كاظم الحمامي
05/08/2009, 09:51 PM
حضرة البيه الحرامي
نشر الموضوع في جريدة (الزمان) الدولية - العدد 3364 - التاريخ 5/8/2009
كاظم فنجان الحمامي
إحترامي .. للحرامي
صاحب المجد العصامي
صاحب النفس العفيفة
صاحب اليد النظيفة
جاب هالثروة المخيفة
من معاشه في الوظيفة
وصار في الصف الأمامي
احترامي .. للحرامي
هذا مقطع من قصيدة ساخرة, نالت هذه الأيام شهرة واسعة في الوطن العربي بعد تحولها إلى منولوج أدته الفنانة آمال ماهر. .
كتب كلمات القصيدة الأمير عبد الرحمن بن مساعد, وصاغ مفرداتها العامية البسيطة من وحي واقعنا العربي المعاش, وما رافقه من انحرافات أخلاقية حادة في معايير العفة والنزاهة, فقد انقلبت عندنا موازين تقييم الناس, حتى شهدنا سنوات خداعات يُصدق فيها الكاذب، ويُكذبفيها الصادق, ويُخونفيها الأمين، ويُؤتمنفيها الخائن. ومال مجتمعنا العربي المريض إلى الترحيب بأرباب المال الحرام, والحفاوة بهم, وإفساح مقاعد الصدارة لهم في المجالس, وتبجيل زعماء اللصوص, ومكافئة قادة قطاع الطرق, واحترام كبار الحرامية, وتكريم شراذم الصعاليك, من الذين امتهنوا السلب والنهب والسطو على ممتلكات الدولة, وأوغلوا في اختلاس المال العام بذرائع ومبررات خسيسة, وأساليب تستبطن الكفر والفسوق والعصيان, وتعلن الغش والاحتيال. فأتقنوا التظاهر بالعفة والورع والشرف والنزاهة والزهد والتقوى, واسقطوا المحرمات, واستسهلوا الموبقات, وضيعوا الحقوق والأمانات. فتراهم يبحثون, في كل مصر وعصر, عمن يساندونهم ويوفرون لهم النصرة العشائرية, أو القوة الحزبية, لكي يتوسعوا في عمليات الكسب الحرام, والاختلاس المنظم. فاستكبروا في الأرض وطغوا وما كانوا سابقين.
ومما يثير السخط بين عامة الناس صلافة بعض أعضاء البرلمانات العربية ومجالس الأمة والشعب في تضليل الناس, ووقاحتهم في تبرير السرقات المفضوحة عن طريق التلاعب بالألفاظ والعبارات, وتطوعهم للذود عن حرامية المال العام, ومحاولاتهم المخزية لطمس الحقائق, وإخفاء نور الشمس الساطع بغرابيلهم المثقوبة. وتسابقهم لتوفير الحماية للشراذم الفاسقة التي انغمست في الرذيلة. حتى أصبح من المألوف مشاهدة النائب الفلاني في البرلمان العلاني وهو يستميت في دفاعه عن اللصوص والنصابين, وينزلهم منازل الزهاد والمتصوفين.
ولا أسخف من موقف بعض البرلمانيين العرب الذين ما انفكوا يطالبون الناس بوجوب الوقوف مع السراق والحرامية والتضامن معهم. ولا أتفه ولا أقبح من الحجج والتعليلات الغبية, التي تبرر مصادرة الموارد والثروات العامة, وتسريع وتيرة التسابق بين كبار المسئولين لكسر الأرقام القياسية في مباريات اللغف والحرمنة المشاعة. بينما يوصم الموظف النزيه بالغباء والسذاجة, لأنه في رأيهم لم يحسن استغلال الفرص المتاحة, ولم يكن حاذقا في التعامل مع الواقع المعاش, واللحاق بقافلة السراق والمختلسين. .
وليعلم هؤلاء ان الجاه والسلطة والدعم الحزبي والعشائري لا يعفيهم من عقاب الله, يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِجَهَنَّمَ دَعّاً, ويسحبون في النار على وجوههم ليذوقوا مس سقر. ولا تعترف الأحكام السماوية إلابالاستقامة والعدل والإحسان. فالمال العام ملك مشترك للجميع, ولا يجوز الاستحواذ عليه وحيازته على حساب الاستحقاقات العامة.
إنّ طغيان اللصوص والحرامية, واستهتارهم قد ينمو بنمو المال الحرام, وقد يتكاثر بغياب الرقابة المالية الصارمة. بيد أن بوصلتهم ستنحرف بهم انحرافا مهينا نحو مستنقعات الخزي والعار والذل في الدنيا والآخرة.
فما أحوجنا اليوم في العالم العربي إلى البرامج الإصلاحية الشاملة, والتي ينبغي أن تكون بمثابة فزعة وطنية صادقة, لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أمولنا وثرواتنا العامة المبعثرة المستباحة.
وما أحوجنا اليوم إلى التسلح بالإيمان, وردع السراق الذين انتهكوا التشريعات السماوية, وأساءوا إلى القيم الأخلاقية النبيلة.
وما أحوجنا اليوم إلى وعي وطني يتفجر وينمو ويترعرع في النفوس الطيبة ليشيع منها حسا جميلا طالما افتقدناه. .
نشر الموضوع في جريدة (الزمان) الدولية - العدد 3364 - التاريخ 5/8/2009
كاظم فنجان الحمامي
إحترامي .. للحرامي
صاحب المجد العصامي
صاحب النفس العفيفة
صاحب اليد النظيفة
جاب هالثروة المخيفة
من معاشه في الوظيفة
وصار في الصف الأمامي
احترامي .. للحرامي
هذا مقطع من قصيدة ساخرة, نالت هذه الأيام شهرة واسعة في الوطن العربي بعد تحولها إلى منولوج أدته الفنانة آمال ماهر. .
كتب كلمات القصيدة الأمير عبد الرحمن بن مساعد, وصاغ مفرداتها العامية البسيطة من وحي واقعنا العربي المعاش, وما رافقه من انحرافات أخلاقية حادة في معايير العفة والنزاهة, فقد انقلبت عندنا موازين تقييم الناس, حتى شهدنا سنوات خداعات يُصدق فيها الكاذب، ويُكذبفيها الصادق, ويُخونفيها الأمين، ويُؤتمنفيها الخائن. ومال مجتمعنا العربي المريض إلى الترحيب بأرباب المال الحرام, والحفاوة بهم, وإفساح مقاعد الصدارة لهم في المجالس, وتبجيل زعماء اللصوص, ومكافئة قادة قطاع الطرق, واحترام كبار الحرامية, وتكريم شراذم الصعاليك, من الذين امتهنوا السلب والنهب والسطو على ممتلكات الدولة, وأوغلوا في اختلاس المال العام بذرائع ومبررات خسيسة, وأساليب تستبطن الكفر والفسوق والعصيان, وتعلن الغش والاحتيال. فأتقنوا التظاهر بالعفة والورع والشرف والنزاهة والزهد والتقوى, واسقطوا المحرمات, واستسهلوا الموبقات, وضيعوا الحقوق والأمانات. فتراهم يبحثون, في كل مصر وعصر, عمن يساندونهم ويوفرون لهم النصرة العشائرية, أو القوة الحزبية, لكي يتوسعوا في عمليات الكسب الحرام, والاختلاس المنظم. فاستكبروا في الأرض وطغوا وما كانوا سابقين.
ومما يثير السخط بين عامة الناس صلافة بعض أعضاء البرلمانات العربية ومجالس الأمة والشعب في تضليل الناس, ووقاحتهم في تبرير السرقات المفضوحة عن طريق التلاعب بالألفاظ والعبارات, وتطوعهم للذود عن حرامية المال العام, ومحاولاتهم المخزية لطمس الحقائق, وإخفاء نور الشمس الساطع بغرابيلهم المثقوبة. وتسابقهم لتوفير الحماية للشراذم الفاسقة التي انغمست في الرذيلة. حتى أصبح من المألوف مشاهدة النائب الفلاني في البرلمان العلاني وهو يستميت في دفاعه عن اللصوص والنصابين, وينزلهم منازل الزهاد والمتصوفين.
ولا أسخف من موقف بعض البرلمانيين العرب الذين ما انفكوا يطالبون الناس بوجوب الوقوف مع السراق والحرامية والتضامن معهم. ولا أتفه ولا أقبح من الحجج والتعليلات الغبية, التي تبرر مصادرة الموارد والثروات العامة, وتسريع وتيرة التسابق بين كبار المسئولين لكسر الأرقام القياسية في مباريات اللغف والحرمنة المشاعة. بينما يوصم الموظف النزيه بالغباء والسذاجة, لأنه في رأيهم لم يحسن استغلال الفرص المتاحة, ولم يكن حاذقا في التعامل مع الواقع المعاش, واللحاق بقافلة السراق والمختلسين. .
وليعلم هؤلاء ان الجاه والسلطة والدعم الحزبي والعشائري لا يعفيهم من عقاب الله, يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِجَهَنَّمَ دَعّاً, ويسحبون في النار على وجوههم ليذوقوا مس سقر. ولا تعترف الأحكام السماوية إلابالاستقامة والعدل والإحسان. فالمال العام ملك مشترك للجميع, ولا يجوز الاستحواذ عليه وحيازته على حساب الاستحقاقات العامة.
إنّ طغيان اللصوص والحرامية, واستهتارهم قد ينمو بنمو المال الحرام, وقد يتكاثر بغياب الرقابة المالية الصارمة. بيد أن بوصلتهم ستنحرف بهم انحرافا مهينا نحو مستنقعات الخزي والعار والذل في الدنيا والآخرة.
فما أحوجنا اليوم في العالم العربي إلى البرامج الإصلاحية الشاملة, والتي ينبغي أن تكون بمثابة فزعة وطنية صادقة, لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أمولنا وثرواتنا العامة المبعثرة المستباحة.
وما أحوجنا اليوم إلى التسلح بالإيمان, وردع السراق الذين انتهكوا التشريعات السماوية, وأساءوا إلى القيم الأخلاقية النبيلة.
وما أحوجنا اليوم إلى وعي وطني يتفجر وينمو ويترعرع في النفوس الطيبة ليشيع منها حسا جميلا طالما افتقدناه. .