لقاء حواري مع الأخ الكريم الناصري ...

[أبو شامة المغربي]

http://img252.imageshack.us/img252/917/12032jm3.gif
*
لقاء حواري مع الأخ الكريم
الناصري (http://www.merbad.net/vb/member.php?u=3540)
http://www.merbad.net/vb/image.php?u=3540&dateline=1249562122 (http://www.merbad.net/vb/member.php?u=3540)
http://www.arabsys.net/pic/bsm/66.gif
*
"حَبَّذَا ...!"
حبذا ماضي الزمنْ
ومناجاة الدِّمنْ
وهدوءا ساحراً
وعصافير الشَّجنْ
ليس فيه هاتفٌ
كلما فكرت رنَّ
وغروب الشمس قلبي
من غروب الشمس جنْ
وإذا الليلُ تدلى
قرِّب الشعر وغنّ
وتسلَّ ونجوماً
كلما اشتقن ضونْ
إن هذي لحياةٌ
لا تساوى بثمنْ
لا كعيش ٍ صاخبٍ
في بناياتِ الكفنْ
أتعبتْ روحي وبعد الروحِ
ضرتْ بالبدنْ
أنا طيرٌ عازفٌ
فوق غصنٍ وفننْ
أنا طيرٌ سابحٌ
أفمثلي يُسجننْ؟
موطني الكون الفسيــحُ
وهل سوى الكون وطن!
شعر
الناصري (http://www.merbad.net/vb/member.php?u=3540)
*
قبل أن أبسط أسئلتي الحوارية شامات على جبين هذه الصفحة المربدية المشرق، أستهل علامات استفهامي بالحروف التمهيدية التالية:
هذه حروف دعوة إلى لقاء حواري أهديها إليك أزهاراً باسمة المحيَّا، وتلك أسئلتي أرسلها شادية في سماء هذا اللقاء ومحلقة بأريج زهرها الباسم، وشذا ورودها السنية في أرجاء هذا الرياض المربدي البهيج السني، ولأستهل هذا المقام الحواري الأزهري بالبدء التالي:
للحرف العربي العتيق نبض جميل
لهذا الكائن اللغوي الحي أصوات، وأصداء، ونبر أصيل
ثم كيف بألق الخيال؟ وكيف بطعم الواقع؟
أحقا لن تفيد الكلمات المخطوطة والمسموعة في شيء يسير أو كثير؟
وكيف بالإنسان إذ يسير في ركاب الحق والخير، وقد نأى بنفسه بعيدا عن الباطل والشر، وتبرأ من شرور أهوائه ومن متاهات العبث، ومن كل أمر هزيل؟
ثم كيف بحال المرء إذ يسعى وحيدا في القيظ، يمشي ويمشي ثم يمشي غريباً لا يريد إلا الإصلاح ما استطاع إليه سبيلا، وينادي بكلماته وبأعلى صوته في قومه الرحيل الرحيل؟
*
وبعد ...
جميل ما قرأته لك أخي الكريم الناصري من نبضات شعرية صادقة...
جميل جداً ما رأيته في عيون حروفك من سناء وبهاء ...
جميل حقاً ما تخطه وتحرص من خلاله على إشراك أهل المربد الزاهر في النفاذ إلى جوهره بالقراءة ...
سؤال قبل الأسئلة
إذا سأل أهل المربد الأزاهر: من هو الناصري (http://www.merbad.net/vb/member.php?u=3540) جملة وتفصيلا، فبما عساك تجيبهم شعراً ونثراً؟
سؤالي الأول
كيف ترى اليوم من خلفوا أهل العربية القدماء؟ تراهم أضاعوها واتبعوا ما لا ترجى فائدته؟ أم أنهم حفظوها وقدروها حق قدرها؟ ثم كيف هو حال الشعر العربي المعاصر؟
سؤالي الثاني
هل بلغ النثر العربي اليوم بعضاً من ذروته قديماً؟ وهل أخذ المكانة اللائقة به في عالم الأدب الراهن؟
سؤالي الثالث
هل ثمة بالفعل أجناس نثرية وشعرية عربية، أم أنه الشعر والنثر وكفى؟
سؤالي الرابع
ما حقيقة الأساليب النثرية والشعرية العربية قديماً وحديثاً؟
سؤالي الخامس
كيف ترى الرسائل الشعرية المتبادلة بين الشعراء؟ وهل سبق لك أن راسلت بعض الشعراء شعراً؟
سؤالي السادس
ما هي القصيدة العربية التي بقيت راسخة في ذهنك بعد أن قرأتها؟
سؤالي السابع
ترى هل يقوم العنوان الشعري مقام القصيدة الشعرية؟ وهل هو بالفعل جزء منها، أم أنه كائن مستقل عنها بنفسه؟
سؤالي الثامن
ما القيمة الأدبية والنقدية التي ينطوي عليها المشهد المرئي في واقع الحياة الإنسانية بالمقارنة مع الصورة الشعرية؟
سؤالي التاسع
أما زلت تذكر أولى كتاباتك الأدبية؟ ما عساها كانت تعنيه بالنسبة إليك بالأمس؟ وما الذي تدل عليه اليوم في رأيك؟
سؤالي العاشر
هل صحيح أن الشعر العربي سيظل ديواناً للعرب دون منازع له في هذه الصفة أو منافس له في مكانته؟
سؤالي الحادي عشر
كيف تنظر إلى ضمير المتكلم "أنا" في الأعمال الأدبية النثرية والشعرية؟
سؤالي الثاني عشر
ما نصيب الإلقاء الشعري من اهتمام وعناية الشعراء العرب المعاصرين؟ وما الذي يعنيه بالنسبة إلى القصيدة العربية؟
سؤالي الثالث عشر
ترى هل سبق لك أن صادفت في قراءاتك سيراً ذاتية شعرية؟
سؤالي الرابع عشر
ما الذي تراه في شأن صلة الأدب بالخلق الرفيع؟ وهل تستوي دعوة من ينادي بأن الأدب يجب أن لا تكون له غاية سوى الأدب مع من يرفع صوته بالدعوة إلى أن يكون الأدب وسيلة من أجل الرقي بالحياة الإنسانية إلى ما يزكيها، والسمو بها إلى ما يحييها؟
سؤالي الخامس عشر
ترى ما نصيب تجليات الصبي الناصري (http://www.merbad.net/vb/member.php?u=3540) في كتاباتك الأدبية نثرها وشعرها؟
سؤالي الأخير
هل من سؤال أو أسئلة لم أهتد إلى بسطها في هذا المقام؟ ما عساه يكون السؤال أو تكون الأسئلة؟ وما عساها تكون إجابتك عليه أو عليها؟
http://img403.imageshack.us/img403/5192/4f8902a65dfy5.gif
هذه باقة حروف حوارية وضعتها برفق في مزهرية مربدية سنية، عسى أن يتقبل القارئ الكريم شذوها وأريجها بقبول حسن ...
في انتظار إجاباتك مسهبة ومقتضبة
حياك الله
http://www.ss1ss.com/albumsm/99312.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
aghanime@hotmail.com (aghanime@hotmail.com)

[الناصري]

....................إنه من دواعي سروري وسعادتي أن أستضاف هنا من أخ ٍ كريم بين أهل المربد الفضلاء...............
.
.
وإني لأعد العدة لكي تليق بهم الكلمات......
.
.
شكراً جزيلاً ................يا دكتور عبد الفتاح أفكوح

[ملاك الكون]

سلااااام
عندي طلب من العضو المميزين..
لماذا لاتفعلون مسابقاات أدبية ف المنتدى؟؟

[أحمد العسكري]

أنا بانتظارك ايها الشاعر
فأمتعنا بما لديك
نثراً
كما تمتعنا شعراً
لك مودتي أيها الشاعر الأديب الخطير

[الناصري]

سؤال قبل الأسئلة
إذا سأل أهل المربد الأزاهر: من هوالناصري (http://www.merbad.net/vb/member.php?u=3540) جملة وتفصيلا، فبما عساك تجيبهم شعراً ونثراً؟
" في يوم من أيام الزمان....خُلق الناصري على هذه الحياة...
ومضى يعدُّ نفسه قطعة ً من الطبيعة.....فهو يعشقها حدَّ الجنون....يجد فيها راحته وسلوته........يكثر التأمل في كل شيء في هذا الوجود...السماء الأرض القمر النجوم الجبال السحاب....أما الشمس فعلاقته معها عجيبة :
أودع الشمس حينما تغربْ.....كأنها لن تعود يوماً ما
لأنها في السما سموتُ بها......وأصبحت همتي هي الأسمى
حتى إذا ما فقدتها يوماً.....كأنني قد فقدتُ لي أمَّا !!
نعم أحب الشمس وأستمد منها أشياء لا يعلمها الناس !
.
.
وفُتنتُ في اللغة العربية ..وولدتُ شاعراً :
أنا شاعر الحرف الذي تسمعونهُ....ولا أستطيبُ الشعر ما ردد الصدى
.
أكوِّر ألفاظي على شكل فكرتي......وأغرف من بحر عظيم بلا مدى
.
ولي في غروب الشمس وجدٌ ولوعةٌ....وأعشق في إشراقة الشمس مولدا..
.
.
أهيم في الماضي والتراث هياماً عجيباً .....وتأثرت لسقوط بغداد - التي أحبها كثيراً ففيها قرأت كتب الأدب وقصصه وروائعه وشعراءه ومجده وووووووو وآه وألف آه - تأثرت لسقوطها على أيدي أفلام الكرتون الأمريكية !!!!
فقلت :
أجيش الكفر يجتاح العراقا......وبوش الكلبُ يضحك إذ أراقا
.
وقد حشدوا لها جوا وبحرا....ولم يك دونهم شيئا أعاقا
.
وبغداد تئن ولا معين.......لها من رجم صاروخ أذاقا
......
وتاريخ العروبة وهي ثكلى...رآها في بكاء فاستفاقا
.
ألا خذني لقبر ابن الوليد...على فرس يجاوزني النطاقا
.
لعلي إن بكيت على ثراه.....يقول الآن أنصُر ذا العراقا
.
سينتصر العراق بإذن ربي....إذا ترك المعاصي والشقاقا
( اعذروني سأواصل لاحقا )

[أبو شامة المغربي]

http://www.majalisna.com/gallery/41/41_17618_1199952925.jpg

[فريد البيدق]

السؤال الأول أخي الناصري فهو أمنية منذ زمن بعيد!
الشكر موصول للأخ الحبيب أبي شامة!

[الناصري]

.....
الناصري :
- من مواليد ...مدينة الخرج بجنوب الرياض عام 1398هـ ( سعودي الجنسية )
- حاصل على شهادة البكلريوس والماجستير - قسم أدب - من كلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
- أنهى السنة التمهيدية لشهادة الدكتوراه ويعد الآن للرسالة في الأدب العربي
- عضو في رابطة الأدب الإسلامي العالمية
- يعمل الآن محاضرا في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
- عشر سنوات في تدريس اللغة العربية
- له عدد لا بأس به من القصائد سبق نشرها في الصحف السعودية ومواقع الانترنت ، وشارك في بعض الأمسيات
- له روايتان مخطوطتان ، وكتاب لم يطبع عن شاعر من شعراء المدينة المنورة

[أبو شامة المغربي]

http://img84.imageshack.us/img84/9649/207806v52glqm7ioud7fy0.gif

[الناصري]

سؤالي الأول
كيف ترى اليوم من خلفوا أهل العربية القدماء؟ تراهم أضاعوها واتبعوا ما لا ترجى فائدته؟ أم أنهم حفظوها وقدروها حق قدرها؟ ثم كيف هو حال الشعر العربي المعاصر؟
.
.
ما زال من أهل العربية من يحبها ويجلها في نفسه.....لكنهم لم يقدموا لها ما تستحق ..فما زالت العامية والأجنبية والهجينة تكتسح اللسان العربي دون وقوف في وجهها فـ(الموبايل ، والتلفون ، والستلايت ، والدش ، واللاب تب ، والبوردينق ، والكروكي ، والشاليه ، والأوكي ، والانترنت ، والشوفير ، والجوتي ، والمايك ، والماسنجر ، والريموت ،والهامبرجر.....) أعداء للغتنا الحبيبة ترددها الأجيال ويفشيها الكبار قبل الصغار ، وأسماء المحلات التجارية كذلك ، وأغلب الشركات تتنافس على الكلمات الأجنبية.....ومناهجنا تخلو من معالجة الضعف اللغوي ولا تهتم بالذوق........
أما الشعر المعاصر فقد تسربت إليه ألفاظ كثيرة وأساليب لا تمت للعربية بصلة ، وقل أن نجد الشعر الذي يأسرنا كما كان يأسرنا لفظ البحتري والمتنبي .........
وزاد الطين بلة ذلك النثر المشعور أو الشعر المنثور الذي استمد من الغربية روحه وشكله فصار مسخاً غريبا في عالم الشعر...

[الجمانة]

ما شاء الله لا إله إلا الله

[الناصري]

سؤالي الثاني
هل بلغ النثر العربي اليوم بعضاً من ذروته قديماً؟ وهل أخذ المكانة اللائقة به في عالم الأدب الراهن؟
.
.
النثر اليوم : كتباً ومقالاتٍ ورواية لا يقارن بالنثر القديم بل هو يفتقد إلى ثراء الكلمة ورصانتها وجمال الأسلوب حتى المؤلفون والأكاديميون وللأسف تخلو كتبهم من بريق العربية الفصحى ومن روعة منطقها فالكتب مملة ولو كانت كتب أدب !!! كلٌ يريد أن يكثر من صفحات كتابه على حساب القارئ المسكين .....وحين نتصفح كتاباً ونرميه فالمسؤول عن ذلك هو مؤلفه....
أما المقالات فهي كما يقال - كلام جرايد - أسلوب ضعيف وكلمات هشة مكرورة وأخطاء كثيرة...
وأما الرواية فهي زخم من كلماتٍ استطرادية لا تخدم فن الرواية ولا تفاجئنا بشعرية النصوص......والله المستعان

[أبو شامة المغربي]

http://img84.imageshack.us/img84/9649/207806v52glqm7ioud7fy0.gif

[الناصري]

سؤالي الثالث
هل ثمة بالفعل أجناس نثرية وشعرية عربية، أم أنه الشعر والنثر وكفى؟
" لدينا الرواية والخطابة الشفهية والمخاطبات المؤسسية والمجاوبات الإخوانية ومقدمات الكتب والدواوين وتقديماتها والمقالات والسيرة الذاتية ووصف الرحلات والتقارير الإخبارية....وبعض هذه لم تدون ولم تدرس.....أما الشعر فهو الشعر ! "

سؤالي الرابع
ما حقيقة الأساليب النثرية والشعرية العربية قديماً وحديثاً؟
النثر قديماً كان ثقيلاً وفخما ولكنه كان يناسب تلك القوة في الفصاحة - وبالنسبة لي فأنا أفضل التعامل به - وحديثاً لم يعد الأسلوب العربي يبهرك ببريقه بل هو كلام مرصوف ....، وأما الشعر القديم فقد تغلب في شكله ...أما الحديث فامتاز في غرضه وضعُف في شكله !
سؤالي الخامس
كيف ترى الرسائل الشعرية المتبادلة بين الشعراء؟ وهل سبق لك أن راسلت بعض الشعراء شعراً؟
رسائل الشعراء بينهم غرض قديم منذ أن وجد الشعر ..ولكن كل شاعر يحتفظ به لنفسه - فعيبنا هو عدم وجود مجالس أدبية ولا رواة يحتفظون بهذا الشعر - وبيني وبعض الشعراء كانت مجاوبات ومناوشات

سؤالي السادس
ما هي القصيدة العربية التي بقيت راسخة في ذهنك بعد أن قرأتها؟
سينية البحتري الغريبة ، وموشحة لسان الدين الخطيب " جادك الغيث " الساحرة !
سؤالي السابع
ترى هل يقوم العنوان الشعري مقام القصيدة الشعرية؟ وهل هو بالفعل جزء منها، أم أنه كائن مستقل عنها بنفسه؟
الدراسات الحديثة والمستمدة من الغرب أصبحت تركز على كل شيء له علاقة بالنص وصاحبه ويمكن أن يؤدي إلى فتح أقفاله ومن ضمن ذلك العنوان فهو ملخص فكرة القصيدة يختاره الشاعر بعد أن ينتهي منها وربما يستغرق وقتا طويلا وقد يختار جزءا من القصيدة ارتآه معبرا عما في نفسه ، ولكنه لا يغني عن القصيدة بل جزء مهم منها....، وقد يخفيه بعض الشعراء لعنصر المفاجأة والإلغاز كما أحب أن أفعل أنا أحياناً !
( قفل ) ...اسمحوا لي أن آخذ قسطا من الراحة !

[أبو شامة المغربي]

http://www.ss1ss.com/albumsm/99312.gif
إهداء على الرابط التالي:
جادك الغيث (http://www.awzan.com/3aroodh/jadakal.html)

[أبو شامة المغربي]

سينية البحتري
أبو عبادة الوليد بن عبيد الطائي
صنت نفسي عما يدنس نفسي
وَتَرَفَّعتُ عَن جَدا كُلِّ جِبسِ
وَتَماسَكتُ حينَ زَعزَعَني الدَهـ
ـرُ التِماسًا مِنهُ لِتَعسي وَنَكسي
بُلَغٌ مِن صُبابَةِ العَيشِ عِندي
طَفَّفَتها الأَيّامُ تَطفيفَ بَخسِ
وَبَعيدٌ مابَينَ وارِدِ رِفْهٍ
عَلَلٍ شُربُهُ وَوارِدِ خِمسِ
وَكَأَنَّ الزَمانَ أَصبَحَ مَحمو
لًا هَواهُ مَعَ الأَخَسِّ الأَخَسِّ
وَاشتِرائي العِراقَ خُطَّةُ غَبنٍ
بَعدَ بَيعي الشَآمَ بَيعَةَ وَكسِ
لاتَرُزني مُزاوِلًا لِاختِباري
بَعدَ هَذي البَلوى فَتُنكِرَ مَسّي
وَقَديمًا عَهِدَتني ذا هَناتٍ
آبِياتٍ عَلى الدَنِيّاتِ شُمسِ
وَلَقَد رابَني نُبُوُّ ابنُ عَمّي
بَعدَ لينٍ مِن جانِبَيهِ وَأُنسِ
وَإِذا ماجُفيتُ كُنتُ جَديرًا
أَن أَرى غَيرَ مُصبِحٍ حَيثُ أُمسي
حَضَرَت رَحلِيَ الهُمومُ فَوَجَّهـ
ـتُ إِلى أَبيَضِ المَدائِنِ عَنسي
أَتَسَلّى عَنِ الحُظوظِ وَآسى
لِمَحَلٍّ مِن آلِ ساسانَ دَرسِ
أَذكَرتِنيهُمُ الخُطوبُ التَوالي
وَلَقَد تُذكِرُ الخُطوبُ وَتُنسي
وَهُمُ خافِضونَ في ظِلِّ عالٍ
مُشرِفٍ يَحسِرُ العُيونَ وَيُخسي
مُغلَقٍ بابُهُ عَلى جَبَلِ القَبـ
ـقِ إِلى دارَتَي خِلاطَ وَمُكسِ
حِلَلٌ لَم تَكن كَأَطلالِ سُعدى
في قِفارٍ مِنَ البَسابِسِ مُلسِ
وَمَساعٍ لَولا المُحاباةُ مِنّي
لَم تُطِقها مَسعاةُ عَنسٍ وَعَبسِ
نَقَلَ الدَهرُ عَهدَهُنَّ عَنِ الـ
ـجِدَّةِ حَتّى رَجَعنَ أَنضاءَ لُبسِ
فَكَأَنَّ الجِرْمازَ مِن عَدَمِ الأُنـ
ـسِ وَإِخلالِهِ بَنِيَّةُ رَمسِ
لَو تَراهُ عَلِمتَ أَنَّ اللَيالي
جَعَلَت فيهِ مَأتَمًا بَعدَ عُرسِ
وَهوَ يُنبيكَ عَن عَجائِبِ قَومٍ
لايُشابُ البَيانُ فيهِم بِلَبسِ
وَإِذا مارَأَيتَ صورَةَ أَنطا
كِيَّةَ اِرتَعتَ بَينَ رومٍ وَفُرسِ
وَالمَنايا مَواثِلٌ وَأَنوشِر
وانَ يُزجى الصُفوفَ تَحتَ الدِرَفسِ
في اخضِرارٍ مِنَ اللِباسِ عَلى أَصـ
ـفَرَ يَختالُ في صَبيغَةِ وَرسِ
وَعِراكُ الرِجالِ بَينَ يَدَيهِ
في خُفوتٍ مِنهُم وَإِغماضِ جَرسِ
مِن مُشيحٍ يَهوى بِعامِلِ رُمحٍ
وَمُليحٍ مِنَ السِنانِ بِتُرسِ
تَصِفُ العَينُ أَنَّهُم جِدُّ أَحيا
ءَ لَهُم بَينَهُم إِشارَةُ خُرسِ
يَغتَلي فيهِم ارتِابي حَتّى
تَتَقَرّاهُمُ يَدايَ بِلَمسِ
قَد سَقاني وَلَم يُصَرِّد أَبو الغَو
ثِ عَلى العَسكَرَينِ شَربَةَ خُلسِ
مِن مُدامٍ تَظُنُّها وَهيَ نَجمٌ
ضَوَّأَ اللَيلَ أَو مُجاجَةُ شَمسِ
وَتَراها إِذا أَجَدَّت سُرورًا
وَارتِياحًا لِلشارِبِ المُتَحَسّي
أُفرِغَت في الزُجاجِ مِن كُلِّ قَلبٍ
فَهيَ مَحبوبَةٌ إِلى كُلِّ نَفسِ
وَتَوَهَّمتُ أَنَّ كِسرى أَبَرويـ
ـزَ مُعاطِيَّ وَالبَلَهبَذَ أُنسي
حُلُمٌ مُطبِقٌ عَلى الشَكِّ عَيني
أَم أَمانٍ غَيَّرنَ ظَنّي وَحَدسي
وَكَأَنَّ الإيوانَ مِن عَجَبِ الصَنـ
ـعَةِ جَوبٌ في جَنبِ أَرعَنَ جِلسِ
يُتَظَنّى مِنَ الكَآبَةِ إِذ يَبـ
ـدو لِعَينَي مُصَبِّحٍ أَو مُمَسّي
مُزعَجًا بِالفِراقِ عَن أُنسِ إِلفٍ
عَزَّ أَو مُرهَقًا بِتَطليقِ عِرسِ
عَكَسَت حَظُّهُ اللَيالي وَباتَ الـ
ـمُشتَري فيهِ وَهوَ كَوكَبُ نَحسِ
فَهوَ يُبدي تَجَلُّدًا وَعَلَيهِ
كَلكَلٌ مِن كَلاكِلِ الدَهرِ مُرسي
لَم يَعِبهُ أَن بُزَّ مِن بُسُطِ الديـ
ـباجِ وَاستَلَّ مِن سُتورِ الدِّمَقسِ
مُشمَخِّرٌ تَعلو لَهُ شُرُفاتٌ
رُفِعَت في رُؤوسِ رَضوى وَقُدسِ
لابِساتٌ مِنَ البَياضِ فَما تُبـ
ـصِرُ مِنها إِلّا غَلائِلَ بُرسِ
لَيسَ يُدرى أَصُنعُ إِنسٍ لِجِنٍّ
سَكَنوهُ أَم صُنعُ جِنٍّ لِإِنسِ
غَيرَ أَنّي أراه يَشهَدُ أَن لَم
يَكُ بانيهِ في المُلوكِ بِنُكسِ
فَكَأَنّي أَرى المَراتِبَ وَالقَو
مَ إِذا ما بَلَغتُ آخِرَ حِسّي
وَكَأَنَّ الوُفودَ ضاحينَ حَسرى
مِن وُقوفٍ خَلفَ الزِحامِ وَخنسِ
وَكَأَنَّ القِيانَ وَسطَ المَقاصيـ
ـرِ يُرَجِّعنَ بَينَ حُوٍ وَلُعسِ
وَكَأَنَّ اللِقاءَ أَوَّلَ مِن أَمـ
ـسٍ وَوَشكَ الفِراقِ أَوَّلَ أَمسِ
وَكَأَنَّ الَّذي يُريدُ اتِّباعًا
طامِعٌ في لُحوقِهِم صُبحَ خَمسِ
عُمِّرَت لِلسُرورِ دَهرًا فَصارَت
لِلتَعَزّي رِباعُهُم وَالتَأَسّي
فَلَها أَن أُعينَها بِدُموعٍ
موقَفاتٍ عَلى الصَبابَةِ حُبسِ
ذاكَ عِندي وَلَيسَت الدارُ داري
باِقتِرابٍ مِنها وَلا الجِنسُ جِنسي
غَيرَ نُعمى لِأَهلِها عِندَ أَهلي
غَرَسوا مِن زَكائِها خَيرَ غَرسِ
أَيَّدوا مُلكَنا وَشَدّوا قُواهُ
بِكُماةٍ تَحتَ السَنَّورِ حُمسِ
وَأَعانوا عَلى كَتائِبِ أَريا
طَ بِطَعنٍ عَلى النُحورِ وَدَعسِ
وَأَراني مِن بَعدُ أَكلَفُ بِالأَشـ
ـرافِ طُرًّا مِن كُلِّ سِنخِ وَأُسِّ
*
ترجمة الشاعر
هو أبو عبادة الوليد بن عبيد الطائي، و اشتهر بالبحتري نسبة إلى"بحتر"وهي قبيلة يمنية الأصل، ولد بمنبج في الشام، ونشأ في قبائل طيء، وتنقل بين القبائل البدوية، وتأثر بفصاحتها ثم استقر في بغداد ومدح الخليفة المتوكل ووزيره الفتح بن خاقان.
تتلمذ في الشعر على يد أبي تمام ولكنه لم يولع مثله بالمحسنات كما أنه لم يتأثر بالفلسفة و لم يتعمق في المعاني كأستاذه أبي تمام، إنما برع في جمال التعبير وانتقاء الألفاظ والقدرة على التصوير، حتى قال النقاد: "المتنبي وأبو تمام حكيمان، وإنما الشاعر البحتري" توفي سنة 284هـ.
http://www.ss1ss.com/albumsm/99312.gif

[الناصري]

سؤالي الثامن
ما القيمة الأدبية والنقدية التي ينطوي عليها المشهد المرئي في واقع الحياة الإنسانية بالمقارنة مع الصورة الشعرية؟
لا يُفترض من الشاعر أن ينقل لنا الصورة المرئية كما هي في الواقع، بل لا بد أن يصبغها بنظرته الشخصية والخيالية، ويرسم الجوانب المهة منها .. حتى تصبح مؤثرة وبذلك تكتسب قيمة جديدة في الخيال الشعري تضاف إلى قيمتها في الواقع!
سؤالي التاسع
أما زلت تذكر أولى كتاباتك الأدبية؟ ما عساها كانت تعنيه بالنسبة إليك بالأمس؟ وما الذي تدل عليه اليوم في رأيك؟
كانت محاولات شعرية موزونة .. وكتابات أدبية في مواضيع مادة التعبير .. ووجدتُ في نفسي حباً واستيعاباً لمعنى (كتابة أدبية) ... وهذا الأمر يدل على أن لكل شاعر أو ناثر أو مبدع في أي مجال بذوراً في صباه تحتاج إلى سقاية واهتمام!
سؤالي العاشر
هل صحيح أن الشعر العربي سيظل ديواناً للعرب دون منازع له في هذه الصفة أو منافس له في مكانته؟
أظن ذلك، فهو أصيل متمكن في النفوس، والدليل أنه مرجعنا لحياة أجدادنا!
سؤالي الحادي عشر
كيف تنظر إلى ضمير المتكلم "أنا"لافي الأعمال الأدبية النثرية والشعرية؟
إنه السبيل إلى فهم ذاتية المبدع، وهو ما يجعل الأعمال تنضح بالوجدانية، ولكن بشرط عدم الإغراق فيه والسباحة بعيداً عن شاطئ الإنسان!
سؤالي الثاني عشر
ما نصيب الإلقاء الشعري من اهتمام وعناية الشعراء العرب المعاصرين؟ وما الذي يعنيه بالنسبة إلى القصيدة العربية؟
لا توجد منابر لإلقاء الشعر كما كان سابقاً ... مع أهميتها ... ومن الشعراء اليوم من لا يتقن هذا الإلقاء بل قد يقع في أخطاء!...
وأعتبره جزءاً مهماً من القصيدة، به تكتمل وبه تبدو شخصية الشاعر وتفاعله مع ما يكتب ... ألسنا نقرأ كثيراً في كتب الأدب "وأنشده ..."!
سؤالي الثالث عشر
ترى هل سبق لك أن صادفت في قراءاتك سيراً ذاتية شعرية؟
إنني حين أقرأ ديواناً لشاعر يصف مغامراته وذكرياته وطموحاته، وإن كانت مبثوثة في قصائده، فإنني أقرأ سيرة ذاتية له، فمثلاً حين قرأت من ديوان ذي الرمة وعشقه للصحراء ومحبوبته ورحلاته ووصفه للحيوان ...رقرأت له سيرة ذاتية غير مباشرة واستمتعت برحلاته وشقيت وسعدت وعشقت معه!
سؤالي الرابع عشر
ما الذي تراه في شأن صلة الأدب بالخلق الرفيع؟ وهل تستوي دعوة من ينادي بأن الأدب يجب أن لا تكون له غاية سوى الأدب مع من يرفع صوته بالدعوة إلى أن يكون الأدب وسيلة من أجل الرقي بالحياة الإنسانية إلى ما يزكيها، والسمو بها إلى ما يحييها؟
الأدب بأجناسه وهج يشع في كل مكان، حريٌّ به أن يكون نوراً لا ناراً، أن يبني ولا يهدم، أن ينجي ولا يُغرق ... أن يمثل الجوانب الراقية في الإنسان ... ومن ينادي أن الفن للفن عاد خاسراً، أنا لا أقول على الأدب أن يدعو للأخلاق والمحاسن مباشرة لا .. ولكن ينبغي أن يكون وجهاً مشرقاً للإنسان ... فمثلاًً الشاعر الكبير أبو نواس لو صرف نفسه وشعره عن حالته الماجنة القبيحة لبلغ مبلغاً عظيماً في الشعر ..! فشعره كان يمثل الفن للفن، فهو يعيش لحظته وسرياليته، ولكن النتيجة أنه صور لنا العصر العباسي بصورة مؤلمة ..!
سؤالي الخامس عشر
ترى ما نصيب تجليات الصبي الناصري (http://www.merbad.net/vb/member.php?u=3540) في كتاباتك الأدبية نثرها وشعرها؟
"حبذا ماضي الزمن"...
حينما يحن الناصري للماضي فإن الصبي الناصري هناك!
سؤالي الأخير
هل من سؤال أو أسئلة لم أهتد إلى بسطها في هذا المقام؟ ما عساه يكون السؤال أو تكون الأسئلة؟ وما عساها تكون إجابتك عليه أو عليها؟
بالتأكيد أن أبا شامة المغربي يحمل في جعبته كثيراً من الأسئلة، ولكنه أشفق علي بها ..! وهذه تكفيني، وختاماً أشكر كل من قرأ حروفي على وقته الثمين، فما أنا إلا في موضع السائل وأنتم في موضع المجيب ... وتحية مضمخة بالورد والطيب لأهل المربد الأفاضل ... وتحية خاصة وشكر للسندباد الهمام الدكتور عبد الفتاح أفكوح!

[الناصري]

http://img.vip4soft.com/files/worod/worod1.jpg

[أبو شامة المغربي]

http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
http://www.al-wed.com/pic-vb/16.gif
http://www.uaelove.net/romantic/images/backbghearts.gif
سلام الله عليك من جديد أخي الكريم
الناصري
ورحمته جل جلاله وبركاته
وبعد ...
أحييك في البدء بتحية الإسلام الخالدة، وهي كلمات طيبات أصلها ثابت وفرعها في السماء، تؤتي أكلها كل حين، لا تظلم منه شيئاً يسيراً أو كثيراً ...
ثم لك نجم الشكر السني وقمر التقدير البهي على إجابتك دعوتي المتواضعة إلى هذا اللقاء الحواري المزهر في رحاب المربد الزهراء، ولك ذات الشكر وعين التقدير على ما جدت به كريماً جواداً من غيث حروف إجاباتك المورقة، وفيض كلماتك الباسقة، والحق أنك أكرمت كل سؤال بما هو أهل له من الإجابة، ثم إني لا أحسب أهل المربد الكرام إلا قد أعاروا كل إجاباتك اهتمامهم، وارهفوا لأصواتها وأصدائها سمع انتباههم ...
ولن أزيد حرفاً واحداً عما ذكرتُه في مقامات سابقة، فأقول: لقد سرت في الذي نثرته مسهباً ومقتضباً سيرة زهير بن أبي سُلمى، الذي كان لا يمدح المرء إلا بما يليق به دون مبالغة أو تقصير، ولا شك في أن إبحارك من إجابة إلى إجابة في يمِّ هذا اللقاء الحواري قد أسفر عمَّا يثلج الصدور، ومن المؤكد أن ترحال أهل المربد الأزاهر وسائر القراء الزائرين الكرام بين كل سؤال وبين كل إجابة قد أوحى إليهم بشعر في قلب منثور، وعسى أن يكون الجميع قد عثرَ في ما تم بسطه من أسئلة وإجابات على منارات أو إشارات مفيدة في كافة أبواب هذا اللقاء الحواري المشرق ...
وإلى لقاء حواري جديد قادم بإذن الله جل وعلا
حياك الله
http://www.ss1ss.com/albumsm/99312.gif

[أبو شامة المغربي]

http://www.ss1ss.com/albumsm/111114.gif