المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أحلام البيادق



طارق شفيق حقي
06/08/2009, 07:55 PM
أحلام البيادق


http://www.freightlist.com/images/pawn.jpg

البيدق إذ ملًّ موج البحر تأكله الفيلة أو تدوسه أحصنة البراري

في آخر النهار بحثت عنه وقد هرب من رقعة الشطرنج، فوجدته يتأمل مشهد غياب الشمس وقد التمع رأسه فغلب عليه اللون البرتقالي، وقد تطاول ظله على شكل إنسان هزيل.

كذبت عيني إذ رأيته يهتز، وكلما غاب قرص الشمس وراء الأرض العتيقة، زادت حركته حتى سمعته يتنهد وقد لاحظت حبات دمع تتطاير مع الريح.
اقتربت منه لا يد له يمسح دموعه ، شاهدني لا يد له يحضنني ، فحضنته فانهار باكياً يجهش بالبكاء.

البيدق الصامت ما عاد يحتمل إثم الحلم، وقد أجهزت على قلبه جراح العشق، فقلت له ما بك... هيا قلّ لي.

قال: في اللعبة الماضية ماتت الملكة ، كم كنت أحلم أن أكون وزيرها، كنت أحلم أن أتزوجها وأدافع عنها وأموت فداءً لها، لكن الوزير الخائن باع المملكة.

كنت أقف في مكاني زماناً طويلاً، أحياناً أخترع لنفسي لعبة أحكي معها، أحياناً أتخيل أن لي شعراً أمشطه إلى الجهة اليمنى فتعجب بي الملكة ، وأضحك من مظهري إذ رضيت بالصلع شعراً لي.
ربما كنت أفضل مخترع في عالم البيادق، وأجمل ما اخترعته بعد حب الملكة هو النشيد الوطني للبيادق، وصارت البيادق تردده خلفي ، لكن ما فائدة النشيد الوطني وقد باعت الوزراء المملكة.
فقلت للبيدق : هون عليك ، ما رأيك أن أضع الوزير في مكانك في الجهة الأمامية، وأَضعك بجانب الملكة فقال: الوزراء وكبار المسؤولين دائماً يحبون الصفوف الأمامية لكن في المعركة يحبون الصفوف الخلفية.

إن الوزير أضعف أن يكون في الصف الأول تنال منه أول هجمة من العدو، يكفني أن أموت شهيداً في سبيل الملكة ، وأنا من أنا حتى أفكر بالملكة ، لن أكون بطول وجمال الملكة ، يكفني أن أحبها من بعيد حتى وإن لم تحسّ بيّ وعاد للبكاء ، فحضنته أكثر لصدري.
لكني سمعت أصواتاً من حولي وإذ البيادق كلها قد تجمعت حولي وقد أجهشت بالبكاء.

ثم كفكفت دموعه وأخذته إلى رقعة الشطرنج ، وبدأت لعبة جديدة.
الملكة تزج بالأحصنة في تحركات الهجوم، والبيادق تشن هجوماً عنيفاً تفسح المجال للبيدق حتى يتقدم.

الفيلة والأحصنة تحاور وتأكل قطع العدو، والبيادق تتساقط واحدة تلو الآخر، يسقط أحدها فيتقدم آخر وبيدقنا يتقدم للأمام أكثر في حركة ذكية جريئة، وعلى الجناح الأيمن كانت هناك معركة ضروس وسقطت البيادق على أرض المعركة، وصهلت الأحصنة وتقدمت القلاع، والعرق يتصبب من البيدق وفي لحظة حاسمة خان الوزير مرة أخرى وباع المملكة بحفنة نقود ، وأصبحت الملكة في خطر داهم، فما كان من البيادق إلا أن أعلنت لحظة اللاعودة ، واندفعت تتساقط واحدة واحدة أمام وزير العدو، وفجأة أخذ البيدق الخطوة الحاسمة ودخل عقر دار العدو وتحول وزيراً حاصر ملكة العدو وأنهى اللعبة بهذا الاستبسال البطولي، الأحجار المتبقية تصفق لهذه اللحظة التاريخية، والبيادق التي استشهدت تبكي والدماء تقطر منها، والأحصنة تصهل والفيلة تموج ، ثم أفسحت الطريق أمام البيدق الوزير ليستقر بجانب الملكة معلنا عهداً جديداً لمملكة العشق.




اليعربية



3/8/2009



طارق شفيق حقي

أحمد العسكري
06/08/2009, 09:19 PM
بهذا المرور أكون قد صافحتها
قبل ... وبعد
الولادة
أحييك استاذ طارق
هنا يتجلى فن القص
حقاً
نحن لانعجز أن نكون مثل ذلك الخلد
بعينيه اللامعتين
أسجل اعجابي الشديد بكل شيء
لغة وقيمة وايحاءات
أما الفكرة
فهي للاعب شطرنج خطير

طارق شفيق حقي
07/08/2009, 09:14 PM
بهذا المرور أكون قد صافحتها

قبل ... وبعد
الولادة
أحييك استاذ طارق
هنا يتجلى فن القص
حقاً
نحن لانعجز أن نكون مثل ذلك الخلد
بعينيه اللامعتين
أسجل اعجابي الشديد بكل شيء
لغة وقيمة وايحاءات
أما الفكرة

فهي للاعب شطرنج خطير


ربما علينا أن نخلد قصة الخلد كي تعرف للجميع
هل نعجز أن نكون مثل ذلك الخلد ، يعطي للناس بريق أمل وسعادة
إننا معشر البشر ضعفاء حد الدعاء
هل نعجز أن نقلد أضعف المخلوقات

كنت أول ما تابع لعبة الشطرنج هذه
وربما للقاء الأول تفسير خاص لا يعرفه غيرك
دمت كريماً

أحمد العسكري
07/08/2009, 09:36 PM
اذا أردت رأي قاص فاشل مثلي
...... إشتغل على الخلد
فلقد ألهمتني الكثير
ولك مني ( كش ملك)
لأن الخلد بيدق من نوع اخر
وربما يكون عريف وليس مجرد بيدق
في عالمك القصصي
لك احترامي
تستحق هذه ان تكون سلسلة
ماقولك

طارق شفيق حقي
07/08/2009, 11:29 PM
بعد الساعة الثانية صباحاً وقد كنت أغلق صفحات المربد صفحة صفحة، بعد شعور جميل ساورني امتزج بكثير من التعب الذي تعودت عليه وأدمنته، وبعد أن قرأت ثرثرة جميلة للأديب محمد سرحان
وقعت عيني على رد شاغل بالي أحمد العسكري
إذ قرر في آخر الليل أن قصة أحلام البيادق بعد أن امتزجت بظلال قصة الخلد التي لم أكتبها بعد، تستحق أن تكون قصصاً متسلسلة.
عالم البيادق كان في ذاته قصصاً عديدة
لكن العسكري أبى إلا إن يلاعبني في آخر هذا الليل لعبة شطرنج وكأن تعبي قد أغراه في حركة سريعة فقال لي " كش ملك"
وكش ملك تأخذ في قاموس آخرالليل، معنى معاكس ل" صح النوم"
ربما هي " خطأ النوم"
فهل كان للنوم خطيئة في لعبة العسكري ، وقد نادى كالمؤذن : "السهر خير من النوم"
لا أعرف كيف ستخرج قصة الخلد إذ أضعه في رقعة الشطرنج عوضاً عن البيدق الذي أصبح وزيراً
كم أحب في آخر هذا الليل أن أضع العسكري عوضاً أن يكون لاعباً يحرك الأحجار ويقول في آخر الليل لرجل منهك مثلي " كش ملك" أن أضعه عسكرياً يحرس أحجار الشطرنج حتى الصباح كي لا يقرضها الخلد
ثم أعود له بعد ذلك بقصة الخلد التي خلدت للنوم الآن.
قم للسهر أيها العسكري فكشك ليس يعنيني.

مصطفى البطران
08/08/2009, 09:30 PM
قصة فيها من القص الكثير :
العنوان: معبر ومناسب وشاعري000
اللغة: رامزة موحية ذات دلالات متعددة
البطل: ذو إرادة مصمم على النصر جلد يخطط يحاول يغامر ثم يصل إلى مراده
الشخصيات الاخرى تكاد تكون ثانوية ماعدا شخصية الوزيرين وزير الملكة ووزير العدو فهما يلعبان أدوارا خطيرة في مصير حياة الممالك وهما شخصيتان قويتان وهذا ما جعل الصراع على أوجه بين البيدق والوزيرين معاً هذا الصراع هو الذي جعلنا نتابع البيدق بشغف وكان لوصول البيدق إلى عقر دار العدو صدى بل دوياً عميقا في النفوس العطشى إلى النصر وبالتالي في نفس المتلقي ذاته حيث يتنفس الصعداء ونتنفس معه الصعداء بعد متابعة حثيثة لتحركات البيدق الجبارة ولكن للنهاية الوضحة في عالم القص أقوال وأقوال ولكنها على العموم نهاية مبهجة مفرحة 0
ملحوظة يبدو أن حرف الجر من كان من ضحايا هذا البيدق الشرس في العبارة التالية فسقط مغشياً عليه :
(إن الوزير أضعف أن يكون في الصف الأول) والصواب أن نقول إن الوزير أضعف من أن يكون في الصف الاول0
أكيد الملك لا يدري عن حال رعيته جلهم ومنهم (من ) المعتر

دمت قاصاً تحرك بيادق الحياة كما تشاء لتسير بها من نصر إلى نصر 056./,7:?::p

طارق شفيق حقي
13/08/2009, 07:27 PM
قصة فيها من القص الكثير :


العنوان: معبر ومناسب وشاعري000
اللغة: رامزة موحية ذات دلالات متعددة
البطل: ذو إرادة مصمم على النصر جلد يخطط يحاول يغامر ثم يصل إلى مراده
الشخصيات الاخرى تكاد تكون ثانوية ماعدا شخصية الوزيرين وزير الملكة ووزير العدو فهما يلعبان أدوارا خطيرة في مصير حياة الممالك وهما شخصيتان قويتان وهذا ما جعل الصراع على أوجه بين البيدق والوزيرين معاً هذا الصراع هو الذي جعلنا نتابع البيدق بشغف وكان لوصول البيدق إلى عقر دار العدو صدى بل دوياً عميقا في النفوس العطشى إلى النصر وبالتالي في نفس المتلقي ذاته حيث يتنفس الصعداء ونتنفس معه الصعداء بعد متابعة حثيثة لتحركات البيدق الجبارة ولكن للنهاية الوضحة في عالم القص أقوال وأقوال ولكنها على العموم نهاية مبهجة مفرحة 0
ملحوظة يبدو أن حرف الجر من كان من ضحايا هذا البيدق الشرس في العبارة التالية فسقط مغشياً عليه :
(إن الوزير أضعف أن يكون في الصف الأول) والصواب أن نقول إن الوزير أضعف من أن يكون في الصف الاول0
أكيد الملك لا يدري عن حال رعيته جلهم ومنهم (من ) المعتر



دمت قاصاً تحرك بيادق الحياة كما تشاء لتسير بها من نصر إلى نصر 056./,7:?::p


أمطرت في ديار البيادق غيثاً جميلاً
في فمك كلمة عن القفلة لم تقلها بل أشرت إليها

قلها يا رجل
كم نعشق النقد
تركت لك نسخة من القصة ذلك اليوم
أقرأتها من الورق أم من الشابكة

تقبل تحياتي أستاذ مصطفى البطران على هذه القراءة الموحية