المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أنوات بالعراء



سيومي خليل
19/08/2009, 10:49 PM
قصة قصيرة
جلست أكثر من سنتين فوق هذه الصخرة . علمت بعد أن فارقتها أن هناك من جلس أعواما أكثر ، لم أصدق أن من جلس عمره كاملا مات دون أن ينال ما أراد . لم تكن الصخور مقدسة ، بل الذي سيمر عليها . تعقيبا على سؤال لا أتذكره ، قال زيرو الذي أعجبته نهاية طاغور .. بإمكانها أن تأتي حافية القدمين ، أو مستقلة سيارة الشعب النازية ، لكنها لن تتخل عن تسريحة مونرو . هل كان تأنيثها إعترافا بخصوبة الأنثى ؟؟؟. لم يبدو على زيرو أنه كان في إنتظار شيء يحتاج إلى تأنيث ؛ كان إنتظاره مؤنثا . وضع قدمه اليمنى على اليسرى وراح يتأمل مقدمة سيارة سيتروين * جديدة .. تساءل شبيعات مدرس التاريخ .. هل يكتب في مقدمتها شعرا ؟؟؟. لم أبح لهم أن الغريب له نظرة تتجاوز حدود الأشياء . وضع مرة آخرى رجله اليمنى على اليسرى . مدرس التاريخ تناول شكل الغريب بسخرية وعبثية بيكيتية . نبهنا السلامي عاشق الخرداوات والست وموسيقى البجع ، أنه هو الآخر ينتظر . لم أكن في حاجة لتنبيه كهذا ؛ الصخور لا يجلس عليها إلا من ينتظر . أو ستأتي رفقة صويحباتها الجميلات … هكذا إقتحم زيرو نذالة مدرس التاريخ . ضحك الغريب .. ثم صمت . أشار شبيعات إلى ظهر الغريب … ليس مجنونا ربما يوحى إليه ممن ينتظره . بدا من بعيد سراب يقترب ، يتقدم ويتوقف . مدرس التاريخ هو من لم يصمت . أعيننا تجاه السراب . السراب مجموعة فتية ، أثارت حركاتهم هيجان الريح . عند الغريب توقفوا .. بابا … ثم غاب الغريب في السراب . نظرت شزرا إلى شبيعات ؛ ربما الغريب نال ما أراد . السلامي ينتظر صوتا كما قال . خمنا أنه يريده كصوت أم كلثوم . نفى بإشارة من رأسه .. وصمت . أو كصوت منبه سيارة الr4 *التي لديه … ويضحك شبيعات لنكتته البليدة . بحجم غبائه صمتنا ، ونظرنا الأفق البعيد . هل من الأفق تأتي إنتظاراتنا . تذكرون إبراهيم الكارية *.. ينتظر المدرس الإجابة . لقد جن .. بالأمس رأيته . أوقفه زيرو بإشارة … دعنا دون كلام . لماذا أحب طاغور البعيد ؟؟؟ يقول أن البوذية حل للإنسان . لا أعرف إن عشق طاغور البوذية ، لكني أعرف أن زيرو يعشقها . أعرف أنه يمارسها الآن كي تأتي التي يريد . منبه r4 أفضل من صوتك … إبتسمت . السلامي متأخر دائما ؛ تأخر شهر في رحم والدته كما يقول ، وتأخر في الكلام إلى حدود السنة الرابعة من عمره ، ورأيناه يتأخر عن أول يوم في عمله . طرد .. ثم طردت نفسي بعده . شيء ما يتحرك جنبنا . يقتنص زيرو ذبابة ، يضربها على الطاولة . هاكم حياتي .. أنا مثل هذه الذبابة . شبيعات يرغب في الضحك ، لكن زيرو يتابعه بعينيه ويحاصر الذبابة بسبابته. توصيف مقبول لحالتنا ، لكن الذبابة ستأخذ توازنها بعد لحظة وستمارس طيرانها . نزحف فقط ، و حتي هذا الفعل ننساه كثيرا . قرأت أن هواية صيد الذباب مارستها مونرو ، وكان هيمنغواي يملأ بها وقته الثالث ، ولا شك أن جثة خليل حاوي حفها الذباب في محطة القطار … زيرو دائما يستشهد في كلامه بالمنتحرين . هل إنتحرت مونرو ؟؟؟ لكنه يعشقها . أخيرا ضحك المدرس ، وطارت الذبابة ، وعاد السلامي من أفقه البعيد . هل لذبابة صوت ؟؟؟. ويقطع شبيعات فكرة السلامي … تنتظر إذن صوت ذبابة . سيتكهرب الجو لا محالة ، المدرس ينتظر شتائم السلامي ، لكنه ليس على ما يرام هذه الأمسية . لم أسأله كم جلس على الصخرة ؟؟؟. هناك أصوات كالسياط .. وافقته بحركة من رأسي . هناك إنتحار كالحياة.. لم أشأ أن أوافق زيرو . نعم خصوصا عندما لا يستمر راتبك … أوقفت شبيعات عن الكلام . لكن السلامي أخذ بعنقه ، وتوسط زيرو الشارع وبدأ بالشتائم . عليك أن تغادرنا يا هذا … لقد حجبت الشمس التي ينظرون إليها . لكني أنا الآخر أنتظر .. إذن إبحث لك عن صخرة بمحطة آخرى .