المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأخ حسن الأفندي يتحدث عن مكتبته الخاصة ...



أبو شامة المغربي
05/08/2009, 05:59 AM
http://img252.imageshack.us/img252/917/12032jm3.gif
*
حسن الأفندي (http://www.merbad.net/vb/member.php?u=4580)
يتحدث عن مكتبته الخاصة
http://www.merbad.net/vb/image.php?u=4580&dateline=1243323303 (http://www.merbad.net/vb/member.php?u=4580)
http://www.al-wed.com/pic-vb/239.gif
أخي الكريم
حسن (http://www.merbad.net/vb/member.php?u=4580)
سلام الله عليك ورحمته تعالى وبركاته
إذا ما دعونا الأخ الكريم حسن إلى أن يحدث أهل المربد الزاهر بإسهاب قدر ما يستطيع عن مكتبته الخاصة، فيا ترى ما عساه ينتقي من سحر بيانه وآسر كلماته ليحدثهم من خلالهما عن مكتبته؟
http://img403.imageshack.us/img403/5192/4f8902a65dfy5.gif
في انتظار حروف حديثك المزهرة
حياك الله
http://www.ss1ss.com/albumsm/99312.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
aghanime@hotmail.com (aghanime@hotmail.com)

حسن الأفندي
08/08/2009, 07:32 PM
أخانا الكريم الأستاذ الكبير الدكتور عبد الفتاح
السلام والرحمة
مالك كلما أغلقنا بابا فتحت لنا آخر ؟ ألا ترى معي أن الموضوع هذا كبير كبير ويحتاج لجهد ووقت ؟ وقد بلغت من الكبر عتيا , ولكني على كل حال لا أستطيع أن أرد لك طلبا فيه مصلحة وفيه اجترار للذكريات .
أعدك بأن أبدأ بالرد قريبا جدا وربما من الغد إن شاء الله محاولا سلسلة النقاط والأفكار ومرحلتها , فالموضوع كبير وهام , ولا أخفيك سرا بأننا في حاجة لدراسة تجارب الجميع في هذا الصدد حتى نكوّن الأسوة والقدوة الحسنة لشباب اليوم الذي لا يهتم إلا بالسماويات والأغاني الهابطة , آل إيه : وبوس الواوا وبحبك يا حمار !!!! وطبعا لا مؤاخذة ومعذرة فأنا أستحي مما ينحون إليه .
ما أحوجنا إلى سرد تجارب مثقفينا وعلمائنا فعسى ولعل أن يجعل الله بعد عسر يسرا وبعد تخلف حياة وحضارة
جهدك مشكور وعظيم ورائع ويستحق الإجابة منا ركضا وهرولة
دمت كبيرا ورياديا سباقا

أبو شامة المغربي
08/08/2009, 07:46 PM
http://www.almumen.com/Gallery/albums/ftpUpload/InitialAbstractsStill1/DSC_0116.JPG

الشاعر لطفي الياسيني
08/08/2009, 10:46 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
تحية الاسلام
جزاك الله جنة الفردوس الاعلى التي اعدت للمتقين
نفع الله بك الاسلام والمسلمين وادامك ذخرا لمنبرنا الشامخ شموخ
ارز لبنان
ان كل مفردات ثقافتي لا تفيك حقك من الشكر والاجلال والتقدير
لك مني عاطر التحية واطيب المنى
دمت بحفظ المولى

-------------------------------------------------------------------توقيع لطفي الياسيني
عاش العراق ..
عاشت المقاومة العراقية البطلة
عاشت فلسطين حرة عربية من البحر الى النهر
المجد والخلود لشهداء أمتنا الأبرار
والله أكبر .. الله أكبر
اللهم من المجاهدين العمل والإنابة ومنك التسديد والإصابة


أن الموت على حبل العزه اشرف الاف المرات من العيش على بساط العار

حسن الأفندي
09/08/2009, 09:32 AM
ما زلت ألهج بالشكر لك وللأخ الشاعر لطفي الياسيني , وعلى بركة الله أبدأ :

البدايات الأولي
كان السلم التعليمي أربع سنوات لكل مرحلة من مراحل التعليم العام , تبدأ بالمدرسة الأولية أو الابتدائية ثم المدرسة المتوسطة وأخيرا المدرسة الثانوية , وكان المعلمون معلمين بحق وحقيقة , يرعون أبناءهم ويغرسون فيهم حب المطالعة والقراءة منذ البدايات الأولى لحياتهم , حتى وإن كلف ذلك المعلم ان يدفع من جيبه مالا لإنفاقه على شراء بعض الكتب لبعض الطلاب ممن لهم نهم للقراءة ولإشباع ميولهم خصوصا ممن كانوا فقراء من الطلاب أو من أسر لا تستطيع توفير الكتاب للطالب رغم ظهور نبوغه ورغبته فى المطالعة والقراءة .
وكان وما يزال بوزارة التربية والتعليم مديرية عامة تعنى بطباعة ونشر مجلتين هما الصبيان والكبار وكانتا شهريتين بغض النظر عن محتوى المجلة سابقا وحاليا , فحاليا انقطعت الصلة بيني وبين ما يجري في هذا الصدد, وكانت تصل هذه المجلات لكل المدارس فى كافة أنحاء السودان , وثمن المجلة قرشان فقط , كنا نعمل حسابنا لتوفير القرشين طوال الشهر حتى إذا وصلت المجلة اشتريناها ومن لم يستطع توفير القرشين , فإن معلمه يعطيه المجلة ويطلب منه تسديدها لاحقا وقبل أن يصل العدد التالي , ومن يفشل فى تسديد المبلغ , فإن المعلم يقوم بدفعه فى رضا تام خصوصا متى آمن بمصداقية التلميذ وفى الغالب كان المعلمون يلمون بظروف كل تلاميذهم وأسرهم , ورغم مرتباتهم الضعيفة نسبيا , إلا أن راتب أي موظف دولة كان يكفيه ويكفي أسرته ويوفر منه ويتزوج ويربي عياله , فالحياة كانت ميسرة وكل ما تحتاجه كان رخيصا . لم ندخل وقتها في فترات الانقلابات العسكرية والتخبط والتخطيط العشوائي ولم تبدأ حينها ما يعرف بالعولمة واقتصاد السوق وأثره العالمي على البلدان خاصة النامية منها.
كانت المجلتان بهما الكثير من القصص الممتعة والأناشيد المتخصصة التي تناسب سن الطفل وتناسب الكبار ممن فاتهم ركب التعليم فالتحقوا بفصول محو الأمية وتعليم الكبار . وأشهد أننا بدأنا مع تلكم المجلتين , ننتظرهما شهريا مثلما يرقب المسلم الحق بزوغ هلال شهر رمضان المبارك بشوق ولهفة حبا في أداء شعيرة الصيام التي تقربه من الخالق عز وجل وتجعل منه الورع التقي .
مع ذلك كانت هنالك بعض القصص الصغيرة توزع علينا فى الفصول في حصة المكتبة لنطالعها ويمكن استلافها وإرجاعها لإدارة المدرسة أو مرشد الصف وفق ضوابط محددة ومعروفة .
تلك كانت الابتدائية والتي بدأنا منها ومعها حبنا للقراءة والكتاب , وما زالت المسيرة مستمرة ,

أبو شامة المغربي
09/08/2009, 11:40 AM
http://img84.imageshack.us/img84/9649/207806v52glqm7ioud7fy0.gif
http://www.ansani2.com/sign/images/141238.gif

حسن الأفندي
10/08/2009, 07:31 AM
المرحلة المتوسطة
ارتفع بعض الشيء مستوى الكتب التي نقرأها , كما أننا صادفنا جلسة أسبوعية مسائية لأول مرة تمتد لأكثر من ساعتين يحضرها كل طلاب المدرسة , وتسمى تلك الجلسة بالجمعية الأدبية التي تهدف لإكساب الطلاب الشجاعة الأدبية في إلقاء موضوعاتهم التي يكتبونها وفي التناظر فيما بينهم , وللجمعية رئيس وأمين سر ومسئول أدبي ويشرف عليها في الغالب أحد أساتذة اللغة العربية .
تلك الجمعية شجعتنا كثيرا فى القراءة والبحث والتقصي وكتابة الموضوعات , بل المحاضرات للمشاركة وخلقت جوا من المنافسة بين فرقاء من الطلاب يتناظرون حول موضوع ما , كأن يقترح سؤال : هل تؤيد تعليم المرأة أم تعارضه ؟ ويتبنى فريق الموافقة وآخر المعارضة حتى وإن لم يؤمن بها , وكان لي من أصدقاء أعداء ألداء كثر , فهم أصدقاء بحكم أنهم لا يستطيعون الاستغناء عني وعن مجالستي وأنا كذلك لا أستطيع الاستغناء عن أحدهم وهم أعداء ألداء إذ يقفون دائما في الجهة المعارض لرأيى ونتناظر ولكل منا أسلوبه الحماسي الذي يلهب الأكف بالتصفيق ولكل منا أنصاره ومؤيدوه المتحمسون له حقيقة والمنحازون لجانبه , ولي مع هؤلاء الأصدقاء الأعداء ذكريات كثيرة نشرت في كتابي ليالي الاغتراب بالتراي ستار كما نشر بعض منهم ذكرياته ولم يهملوا فيها ذكري .
لا شك أن المنافسة تقود وتؤدي في النهاية إلى الإبداع لذوي الكفاءة والقدرة .
بجانب ذلك كانت هناك حصة المكتبة وكان على الفرد أن يستلف كتابا يطالعه ثم يقوم بعرض ملخص له على أستاذ اللغة العربية ويفترض أن يكون الملخص مختصرا مفيدا ويلقي بأهم وأبرز ما تعرض له الكتاب , وقد طلبت من أحد أساتذتي الأجلاء أن أقوم بالملخص ثم أحاول إعادة صياغة الكتاب بصورة مسهبة وبأسلوبي الخاص , فوافق وكان يراجع ما أكتب ويشجعني ويشد من أزري , فبارك الله في أستاذي الفاضل / عبد الرحيم عبد القادر وأطال عمره ومتعه بالصحة والعافية ـ إن كان حيا ـ ورحمه الله رحمة واسعة إن التقاه , فقد رأيته آخر مرة عام 1987م وانقطعت عني أخباره .
بمناسبة هذا الأستاذ الذي كان يشجعني , فقد سبقه أحدهم وطلبني مرة وقال لي في نقاش مطوّل : هل شعرك مثلا كشعر شوقي إذ يقول كذا وكذا وهل يعادل شعر حافظ إذ يقول كذا وكذا ؟ أحبط من روحي المعنوية ولست أدري كيف يتوقع من ابن الثالثة عشر سنة أن يكون بمستوى شوقي وحافظ ؟ وهكذا لابد أن ندرك الدور الإيجابي المؤثر والسلبي المؤثر أيضا للمعلم !!!
وطبعا من بداية المرحلة المتوسطة بدأنا اللغة الإنجليزية وبدأنا نقرأ القصص بالإنجليزية من النوع المبسط (SIMPLIFIED) وبالمناسبة امتدت دراستنا للغة الإنجليزية حتي نهاية المرحلة الثانوية وكنا ندرس كافة المناهج بها إعتبارا من بداية المرحلة الثانوية طبعا فيما عدا مادتي اللغة العربية والتربية الإسلامية ولكن العلوم والرياضيات والجغرافيا والتاريخ بجانب الإنجليزية كمنهج والأدب الإنجليزي , كنا لا نسمع في حصصها كلمة واحدة عربية .
كما كانت في ذلك الوقت الدراسة بالجامعات السودانية باللغة الإنجليزية مما كوّن لدى الفرد منا ذخيرة ضخمة من المصطلحات والألفاظ الإنجليزية .
وما زالت المسيرة مستمرة ,.......

أبو شامة المغربي
10/08/2009, 07:46 AM
http://www.maktoobblog.com/userFiles/a/b/abdelhak-hoggui/images/37034.gif
http://img84.imageshack.us/img84/9649/207806v52glqm7ioud7fy0.gif
http://www.maktoobblog.com/userFiles/a/b/abdelhak-hoggui/images/36.gif
http://www.ansani2.com/sign/images/141238.gif

حسن الأفندي
11/08/2009, 07:11 PM
المرحلة الثانوية ــ جد واكتساب معارف
كانت في زمننا ثمان مدارس ثانوية مجهزة تماما بمكتبات وقاعات محاضرات ومختبرات وميادين رياضية وأحواض سباحة وكل طلابها يقطنون اقساما داخلية ممتازة المبنى والتجهيز، كان السودان بخير، كانت نموذجية أعتقد أنها الآن أصبحت كليات جامعية، وبدأت فعليا اكتساب المعارف عن دراسة وتحقيق وتمحيص، ورغم كبر المكتبة وما بها من كتب، حاولت جاهداً ألا أترك كتاباً إلا ودرسته دراسة، وجدت ضالتي مع أبي العلاء المعري والبحتري وابن الرومي الذي حاضرت زملائي عنه، والمتنبي وأبي تمام وشعراء المعلقات ..............وهلم جرجرة
أكاد أقول إني حفظت كل الدواوين، وحتى فصول وغايات أبي العلاء المعري ولزومياته وسقط زنده ورسالة غفرانه لمحمد بن القارح وما أبقيت شيئاً! وللعلم فقد انتهينا من حفظ دواوين ومسرحيات شوقي بالمرحلة المتوسطة كما لم نهمل حفظ ديوان حافظ إبراهيم والبارودي وشاعر القطرين ولعلي بين الفينة والأخرى كنت ألمح لذلك، ولكن عامل الزمن واختلاف الليل والنهار يُنسي كما يقول الرائع شوقي مجاريا قصيدة البحتري أو بالأصح سينية البحتري الشهيرة في وصف إيوان كسرى , وقد أجاد كلاهما فى شعره ,فالبحتري رسم بالكلمات ما لا يستطيع غيره أن يرسم وبما يظل إعجازا لكل شعراء هذا العصر وخصوصا الحداثيين المفلسين والفقراء:
تحسب العين أنهم جد أحيا
ء لهم بينهم إشارة خرس
يغـــتلي فيهم ارتيابي حتى
تتقـــــراهمُ يداي بلمــتس
والقصيدة طويلة ومعروفة ومطلعها :
صنت نفسي عما يدنس نفسي
وترفعت عن جدا كل جبس
كما ذكرت أني مرضت بالتهاب العصب السابع الذي شل جانب وجهي الأيسر وتعافيت من ذلك المرض ولكنه ما أبقى في ذاكرتي حتى أشعاري ولم أعد أحفظ إلا النذر اليسير جدا ويمكن استعادة الذاكرة متى ما وجدت من يبدأ معي قصيدة أو بيتا أحياناً، ولكن لا أنكر أنني خرجت بحصيلة جيدة لم تبق على المطر الدثاث أو الدث والتراب النبث ونظرية آيبقور في إنكار العلة الغائية وحدث بلا حرج، كنا بعد هذه المرحلة نحس بأننا أصبحنا متمكنين من الحديث في شتى ومختلف ومتنوع جوانب المعرفة والأدب والثقافة، وبدأت تنشر كتاباتنا وأشعارنا الصفحات الثقافية في الصحف السودانية وأصبحنا ننال حتى إحترام أساتذتنا الكبار , مما جعلني مرة أنظر متحسرا لمستوى الخريج الجامعي وأكتب سلسلة مقالات نشرت بموقعين سودانيين كبيرين كان عنوان إحداى المقالات: مخرجات التعليم حاليا , مما أثار حفيظة قارئين أرسلا لي رسالتين غير لائقتين على إيميلي مما دفعني بالرد عليهما بصورة علمية ومنطقية جعلت الكثير من القراء ينحازون لموقفي وبرسلون لي رسائل تشد من أزري وترفع معنوياتي وتدين وتشجب وتستنكر ما ذهب إليه القارئان , وكعادتنا فنحن ندين ونشجب ونستنكر ولا حيلة لنا غير هذه .
كانت تقام بالمدارس الثانوية حفلات كبيرة بمناسبة المولد النبوي الشريف والهجرة وذكرى الإسراء والمعراج، وكانت الإذاعة السودانية تصلنا لتنقل قصيدتي وتذيعها لمستمعيها وفي ذلك تأكيد على أننا كنا ذوي قيمة أدبية حقيقية.
وتستمر المسيرة .........

أبو شامة المغربي
12/08/2009, 05:03 AM
http://www.ss1ss.com/albumsm/99312.gif

حسن الأفندي
13/08/2009, 07:09 AM
المرحلة الجامعية
وصلناها ونحن قد أعددنا أنفسنا وغرسنا فيها خاصية القراءة والتحصيل والبحث والتقصي والجري وراء المعلومة , ورغم أن تخصصي كان رياضيات , إلا أن ذلك لم يحل دون الوصول لأمهات الكتب في الأدب العربي التراثية والمحدثة , فتناولنا الأغاني ولسان العرب والبيان والتبيين بجانب القواميس ومفرداتها وكل كتاب تناول علم العروض وحتى آخرها وأخيَرها المرشد إلى فهم أشعار العرب وصناعتها للعالم العلامة المرحوم البروفيسور عبد الله الطيب , وأضطررنا إلى أن نقرأ كل قصص نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس والسباعي لما لم نجد ما نقرأه !
كان أمين المكتبة يعلم عني كل شيء , فإذا دخلت المكتبة أخبرني بما ورده من جديد الكتب أو أخبرني بأنه لا توجد كتب جديدة بالنسبة لي يمكن أن أستعيرها .
ترأست نادي الشعر بمعهد المعلمين العالي بأمدرمان على مدى أربع سنوات وحفلت لياليه بالآلاف ممن يحضرون ليلاته الشهرية ومن الجنسين , وتلكم الليلات أتاحت لي فرصة التعرف على الكثيرين من شعرائنا الكبار ومن الشباب آنذاك وعلى عدد من الشعراء العرب المقيمين بالسودان آنذاك . كنت أقدم المشاركين من فقرة لأخرى وكان ذلك يقتضي أن أكون جذابا ومبدعا ومبتكرا حتى لا أكرر نفسي , وتلك كانت تشكّل لي تحديا لابد من إثبات الذات فيه .
شاركنا في فعاليات الليلات الشعرية التي كانت تقيمها الأندية الكبري مثل نادي الخريجين بأم درمان والنادي الثقافي بالخرطوم والمكتبة المركزية بأم درمان وهي مكتبة عامة كانت تابعة وأعتقد ما زالت لوزارة التربية والتعليم , كما شاركنا في الليالي الشعرية التي تقيمها الجامعات وحضرنا ندوات أدبية أسبوعية كانت تقام بأم درمان كل يوم جمعة بمنزل الأديب الشاعر المرحوم عبد الله حامد الأمين , وأذكر أن الندوة الأدبية تلك هي التي اقترحت مسمى ديواني وذلك عام 1965م وظل اسم البوادر أثيرا لدي حتى تاريخه .
وتستمر المسيرة .......

أبو شامة المغربي
14/08/2009, 04:56 AM
http://i287.photobucket.com/albums/ll149/glittergn/flower/flower030.gif

حسن الأفندي
15/08/2009, 06:26 AM
وخرجنا إلى معترك الحياة ........
أصبحت الآن أملك وظيفة وهذا يعني أن لي راتبا شهريا جيدا يمكنني من أن أشتري ما أريد .... كانت مصر الشقيقة تقيم معرضا سنويا أو نصف سنوي للكتاب بالخرطوم , وكنا نعد له العدة ... لا نبخل بجنيه وربع أو ربما جنيه ونصف لشراء عدد من الكتب الثقافية القيمة , ونقرأها فهما واستيعابا ونقدا وتحليلا وأحيانا استعراضا بما نملك من ذخيرة ثقافية أمام رصفائنا ومثقفينا ومن نعتقد أنهم لهم الكلمة النافذة في الحكم على مستوى هذا أو ذاك , الهوامير الكبيرة .
وشاءت الأقدار أن أسافر لعامين متتاليين لمصر الثقافة , مرة لجامعة عين شمس وأخرى لجامعة الإسكندرية , كنا نستغل الفرصة في إقتناء كل المجموعات التي تصدر فى مجال التخصص الرياضيات فمن لامي للمختار للممتاز ولكتب الرياضيات الحديثة , الأمر الذي جعلني أساهم مع حفنة محدودة من الزملاء في إدخال الرياضيات الحديثة في مناهج الرياضيات بالسودان , كنا نصدر نشرات يتم تعميمها على المدارس لحين طباعة كتب تُضاف إليها محتويات تلك النشرات , فمن المجموعات للبرمجة الخطية للمتباينات للإحصاء والإحتمالات . التدريس عندنا لا يعتمد على الكتاب المنهجي فقط ولكن لك الحرية والخيار في الاستعانة بما ترى من الكتب الإنجليزية أو المصرية أو أية أنواع أخرى بحيث تغطي المنهج وجميع جوانب تطبيقات القوانين الرياضية , وكلما كنت ذا علم وتنوع واقتدار , كلما شقت سمعتك الآفاق بقوة .
وفي منتصف السبعينيات , عاودتني وساوسي تجاه الموت , ماهيته ؟ ما بعد الموت ؟ الحياة البرزخية ؟ الروح ؟ الجسم الأثيري ومكوناته ؟ ... ألخ وكل ذلك دفعني لأن أدفع بسخاء في شراء كتب تتصل بهذه الأمور , فقرأنا مع الله في السماء والسموات السبع ونشأة الكون ويسألونك عن الروح من منظور غربي والإجابة من منظور إسلامي وقصة الإيمان ورؤية الفلاسفة , وأغرب ما لفت نظري أن فيثاغورث صاحب النظرية الرياضية المعروفة , هو أول من توصل أن وراء الكون وحدة واحدة لا تتجزأ , وهذا يعني أنه فلسفيا أول من أثبت وحدانية الله .
ولعل تلك الوساوس هي نفسها التي دفعتني لفهم القرآن الكريم معانيا وتفسيرات متنوعة وأسباب نزول وموافقات , وكنت أتأثر كثيرا بما أقرأ من تفسيرات وأحيانا أبكي لسبب نزول هذه الآية أو تلك , ولكن بتقدم العمر ورسوخ المعرفة أصبحت في موقف من يميز بين ما هو مقبول وبينما هو مجرد تفسير يخلومن كل منطق , ومثال ذلك أنك تجد في تفسير الأمر القرآني للرسول الكريم بألا يستغفر لهم وحتى إن استغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم , تجد من يقول إن الرسول الكريم كان قادما من المدينة لمكة ونزل بثنية كذا حيث قبر والدته وأخذ يبكي ويستغفر الله لها فنزلت الآية بالنهي , تألمت لذلك كثيرا وبكيت , ولكني وبالرجوع إلى المنطق لم أجد مبررا لذلك التفسير , فأم رسولنا الكريم من أهل الفترة لم تبلغها رسالة كذبت بها , فكيف يكون عدم الغفران لها , وما كان الله ليعذب أحدا لم تبلغه رسالة ( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ) ....
المهم يبدو أن شيئا من النضج بدأ يلامسنا , وبدأنا نميز بين الغث والثمين .
واستمرت المسيرة وتستمر إلا أن يوقفها الموت وتتوقف الأنفاس .

أبو شامة المغربي
17/08/2009, 07:00 AM
http://www.ss1ss.com/albumsm/108425.gif