المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : النهضة الثالثة «العودة إلى القصيدة العمودية»



د.ألق الماضي
11/08/2009, 09:33 PM
الرياض - عبدالواحد الأنصاري
http://ksa.daralhayat.com/files/imagecache/medium_thumb/files/rbimages/1249930294778733800.jpg
في زمن توهج التجديد الحداثي في الشعر السعودي برزت النهضة الحقيقية الأولى على القصيدة العمودية في نهايات الستينات وبدايات السبعينات، واستمر الانحسار في القصيدة العمودية حتى أصبحت من أندر النادر، واتجهت الأقلام الإبداعية إلى التفعيلة في خطوة تغيير طرحت تصوراً بأنه لا رجعة إلى «القصيدة الخليلية» التي تنهل إيقاعها من البحور الـ16، وتبع ذلك ظهور قصيدة النثر و«تمأسسها» في الوسط الشعري، فكانت النهضة التجديدية الثانية. الآن وكما يقرر مشاركون في هذا المحور تظهر «نهضة ثالثة» معاكسة فــــي اتــــجـــاه الماضي، وهي ثورة العودة إلى «القصيدة الخليلية». وفي محاولة البحث عن تأويل لهذه النهضة استضفنا عدداً من الشعراء الذين وجدوا أنفسهم على المحك وشهدوا على هذا التحول الجديد.

يتحدث الشاعر محمد المنصور عن عودته إلى القصيدة العمودية قائلاً: «في بدايات السبعينات وما قبلها بقليل كنت أكتب قصائد التفعيلة، ونشرت مجموعة ضخمة من القصائد، لكنني انسحبت بعد ذلك من الساحة وظللت أكتب التفعيلة، ثم نشرت ديواني البراق والأضداد، اللذين طبعا في سورية، لتعود القصيدة العمودية إلى شعري تلقائياً».

ويضيف: «الموضوع بالنسبة إلى القصيدة العمودية والرجوع لها ينطلق من قناعة الشاعر وليس له علاقة بفترة معينة، الأمر الآخر هو أن قصيدة التفعيلة أثبتت جدارتها حتى جاءت بعدها قصيدة النثر محاولة إثبات الجدارة، وهذا راجع للشاعر نفسه بحسب ما يستهويه. ولأضرب المثال بصديقنا سعد الهمزاني الذي كان يكتب قصيدة النثر، ثم فوجئت به يعود للتفعيلة بوصفها هي المرحلة الحقيقية وأن ما كتبه في السابق له وجهة نظر فيه». وتابع: «لكنني أكتب التفعيلة والعمودي، ومن قصائدي العمودية أخيراً قصيدة ألقيتها في مهرجان الجنادرية بعنوان أحلام الموتى، وتفسيري لهذا هو أنه راجع إلى قناعة الشاعر لا أن قصيدة التفعيلة أو النثر لم تثبت جدارتها».

من جهته، يرى الشاعر عبدالله الزيد أنه لا يمكن الإجابة في سياق ما يسمى بـ«تحول من التفعيلة إلى العمودي» ويعلل ذلك بأنه «قد لا أكون من ضمن من يعنيهم هذا التحول، أو هذه الثنائية التي طرحتها، لأني كنت أكتب الأشكال كافة، ولو استقرأت قصائدي لوجدت معظمها يفتتح بتناظري (عمودي)، وقد قلت سابقاً إنني مسكون حتى العظم بالإيقاع، ولا أستطيع التخلي عنه، فالالتزام بالعمودي قمة التماهي مع الإيقاع، ولا يعد هذا بالنسبة إليّ عودة، ولكنه استمرار لنسق».

ويعلق الزيد على الشعراء العائدين إلى العمودي قائلاً: «أولاً: تصوري أن هذا يستحق فعلاً ما بعد الحداثة، ويتضمن العودة إلى النظم القديم. ثانياً: الشاعر المبدع الحقيقي لا يستمر في نسق واحد، فلا بد من أن يغيّر وأن يتحول حتى لو كان التحول باتجاه الماضي، المهم أن يتحول في توظيف الأشكال، ولا يمكن في نظري للشاعر أن يجزم بحتمية التخلي عن الجذور العمودية أو أي شيء من هذا القبيل»، لافتاً إلى أن «قصيدة النثر وفقدانها الصيرورة على ما يبدو جعل الشعراء يدركون أن هذا هو المنتهى ولا صيرورة بعده، ما دفعهم إلى العودة إلى القصيدة العمودية، لكن، من جانب آخر يجب أن نقر بأن النثرية أصبح لها مبدعون ونسق نقدي مصاحب وتكوّنات تقوم بمهمات ثقافية، وأعدها مؤسسة بشكل واضح وجيد مثلما كانت للتفعيلة مؤسساتها في شتى أقطار الوطن العربي ولدينا هنا أيضاً».

أما الشاعر جاسم الصحيح، فهو يؤكد أن «شعراء النثر لم يمارسوا التفعيلة، فضلاً عن عودتهم للعمودية»، مشيراً إلى أن «شعراء القصيدة النثرية الذين كانوا يمثلون تيار القصيدة النثرية، كأحمد الملا وإبراهيم الحسين وعلي العمري وأحمد كتوعة وأحمد الحرز لم يعودوا من النثر ولم يغادروه أصلاً»، لافتاً إلى أن «كتاب القصيدة النثرية واصلوا مشروعهم النثري خلال السنوات العشر الأخيرة، وأصدروا دواوين كثيرة في الفترة الأخيرة». ويضيف الصحيح: «أعتقد أن شباب الجيل الثمانيني الذين نعتز بتجاربهم هم الذين كانوا يكتبون القصيدة العمودية في ذلك الوقت، إضافة إلى قصيدة التفعيلة، ولكن طغت التفعيلة للنظرة، باعتبارها نوعاً من التحديث في الكتابة».

ويتابع: «أما الآن فلم تعد هناك قناعة كاملة حتى لدى كتاب النثر بأن الشكل لم يعد مهماً، بل نحن نعيش حال صراحة مع الذات تعترف بموت الأشكال، وبأن الشعر حال إنسانية تتجلى وتتجسد في أي شكل ممكن».

وأضاف: «بل أنا أذهب لأكثر من ذلك، ففي هذه المرحلة التي تموت فيها الأشكال وتموت اللغة القاموسية، بإمكاننا أن نعترف بأن بعض الشعر العامي أقوى من بعض الفصيح، لأننا أصبحنا ننظر إلى الشعر نظراً لكونه معنياً بابتكار لغة شعرية تناسب العصر بغض النظر عن الشكل، وهي لغة غير اللغة القاموسية بل هي قائمة على المجاز، ومن هنا فالشعر يتطور مع تطور المجاز، وعظمة المجاز أنه أحياناً يقتل ذاته، فيمكن لكلمة مجازية أن تصبح متداولة، فتبدأ البحث لنفسها عن مجاز في مقام أرفع وهكذا، ولذلك اللغة الشعرية متجددة، وتستطيع الإضافة لنفسها».

وقال الصحيح: «خذ على سبيل المثال الشاعر إبراهيم الوافي معروف بالقصيدة التفعيلية وبالاهتمام بها، لكنه في أمسية قريبة ألقى علينا شعراً عمودياً، وألقى شعراً تفعيلياً، وذلك في نظري لأننا أصبحنا متفقين على أن القصيدة تعتمد على قدرة الشاعر، فشاعر مثل أحمد بخيت لم يكتب قط إلا قصيدة عمودية، وهو من أشعر الناس، فهل يستطيع أن نعيب عليه أنه لم يكتب إلا القصيدة العمودية، لقد استطاع أن يضيف للقاموس الشعري، لغة جديدة عبر استخدام القصيدة العمودية، ومن هنا يجب أن نصرح بحتمية الإيمان بما بعد الحداثة، وهو الذهاب إلى موت الأشكال».

ويفسر الشاعر محمد الهويمل العودة للقصيدة العمودية بأنها «ليست عودة إلى مرحلة قديمة، إنما هي مرحلة جديدة تماماً، وهي مرحلة ما بعد الحداثة»، موضحاً «كنت أؤمن بهذا من قبل وأتوقعه، وذلك لأن العمودي والحداثي كانا يعيشان في الوسط الثقافي السعودي حالاً من المجابهة المؤسساتية، فالخروج عن العمودي كان يمثل سلوكاً يتأول الممارسة الحداثية الفكرية، وسلوك القصيدة العمودية كان يتمسك بها باعتبارها فكراً وأصالة يجب الحفاظ عليها، وهذا تعامل مؤسساتي وليس تعاملاً جمالياً محضاً». ويضيف: «أما رجوع الشعراء الحداثيين تحديداً إلى القصيدة العمودية الآن، فذلك لأن زمن مأسسة الإبداع ولى، وأصبحت القصيدة العمودية بعده خياراً إنسانياً محضاً خالصاً، وهو الخيار الذي يليق بأن يسمى بخيار ما بعد الحداثة وما بعد الحداثة، - المرحلة التي نعيشها - تطرح الجمال من دون أيديولوجيات ومن دون مؤسسات، وتقدم الشعر باعتباره حال لذة إنسانية فقط، كالنظر للطبيعة وأكل البيتزا وغير ذلك، ويمكننا أن نعتبر ذلك إيذاناً بنهاية الشعر وبداية الإنسان».

المصدر (http://ksa.daralhayat.com/ksaarticle/46325)

أحمد العسكري
13/08/2009, 02:02 AM
هذا حديث ذو شجون
ايتها القديرة
وأوشك على الكتابة هنا
لكنه يفزعني ويؤرقني
ربما في قادم الأيام والشعر أكبر من الأسماء
ولا يقدره الباحثون عن أمجاد شخصية
وأنت سيدة العارفين

د.ألق الماضي
14/08/2009, 07:27 PM
هذا حديث ذو شجون

ايتها القديرة
وأوشك على الكتابة هنا
لكنه يفزعني ويؤرقني
ربما في قادم الأيام والشعر أكبر من الأسماء
ولا يقدره الباحثون عن أمجاد شخصية

وأنت سيدة العارفين


نعم أيها الماجد،،،
وننتظر ما ستجود به حول هذا الموضوع،،،
أما عن الفزع والأرق ؛ فهما شأن الباحثين والمبدعين الذين يبحثون عن الجودة والكمال أو ما قاربه لا الشهرة فقط،،،
بوركت،،،

عبدالوهاب موسى
14/08/2009, 07:44 PM
دمت بألق
يا ألق الماضى والحاضر والمستقبل.
دام حرفك البهى حين ينهل من مداد نبع الأصالة والصدق.
أعتز بما ورثت وأحافظ عليه
ولا أنكر مايستحدث إلا إذا عاب المحدث أصالتنا وقلل من قدرها.
لك تقديرى وبحرفك إعجابى

د.ألق الماضي
14/08/2009, 07:52 PM
دمت بألق
يا ألق الماضى والحاضر والمستقبل.
دام حرفك البهى حين ينهل من مداد نبع الأصالة والصدق.
أعتز بما ورثت وأحافظ عليه
ولا أنكر مايستحدث إلا إذا عاب المحدث أصالتنا وقلل من قدرها.
لك تقديرى وبحرفك إعجابى

لك من الشكر والإجلال حتى ترضى،،،
بارك الله فيك،،،

مصطفى البطران
23/08/2009, 04:16 PM
رأي
في النهضة الثالثة
كل
الشكر للدكتورة ألق
على ما تفضلت به من نشر أراء لشعراء سعوديين حول الشعر العمودي وما يقابله من شعر تفعيلة أوما يسمى بالشعر ( شعر النثر ) وهذه آراء أراها جامعة بل تكاد تشمل مجمل آراء الكتاب والشعراء عموماً 0
إن مناصرة لون من ألوان الشعر أوالأدب دون آخر بالمبررات التي يراها كل طرف فيما يعتقد لهو دليل عافية وخير عموماً ومناقشة هذه القضايا بموضوعية وتجرد تحتاج إلى دراسات ودراسات وما يقال في شاعر من حكم قد لا يقال في آخر 000
الكلام بايجاز حسب ما أرى أن ثمة أمرين يصنعان الشاعر والأمران هما ( الشاعر والنص) فهما سيدا الموقف ولا يمكن أن نثني على الشعر العمودي إلا إذا كان النص الشعري مستوفيا شروط الثناء بل مستوفياً فنية الشعر العمودي وقد لا نجد هذه الفنية في نص لشاعر آخر أو في نص آخر للشاعر ذاته إن لم يتمكن من أدواته الفنية 0هذا من ناحية
أما كلامنا عن شعر التفعيلة أو قصيدة النثر لا يختلف كثيراً عنه في الشعر العمودي 000
ما يجعل الشعر العمودي شعراً هو امتلاكه لأدوات الشعر وبقدر ما يسمو الشاعر بمعناه وبأدواته الفنية يسمو النص وهذا السمو قد لا يوافق نصاً آخر لذات الشاعر وهذا ما عبر عنه الشاعر الكبير أحمد العسكري في رسالة خاصة لي بقوله : لا يوجد شاعر كبير بل نص كبير وقد لا يفلح الشاعر دائماً في الارتفاع بفنية نصه وهذا يعود إلى اسباب فنية حيناً وتفاعل الشاعر مع موضوع النص حيناً آخر وصدق مشاعره و0000
وكذلك ما يجعل شعر التفعيلة والنثر شعراً هو امتلاك الشعراء لأدوات الكتابة الشعرية 0
أما أن يتسلق المتسلقون على على عمود الشعر أو تفعيلاته تسلقاً يكاد يكون أعمى فهذه هي الطامة الكبرى التي نسعى دائماً ان نخفف منها قدر ما نستطيع 0
لو أردنا أن تقف عند شاعر حديث من شعراء التفعيلة والعمودي معاً قد نتفق سوية على الشاعر الكبير نزار قباني بغض النظر إلى الموضوعات التي تطرق إليها بإسفاف أحياناً لوجدنا الشاعر حقاً شاعراً يمتلك أدوات الكتابة بمهارة كبيرة في شعر التفعيلة التي أشتهر بكتابتها في عمومها ولكن لو ألقينا نظرة متأنية على ما كتب الشاعر من الشعر العمودي لوجدنا أن شاعرنا نزار لم يكن أقلّ شاعرية أبداً في كتابة الشعر العمودي بل استطاع أن يثبت أنه شاعر حقاً يكتب بجدارة عن اللون الذي يكتب فيه 000
أرى أن الشاعر الشاعر له أن يكتب في اللون الذي يريد ما دام يمتلك ناصية الكتابة وفنية اللون الذي يكتب فيه 0
إن الاتجاه العام في الشعر في عصر من العصور أو في عقد من عقود الزمن سواء أكان عمودياً أم اتجاه شعر تفعيلة هذا لا يعني أن العصر عصر تفعيلة أو أن العصر عصر الشعر العمودي وإن ما يلون هذا العقد من الزمن بهذا أو بذاك هو مجموع الشعراء الذين يجيدون الكتابة بهذا اللون أو بذاك في هذا الوقت من الزمن هكذا ترانا نتأرجح بينهما
فتارة إلى هنا وتارة إلى هناك ومجموع الأدباء الرواد هم من يقررون بل يجعلون المعيار يميل إلى أحدهما دون الآخر
( عمودي - تفعيلة ) 000 الكلام يطول هذا ما أستطيع اختصاره دون أمثلة حية من العصور وأمثلة للشعراء فالعصر الذي برز فيه السياب ونازك الملائكة والبياتي وبلند الحيدري وغيرهم000
يكاد أن يسمى عصر شعر الحداثة أو شعر التفعيلة لقلة الشعراء الذين يكتبون في الشعر العمودي أو ربما يكون لقلة الأضواء التي سلطت عليهم ليبرزوا وكم من الشعراء الكبار الذين لم يذكر عنهم شيء في زمن ما لسبب او لآخر000!!! ولا ننكر دور الإعلام والسياسة غالباً في إظهار طرف دون آخر 000 وجميل عنوان النهضة الثالثة أي يمكن ان تكون هناك نهضة رابعة لشعر التفعيلة والشعر المنثور ونهضة خامسة للشعر العمودي والنهضة سجال بينهما وكما أسلفت أن من يقرر نهضة طرف دون آخر هو مجموع العوامل التي تنهض بهذا أو بذاك0
تقديري وشكري للدكتورة ألق على ما تفضلت به وأعرف أن الآراء متباينة والأقوال كثيرة وها نحن ننتظر من رواد المربد المبدعين أن يتحفونا بكل طريف ونافع 000 مع خالص الشكر سلفاً

د.ألق الماضي
25/08/2009, 03:26 AM
بل أنا من يشكرك أخي مصطفى،،،
فقد ثريت المتصفح بكلام ينم عن اعتدال وتوسط ،،،
نفع الله بك،،،