المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : النقد بعين أخرى



فريد البيدق
29/07/2009, 04:52 PM
يأتي هذا البيت ضمن أمثلة الشعر المغسول من الفائدة، لكنني رأيت فيه رأيا أورده لعلني أجد من الإخوة والأخوت تصويبا أو تأييدا!



كأننا والماء من حولنا . . . قوم جلوس حولهم ماء

من الواضح الذي لا يحتاج إلى توضيح أن الذوات لا تتشابه هنا، وأن الشاعر لا يقصد تشبيه نفسه مع من يجلس معهم بقوم جلوس حولهم ماء.
إذا: ماذا يقصد؟
إن بيان أركان التشبيه تبين وتجيب.
كيف؟
المشبه: حالة الشاعر مع رفقته.
المشبه به: الحالة المعهودة بمن يجسلون حول الماء من فراغ البال وهناءته وانصراف الذهن عن متاعب الحياة واستحضارها و...
الأداة: كأن.
الوجه: حالة الجلوس في جو غير مشحون بالمنغصات.
الغرض: المفارقة.
كيف؟
إن الشاعر رأى أن الانسجام غير موجود في جلسته، وأن ما معه بينهم تنافر لا يصلح لهذه الجلسة، وهذا نراه كثيرا في الأسر حيث تضم البيوت أزواجا لا يحبون زوجاتهم، وزوجات لا تحب أزواجها، لكنهم يظهرون بمظهر البيوت المتماسكة للمصلحة العامة.
وهذا ما حدث هنا، وبدل أن يعبر الشاعر عن هذه الحالة تعبيرا طويلا، أو تعبيرا مجازيا لا يحمل حالة الملل التي يستشعرها- عبر بهذا الأسلوب الذي ينقل ما في نفسه في ألفاظه وتعبيراته.

د.ألق الماضي
29/07/2009, 09:00 PM
الكريم فريد البيدق،،،
ضحكت حين قرأت البيت،،،
فهو مجرد كلام منظوم ،،،
لكن تفسيرك الذي ذهبت إليه أضفى عليه جمالا قد لا يلمح منذ الوهلة الأولى،،،
بوركت،،،

طارق شفيق حقي
29/07/2009, 11:07 PM
جميل ما ذهبت إليه

إن في تقديم "الماء " على " حولنا

إنارة ووقفة عند كلمة الماء ، فنقف عند وصف المجالس الجميلة التي يجري الماء حولها وما فيه من سرور وطيب مواقيت

لكن تقديم الشاعر لكلمة " حولهم" على كلمة ماء في الشطر الثاني
استدعت الوقفة التي نظرت فيها والتي تدل أن الشاعر أراد التأكيد هذه المرة على كلمة حول

والتي تعطي معنى مناقض للمجالس الجميلة التي يحيطها الماء
وتؤدي بنا للمجالس الخطرة كالسفن وسط العواصف أو كالسيل إذ أحاط بالناس وما شابه

ولعمري أن بساطة هذا البيت مغرية خادعة
ولعلنا نقرأ أغلب تراثنا ولا نعي هذه الإشارات الذكية

لك كل التقدير على بساطة الموضوع وكثافته
فإن العلم يأتي بالمقادير

فريد البيدق
30/07/2009, 04:51 PM
أكرمك الله تعالى أيتها الدكتورة الجليلة ألق الماضي!

فريد البيدق
30/07/2009, 04:53 PM
بوركت الرؤية أيها الحبيب الكريم طارق!