سارة خلوف
10/08/2009, 06:37 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من مفكرة حياتها أنتشل الكلمات ...ربما في مواقفها العبر
جلست تنظر في كلمات صديقتها (تلك الغائبة الجسد الحاضرة القلب)...
كانت قد كتبت لها أنها تتمنى أن تقرأ كلام مفرح عنها ....
فكرت مطولا ..أحست بالضيق ..شعرت بأنها أقلقت صديقتها وبثت الحزن في قلبها
فقررت أن تفكر في كل التفاصيل التي تجعلها تبتسم
كتبت لها عن يوم ما ...
كانت قد خرجت لا تعرف أين وجهتها ..لكنها تعرف أنه لامكان لها بين البشر
فذهبت لتكون بين الكتب...
قادها الدرب إلى (المركز الثقافي) وما أكثر ما يقودها إليه...
صعدت الأدراج التي كانت تطلق عليها لقب(القلعة) أخذت كتابين ..ونزلت
انتبهت لأمر ..كانت كلما سارت هناك تشتم تلك الرائحة ولا تعطي للأمر أهمية
ولكنها هذه المرة قررت البحث عن المصدر ..وفعلا وجدته
كان ..الفرن..هو من يبعث بتلك الرائحة ..رائحة الخبز
وقفت تتأمل في تجمع الناس ..اقتربت..كان هناك ما يشدها ..
أشترت رغيف خبز أسمر اللون ..وابتعدت به
ومع أول لقمة .....غصت .....
لشخص ما أرادت أن يكون معها ..أن يشتم تلك الرائحة ويرى ذلك التجمع ويسمع أصوات تريد ذلك الشيء بشدة وكأنه كل شيء ...أرادت أن يتذوق معها طعم الحياة فيه..
أرادت بشدة أن يحس لمقدار حاجتها له ..بكل حواسه ليشعر بما تشعربه
ولكنها ابتسمت ومضت...
وهناك على الرصيف جلست إمراءة كبيرة ..كانت تسعل بشدة ..تحمل كيسا كبيرا ومن شكلها ولباسها عرفت أنها ليست من هذه المدينة ..
توقفت بجانبها ..لم تفكر كثيرا قبل إخراج الماء من حقيبتها (فهي قد اعتادت على وضع الماء في حقيبتها)وأعطتها وقالت لها تفضلي يا خالة..لكن الخالة لم تتكلم إنما أشارت لها بأنها تحمل الماء معها في الكيس..واقترب شاب بسرعة قال لها شكرا لك ولإنسانيتك ..وامسك بالمرأة وقال لها هيا يا أمي...
ولكنها ابتسمت ومضت...
وصلت إلى الحديقة ..كانت شبه خالية لأن الوقت مبكر ..
نظرت إلى ما يحيط بها ..خضار رائع ..نظرت فوقها لترى السماء بزرقتها الرائعة
والماء أمامها يحمل الهواء القليل من رزازه إليها أيضا رائع ..وفيروز بصوتها الملائكي تزقزق بروعة
تذكر ت يوم كانت بصحبة صديقتها ..تلك الغائبة الجسد الحاضرة القلب..شعرت بالحاجة الشديدة لها ..لتكون بجانبها..
كذلك أرادت أن يكون ...أن يعيش تلك اللحظات بروعتها...
أهكذا أراد الزمن لها أن تجلس بمفردها ...تحاكي ما حولها بروحها فلا تجد صدى
لكنها لم تفكر في ذلك أبدا ........
ولكنها ابتسمت ومضت...
تلك هي اللحظات التي دفعتها صديقتها لتذكرها .... أكانت سعيدة فيها حقا؟؟
من يدري!!!!
خرجت اليوم ..وما زالت تذهب إلى هناك ..رغم أنها تشعر وكأنها مقبر على سطح الأرض ..لا تجد فيها كائنات حية
إنه المكان الذي كان يبث فيها الحياة..ومنذ ذلك الوقت تشعر بالإختناق فيه
دخلته على عجلة ..أرادت أن لا تتأخر على الدكتور ..وصعدت بسرعة إلى أن وصلت للطابق الرابع حيث مكتبه
أنهت ما كان من المفروض أن تنجزه ..وسلمته له
وقبل ان تخرج قال لها ...لا أدري لما أخترتك أنت لتقومي بذلك ...ربما لأنك مختلفة
ربما لأنني دكتور في علم النفس وأعرف قراءة الأشخاص..من يدري!!!
لكنها لم تجبه ..ابتسمت ومضت........
كان لا يزال هناك وقت للمحاضرة ..
قررت أن تمشي ...ثم شعرت بقليل من الحر ... وقادتها قدماها إلى ذلك المكان ..
حيث تمتد الأرض أمامها وتظلها الشجرة تلك وهذه المرة هي بأشد الحاجة لظلها
لكنها عندما جلست ..لم يذهب ظل الشجرة بالحر الذي في داخلها ...
كانت بحاجة لظله ...وليس لظل الشجرة....
أرادت أن تبكي ...لكنها أخرجت أحد الكتب من حقيبتها وبدأت بالقراءة
كانت عباراته رائعة .. ما أروع (ميخائيل نعيمه)...
اقترب منها ولد وقال لها هل تشترين واحدة ..نظرت إلى ما يحمل وذهلت لروعة اللون
أجابت بسرعة نعم ..أعطاها الوردة وبقيت تنظر فيها طويلا لم تنطق بكلمة ..
خافت أن تقلل من شأن جمالها ..فقررت أن تحتفظ بالوصف في داخلها وكذلك وضعت الوردة في الحقيبة ..لأنها وهي في نشوتها تلك جلس شباب بجانبها
لم تكن تهتم بما يدور حولها ...ولكن عندما سمعت تلك الكلمات (شيل النظارة لشوف عيونك) عرفت ان الأمر غير سليم
لم تغضب ... ولكنها ابتسمت ومضت...
في المحاضرة أزعج أحدهم المعيدة وكانت تحبها والعلاقة بينهما جيدة ..وفي نهاية المحاضرة أعطتها الوردة وقالت لها أنت ارض طيبة وبإمكانك أن تحملي وردة
قالت المعيدة لها أن هذه هي الوردة الثانية التي تقدم لها بلا غاية
ولكنها ابتسمت ومضت...
وفي المساء كانت بوحدتها تلك تحاكي السماء ..ووصلتها تلك الرسالة
قرأتها ...وابتسمت ومضت....
أرادت أن تذكر كل تلك الابتسامات لصديقتها لتقول لها لا تحزني من أجلي فأنا ابتسم
ولكن هل يا ترى ستعرف صديقتها ما تعنيه كل تلك الابتسامات؟؟؟
فهي في الأولى ..ابتسمت لتظهر للناس أن طعم الخبز رائع بالرغم من مرارة طعم الحياة
وفي الثانية..لم تعرف حقا أهذا الشاب عاقل ليطلق عليها مثل تلك الصفة بدون أن يعرفها
وفي الثالثة..لم تشأ أن تعكر الجو بأمطار عيونها فتزعج الكون بالرغم من عدم اكتراثه
وفي الرابعة..لأن ما وصفها به على أنها مختلفة هو سر وحدتها المطلقة
وفي الخامسة..تذكرت ظله ذات مرة وأعادت رياح كلمات ميخائيل لذاكرتها رائحة كلماته وأعادت الوردة لذاكرتها تلك الوردة التي أهدته إياها في يوم مولده بدون أن تصله وسخرت من ذلك الذي لا يعرف ما تخفيه النظارات
وفي السادسة..لأنها لم تحظ قط بشيء قدم لها بلا غاية ..مع أنها لم تعط أحد شيء لغاية
وفي السابعة..لأنها شعرت أنه أراد أن يقول لا تشعري بالوحدة ..لست معك..لكن لا تشعري بالوحدة ..!!
كما أنها كانت بنفس حاله..فالدنيا كانت تمطر عليه وهي كذلك كانت تمطر على الدنيا
ولكنها تبتسم يا صديقتها .......تبتسم
فلا تقلقي عليها ولا تحزني لأجلها
من مفكرة حياتها أنتشل الكلمات ...ربما في مواقفها العبر
جلست تنظر في كلمات صديقتها (تلك الغائبة الجسد الحاضرة القلب)...
كانت قد كتبت لها أنها تتمنى أن تقرأ كلام مفرح عنها ....
فكرت مطولا ..أحست بالضيق ..شعرت بأنها أقلقت صديقتها وبثت الحزن في قلبها
فقررت أن تفكر في كل التفاصيل التي تجعلها تبتسم
كتبت لها عن يوم ما ...
كانت قد خرجت لا تعرف أين وجهتها ..لكنها تعرف أنه لامكان لها بين البشر
فذهبت لتكون بين الكتب...
قادها الدرب إلى (المركز الثقافي) وما أكثر ما يقودها إليه...
صعدت الأدراج التي كانت تطلق عليها لقب(القلعة) أخذت كتابين ..ونزلت
انتبهت لأمر ..كانت كلما سارت هناك تشتم تلك الرائحة ولا تعطي للأمر أهمية
ولكنها هذه المرة قررت البحث عن المصدر ..وفعلا وجدته
كان ..الفرن..هو من يبعث بتلك الرائحة ..رائحة الخبز
وقفت تتأمل في تجمع الناس ..اقتربت..كان هناك ما يشدها ..
أشترت رغيف خبز أسمر اللون ..وابتعدت به
ومع أول لقمة .....غصت .....
لشخص ما أرادت أن يكون معها ..أن يشتم تلك الرائحة ويرى ذلك التجمع ويسمع أصوات تريد ذلك الشيء بشدة وكأنه كل شيء ...أرادت أن يتذوق معها طعم الحياة فيه..
أرادت بشدة أن يحس لمقدار حاجتها له ..بكل حواسه ليشعر بما تشعربه
ولكنها ابتسمت ومضت...
وهناك على الرصيف جلست إمراءة كبيرة ..كانت تسعل بشدة ..تحمل كيسا كبيرا ومن شكلها ولباسها عرفت أنها ليست من هذه المدينة ..
توقفت بجانبها ..لم تفكر كثيرا قبل إخراج الماء من حقيبتها (فهي قد اعتادت على وضع الماء في حقيبتها)وأعطتها وقالت لها تفضلي يا خالة..لكن الخالة لم تتكلم إنما أشارت لها بأنها تحمل الماء معها في الكيس..واقترب شاب بسرعة قال لها شكرا لك ولإنسانيتك ..وامسك بالمرأة وقال لها هيا يا أمي...
ولكنها ابتسمت ومضت...
وصلت إلى الحديقة ..كانت شبه خالية لأن الوقت مبكر ..
نظرت إلى ما يحيط بها ..خضار رائع ..نظرت فوقها لترى السماء بزرقتها الرائعة
والماء أمامها يحمل الهواء القليل من رزازه إليها أيضا رائع ..وفيروز بصوتها الملائكي تزقزق بروعة
تذكر ت يوم كانت بصحبة صديقتها ..تلك الغائبة الجسد الحاضرة القلب..شعرت بالحاجة الشديدة لها ..لتكون بجانبها..
كذلك أرادت أن يكون ...أن يعيش تلك اللحظات بروعتها...
أهكذا أراد الزمن لها أن تجلس بمفردها ...تحاكي ما حولها بروحها فلا تجد صدى
لكنها لم تفكر في ذلك أبدا ........
ولكنها ابتسمت ومضت...
تلك هي اللحظات التي دفعتها صديقتها لتذكرها .... أكانت سعيدة فيها حقا؟؟
من يدري!!!!
خرجت اليوم ..وما زالت تذهب إلى هناك ..رغم أنها تشعر وكأنها مقبر على سطح الأرض ..لا تجد فيها كائنات حية
إنه المكان الذي كان يبث فيها الحياة..ومنذ ذلك الوقت تشعر بالإختناق فيه
دخلته على عجلة ..أرادت أن لا تتأخر على الدكتور ..وصعدت بسرعة إلى أن وصلت للطابق الرابع حيث مكتبه
أنهت ما كان من المفروض أن تنجزه ..وسلمته له
وقبل ان تخرج قال لها ...لا أدري لما أخترتك أنت لتقومي بذلك ...ربما لأنك مختلفة
ربما لأنني دكتور في علم النفس وأعرف قراءة الأشخاص..من يدري!!!
لكنها لم تجبه ..ابتسمت ومضت........
كان لا يزال هناك وقت للمحاضرة ..
قررت أن تمشي ...ثم شعرت بقليل من الحر ... وقادتها قدماها إلى ذلك المكان ..
حيث تمتد الأرض أمامها وتظلها الشجرة تلك وهذه المرة هي بأشد الحاجة لظلها
لكنها عندما جلست ..لم يذهب ظل الشجرة بالحر الذي في داخلها ...
كانت بحاجة لظله ...وليس لظل الشجرة....
أرادت أن تبكي ...لكنها أخرجت أحد الكتب من حقيبتها وبدأت بالقراءة
كانت عباراته رائعة .. ما أروع (ميخائيل نعيمه)...
اقترب منها ولد وقال لها هل تشترين واحدة ..نظرت إلى ما يحمل وذهلت لروعة اللون
أجابت بسرعة نعم ..أعطاها الوردة وبقيت تنظر فيها طويلا لم تنطق بكلمة ..
خافت أن تقلل من شأن جمالها ..فقررت أن تحتفظ بالوصف في داخلها وكذلك وضعت الوردة في الحقيبة ..لأنها وهي في نشوتها تلك جلس شباب بجانبها
لم تكن تهتم بما يدور حولها ...ولكن عندما سمعت تلك الكلمات (شيل النظارة لشوف عيونك) عرفت ان الأمر غير سليم
لم تغضب ... ولكنها ابتسمت ومضت...
في المحاضرة أزعج أحدهم المعيدة وكانت تحبها والعلاقة بينهما جيدة ..وفي نهاية المحاضرة أعطتها الوردة وقالت لها أنت ارض طيبة وبإمكانك أن تحملي وردة
قالت المعيدة لها أن هذه هي الوردة الثانية التي تقدم لها بلا غاية
ولكنها ابتسمت ومضت...
وفي المساء كانت بوحدتها تلك تحاكي السماء ..ووصلتها تلك الرسالة
قرأتها ...وابتسمت ومضت....
أرادت أن تذكر كل تلك الابتسامات لصديقتها لتقول لها لا تحزني من أجلي فأنا ابتسم
ولكن هل يا ترى ستعرف صديقتها ما تعنيه كل تلك الابتسامات؟؟؟
فهي في الأولى ..ابتسمت لتظهر للناس أن طعم الخبز رائع بالرغم من مرارة طعم الحياة
وفي الثانية..لم تعرف حقا أهذا الشاب عاقل ليطلق عليها مثل تلك الصفة بدون أن يعرفها
وفي الثالثة..لم تشأ أن تعكر الجو بأمطار عيونها فتزعج الكون بالرغم من عدم اكتراثه
وفي الرابعة..لأن ما وصفها به على أنها مختلفة هو سر وحدتها المطلقة
وفي الخامسة..تذكرت ظله ذات مرة وأعادت رياح كلمات ميخائيل لذاكرتها رائحة كلماته وأعادت الوردة لذاكرتها تلك الوردة التي أهدته إياها في يوم مولده بدون أن تصله وسخرت من ذلك الذي لا يعرف ما تخفيه النظارات
وفي السادسة..لأنها لم تحظ قط بشيء قدم لها بلا غاية ..مع أنها لم تعط أحد شيء لغاية
وفي السابعة..لأنها شعرت أنه أراد أن يقول لا تشعري بالوحدة ..لست معك..لكن لا تشعري بالوحدة ..!!
كما أنها كانت بنفس حاله..فالدنيا كانت تمطر عليه وهي كذلك كانت تمطر على الدنيا
ولكنها تبتسم يا صديقتها .......تبتسم
فلا تقلقي عليها ولا تحزني لأجلها