المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أحمل فيلا



سيومي خليل
13/08/2009, 10:00 PM
سيومي خليل
القصة القصيرة
أرهقني حمل فيل ، كان لونه الذي لم أعرف تسميته يحجب أشعة الشمس عني . تخيلت نفسي في شارع هندي ، يناديني معبد هندوسي لممارسة طقوس العبادة داخله . لم أكن مبتعدا عن شقتي إلا بمسافة مائة فيل كالذي أحمله ، ومع ذلك أحسست أني سأخر كناقة قطعت الصحراء الكبرى . إعتقدت السيارة البيضاء الكبيرة التي وقفت أمامي تابعة لهيئة الدفاع عن الحيوان . لم أحب حيوانا أكثر من حبي لفاطمة التي تركتها نائمة تحت السرير ، هذا الفيل لم أحبه إطلاقا ، فهو لم يمكث عندي إلا ليلة واحدة ، وها أنا سأذهب به إلى مكان سيجد فيه من يحبه . ترجل رجلان من السيارة البيضاء الكبيرة ، وتقدما نحوي ، بدأت أبتلع ريقي ، فجأة تقيأت ، لقد كان الريق به مذاق سيجارة رخيصة . أحد الرجلين بدا لي من طائفة السيخ ، له شارب ويعتمر قبعة السيخ . الآخر خمنت أنه أحد المقاتلين البوذيين الذين يجيدون فنون الدفاع عن النفس . لا شك أنهما يعرفان الفيل ، سيعرفني بهما ، ولن أرفض دعوة لتعلم شعائر بوذا . تحركت مسافة عشرة أفيال مبتعدا عنهما ، ولأن الفيل إزداد ثقله بإزدياد سرعتي أحسست أن إحدى ساقي إنفصلت عن ركبتي . أردت أن أعرف ما يقع بين الركبة والساق ، فكرت أن أضع الفيل على الأرض ، لكني كنت أعلم أني لن أستطيع حمله من الأرض لثقله ، لقد أسقطته في المرتين السابقتين على ظهري ولم أحمله من الأرض ، كان في مكان يعادل قامتي . بقيت واقفا لا أعرف ماذا أفعل ، قررت أن أترك ساقي وأعرج .. هكذا مشيت أفيالا آخرى وأنا أعرج . كان الفيل لا يدري بالذي يقع حوله . لعنت فكرتي وإستمريت في المشي الأعرج . سمعت نداء يناديني أن أقف دون حراك ولا
أحاول مد يدي إلى جيبي ولا أرفع بصري إلى السماء ولا أفكر في الهروب ولا .. ولا … تقدم السيخي جهتي وهو يلاعب شاربه ويتمعن جيدا في فيلي . ضممت الفيل جيدا إلى صدري . خفت من البوذي فهو لم يبدو لي متمسكا باللاعنف البوذي . الفيل نام دون حراك على صدري… لقد فكرت في أن روح هذا الفيل مستنسخة عن زعيم روحي ينظم الإثنان أمامي إلى طائفته ، لهذا سيعتبرانه زعيما لهما، لكني لن أتخلى عنه إلا بمقابل كبير . رأيت البوذي يتكلم ، ولأنه بوذي فلن يتكلم لغة الضاد ، لكني فهمت ما قاله ، لأنه تكلم الدارجة المغربية بطلاقة . خمنت أنه عاش لزمن طويل بالمغرب . لم أكن أعرف المكان الذي يبحثان عنه ، لكني أرشدتهما إلى متجر بائع الدمى الذي إقتنيت منه دميتي .
في المستشفى رميت الفيل جنب رأس إبن أخي النائم في دعة .
أقسمت أني لن أحمل فيلا أبدا . ما حملته لم يكن دمية ؛ ربما من صنعها أراد أن يحيل بوزنها الثقيل إلى شبهها مع الفيل الحقيقي .
أضف الى مفضلتك

ابو مريم
13/08/2009, 10:18 PM
سيومي خليل

القصة القصيرة
أرهقني حمل فيل ، كان لونه الذي لم أعرف تسميته يحجب أشعة الشمس عني . تخيلت نفسي في شارع هندي ، يناديني معبد هندوسي لممارسة طقوس العبادة داخله . لم أكن مبتعدا عن شقتي إلا بمسافة مائة فيل كالذي أحمله ، ومع ذلك أحسست أني سأخر كناقة قطعت الصحراء الكبرى . إعتقدت السيارة البيضاء الكبيرة التي وقفت أمامي تابعة لهيئة الدفاع عن الحيوان . لم أحب حيوانا أكثر من حبي لفاطمة التي تركتها نائمة تحت السرير ، هذا الفيل لم أحبه إطلاقا ، فهو لم يمكث عندي إلا ليلة واحدة ، وها أنا سأذهب به إلى مكان سيجد فيه من يحبه . ترجل رجلان من السيارة البيضاء الكبيرة ، وتقدما نحوي ، بدأت أبتلع ريقي ، فجأة تقيأت ، لقد كان الريق به مذاق سيجارة رخيصة . أحد الرجلين بدا لي من طائفة السيخ ، له شارب ويعتمر قبعة السيخ . الآخر خمنت أنه أحد المقاتلين البوذيين الذين يجيدون فنون الدفاع عن النفس . لا شك أنهما يعرفان الفيل ، سيعرفني بهما ، ولن أرفض دعوة لتعلم شعائر بوذا . تحركت مسافة عشرة أفيال مبتعدا عنهما ، ولأن الفيل إزداد ثقله بإزدياد سرعتي أحسست أن إحدى ساقي إنفصلت عن ركبتي . أردت أن أعرف ما يقع بين الركبة والساق ، فكرت أن أضع الفيل على الأرض ، لكني كنت أعلم أني لن أستطيع حمله من الأرض لثقله ، لقد أسقطته في المرتين السابقتين على ظهري ولم أحمله من الأرض ، كان في مكان يعادل قامتي . بقيت واقفا لا أعرف ماذا أفعل ، قررت أن أترك ساقي وأعرج .. هكذا مشيت أفيالا آخرى وأنا أعرج . كان الفيل لا يدري بالذي يقع حوله . لعنت فكرتي وإستمريت في المشي الأعرج . سمعت نداء يناديني أن أقف دون حراك ولا
أحاول مد يدي إلى جيبي ولا أرفع بصري إلى السماء ولا أفكر في الهروب ولا .. ولا … تقدم السيخي جهتي وهو يلاعب شاربه ويتمعن جيدا في فيلي . ضممت الفيل جيدا إلى صدري . خفت من البوذي فهو لم يبدو لي متمسكا باللاعنف البوذي . الفيل نام دون حراك على صدري… لقد فكرت في أن روح هذا الفيل مستنسخة عن زعيم روحي ينظم الإثنان أمامي إلى طائفته ، لهذا سيعتبرانه زعيما لهما، لكني لن أتخلى عنه إلا بمقابل كبير . رأيت البوذي يتكلم ، ولأنه بوذي فلن يتكلم لغة الضاد ، لكني فهمت ما قاله ، لأنه تكلم الدارجة المغربية بطلاقة . خمنت أنه عاش لزمن طويل بالمغرب . لم أكن أعرف المكان الذي يبحثان عنه ، لكني أرشدتهما إلى متجر بائع الدمى الذي إقتنيت منه دميتي .
في المستشفى رميت الفيل جنب رأس إبن أخي النائم في دعة .
أقسمت أني لن أحمل فيلا أبدا . ما حملته لم يكن دمية ؛ ربما من صنعها أراد أن يحيل بوزنها الثقيل إلى شبهها مع الفيل الحقيقي .
أضف الى مفضلتك
استمتعت بقصتك وتابعت مغامراتك ،في البداية ظننت ذلك حلما ..لكن تبين أن الفيل لم يكن إلا دمية..
لقد كان التصوير رائعا والأسلوب متيتا والأفكار متسلسلة ...
أتمنى لك التوفيق واصل وفقك الله ..
أبو مريم.

طارق شفيق حقي
13/08/2009, 10:22 PM
ربما قد نلت غضب شيفا
حتى بات هذا الفيل ثقيلاً هكذا

سيومي خليل
14/08/2009, 09:18 PM
استمتعت بقصتك وتابعت مغامراتك ،في البداية ظننت ذلك حلما ..لكن تبين أن الفيل لم يكن إلا دمية..
لقد كان التصوير رائعا والأسلوب متيتا والأفكار متسلسلة ...
أتمنى لك التوفيق واصل وفقك الله ..
أبو مريم.

أبو مريم ...
أشكرك على جمال ردك ..
وأتإسف إن كنت جعلتك تحلم معي ..حتى وإن إكتشفت أنها دمية ، فهي دمية حلم ..

لك تحياتي

سيومي خليل
14/08/2009, 09:20 PM
ربما قد نلت غضب شيفا
حتى بات هذا الفيل ثقيلاً هكذا

أستاذي ..
أستطيع أن أتحمل غضب شيفا وكل الآلهة المزيفة ..
لكني لا أستطيع تحمل غضب إستاذ لم ترقه كتابتي

لك تحياتي

طارق شفيق حقي
14/08/2009, 09:36 PM
إنها قصة جميلة وأدوات القص متعددة فيها
خيال وغرابة وإتكاء معرفي
الفكرة بتوظيفها جميلة
لكن كان يمكن أن توظف بشكل أعمق أكثر منه مجرد الفكرة الشكلية
كأن يكون الباعث فاطمة التي تحب
والتي يهون لأجلها ثقل كل فيلة العالم

تحياتي لك

سيومي خليل
14/08/2009, 09:52 PM
إنها قصة جميلة وأدوات القص متعددة فيها
خيال وغرابة وإتكاء معرفي
الفكرة بتوظيفها جميلة
لكن كان يمكن أن توظف بشكل أعمق أكثر منه مجرد الفكرة الشكلية
كأن يكون الباعث فاطمة التي تحب
والتي يهون لأجلها ثقل كل فيلة العالم

تحياتي لك

هذا مايسميه جاك دريدا بكتابة الكتابة ...
سأجعل حبي لفاطمة هو الذي يشكل قصتي ، وبدل أن أقول أحمل فيلا ، سأقول أحمل قطة ؛ لأن فاطمة قطة جميلة تنام دائما تحت سريري ..
لاحظ أن الكاتب يكتب ثم يموت بعد الكتابة ، ليأتي دورالقارئ كي يكتب من جديد القصة على شكل آخر ..

فإكتبها أستاذي كما تشاء ..

لك تحياتي