المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ( حكاية العصفور والعقرب )



ايهاب هديب
27/07/2009, 10:33 PM
( حكاية العصفور والعقرب )


في أحد الأيام احترق بيت العقرب والغابة من
حوله ،فما كان من العقرب الا أن احتال على
الخروج من بيته ذي الأنفاق والمداخل المتعددة ،
وخرج فارّاً بجلده قبل أن تقضي عليه النيران التي
كانت تُلاحقه وتُحيط به من كل صوب ..
سار العقرب طويلاً وسط ذلك التيه الذي وقع فيه وفُرض عليه ، وقد كلّت أرجله من المشي والركض
المضني ، بعد أن وصل بمسيره الضالّ الى ضفة نهر
غامر فوقف أمامه عاجزاً وسقط مغشيّاً عليه ! ...
فلما أفاق رمى ببصره الى أمام ، فرأى قبالته عصفور غاية في الجمال ، يطير فوق الماء ويرفرف
حاطاً على ضفة النهر يتلقّط رزقه ..
فبرقت عينا العقرب وتعملقت في ذاته السمّاوية
فكرة النجاة من هذه المحرقة التي استعرت عليه
وهذا التيه الذي أنهكه وشتت قواه ، بأن يعبر النهر
الى الضفة المقابلة حيث الأرض الموعودة التي سيستولي عليها ويبيض فيها ويُفرّخ !! ...
وماأسرع ماانكمش على نفسه مُتمسكناً وظهر
بمظهر الجريح العاجز وطأطأ رأسه بذلّة وانكسار
ودنى من العصفور قائلا :
ــ أي أخي وابن عمي ، أيها العصفور الطيّب الجميل ، إني أريد أن أعبر الى الضفة الأخرى لكي أصل الى أرض الله الموعودة تلك حيث الدواء والشفاء
لي ...
قال العصفور : فما يمنعك ؟ .
أجاب العقرب بصوت محزون مُتألم :
ــ إني جريح وعاجز فقد أكلتني تلك النار بل تلك المحرقة التي شبّت في بيتي ومنزلي الذي كان
، وأخاف إذا نزلتُ في خضمّ هذا النهر الغامر أن
يأخذني فيُغرقني كما هو شأنه دائما مع العابرين
المُنبتّين أمثالي .
قال العصفور بإشفاق وكرم :
ــ حسنٌ أيها العقرب لقد رحمتك وسأعينك .
صاح العقرب من فرط السرور :
ــ عظيم عظيم !! .. هيا هيا إحنِ لي رأسك العالي
حتى أصعد على رقبتك وأجلس بين جناحيك !..
فتطير بي الى تلكم الأرض أرض اللبن والعسل والتين والزيتون

والنخيل والتمر والذهب الأسود والخير والبركات !!! .

وفعل العصفور ذلك بحب وكرامة، وطار حاملا
العقرب في جو السماء ، وقطع به النهر ، وكان أن
هبط على أديم الأرض المباركة ...
ولكن ما إن اطمأنّ العصفور واقفا فوق تراب أرضه ومستقرّه ومستودعه حتى شعر بلدغة عنيفة قاتلة في عمق رقبته ، فسقط
مشلولاً بفعل السُمّ وهتف وهو يُسلم الروح قائلا :
ــ لماذا أيها العقرب ؟! .. لقد أحسنتُ اليك .. فلماذا قتلتني ؟؟!
فضحك العقرب وقال بلا مبالاة :
ــ صدقني أيها العصفور لم يكن في نيّتي أن أقتلك .. ولكن هذا هو طبعي !! .. الغدر بمن يُنافسني على هذه الأرض والتخلّص منه وإلقائه في الجحيم !!!.


بقلم : ايهاب هديب

من مجموعتي القصصية ( حكايات غريبة في الغابة العجيبة )
جميع الحقوق محفوظة بأمر الله

خليد خريبش
02/08/2009, 10:00 PM
وقيل قديما:
ومن يصنع المعروف في غير أهله***يلاق الذي لاقى مجير أم عامر
وأم عامر ضبع رق لها أعرابي عندما كان يطاردها الصيادون، فأجارها ففرش لها وغطاها حتى تنام هنيئة في بيته.فلما نام قامت فنهشت كرشه،وفي الغد جاء أخوه فوجده على ذلك الحال فحمل عليها وقتلها وقال البيت أعلاه.
تحياتي الأخوية٠

عابر سبيل
05/08/2009, 12:06 PM
الأخ العزيز إيهاب
أسعد الله جميع أوقاتك .

الحقيقة يا أخي العزيز أني مقل جدا في دخول قسم القصة في هذا المنتدى لذا معرفتي بأعلامها محدود .
لذا سأبدي رأييي في هذه القصة بغض النظر عن كاتبها فكما يظهر لي أنك من كتاب القصة المشهورين .

بطل القصة هو ذكر العقارب ويطلق عليه العقربان والمشهور عند العرب أن العقرب هو لأنثاها .
وصف الأحداث كان مركزا في حريق الغابة وما تبعه من احتراق بيت العقربان .
والحقيقة أنك وبرغم رمزية القصة لم توفق في سرد الأحداث بالشكل الذي يكفل لعنصر التشويق بالبروز .
معظم القصة هو أشبه بسرد تمهيدي لقصص الأطفال .
كنت ترمز لقضية عظيمة وهي صنع المعروف في غير أهله ولكن لم تكن الأحداث ولا الشخصيات ولا اللغة التي استخدمتها ترقى لمستوى الهدف الذي كنت ترمز إليه .
كما أنك استخدمت مفرادات وتعبيرات ليس لها اقتران بواقع البطل " العقربان " كقولك - كلت أرجله من المشي والركض -أنا هنا لست أما تلك الحشرة الصغيرة بل أمام شيء آخر .
كذلك في كلمة - برقت عيناه - لا تعليق !
كذلك في حديثه عن الأرض الأخرى وخيراتها -اللبن والعسل والتين والزيتون و ووو ....-

حقيقة يا أخي لم أجد قرينة لمثل ما ذكر مع بطل القصة .

القصة فن جميل يستطيع القاص من خلاله أن يغمس القارئ في الأحداث والشخصيات وذلك بتوائم البيئة المكانية والزمانية و البحث بجد عن التناغم والتمازج بين الرمز والمرموز إليه .

أتمنى لك التوفيق في مراتك القادمة تقبل مادخلتي أخوك / عابرسبيل

ايهاب هديب
07/08/2009, 10:35 PM
وقيل قديما:
ومن يصنع المعروف في غير أهله***يلاق الذي لاقى مجير أم عامر
وأم عامر ضبع رق لها أعرابي عندما كان يطاردها الصيادون، فأجارها ففرش لها وغطاها حتى تنام هنيئة في بيته.فلما نام قامت فنهشت كرشه،وفي الغد جاء أخوه فوجده على ذلك الحال فحمل عليها وقتلها وقال البيت أعلاه.
تحياتي الأخوية٠


خليد خريبش امتناني وشكري لحضورك الجميل

ايهاب هديب
12/08/2009, 12:50 AM
الأخ العزيز إيهاب
أسعد الله جميع أوقاتك .

الحقيقة يا أخي العزيز أني مقل جدا في دخول قسم القصة في هذا المنتدى لذا معرفتي بأعلامها محدود .
لذا سأبدي رأييي في هذه القصة بغض النظر عن كاتبها فكما يظهر لي أنك من كتاب القصة المشهورين .

بطل القصة هو ذكر العقارب ويطلق عليه العقربان والمشهور عند العرب أن العقرب هو لأنثاها .
وصف الأحداث كان مركزا في حريق الغابة وما تبعه من احتراق بيت العقربان .
والحقيقة أنك وبرغم رمزية القصة لم توفق في سرد الأحداث بالشكل الذي يكفل لعنصر التشويق بالبروز .
معظم القصة هو أشبه بسرد تمهيدي لقصص الأطفال .
كنت ترمز لقضية عظيمة وهي صنع المعروف في غير أهله ولكن لم تكن الأحداث ولا الشخصيات ولا اللغة التي استخدمتها ترقى لمستوى الهدف الذي كنت ترمز إليه .
كما أنك استخدمت مفرادات وتعبيرات ليس لها اقتران بواقع البطل " العقربان " كقولك - كلت أرجله من المشي والركض -أنا هنا لست أما تلك الحشرة الصغيرة بل أمام شيء آخر .
كذلك في كلمة - برقت عيناه - لا تعليق !
كذلك في حديثه عن الأرض الأخرى وخيراتها -اللبن والعسل والتين والزيتون و ووو ....-

حقيقة يا أخي لم أجد قرينة لمثل ما ذكر مع بطل القصة .

القصة فن جميل يستطيع القاص من خلاله أن يغمس القارئ في الأحداث والشخصيات وذلك بتوائم البيئة المكانية والزمانية و البحث بجد عن التناغم والتمازج بين الرمز والمرموز إليه .

أتمنى لك التوفيق في مراتك القادمة تقبل مادخلتي أخوك / عابرسبيل

أخي العزيز عابر سبيل أوّلا كل الشكر والتقدير على تعليقك الذي فيه من النقد القاسي الكثير
ثانيا أنا في الأساس كاتب قصص أطفال وقصتي هذه موجهة أصلا للفتيان وهي من مجموعتي
حكايات غريبة في الغابة العجيبة وكان عليك أن تنتبه لهذا العنوان ..
أما بالنسبة للعقرب والعقربان فهذه الحشرة السامة الخطيرة فمذكرها ومؤنثها واحد عند عموم الناس
ولا فرق بينهما لذلك لم أبالي ان كان العقرب عقربا أم عقربان فكلاهما واحد في اقتراف الشرّ عند الناس ! .
أما بالنسبة للغة فبعتقادي انني استخدمت اللغة الصحيحة التي تدل على لؤم الشخصية اليهودية التي أرمز
إليها والتي هي كالعقرب والذي له عدة أرجل يسير ويركض عليها ولا أدر ما هو الخطأ في تعبيري هذا ؟ .
ثم أن الشرير تبرق عينيه بالشر وتلمع وتتقدّ وتشتعل ... و و و ، هذه تعبيرات يستخدمها الأدباء
فما الضير فيها ؟؟ .

ختاما محبتي لك أخي عابر سبيل

وردة قاسمي
13/08/2009, 01:30 PM
( حكاية العصفور والعقرب )


في أحد الأيام احترق بيت العقرب والغابة من
حوله ،فما كان من العقرب الا أن احتال على
الخروج من بيته ذي الأنفاق والمداخل المتعددة ،
وخرج فارّاً بجلده قبل أن تقضي عليه النيران التي
كانت تُلاحقه وتُحيط به من كل صوب ..
سار العقرب طويلاً وسط ذلك التيه الذي وقع فيه وفُرض عليه ، وقد كلّت أرجله من المشي والركض
المضني ، بعد أن وصل بمسيره الضالّ الى ضفة نهر
غامر فوقف أمامه عاجزاً وسقط مغشيّاً عليه ! ...
فلما أفاق رمى ببصره الى أمام ، فرأى قبالته عصفور غاية في الجمال ، يطير فوق الماء ويرفرف
حاطاً على ضفة النهر يتلقّط رزقه ..
فبرقت عينا العقرب وتعملقت في ذاته السمّاوية
فكرة النجاة من هذه المحرقة التي استعرت عليه
وهذا التيه الذي أنهكه وشتت قواه ، بأن يعبر النهر
الى الضفة المقابلة حيث الأرض الموعودة التي سيستولي عليها ويبيض فيها ويُفرّخ !! ...
وماأسرع ماانكمش على نفسه مُتمسكناً وظهر
بمظهر الجريح العاجز وطأطأ رأسه بذلّة وانكسار
ودنى من العصفور قائلا :
ــ أي أخي وابن عمي ، أيها العصفور الطيّب الجميل ، إني أريد أن أعبر الى الضفة الأخرى لكي أصل الى أرض الله الموعودة تلك حيث الدواء والشفاء
لي ...
قال العصفور : فما يمنعك ؟ .
أجاب العقرب بصوت محزون مُتألم :
ــ إني جريح وعاجز فقد أكلتني تلك النار بل تلك المحرقة التي شبّت في بيتي ومنزلي الذي كان
، وأخاف إذا نزلتُ في خضمّ هذا النهر الغامر أن
يأخذني فيُغرقني كما هو شأنه دائما مع العابرين
المُنبتّين أمثالي .
قال العصفور بإشفاق وكرم :
ــ حسنٌ أيها العقرب لقد رحمتك وسأعينك .
صاح العقرب من فرط السرور :
ــ عظيم عظيم !! .. هيا هيا إحنِ لي رأسك العالي
حتى أصعد على رقبتك وأجلس بين جناحيك !..
فتطير بي الى تلكم الأرض أرض اللبن والعسل والتين والزيتون

والنخيل والتمر والذهب الأسود والخير والبركات !!! .

وفعل العصفور ذلك بحب وكرامة، وطار حاملا
العقرب في جو السماء ، وقطع به النهر ، وكان أن
هبط على أديم الأرض المباركة ...
ولكن ما إن اطمأنّ العصفور واقفا فوق تراب أرضه ومستقرّه ومستودعه حتى شعر بلدغة عنيفة قاتلة في عمق رقبته ، فسقط
مشلولاً بفعل السُمّ وهتف وهو يُسلم الروح قائلا :
ــ لماذا أيها العقرب ؟! .. لقد أحسنتُ اليك .. فلماذا قتلتني ؟؟!
فضحك العقرب وقال بلا مبالاة :
ــ صدقني أيها العصفور لم يكن في نيّتي أن أقتلك .. ولكن هذا هو طبعي !! .. الغدر بمن يُنافسني على هذه الأرض والتخلّص منه وإلقائه في الجحيم !!!.


بقلم : ايهاب هديب

من مجموعتي القصصية ( حكايات غريبة في الغابة العجيبة )
جميع الحقوق محفوظة بأمر الله











سيدي إيهاب هديب

أولا، شكرا جزيلا على إيرادك هذه القصة، و التي أفتح بها بابا إلى المشرفين الكرام، و الكتاب الفضلاء بأن يخصصوا بابا من أبواب قسم القصة، يهتم بقصص الأطفال و أدبهم، لأننا بحاجة إلى توطين هذا النوع من الكتابات في أذهان قرائنا و كتابنا، و أن نكف عن اعتباره أدبا غير ذي قيمة.

ثانيا، و بالنسبة إلى نصك...فكرة جميلة و موحية، أبطالها يشكلون جزءا من ثقافتنا. لغة سهلة في متناول القراءة و الفهم. و لكن، و بغض النظر عن الدلالات السيميائية، و التي أراها واضحة جدا، أود التعقيب على تعقيبكم الفارط على السيد **عابر سبيل**

1/ لقد كان محقا تماما في إشارته إلى التسميات، فالعقرب هي الأنثى..و الذكر، الوارد في نصك يسمى عقربان أو عقروب، كما ورد في بعض المراجع، و إغفالك لمثل هذا التفصيل الصغير يؤدي إلى أنك تحرم القراء الصغار من التعرف على الأسماء العربية للحيوانات...و أؤكد لك أن شريحة هامة من العرب لا تعرف هذا الشيء، و بالتالي أنت تغالطهم، و الأحرى بك، بما أنك كاتب مختص في أدب الأطفال، أن تراعي الجانب اللغوي بحيث يثري معاجمهم الفقيرة أصلا في لغة تعتبر لغتهم الأم. و قولك أنك اهتممت بالموضوع، و لا يهم إن كان عقربا أو عقربانا، هو في رأيي ذنب ما بعد ذنب.

2/كانت البداية لهذه القصة مطولة جدا بالنظر إلى نهايتها التي جائت و كأنها على عجل، كان في إمكانك أن تختصر كل ذلك السرد إلى أحداث مهمة، فالتطور الحالي في أدب الأطفال العالمي، ينزع إلى الأحداث على حساب السرد المطول، لأن هذا الأخير كفيل ببعث الملل، و بالتالي عزوف القراء على القراءة،و هذا لعمري آخر ما يطلبه الكاتب.

3/ في عبارة /تلكم الأرض أرض اللبن والعسل والتين والزيتون

والنخيل والتمر والذهب الأسود والخير والبركات !!! ./ أرى أنها خارجة عن موضوع القصة تماما..كان يمكن أن تستعيض عن كل هذا بعبارة/ أرض الخيرات/ . ثم لم أوردت كلمة( و النخيل و التمر و الذهب الأسود) كأنه خروج عن النص...و للعلم، فالعقارب آكلة حشرات، مالها و للنخيل أو الذهب الأسود..إن إيراد الدال يعني بالضرورة إيراد المدلول المنطقي الذي يوافقه، و ليس لأنك تريد تمرير رسالة ما، و هو الهدف أصلا من الكتابة في أدب الأطفال، أن تقفز عن المنطق...هل تتخيل ما يدور في ذهن القاريء الطفل و عيناه تمر بهذا السطر من القصة؟

أرجو أن تتقبل مروري و تحية لك

زهر الليلك

طارق شفيق حقي
13/08/2009, 06:24 PM
أشير لنقطة



أن لفظ العقرب يطلق على الذكر والأنثى

العقربان - مثل الثعلبان - يخص الذكر
وبعضهم يقول العقربة للمؤنث:
عقربة يكومها عقربان
كذلك لفظ حية ، تقول العرب : فلان حية ذكر، وكذلك الشاة
وكذلك بطة ، وحمامة/ ونعامة
تقول العرب: هذه نعامة ذكر
كذلك قولهم عصفورة وفرس يكون للذكر والأنثى
وهو بمنزلة إنسان كما يقول الأصمعي: يقال للرجل: هذا إنسان
وللمرأة هذا إنسان

وحكى بعض العرب
" شربت من لبن بعيري
أي أن البعير يطلق كذلك على الذكر والأنثى




ورد ذلك في أدب الكاتب لابن قتيبة

خليد خريبش
14/08/2009, 07:55 PM
بسم الله الرحمن الرحيم،تابعت النقاش باهتمام وسنعرض فكرة الأخت الكريمة زهرة الليلك على المشرفين.تراءت لي مجموعة من النقط حين القراءة منها ما يتعلق بالفكرة التي بنى عليها القاص العقدة التي شكلت بدورها أحداثا متسلسلة كونت ما يسمى بالمتن الحكائي،هل العصفور الذي يدل على الإنسان الفلسطيني كان حرا طليقا حينما أتى العقرب الفار من النار الحارقة؟ألم تكن فلسطين تحت الانتداب البريطاني الذي عقب اندثار الدولة العثمانية؟.تحياتي.

ايهاب هديب
15/08/2009, 10:26 PM
سيدي إيهاب هديب

أولا، شكرا جزيلا على إيرادك هذه القصة، و التي أفتح بها بابا إلى المشرفين الكرام، و الكتاب الفضلاء بأن يخصصوا بابا من أبواب قسم القصة، يهتم بقصص الأطفال و أدبهم، لأننا بحاجة إلى توطين هذا النوع من الكتابات في أذهان قرائنا و كتابنا، و أن نكف عن اعتباره أدبا غير ذي قيمة.

ثانيا، و بالنسبة إلى نصك...فكرة جميلة و موحية، أبطالها يشكلون جزءا من ثقافتنا. لغة سهلة في متناول القراءة و الفهم. و لكن، و بغض النظر عن الدلالات السيميائية، و التي أراها واضحة جدا، أود التعقيب على تعقيبكم الفارط على السيد **عابر سبيل**

1/ لقد كان محقا تماما في إشارته إلى التسميات، فالعقرب هي الأنثى..و الذكر، الوارد في نصك يسمى عقربان أو عقروب، كما ورد في بعض المراجع، و إغفالك لمثل هذا التفصيل الصغير يؤدي إلى أنك تحرم القراء الصغار من التعرف على الأسماء العربية للحيوانات...و أؤكد لك أن شريحة هامة من العرب لا تعرف هذا الشيء، و بالتالي أنت تغالطهم، و الأحرى بك، بما أنك كاتب مختص في أدب الأطفال، أن تراعي الجانب اللغوي بحيث يثري معاجمهم الفقيرة أصلا في لغة تعتبر لغتهم الأم. و قولك أنك اهتممت بالموضوع، و لا يهم إن كان عقربا أو عقربانا، هو في رأيي ذنب ما بعد ذنب.

2/كانت البداية لهذه القصة مطولة جدا بالنظر إلى نهايتها التي جائت و كأنها على عجل، كان في إمكانك أن تختصر كل ذلك السرد إلى أحداث مهمة، فالتطور الحالي في أدب الأطفال العالمي، ينزع إلى الأحداث على حساب السرد المطول، لأن هذا الأخير كفيل ببعث الملل، و بالتالي عزوف القراء على القراءة،و هذا لعمري آخر ما يطلبه الكاتب.

3/ في عبارة /تلكم الأرض أرض اللبن والعسل والتين والزيتون

والنخيل والتمر والذهب الأسود والخير والبركات !!! ./ أرى أنها خارجة عن موضوع القصة تماما..كان يمكن أن تستعيض عن كل هذا بعبارة/ أرض الخيرات/ . ثم لم أوردت كلمة( و النخيل و التمر و الذهب الأسود) كأنه خروج عن النص...و للعلم، فالعقارب آكلة حشرات، مالها و للنخيل أو الذهب الأسود..إن إيراد الدال يعني بالضرورة إيراد المدلول المنطقي الذي يوافقه، و ليس لأنك تريد تمرير رسالة ما، و هو الهدف أصلا من الكتابة في أدب الأطفال، أن تقفز عن المنطق...هل تتخيل ما يدور في ذهن القاريء الطفل و عيناه تمر بهذا السطر من القصة؟

أرجو أن تتقبل مروري و تحية لك

زهر الليلك

أولا، الشكر الجزيل والكبير لك زهر الليلك
على مرورك المميز والمعطار ،
ودعوتكِ الكريمة لانشاء قسم لأدب الطفل .
ثانيا : الأخ عابرسبيل على راسي وردي عليه
كان توضيحا لوجهة نظري ..
كذالك أنتِ يا زهر الليلك على عيني ورأسي ،
وإن كنتُ أذنبتُ في وجهة نظري فاني أستقيل
من هذا الذنب وأستغفر الله منه ...
2\ أثمّن وأقدّر رأيك ونقدك في طول بداية
القصة وقصر نهايتها ومنكم نستفيد
3\ هي أرض العرب فلسطين أرض اللبن والعسل
والعراق أرض النخيل التمر والذهب الأسود ـ النفط ـ
العقرب الذي عنيته في قصتي ليس آكل الحشرات وإنما
هو قاتل العرب والمسلمين وآكل أرضهم وحقوقهم .
أطفالنا ليسوا هم الأطفال السذج الذين تتخيلين ، بل هم
الذين يحيطون علما بإدراكهم ووعيهم بكل ما يقع على الاسلام
والمسلمين والعرب وأرضهم من ظلم واغتصاب .. هذا ما يدور في خيالهم عندما يقرؤون هذه السطور .. صدقيني

ختاما تقديري واعزازي لك سيدتي زهر الليلك
ايهاب هديب

عابر سبيل
16/08/2009, 02:22 AM
أخي العزيز عابر سبيل أوّلا كل الشكر والتقدير على تعليقك الذي فيه من النقد القاسي الكثير

.
.
.
ختاما محبتي لك أخي عابر سبيل

الأخ الكريم إيهاب
سلام الله عليك .
لم تكن القسوة هدفا عندما أبديت وجهة نظري في القصة .
وليس بيني وبينك إلا التقدير والاحترام .

ربما ينتظر الواحد منا الثناء والتمجيد كلما أضاف مشاركة أينما كان موضعها وموضوعها
وعندما يجد غير ذلك يتبادر إلى ذهنه قسوة النافد وسوء تعقيبه إن لم يتجاوز ذلك إلى سوء الظن بنيته .

ويعلم الله أن الهدف فقط وليس غيره تقويم الأعمال الأدبية بما يخدم الكاتب أولا ثم المتلقي ثانيا ثم الحركة الأدبية آخرا .

أما ما يتعلق بالقصة فلم أفهم قصدك ورمزيتك بأنها عن اليهود ولم أجد ما يوحي لذلك إلا عبارتين ( محرقة والأرض الموعودة )
وما سوى ذلك فحديث عام عن صنع المعروف في غير أهله .
والتاريخ سجّلَ صفحات سوداء عن ماضينا نحن العرب من الخليج إلى المحيط .
فاليهود أخذوا الأرض العربية بالدم والنار أولا ثم بالغدر والخيانة من العرب أنفسهم .
فليس دور العصفور الذي رمزت به للعرب صحيحا .
فالعرب لم يفعلوا ما فعلوا كرما ورحمة لليهود كما زعمت بل خيانة وغدرا لأرضهم ومن عليها وضعفا وهوانا في نفوسهم .

لقد صورت قدوم اليهود للأرض العربية بطريقة جانبت الصواب والحقيقة .
والحديث عن هذه القضية يطول ويطول لذلك أكتفي بما أشرت إليه .

وختاما محبةً و تحايا عاطرة لك من أخوك / العابر

طارق شفيق حقي
16/08/2009, 11:29 AM
سلام الله عليكم
أولاً وضحنا النقطة المتعلقة بكلمة " العقرب"
ثانياً
وجدت أن كلاً من عابر سبيل وزهرة الليلك لم يوفقا في نقدهما للقصة وتحميلها أكثر مما تحتمل، فالقاص لا يتكلم عن فلم وثائقي، إنما يأنسن عالم الحيوان ، فلا ضير من ذكر أوصاف الأرض الموعودة التي ذكر
ثالثاً: وجدت أن تفسير القاص لقصته لم يكن موفقاً ،كذلك لتكن القصة كما هي بدون هذا التفسير وهي تخدم أي غدر في هذا الكون ، من خلال بناء بنية نفسية سليمة للطفل بشكل غير واعي

لكم تحياتي

ايهاب هديب
17/08/2009, 09:41 PM
الأخ الكريم إيهاب
سلام الله عليك .
لم تكن القسوة هدفا عندما أبديت وجهة نظري في القصة .
وليس بيني وبينك إلا التقدير والاحترام .

ربما ينتظر الواحد منا الثناء والتمجيد كلما أضاف مشاركة أينما كان موضعها وموضوعها
وعندما يجد غير ذلك يتبادر إلى ذهنه قسوة النافد وسوء تعقيبه إن لم يتجاوز ذلك إلى سوء الظن بنيته .

ويعلم الله أن الهدف فقط وليس غيره تقويم الأعمال الأدبية بما يخدم الكاتب أولا ثم المتلقي ثانيا ثم الحركة الأدبية آخرا .

أما ما يتعلق بالقصة فلم أفهم قصدك ورمزيتك بأنها عن اليهود ولم أجد ما يوحي لذلك إلا عبارتين ( محرقة والأرض الموعودة )
وما سوى ذلك فحديث عام عن صنع المعروف في غير أهله .
والتاريخ سجّلَ صفحات سوداء عن ماضينا نحن العرب من الخليج إلى المحيط .
فاليهود أخذوا الأرض العربية بالدم والنار أولا ثم بالغدر والخيانة من العرب أنفسهم .
فليس دور العصفور الذي رمزت به للعرب صحيحا .
فالعرب لم يفعلوا ما فعلوا كرما ورحمة لليهود كما زعمت بل خيانة وغدرا لأرضهم ومن عليها وضعفا وهوانا في نفوسهم .

لقد صورت قدوم اليهود للأرض العربية بطريقة جانبت الصواب والحقيقة .
والحديث عن هذه القضية يطول ويطول لذلك أكتفي بما أشرت إليه .

وختاما محبةً و تحايا عاطرة لك من أخوك / العابر
وعليكم السلام والإكرام أخي عابرسبيل
بداية تحيتي وتقديري لك .. ومعاذ الله أن أظن بك سوء
وأقول لك يا أخي أنني لست ممن ينتظرون المديح والتمجيد ،
فهذا وأيم الله لن يفيدني في شيء مما أتوخاه وأصبو إليه ..
ولكن الذي يفيدني بحق هو النقد البناء من ناقد أريب يكون
مرآة لي ولكل أديب يحرص على التميز ، لكن لا أن ينسف العمل
من أساسه ..
ان قصتي تتحدث عن صنع المعروف في غير أهله وفكرتها تراثية
وليست مبتكرة وهي أيضا تتحدث عن حالنا مع اليهود ومن لف لفهم
وقد عنيت بالعصفور العرب والمسلمين الذين احتضنوا اليهود ورفعوا
عنهم الظلم منذ فجر الاسلام وعاملوهم معاملة أهل الذمة ..
أما الحكام الخونة الذين باعوا الدين والأرض فبعدا وسحقا لهم ،
فليس لهم نصيب في العصفور .

ختاما احترامي ومحبتي الخالصة أخي \ العابر \
ايهاب

عابر سبيل
17/08/2009, 10:18 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

محبتي الخالصة لك عزيزي ودعواتي الصادقة

وبعد :
الحقيقة يأخي العزيز أني متعجب جدا من إتيانك لنا في كل رد من ردودك بتحليل وتفسير لرمزية قصتك .
فجعلت فيها زخما من الأحداث يصل إلى فجر الإسلام رغم أنها لا تحتمل كل هذا الزخم وليست مؤهلة لذلك في كل جوانبها الفنية .

لذا أدعوك - وأنا في مقام أخيك الصغير - أن تجعل القصة للمتلقي يراها من خلال زاويته الخاصة وبحسب تمكنه وثقافته .
لأن في مثل تحليلك تجريد للقصة وبعثرة لفكر المتلقي .

ايهاب هديب
19/08/2009, 09:15 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

محبتي الخالصة لك عزيزي ودعواتي الصادقة

وبعد :
الحقيقة يأخي العزيز أني متعجب جدا من إتيانك لنا في كل رد من ردودك بتحليل وتفسير لرمزية قصتك .
فجعلت فيها زخما من الأحداث يصل إلى فجر الإسلام رغم أنها لا تحتمل كل هذا الزخم وليست مؤهلة لذلك في كل جوانبها الفنية .

لذا أدعوك - وأنا في مقام أخيك الصغير - أن تجعل القصة للمتلقي يراها من خلال زاويته الخاصة وبحسب تمكنه وثقافته .
لأن في مثل تحليلك تجريد للقصة وبعثرة لفكر المتلقي .

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اخي عابر سبيل
لا تتعجب ولا على بالك
انما حاولت ان اوضح وجهة نظري البسيطة وابرئ العصفور
من خيانة الحكام ...
على كل حال محبتي لك وتقديري وانت في مقام اخي الكبير
وسأعمل بنصيحتك وأترك تفسير القصة للقارئ بحسب ما يفهم
ورمضان مبارك وكل عام وانت بخير
وأرجو من الله ان نلتقي مجددا في قصصي القادمة
اخوك المحب ايهاب

ايهاب هديب
22/08/2009, 10:37 PM
أشير لنقطة



أن لفظ العقرب يطلق على الذكر والأنثى

العقربان - مثل الثعلبان - يخص الذكر
وبعضهم يقول العقربة للمؤنث:
عقربة يكومها عقربان
كذلك لفظ حية ، تقول العرب : فلان حية ذكر، وكذلك الشاة
وكذلك بطة ، وحمامة/ ونعامة
تقول العرب: هذه نعامة ذكر
كذلك قولهم عصفورة وفرس يكون للذكر والأنثى
وهو بمنزلة إنسان كما يقول الأصمعي: يقال للرجل: هذا إنسان
وللمرأة هذا إنسان

وحكى بعض العرب
" شربت من لبن بعيري
أي أن البعير يطلق كذلك على الذكر والأنثى




ورد ذلك في أدب الكاتب لابن قتيبة
طارق شفيق حقي
لك جزيل شكري على هذا البيان