المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اغلق اذنك وقل(...)



سارة خلوف
10/08/2009, 06:46 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اليوم كان هادئ بالنسبة لها ... خرجت صباحا لتجلس هناك حيث لا أحد أمامها
كانت نسمات الهواء باردة .. أرادت أن تمنح البرودة جرعة من الدفء
ذهبت هناك حيث يجتمع الناس بلا غاية .. وربما لغاية من يدري؟؟
لكنه رآها .... وبمجرد أن رأته سارعت للحصول على ما تريد وربما كان كوبا من النسكافيه وخرجت مسرعة ..أراد أن يشاركها طلبها فأخذ ما أخذت وتبعها ...
تصنعت عدم الرؤية لكنه وضع نفسه أمام عينيها .. لكنها عادت لتجلس هناك أمام المسافة الخالية والشجرة تظلها في الوقت الذي لا حاجة فيه للظل
جلس بمحازاتها .. إنه شاب لا يعرفها ..ولا تعرف سوى أنه يدرس الانكليزية .. وربما يعرف أمور عنها ولكنها لا تبالي
شربت الكوب بإنتظام الصفحات أمامها ..كانت تقرأ كتاب بعنوان(عفوا أيها القهر)
وما إن شعرت بأن الوقت قد حان لحضور المحاضرة سارعت بالرحيل
وفور دخولها وجدته أمامها...قالت في نفسها :يا إلهي في كل مكان...ومضت
أراد اللحاق بها لولا دخولها القاعة
جلست تفكر... وإذا بها تغلق آذناها وتقول(...).......
كان يوما شاقا ..ومحاضرات اليوم أتعبتها ... وفي استراحة قصيرة خرجت لتصلي
نزلت الأدراج ....ليس كعادتها القديمة ... فمنذ ذلك الوقت لم تعد تنظر أبعد من أمامها بخطوة ..لكنها وما إن أنهته مرت بجانبهم..
كانت هذه المرة الأولى التي تراهم سوية ...منذ ذلك الوقت...
كانوا خمسة .. وكانوا مختلفين جدا .. ولم تدري لم!!!
خصوصا (سعد) كان جديدا كليا ....
صمتت وابتسمت وقالت لنفسها ..كم اشتقت إليك يا (صبا).. مع أنها كانت تشعر بأنها ترفضها ..
الجميع كل من كانوا ... تجمعوا في دائرة لم تنساها قط .. لكنها غير مكتملة
كانوا يضحكون...فرحين ...
لكنها بدأت بالبكاء ... ولم تتمالك نفسها
صلت وعادت وأغلق آذناها وقالت(...).......
وخرجت بعد الانتهاء .... قال لها أنت انسانية جدا يا(...)... فمن أين عرف أسمها؟
ما زالت متوترة لم تجب ..استمرت بالسير
حتى أوقفها صوت ألفته ولم تشأ سماعه من جديد....
كانت هنا برفقة صديقتيها ..أو لنقل زميلتيها .... قالت لها صاحبة الصوت ..مرحبا كيفك....فردت بتعجب آه (ياسمين)! أهلا
صمتت ..لكن ياسمين لا تصمت ...ما بالك يا(...)ما سبب هذه الحال ؟؟
أجابتها لا شيء تعب من الدراسة شكرا لسؤالك..سأذهب أعذريني
وكأن الحديث دار بينهما فقط ..لم تهمس(بيان إلا بالقليل)....
وما إن مشت بعيدا ...حتى قالت لها بيان لم لا تسأليها ...أجابتها بسرعة لاأريد لايهمني لاأعرف......إن كان الأمر يهمك إسأليها أنت
غضبت منها ....
أرادت البكاء ... أغلقت آذناها وقالت(...).......
وعادت إلى البيت ...أو ما يسمى بذلك ....... تحمل الكثير في رأسها
لم تأكل الكثير فضحكوا عليها ... وقالوا لها بضع كلمات ...لكنها أغلقت آذناها وقالت(...).........
حسنا ... ما سر الآذان المغلقة ؟؟؟
وماذا تقول ؟؟؟
في أول الأمر أراد الشيطان منها أن تنظر لتعرف ما سر ذلك الشاب ..همس لها كلميه ..إفهمي ما حاله ..حرام أن لا تعطي له بالا
لكنها أغلق الطريق الذي يحمل الصوت وقالت (صبرا جميلا والله المستعان...حسبي الله ونعم الوكيل...صبرني يا ربي)
وفي المرة الثانية ..كانت قد رأتهم لأول مرة بهكذا إجتماع ...يتحادثون ويضحكون
تذكرته ..ونظرت كثيرا لمكان خال بينهم ..شعرت بأنهم غير جيدين ..كيف يضحكون وهو.... بكت لأنها أفتقدته كثيرا كثيرا كثيرا
ثم جاءتها الكلمات من حيث لا تدري ..يا لقسوة البشر
لكنها سدت الطريق أمام الكلمات تلك وقالت (صبرا جميلا والله المستعان...حسبي الله ونعم الوكيل...صبرني يا ربي)
في المرة الثالثة عادت إلى الماضي أنكرت على البشر خداعهم بأقنعتهم وبأسمائهم
وقالت كيف للوردة أن تؤذي ... ودارت في محيط كون لم تجد أي من الناس قد وفى وصدق ...
لكنها أوقفت الدوار ..سدت الطرق أمام كل الأفكار وقالت (صبرا جميلا والله المستعان...حسبي الله ونعم الوكيل...صبرني يا ربي)
في المرة الرابعة أنكرت كلمات كانت قد أعتادت عليها ... وعادت الهمسات تعبر عقلها .. ليس من حقهم هذا ..يجب أن أرد يجب أن أثور ...يجب ويجب
لكنها سدت طريق الهمسات وقالت (صبرا جميلا والله المستعان...حسبي الله ونعم الوكيل...صبرني يا ربي)
........................................
حتى في الليل الصامت جلست وحيدة تبكي ...أغلقت آذناها فلا تريد أن تسمع لما يهمس لها ... من كلام ... (فهل كل يوم سيكون كهذا اليوم ..؟؟هل من العدل أن تبكي وحيدة لا يشعر بك أحد؟؟..الكل نائم دون مبالاة متى لن تبالي بأحد ؟؟ عليك حقا أن تحقدي وتكرهي الجميع فلا أحد يكترث لك أو يهتم لموتك أو حياتك)..... هذه لعبة الشيطان التي أراد أن يوقعها بها ... وهو طوال اليوم يحاول إختراق سمعها فتقطع عليه الطريق
وإن تطلب الأمر أن تكون صماء لن تتوانى ....
أغلقت آذناها لتفتح فمها وتقرأ القرآن .. وتصلي قبل الفجر ..وقد اقترب
ولا تزال تقول (صبرا جميلا والله المستعان...حسبي الله ونعم الوكيل...صبرني يا ربي)
.................................................. .............نقلت عن صفحات صامتة

حكمت الجاسم
11/08/2009, 10:50 AM
الحيرة تملأ فضاء هذا النص الرائع
ولكنكِ أحسنتِ التخلص كما أحسنتِ الاستهلال
(صبرا جميلا والله المستعان...حسبي الله ونعم الوكيل...صبرني يا ربي)
كان الله بعوننا وصبرنا على ما ابتلانا
ودمتِ بألق