المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بنت الشهباء في ميزان النقد



بنت الشهباء
07/08/2009, 10:24 AM
ما أحوجني لرواء حبكِ !!!؟؟...
http://arabic1lan.jeeran.com/photos/profile_s.jpg
ثقل كاهلها ، ونحل جسدها ، وشحب وجه أصلها ..
لم تعد قادرة على إخراج الحكم في قضيتها ، لأننا كلّنا أصبحنا في دائرة التهم ....
كيف للعبارات أن تعود موزونة ، والكلمة السليمة تكون معدّلة ، وحسن البلاغة تبدو صافية نقية !!؟؟....
كيف وقد أصاب حرفها التزوير، وكسا لفظها سوء الحشو ، واستشرى بجسدها دميم عاميّة الكلم ؛ بل سعت أن تمتثل للعدوّ في شبه جملته وسوء كلمته ؛ فتطيل في التراكيب التافهة ، وتسهب في التماثيل الجامدة دون أن تفطن ولو لحظةٍ واحدة إلى شمول أصل مجازها ، وخاصّية تراكيبها ، وحسن مفرداتها ...
أيُستلزم من فلذات أكبادها أن تبتغي الفضل لها في السّكون ، وتمنعها من حركة الضمّ!!؟؟...
أمنا حائرة تائهة من عقوق زلزلة الحديث ، وجهل ظاهرة المفهوم ، وسوء عامّية القول ...
فلم تعد تشهد مطابقة في الأسلوب، ولا توافقا في المعنى ، ولا مقابلة مع الجناس، وصفحة أبنائها أصبحت وكأنّها خطوطٌ مصفوفة ، وأشباه جمل موضوعة....
أنرضى لأمّنا أن يكون الشوك مضجعها ، ووَقْدة النّار مهجعها !! ؟؟...
أنرضى لها أن تضيق من سقطة متنها ، وهجر فلذة أكبادها !!؟؟...
والله إنّ خيانة الأعداء ، وعقوق الأبناء هو الذي ألبسها سوءة الكلم ، ولم تعد تسعد من مفاتن قولها ، وتطرب لنغم أوتار سجيّتها , وسجع نثرها ، ومكارم بديعها ، وأبناؤها قد ارتموا في سفلة ومستنقع أحضان غيرها....
ما أفعله لأزيح عنكِ يا أمي الهّم والنَصَب والحَزَن !!؟؟....
أحبّك والله يا أمّي....
أحبّ أن تعودي إليّ- بعد أن طال بعدكِ - لأشمّ رائحة دفء حنانكِ ، وأرتوي من رواء حبّكِ ....
تردّ عليّ بحرقة الألم المتألم :
كيف أعود إليكِ يا بنيتي وكلّ أبنائي شغلهم اللهو والترف والجهل في البعد عني ، وأصبحت بالنسبة لهم أعجب من ما التعجّب !!؟؟....
لم يعد الكلم يا بنيّتي حكيمًا ، ولا اللفظ معتدلًا بعد أن استمال إلى ما يستميل به العبث بالحرف ، واللهو والعامّية في القول......
هل علم أفلاذ كبدي أنّ السقوط في امتهان القول ، والتجاوز على أصل فصاحة لسان العرب هو بعينه أصل الذلّ والجهل !!؟؟....
من سيطفئ لوعتي ، ويحررّني من وطأة أغلال المستشرقين!!!؟؟...
من يعيد إليّ فلذة الكبد لأضمّه بين جوانحي , بعد أن طال بعده عني !!؟؟...
بصوتٍ يكاد يتجاوز الآفاق من ألم الحرقة تنادينا :
أيّ مذهبٍ تنتحلونه ، وأيّ مبدأ انتسبتم إليه، وأيّ طريقٍ سلكتموه !!؟؟...
في سفه الآراء ، وطيش الأفكار ، وسقطة الشهوات والنزعات تغوصون !!...
سوأة الكلم اعتلت عرش أفكاركم ، وطغت على صفحات لسان قولكم، وأصبحت مرتعًا وخيمًا أصابت عقر داركم...
فلا ضربٌ يُرجع اللفظ ، ولا طباقٌ يُحسّن الكلم ....
أمّي الحنون تستغيث من الفزع ، وتتهالك من المرض ، وتشقى من الجهل.....
كيف لا تصرخ وتستغيث وقد هجرنا حسن بيانها ، وبديع كلمتها، وصيانة مقامها ، وطابع أُسلوبها ، و لم نعد ندرك الفرق بين الأساليب الأدبية ، والجوانب اللغوية !!؟؟....
في الماضي كانت تاريخًا سامقًا يروي لنا جوانب حياة أمتنا ، ويستلمح وضوح هدفنا وغايتنا.....
أمّا الآن فقد غدت من عقوق أبنائها لها تتخبط بين أطراف بحثها ، وتلغي ماهية إبداعها ليستحيل التواصل بين علو القلب ، وضياء الفكر ، وسمو العقل...
ولا عجب منكم والله يا بنيتي!!...
فخطوط أقلامكم تسير على خلاف ما كنتم عليه ، الفاعل أصبح ضميرًا يعود على حذف الخبر من صدرِ الكلم..
الرفع بات منصوبًا، والاسم أصبح فعلاً ، والجار والمجرور مرفوعًا ، وعباراتكم غير دالّّة على معنى ، ولا مرادفة لكلمة، وغير قادرة على أن تردّ لها الجزء المحذوف منها...
صفحاتكم باتت خاوية ، وأفكاركم باطلة زائفة ، وفي كلّ وادٍ من وديانِ الجهل والظلم والنفاق تهيمون ، وأنتم تحسبون أنّكم قولًا وعملًا تحسنون!!؟؟...
أمّاه كيف للفجر أن يلد ، وفصاحة اللسان من جديد تعود!! ؟؟....
كيف للصبح أن يعود وقد أصبحتم يا بنّيتي أَبرع مقلّد للغرب في الفساد والرذائل ..هجرتم أصل ثوابتكم ، ومبدأ عقيدتكم ، وخضعتم بالقول لمن هم كانوا يوما دونكم ، فطمعوا بكم وسلبوا منكم دياركم ، وعزّتكم وكرامتكم...
أين الشهامة والمروءة والنخوة في الدفاع عن حقّ فصاحة لغة كتاب الله خالقكم !!؟؟...
ألم نقرأ ما قاله فاروق الأمة عمر بن الخطاب كما جاء في صبح الأعشى !!؟؟....
" تعلموا العربية فإنها تثبت العقل، وتزيد في المروءة"
أسألك يا بنيتي :
أما آن لكم أن تدافعوا عن أصالة لغتكم ، وتصونوا حرمة مبادئكم ، وتقوّموا اعوجاج ألسنتكم !!؟؟...
أما آن لكم أن تتعلموا لغة كتاب الله ربكم ، وروائع تمييزها ، و أركان قضيتها ، وحواشي درر لفظها !!؟؟....
http://www.modawanati.com/uploads/h/hima52/49221.jpg
أما آن لكم أن يكون كلامكم متّفردا وغير متعارض لأسلوب صيغتها ، ولا مضطرباً من نهج قواعد بلاغتها !!؟؟....
أَما آن لكم أن تطلّوا عليها بأروقة زوايا الأُسلوب الفني ، والشواهد المتنوعة لمكونات فكرها، وتركيب جملها !!؟؟....
هل علم أَحدكم أنّ سلامة اللسان ، وبراءة الفكر، وروحانية القلب تغسل أدران الماضي وآثام الذنوب !!؟؟...
أتعلمين من هو السعيد يا بنيّتي !!؟؟...
السعيد هو من يبحث عن كلماتٍ روحانية أصلها ثابتٌ في موطن قلبه، وحنايا فكره ، ليثبت صحّة وجوده في صدق قوله ...
أناديكم يا أبنائي :
أن تعودوا بي إلى سابق عهدي حينما كنت وعاءً لعقيدتكم وحضارتكم وثقافتكم ،وأن لا تضطّرب أقلامكم ، ولا تزيغ أفكاركم ، ولا تنحرف سطوركم ، ولا تتراجعوا عن سمو مبدئكم ما دامت لغة التنزيل الحكيم أسمى أهدافكم ....

بقلم : أمينة أحمد خشفة
بنت الشهباء

بنت الشهباء
07/08/2009, 10:29 AM
يأسر القارئَ في أسلوب الأديبة المبدعة (أمينة خشفة) ملاحة ُالمساجلة ، وقدرتُها الرائعة على شحن ( المصطلح ) النحوي والصرفي وربما العروضي بعاطفة المحبين ِ اللذين ينسجان في لومهما مثل تلك الحوارية الحارة ، بما يستحيل معه جمود القاعدة إلى طراوة ، ورقة ، تدفعان بالقارئ إلى ارتشاف حسرات المعاتبة والإعتاب في حديث جميل - ربما فاض على جانبي النهر بعض الشيء - إلا أنه يبين عن سلامة الموقف ، والغيرة العارمة ، والسماحة المائزة ، ونضج العقل والقلب معا !
ولغة الأديبة المبدعة (أمينة خشفة) لغة معشبة - فيما يبدو للدارس - بحيث تعتمد في صياغة تراكيبها على فكرة البذرة والثمرة ، بما يرشح دوران العلة مع المعلول ، والمقدمات والنتائج ، وإن غلفت أسلوبها بعاطفة زاكية تنبض بالأحاسيس والمشاعر .
ولقد يعجبني أن أذكر هنا للقارئ الكريم كتابا من أعجب ما كتب في محنة اللغة والثقافة ، لشيخ العربية ، أبو فهر محمود شاكر - رحمه الله - وهو مما لا نظير له في بابه ، ولعلك تجده على هذا الرابط :
رسالة في الطريق إلى ثقافتنا (http://www.al-mostafa.info/data/arabic/gap.php?file=nc/other/0137.pdf)
أما ما أشرنا إليه من قدرة الأديبة المبدعة بنت الشهباء على شحن المصطلح الصرفي أو النحوي بالعاطفة النابضة ، وتخضيبها إياه بالشعور الحي ، فلقد ارتقى هذا المرتقى الصعب العالم الكبير شهاب الدين أحمد بن فرج الإشبيلي المتوفى سنة 699 هـ ، حيث نسج قصيدة غزلية جمع فيها ألقاب علم الحديث على هذا النحو المعجب :
غرامي صحيح والرجا فيك معضل
وحزني ودمعي مرسل ومسلسل
وصبري عنكم يشهد العقل أنه
ضعيف ومتروك وذلي أجمل
ولا حسن إلا سماع حديثكم
مشافهة يملى علي فأنقل
وأمري موقوف عليك وليس لي
على أحد إلا عليك المعول
ولو كان مرفوعا إليك لكنت لي
على رغم عذالي ترق وتعدل
وعذل عذولي منكر لا أسيغه
و زور وتدليس يرد ويهمل
أقضي زماني فيك متصل الأسى
ومنقطعا عما به أتوصل
وها أنا في أكفان هجرك مدرج
تكلفني ما لا أطيق فأحمل
وأجريت دمعي بالدماء مدبجا
وما هي إلا مهجتي تتحلل
فمتفق جفني وسهدي وعبرتي
و مفترق صبري وقلبي المبلبل
و مؤتلف شجوي ووجدي ولوعتي
و مختلف حظي وما فيك آمل
خذ الوجد عني مسندا ومعنعنا
فغيري بموضوع الـهوى يتجمل
وذي نبذ من مبهم الحب فاعتبر
وغامضه إن رمت شرحا أطول
غريب يقاسي البعد عنك وما لـه
وحقك عن دار القلى متحول
عزيز بكم صب ذليل لعزكم
ومشهور أوصاف المحب التذلل
فرفقا بمقطوع الوسائل ما لـه
إليك سبيل لا ولا عنك معدل
ولا زلت في عز منيع ورفعة
ولا زلت تعلو بالتجني وأنزل
أوري بسعدى والرباب وزينب
وأنت الذي تعنى وأنت المؤمل
فخذ أولا من آخر ثم أولا
من النصف منه فهو فيه مكمل
أبر إذا أقسمت أني بحبه
أهيم وقلبي بالصبابة مشعل
فالصحيح والمرسل والمعنعن والمعضل ..... كلها مصطلحات في علم الحديث.
تحيتي للأخت الكريمة ، والأديبة الراقية على ما نغرت من جراح !


الأديب المتأدّب
والناقد البارع
أخي الكريم محمد علي مصطفى
لا أكتم عليك بأنني وقفت هنا طويلا وأنا أتأمل بروية وهدوء هذه الدراسة المتأنية التي أكرمتني بها ...
والحق لا أعرف من أين أبدأ ردي على ما ورد في تعليقك الذي ازدان بأجمل وأرق فنون البيان والبلاغة ، وأضاء بلؤلؤته الثمينة نصي المتواضع ...
فلم أر من بد إلا أن أقف أمام ما ورد في تعليقك
- ربما فاض على جانبي النهر بعض الشيء –
وأقول نعم وأعترف بأنني أحيانا أخرج عن الفكرة وأصل الموضوع الذي بدأت بكتابته ، وفجأة أجد قلمي يشدّني بقوة لأعود إلى ما بدأت به ..وهنا قد يبدو للقارئ بعض الهنات التي قد تعيب النص لأنها قد تأخذه أحيانا إلى مرافئ بعيدة لتعيده بسرعة البرق إلى المرفأ الذي كان يقف أمامه .......
وحاولت في الفترة الأخيرة أن أتجاوز هذا الخلل لكن أحيانا أعود إلى ما كنت عليه وخاصة حينما أتعمد أن أمسك بجاذبية المصطلح النحوي والصرفي وأتقيّد به .....
ربما هذا يعود سببه إلى أنني منذ نعومة أظفاري كان والدي –حفظه الله – يجلس بجانبي ويطلب مني أن أتلو معه كتاب الله – ولم أبلغ بعد السابعة من عمري – بالإضافة إلى أنني عشقت أمير القلم واللسان مصطفى صادق الرافعي ، وجمعت مجموعته في مكتبتي منذ نعومة أظفاري .....
ولم أقف عند هذا بل سنحت مع خيالات جبران خليل جبران ، ومع رقة مي زيادة ، و روائع العقاد ونجيب الكيلاني وووو...
كل هذه العوامل البيئية والتربوية كان لها الأثر الكبير في كتاباتي التي لم أكن أريد لها أن تخرج عن نطاق الأدب والقيم والمبادئ ... لذا فإن هناك من يقرأ لابنة الشهباء حتى في رسائلها الأدبية يجد أنها دائما تحاول أن تمسك بزمام قلمها ولا تتركه يجنح بعيدا عن رحاب الدعاء والتوسل والتضرع إلى العليم بذات الصدور ...
ونقطة هامة ذكرتها هنا يا أخي الكريم محمد هو أن العاطفة المشحونة تبدو في رسائلي ... وهذا لا أنكره أبدا ، بل إن هذه الخاصية تلازمني منذ نعومة أظفاري وما زالت ....
أما عن هذه الأبيات التي لأول مرة أقرأها لأحمد بن فرج الإشبيلي – رحمه الله –لم أشعر وأنا أتلو على مسامعي كلماتها النيّرة إلا وأنا أمام دوحة غنّاء تتهادى أغصانها لشدو أجمل وأسمى قصائد الغرام والعشق مع أنها كانت جامعة للمصطلحات الحديثية ومسمياتها بأسلوب بارع تدفع بالقارئ إلا أن يحيا معها أجمل وأسمى معاني التبتل والخشوع والسكينة ليهنأ بجمال القلب والروح والعقل معا ....
ولا يسعني هنا إلا أن أشكركَ جزيل الشكر والتقدير لهذا المرور الذي أفخر وأعتزّ به ، وأتمنى من الله العلي القدير أن أكون دائما عند حسن ظن الجميع بي
إنه سميع مجيب

بنت الشهباء
07/08/2009, 11:29 AM
الأستاذ الأديب حسام الدين مصطفى
رئيس جمعية المترجمين واللغويين المصريين


ميناء الأديبة المبدعة بنت الشهباء...
ملكة الخاطرة ... قراءة في أعمال بنت الشهباء


من النادر أن لا تلمح اسم ابنة الشهباء عند استعراضك للمنتديات المختلفة، لكن معظم مشاركاتها التي تجاوزت سبعمائة مشاركة تتركز في منتدى كتابات إبداعية، وحين تدخل إلى طرقات هذا المنتدى تجد أن معظم اللافتات على جدرانه تحمل اسمها وإن تعددت وتباينت الأماكن مابين ما بين واحة الشعر، وحديقة الخاطرة، وقصر فن المراسلات وغيرها.... فأول ما يشد انتباهك هو هذا الحضور الواضح لها... وهذا ما يجعلك في عجب من أمر ذلك السيل المتدفق من المشاركات.
وحين تبدأ في تتبع مشاركات ابنة الشهباء تجد نفسك تلهث وتتقاذفك المنتديات في دليل آخر على تنوع النتاج الأدبي عندها ... حتى أنك تجد أن بعض مشاركاتها واردة ضمن تبويب "نصوص غير مصنفة"، وهذا ما يدفعنا بفضول إلى التساؤل حول تكوين هذه المشاركات و ما تحمله من أفكار و ما تعكسه من سمات صاحبتها ... بل وتجعل تحليل هذه المشاركات ضرورة فرضت نفسها..
إن أول مشاركة مسجلة لابنة الشهباء في المنتديات الحالية هي " بالأمس كانت هنا واليوم" ثم تلاها مائة مشاركة أدبية في منتدى الابداع وغيره.. إنك حين تقرأ هذه المشاركات تستطيع من خلالها التعرف على شخصية ابنة الشهباء و يمكنك أن ترسم صورة إجمالية للمحتوى التأثيري عندها... فأول السمات عند ابنة الشهباء هي التأثر بالأدب الإسلامي وصياغته، وهي صفة سائدة طاغية على معظم مشاركاتها إن لم يكن كلها فقلما أن تجد نصاً لا يحتوي على نص قرآني أو حديث شريف أو قول لصحابي...
وهذه أبرز سمة من سمات أدب ابنة الشهباء وهذا ما يعطينا لمحة عن البيئة والخلفية الثقافية لها... و تنجح ابنة الشهباء في إظهار هذه السمة العفوية عندها... إلا أن توظيفها للصيغة الخطابية التقليدية قد لا يصيبه التوفيق في بعض الأحيان ... فيبدأ النص في اتخاذ مجرى آخر ....
عندما تبدأ في مطالعة نصوص ابنة الشهباء تشعر بانجذاب شديد وكأن الكلمات الافتتاحية مغناطيس يجذبك فحسن استهلال النص على اختلاف وسائله لديها سمة أخرى من سمات كتاباتها، وأدواتها في ذلك استخدام الكلمة ذات الدلالة القوية أو الغامضة أو الصادمة في بعض الأحيان .... ثم السطور الأولى التي تجعلك تطرح دوماً سؤال .. وماذا بعد؟!!
والمشكلة في نصوص بنت الشهباء أنها تأخذك في درب شعوري معين، وتجعل خيالك يسرح حالماً ... إلا أنها ودون سابق إنذار تأخذك إلى ناحية أخرى...
فالفكرة في نص ابنة الشهباء " شهابية" بريقها الأول لامع خلاب يأخذ ناظريك، فتتبعه وتظل معه رويداً رويداً حتى يتلاشى أو يلحقه شهاب فكري آخر قبل أن ترفع عينيك من متابعة الشهاب الأول... وهذا ظاهر واضح في مشاركاتها الأولى التي لا تظهر فيها الوحدة الفكرية أو الشعورية بتركيز، وربما يرجع ذلك إلى الطبيعة العفوية في معظم الكتابات وهي أمر محمود لكن مغبته كبيرة عند إخضاع النص لميزان القياس الأدبي الحرفي.
لكن الأعمال الأخيرة التي قدمتها ابنة الشهباء استطاعت من خلالها أن تقوّم هذه النقطة... فنجدها تركت العنان لقلمها فأتى بدرر إبداع حق ... تمثل في سلاسة أسلوبها ووحدة فكرها ونصها والشحنة الشعورية داخل النص فصرنا نشعر بصياغة جديدة
هناك تحول ملموس في المشاركات الجديدة لابنة الشهباء تشعر معه وكأنك أمام مبدعة طبعٍ وليست كاتبةُ صنعة... لكن ذلك لا يعني أن ابنة الشهباء قد غيرت مداد كلماتها أو لونها وإنما يمكن القول أنها تحررت من القيد الخطابي في صياغتها محتفظة بنفس الرداء الوقور لكتاباتها.
إننا وإن كنا تطرقنا في غير استفاضة إلى عنصر الوحدة في بنية أدب بنت الشهباء وأشرنا إلى بعض ما يعتريها ... إلا أن الوحدة اللفظية عندها لا تشوبها شائبة فليس من بين كلماتها ما هو غريب أو مستهجن وإنما ألفاظ قوية فصيحة... أما بعض المشاركات التي قد يشوبها أخطاء نحوية أو ما شابه فهو أمر وارد وعرضي وليس أصيلاً مزمناً وربما سببه العرض المباشر الفوري للنصوص ... وهذا يعرض لنا نقطة مضيئة في كتابات ابنة الشهباء وهي " العفوية المرسلة" فهناك من كتابات ابنة الشهباء ما تلمس فيها عفويتها الصادقة محطمة بها القيود الشكلية للبناء النصي.
إن ابنة الشهباء استطاعت أن تحتل ربوة الخاطرة وتعتلي ذروتها من خلال كتاباتها فخواطرها تقف كأنها شخص يحدثك عنها وعن ذاتها و يعكس لك طبيعتها التي تخفيها الكلمات.
إن الكلمة هي أداة الأديب يسعى من خلالها إلى إبراز ذاته وصفاته وفكره ... وقد نجحت إبنة الشهباء في استغلال الأداة الكلامية وجعلت منها مرآة فكرها ... ولكنها كانت كثيراً ما تنتهج نهج معظم أخواتها الأديبات وتحاول أن تسدل ستائر كثيفة على ملامح الذات النسوية عندها متأثرة بعوامل الثقافة والتربية ... لكن الكلمات لم تفلح كثيراً في إخفاء سمات شخصيتها وتميزها كأديبة متميزة في المحفل النسوي .

بنت الشهباء
07/08/2009, 11:35 AM
كتب الأستاذ الدكتور بكري شيخ آمين يقول في الحياة موقف والكاتبة :
بسم الله الرحمن الرحيم

كنت مسروراً يوم طلبت مني الآنسة :أمينة أحمد خشفة
/بنت الشهباء /كلمة أقدم بها مقالاتها الضافية التي زادت على الثلاثين ، وتحمل عنوان
( الحياة موقف ) ، رغم أن كلاً منها حمل عنواناً يختلف عن العنوان الآخر ، لكنها تنضوي جميعاً تحت العنوان الكبير : الحياة موقف . وكأني بها تتمثل بيت الشاعر الكبير أحمد شوقي الذي يقول :
قف دون رأيك في الحياة مجاهداً ****إن الحيـاة عقيـدة وجهاد
واطلعت على كل ما دبجه قلمها الثر الغزير ، وكنت خلال قراءتي أتساءل عن الأديب الذي تأثرت به ، وصاغت كلماتها ، فخطر ببالي جبران خليل جبران تارة ، لأن كثيراً من عباراتها وخيالاتها تشبه عبارات جبران وخيالاته المجنحة ، وفلسفاته الرائعة .. ثم جنح بي التفكير ، وتراءى لي الكاتب العبقري الرائع مصطفى صادق الرافعي ، بفلسفاته من جهة ، وتعبيراته المحبوكة من جهة ثانية ، وعمق تفكيره من جهة ثالثة ، فقلت في نفسي : إنها متأثرة بهذا الكاتب أكثر من سواه ..
ثم تابعت القراءة فغاب عني جبران ، كما غاب الرافعي ، وبدا أسلوب جديد ، لا أعرف بمن أقارنه ، ولا بمن أشبهه ، وأحاول التذكر طويلاً ، فلا أعرف ، وانتهيت إلى القول : إنه أسلوب ابنة الشهباء بخاصة .. وإنه لعمري أسلوب له سماته ، ومميزاته ، دون ريب أو جدال .
هذا الأسلوب يمتاز بالبساطة ، والسهولة ، والانسياب ، والتدفق .. وأؤمن أن أساليب الكتاب الفحول تمتاز دائماً بالسهولة والجزالة ، والبساطة ، والانسياب ، كما أؤمن أنه كلما قوي أسلوب الرجل ازداد سهولة وانسياباً .. ويخطئ من يظن أن الأساليب المعقدة ، والعبارات الغامضة ، والكلمات الغريبة والحوشية أو الوحشية دليل على عمق الكاتب وقوته وجزالته ، بل إني أراها دليل خواء الكاتب ، أو عدم قدرته على التعبير ، أو التفاعل مع قارئه .
مثل هذا مثل أستاذ المدرسة ، فهو كلما سهل عباراته لطلابه ، وانسابت كلماته ، ومالت إلى البساطة والقرب من الفهم ازداد طلابه فهماً ، وازدادوا حباً لهذا الأستاذ ، وعشقاً للمادة التي يدرسها .
يضاف إلى هذا كله تلك الروح العربية الصافية التي تفيض بها هذه المقالات ، فابنة الشهباء عربية أصيلة ، وفوق هذه العروبة عقيدة وإيمان عميق تنضح بها كل السطور . وتكفي هذه الروح وحدها لترفع مقام كتاباتها ، إذ نحن بحاجة خلال كلمات كتابها أن يشدوا بنا العزم ، ويقووا العزيمة ، ويعيدوا من انحرف إلى الصراط المستقيم ، والجادة السوية ، وتلك رسالة الديانات السماوية ، وتعاليم الأنبياء الكرام .
أبارك لابنة الشهباء كتاباتها ، وأشد على يدها ، وأشجعها على المزيد والمزيد .. فالكتاب الكبار لم يولدوا كباراً ، ولم يكونوا بالشهرة التي نالوها إلا بعد كتابات وكتابات ، منها الناجح ، ومنها الفاشل والمخفق ، وليس هذا بضائر ذوي الهمم الكبيرة .
فإلى مزيد ومزيد ، والله يأخذ بيدك يا ابنة الشهباء ، ويا فخرها .
أ . الدكتور : بكري شيخ آمين

مريم خليل الضاني
07/08/2009, 11:44 PM
ما شاءالله تبارك الله ! .
ما أجمل ما قرأته عن الاحتفاء بقلمك المشرق الجميل ! .
مبارك لك عزيزتي السطوع والتوهج في سماء الأدب .
وفقك الله وزادك علما وأدبا .

بنت الشهباء
09/08/2009, 11:27 PM
ما شاءالله تبارك الله ! .
ما أجمل ما قرأته عن الاحتفاء بقلمك المشرق الجميل ! .
مبارك لك عزيزتي السطوع والتوهج في سماء الأدب .
وفقك الله وزادك علما وأدبا .


الغالية والأديبة القاصة المبدعة
مريم الضاني
إنه لمن دواعي الفخر والشرف يا أختي أن أشهد مرورك الطيب العبق هنا ، وأتمنى من الله العلي القدير أن أكون أهلا لهذا الاطراء الكبير الذي أتى على لسان قولك
إنه سميع مجيب

ودمت بألف خير

بنت الشهباء
13/08/2009, 12:28 AM
الأخت الغالية أمينة أحمد خشفة ( بنت الشهباء ) .. و فخر للشهباء حلب أن تكوني ابنتها و أنت من أنت أديبة بكل ما تحمل هذه الكلمة من معاني . فكلمة الأدب تحمل في طياتها معنيين جليلين أولهما الخلق القويم و الذي ينبثق عنه حسن المعاملة و طيب المعشر و حسن الجوهر و رقة التعاطي مع الآخر و المعنى الآخر هو كلمة الأدب بمفهومها العلمي و مكنوناتها الثقافية بما تحمله من إلمام بفنون الكتابة من شعر أو نثر بالإضافة لتمكن الأديب من اللغة و النحو و الصرف و البلاغة التي يستطع من خلالها التعبير عما يدور في خلجات نفسه .
و من هذا المنطلق كانت الأديبة المؤدبة أمينة خشفة تحمل في قلبها هذين المعنيين ، الأدب كمصطلح أخلاقي و الأدب كمصطلح علمي . فحق لنا أن نسميها الأديبة المؤدبة .
فابنة الشهباء من واقع كل ما قرأناه و نقرأه لها تحمل في أعماقها رسالة تريد و تسعى جاهدة لتوصيلها لقارئها ، هذه الرسالة مستمدة من تعاليم الدين الحنيف و من حسن التربية التي شبت عليها ابنة الشهباء وسط جو أسري و في كنف بيت يعطره النفحات الإيمانية . و لهذا فهي تسعى إلى نشر الحب و الخير و الجمال و الفضيلة بأسلوب راق و بسيط بعيد عن التكلف و التنطع في السرد . و لهذا فلا غرو أن تخرج كتاباتها من القلب لتدخل جميع القلوب من أوسع أبوابها .
هذه شهادة حق يملي عليَّ ضميري أن أقولها في حق هذه السيدة الفاضلة إذ قلما تجد قلما يكرس كل وقته و جهده في إظهار نقاط الخير و الجمال بشكل فيه أمل و حضورها على ساحات الشبكة حضور متميز استطاعت من خلاله بنت الشهباء أن تكسب ود و احترام كل من قرأ لها .
إننا أمام صاحبة رسالة تعي ما تقول و تعضده بالقيم و المبادئ التي استقتها من الدين الحنيف أولا ثم من البيت ثانيا .
سعدت يا أمينة بأني كنت هنا في رحاب كلمات الصديقين محمد علي مصطفى و شيخنا العلامة بكري شيخ أمين و في حضرة الأمينة المؤتمنة بنت الشهباء
تحياتي و أرجو التماس العذر لتأخري في المطالعة بسبب انشغالاتي التي تعلمين .
مودتي و تقديري

مؤسس منتديات قناديل الفكر والأدب
الدكتور جمال مرسي

رضا انسته
30/08/2009, 03:13 PM
إذا إتسع المعنی ضاقت العبارة فکیف بهما اذاتسعا معا ، فانطلقي ایتها الفرس العربیة الاصیله في مضمار( الضاد) ودعي غبار حوافرک یعمي (العجمه )

بنت الشهباء
01/09/2009, 12:17 PM
إذا إتسع المعنی ضاقت العبارة فکیف بهما اذاتسعا معا ، فانطلقي ایتها الفرس العربیة الاصیله في مضمار( الضاد) ودعي غبار حوافرک یعمي (العجمه )


وستبقى يا أخي الكريم رضا
لغة الضاد لغة القرآن الكريم باقية إلى يوم الدين ، ولا يمكن لخصومها أن ينالوا منها لأنها لغة القرآن الذي تكفّل الله بحفظه إلى يوم القيامة ...

بنت الشهباء
01/09/2009, 12:20 PM
كيف لي أن أكتب !!؟؟؟...
http://www.alflash.com/gallery/files/1/1/2/6/6/0A801BD4_D4AEEFFA_0958.jpg
إلى من تحتكم وأنت مرفوع المجلس !!؟؟...
أتحتكم لصدر الحياة الذي لم يُحسن إلى ارتفاع الحب!! ؟؟..
إلى أين بلغ العذاب مني!! ؟؟؟...
والله إنه لأعجب من أسباب بعدكَ , وكثرة ظنونكَ أيها الفكر!!!!....
تشهد بأنني لست من الذي يجلس , ولا يحفظ لكَ حديث الإخاء والود !!!...
أجل !!!...
أتدري لمَ !!؟؟..
لأن ثمار الحبّ قد ولدت , وأينعت من بذرة الوفاء والصدق , لتنظر إليها بعد ذلك من فوق السطح !!؟؟...
أرى هذا بأمّ عيني , وقد تخلخلت أعضاء الجسم من حذر الدهر, وصرعى الحزن والألم ..
كيف لي أن أكتب !!؟؟؟...
أأكتب من الجنب الذي زعمت أنه ليس هو كل شيء!! ؟؟؟..
أم أكتب من مهرة الصدر الذي رميته بالزور والباطل !! ؟؟...
لست أدري !!!...
أسأل النفس :
لمَ أصبح كل من حولي عدوا لنفيس الجنب , وسنّة الفكر!! ؟؟...
كأنني وجدت بأن الزمن يَشقى به كل غريب وعاقل...
أجل يشقى به !!..
حمقاء هي تسابق الدهر لتلحق به , وتخطو معه, ولكن إلى أين !!؟؟...
تودّ أن تبلغ بنيان الصدق لئلا تهلك في مراتع النفاق والغدر !!؟؟؟ ...
مجنونةٌ أنتِِ !!؟؟...
لا والله !!...
فقط أريد أن أصل إلى غاية الوفاء والصدق , وأهدف إلى أن يأتي الكلم من الطبع المتميّز , وآملُ أن يخرج من الصدر نفائس حُسن اللفظ لتشير أنت بعد ذلك إلى بديع البيان , وصدق الكلم ..
آه !!!....آه !!!!...
آه لو تعرف كيف أدخل إلى الصفحة لأخبركَ عن صبابة القلب , وعلقم الهجر !!!...
لم ألج والله باب التمثيل والكذب لأصوّر لكَ عما أنا فيه من حرّ الجمر, ولواعج الصدر , وسجيّة لهيب الدمع ...
ولن أسألكَ عن شيء يا توأم الروح إلاّ لأهتدي إلى سوء ما كنت به أنت بصيراً , ووددت أن أشركك أمري, وأحدّثك عنه وأنا أرجو من الله ألا تكون في منأى عن صفحة عمري...
عاجزة عن التعبير والله !!!...
كيف لي أن أبحث عن تصريف لهذا !!؟؟؟...
كلّ إنسان مقصّر عن التمام , وناقص عنه الكمال... فلا تحذف بقسوتك
ما اعتمد عليه الخبر المكشوف, والحديث المعروف...
ما أكتبه لن أقصد به تعميق المعاني , ولا تحبير المنثور , ولا الكلفة في إقامة الموزون .. بل هو حقيقة جاءت من طبيعة الروح لتجود بها , وتقع على قلب الحب بأحسن موقع , لتكون أنتَ له أنفع مستمع !!!...
تخرج من كدّ وتعب الصدر , وليس بينها وبينك إلاّ حجاب رقيق تحاول أن تجتازه لتلحظ ندبة القلب...
أطلقت حديثي معكَ , ولم أقيّده بسلاسل الكبرياء والغرور , بل حاولت أن أتناول معانيكَ بروح المجد والعزّة والفخر !!...
قول صادق هو..
هل يجوز لك بعد أن أخبرتك عما في الداخل أن تمنعني عن وجه أدب الحبّ , وخبر الصدق !!؟؟؟....
قد طال هجرانك يا عزيز الرأي , ومازلت مع الوحدة أسامرها ... وأداة البعد تود أن تهلك صاحب المقال , وتعلّقه على أعواد المشنقة لتمنع عنه سبل البيان والإحسان!!؟؟؟ ....
رجائي ألا تردّني مرة ثانية إلى عشية الوحدة والظلمة , ما دمتَ قد أوقدتَ بناركَ علياء الفكر, لتنشر حريقها فيتلظّى منها القلب...
شددت اللسان ليحدثك عمّا ينوح به أثناء البعد عن نديم الهوى والأُنس لتلحظ الصدر وهو يجيش بأطهر ما عنده من آيات الذكر ..
دع القلب يحيا يا من وهبكَ الله رأيا صادقا , وفكرا نيّرا , ولا تطلب من إمارته أن يدفن حيّا بين الأجداث ....
لا ترمها إلى جور الزمان , وعيدان الأوهام لتتلجلج من جديد في ظلمة الأيام...
من بعيد صوت الخير والحب يعلو ليخترق حجب آفاق الفكر والقلب , وهو يناجي رب العزّة والكرامة فيقول :
سبحان من سبح بسبعه الطباق ...
ارحمها يا رب...
ليالي الدهر قد اشتّد هولها , ولا أحد سواك يعلم بحالها...
فاقت رحمتك كل ما في الكون يا الله....
باب رحمتك وسع كلّ شيء فارحم يا الله صدق القلب , وزده من التقى والإحسان, وأرشده إلى الهدي والإيمان, بعد أن أيقن بأنّه لم يكن مرفوع المجلس إلا حين يعود إلى الملاذ الآمن , و يحتمي بحمى الرحيم الرحمن...


بقلم : أمينة أحمد خشفة
" بنت الشهباء "


من الصعب أن أرى موضوعاً بقلم بنت الشهباء ولا أعرج عليه
فقد تعودت أن أقرأ لهذا القلم جميل المعني وثاقب الفكر وبديع البيان
وهنا قرأت واحدة من سلسلة (سوانح أمينة بنت الشهباء) والتي تكتبها وهي تجالس صديقتها ومحبوبتها ورفيقتها
تجالس وتحدث أمينة
وياله من حديث رقراق يذوب شفافية ونقاء وصدقاً وجلالا
وكأني بهذا الحديث أسمعه وقت الفجر ومازال الصبح لما يطل من الأفق العريض
تقول لها :
كيف لي أن أكتب !!؟؟؟... وذلك بالرغم من أنها كتبت در الكلام
وتقول :
أسأل النفس :
لمَ أصبح كل من حولي عدوا لنفيس الجنب , وسنّة الفكر!! ؟؟...
كأنني وجدت بأن الزمن يَشقى به كل غريب وعاقل...
أجل يشقى به !!..
حمقاء هي تسابق الدهر لتلحق به , وتخطو معه, ولكن إلى أين !!؟؟...
تودّ أن تبلغ بنيان الصدق لئلا تهلك في مراتع النفاق والغدر !!؟؟؟ ...
فهي هنا مصرة على تنكأ جرحها الدائم بغياب عالم الفضيلة واستشراء عالم الرزيلة والنفاق
ثم تحدث حبيباً رسمته لنفسها ونقشت كل خط من خصاله المطلقة النقاء وكأنها تبصره بعينيها وتعتب عليه تمنعه أن يكون واقعاً !
(ولن أسألكَ عن شيء يا توأم الروح إلاّ لأهتدي إلى سوء ما كنت به أنت بصيراً , ووددت أن أشركك أمري, وأحدّثك عنه وأنا أرجو من الله ألا تكون في منأى عن صفحة عمري...
قد طال هجرانك يا عزيز الرأي , ومازلت مع الوحدة أسامرها ... وأداة البعد تود أن تهلك صاحب المقال , وتعلّقه على أعواد المشنقة لتمنع عنه سبل البيان والإحسان!!؟؟؟ ....)
وتلجأ دائماً في رسائلها لحبيبها الدائم
(باب رحمتك وسع كلّ شيء فارحم يا الله صدق القلب , وزده من التقى والإحسان, وأرشده إلى الهدي والإيمان, بعد أن أيقن بأنّه لم يكن مرفوع المجلس إلا حين يعود إلى الملاذ الآمن , و يحتمي بحمى الرحيم الرحمن...)
تصل بنت الشهباء في هذا النص الفاره إلى قمة أدب الرسائل الأدبية وإلى درجة عالية من روعة البيان وإلى حالة من السمو فوق أرض الواقع والترفع عنه وتهجره إلى عالم نسجته لنفسها تأبى إلا أن تعيش صفاءه ونقاءه
كم تمتعت بهذا النص وكم سعدت به وكم غبطت الأديبة الكاتبة على ما منحها الله لها من عقل ثري بالفكر ونفس جياشة بكل فضيلة
تقديري وإكباري