكريم والتفوق لوجدنا إن تلك اللوحات مازالت تتفاخر بكتابة نجوم الملاحة والهندسة البحرية العراقية في القرن الماضي, الذين حفروا أسمائهم في سجل الشرف البحري, ومازالت أسماؤهم تتلألأ في سماء العلوم البحرية التخصصية. هنا خالد الأسدي, وطارق عبد الصمد النجم, وعصام عمسو, وأمجد فرنسيس, وعواد مخيلف, وجمعة اللعيبي, وسمير الركابي, وحسين محمد عبد الله, وناهض حمودي النجار, ووفاء الجنابي, ونصيف عبد القادر, وعادل محمد عبد المحسن, وعبد الكريم تعبان, ويشار رفيق خورشيد, وجبار سعيد حسون, ووليد لويس هيلو, وكريم مكي.
http://www.arabswata.org/up//uploads/images/wata7e141e0d15.jpg (http://www.arabswata.org/up//uploads/images/wata7e141e0d15.jpg)
ولو ذهبنا إلى الجامعات الألمانية لشاهدنا لوحات أخرى, تزينها أسماء كوكبة رائعة من الطلاب العراقيين, الذين تخرجوا فيها, وسطروا أجمل الانجازات, وسجلوا أعلى النتائج, هنا درس عمر السعدون, والمثنى شياع الزيدي, وهنا تدرب رشيد عبد الحميد, وتحسين علوان, وعبد الستار الربيعي, وحسين عنيد, وجميل زورا, وثامر الطائي. وأحمد غبيش الخفاجي, وفي مدينة سان بطرسبرغ الروسية (لينينغراد) مازالت كليتها البحرية تعتز بلوحة الشرف, التي تحمل أسماء: خليفة صدام البيضاني, ومحمد سعيد العاتي. ورياض جاسب, وشهاب حمزة عباس, وعقيل كاظم, ورياض عبد الصمد, ومحمد سعيد الدلال, وعبد الرضا جاسم وغيرهم. ولو عدنا إلى الإسكندرية لشاهدنا اسم العراقي اللامع (سعد الدين أيوب سلمان) يتبوأ المركز الأول في سجلات الأكاديمية العربية للنقل البحري, ويقف إلى جانبه جاسم اللامي, ومهدي عبد ناجي, وسند عبد الرضا, وصبيح أحمد, ومحمد جواد توفيق, ورفقي راضي, وعبيد عزيز, وصالح حسن جمعة, وعبد الخالق جميل, وطه ياسين عبد الوهاب, ومحمود جواد, أما الذين تأهلوا للعمل البحري من الدورات المحلية في البصرة فكانت لهم جولات وصولات في فنون الملاحة الداخلية, وكانوا شيوخ المهارات البحرية بنكهتها العراقية الفريدة, وكانوا أساتذة المناورة والإرشاد في الممرات الملاحية الضيقة والمياه الضحلة. أجيال من الرجال الأفذاذ, تحملوا وزر قيادة السفن والناقلات, وإرشادها وإرسائها وإقلاعها منذ أكثر من قرن, وكانوا هم الطليعة, والنخبة التي تسلقت سلم المجد, وسجلت ارفع الانجازات البحرية, التي أشادت بها المحافل الدولية. هنا كتب التاريخ اسم الحاج عبد الله حمزة, وعبد الله طعمة, وجاسم حمزة, وفارس بدر السهيل, وحسين عبد علي, ويوسف العامر, ومزاحم جلبي, وماجد عبد القادر, ومحمد داغر, وطارق حمزة, وصلاح شكوري, والرجل الكبير محمد الإدريسي, ومن بعده نجله نوري الإدريسي.
http://www.arabswata.org/up//uploads/images/wata5323478640.jpg (http://www.arabswata.org/up//uploads/images/wata5323478640.jpg)
وعلى الرغم من هذا السجل الحافل بالانجازات الملاحية الباهرة, التي اثنت عليها خطوط الشحن البحري الرائدة في هذا المضمار, وعلى الرغم من كل الروائع التي سطرتها هذه المجاميع الطيبة في سفر الإبداع والتفوق البحري العراقي, مازالت التشكيلات الحكومية العراقية الغارقة في البيروقراطية, تتعامل باستعلاء مع من يحملون الرتب والدرجات البحرية الرفيعة, التي منحتها لهم الكليات البحرية المعترف بها عالميا , وتتصرف بجفاء مع دفعات الدورات المحلية التخصصية, الذين يمتلكون المؤهلات الملاحية المتوافقة مع شروط التأهيل والكفاءة العالمية. إن الغالبية العظمى من الكليات والمعاهد البحرية لا تتعامل مع طلابها بالمعيار الأكاديمي النظري, فهي لا تمنح البكالوريوس للمتخرجين, وليس فيها مناهج لنيل الماجستير والدكتوراه, وإنما تتعامل معهم على وفق السياقات البحرية التقليدية, التي تعتمد على درجات التأهيل البحري المهني, المبني على الكفاءات الفردية العملية, والمهارات الذاتية الميدانية, فمجالات التعليم العملي المفتوح, أوسع بكثير في الكليات البحرية من مجالات التعليم النظري في القاعاتالمغلقة. وتشترك معظم الكليات البحرية في منح شهادة مهندس, أو ملاح بحري ثان. وهي الشهادة الجامعية البحرية الأولية المعتمدة في موانئ وسفن كوكب الأرض. ثم يتدرج الطالب في السلم العملي بموجب الشروط والضوابط, التي أقرتها الاتفاقية الدولية للتأهيل والتدريب البحري (STCW). وهذا ما دفع الحكومة السورية (على سبيل المثال) إلى إصدار القانون (57) لسنة 2001, والذي منح في الفصل الخامس منه صلاحيات واسعة لوزير النقل السوري في قبول الشهادات البحرية التخصصية, ومعادلتها بموجب جداول معدة لهذا الغرض. وتخطت دول مجلس التعاون الخليجي هذه العقبة منذ زمن بعيد, وتعاملت مع خريجي الكليات البحرية التقليدية بمرونة مطلقة. فلماذا نسير في الاتجاه المخالف للنهج الذي سارت عليه الكليات البحرية العريقة ؟, ثم لماذا لا نحذو حذو البلدان العربية المجاورة, فنضع كل متميز في الدرجة التي يستحقها ؟, ألا يفترض بنا السعي لبناء السلطة البحرية العراقية على الأسس الصحيحة, ونمنحها صولجانها ؟, ونكف عن تسفيه حملة شهادات التأهيل البحري التقليدي, الذين ينفردون بطابعهم الدراسي الأصيل ؟, إنّ السياقات الصحيحة تحتم علينا التمسك بأصحاب المهارات والكفاءات والمواهب البحرية, وان لا نسعى إلى بعثرتهم, وتشتيتهم, والتفريط بهم بذريعة إعلاء ناصية العلم والمعرفة, وتطبيق التشريعات الإدارية المتزمتة, والمتقاطعة مع واقع العمل البحري في سائر أقطار الكون. .

أحمد العسكري
28/08/2009, 12:06 AM
لو كان بيدي
لصغت مقالكم هذا قلادة أرتديها
بهكذا فكر وعقليات تبنى الاوطان وتزدهر
أستاذ كاظم
أشكرك من قلبي ليس لوطنيتك
انما لفكرك الانساني الذي يستحق المتابعة والتامل والدراسة

ولو كنت وزيرا للتربية والتعليم
وأفضّل أن أكون لصاً على أن أصبح وزيرا في العالم العربي
لأدخلت مقالك هذا ضمن المقررات التربوية والتعليمة
بارك الله فيك ولك أيها الانسان النبيل
وكل عام وانتم بخير

كاظم الحمامي
28/08/2009, 01:32 AM
شكرا لك ايها الشاعر النبيل والفارس الجميل
هذه والله شهادة اعتز بها وافاخر بها الدنيا
فشكرا لك يا اخي مرة اخرى
وتقبل مني خالص التقدير والامتنان


كاظم الحمامي