عماد اليونس
13/07/2009, 03:25 PM
كان أنيسهم القراّن
الوقت نهاية تشرين الاول 2004 و منتصف شهر رمصان حيث انتهى الانذار الذي اعلنته القوات الامريكيه الغازيه لاهالي الفلوجه لترك مساكنهم والخروج من المدينه بغية تكرار الهجوم عليها لطرد المقاومين الذين سيطرو على المدينة منذ معارك نيسان والتي فشل الامريكان من انتزاع المدينة منهم ورغم كل المحاولات اليائسه والاستخدام المفرط للقوة فقد كان صمود المقاتلين اسطوريا وشهد بذلك العدو قبل الصديق ... وكغيرها من العوائل التي اثرت البقاء في مساكنها على معاناة النزوح والبهدله كانت عائلة العم هادي المتكونه من ولديه اياد الذي لجات زوجته وولديها عند اهلها النازحين الى بغداد وبقي هو الى جانب ابيه الضرير ونهاد المتزوج حديثا والذي اّثرت زوجته البقاء لخدمة العم الضرير وولديه .
بدى الوقت عصيبا وطويلا فبعد أيام من القصف العشوائي والمستمر على كل احياء الفلوجه... بدأت المؤونة تنفذ عند الناس و لا احد يستطيع ان يخرج للتزود وان خرج فلن يجد محل للتسوق . كان العم هادي ورغم كل هذا مستبشرا متفائلا فكان دائم القول "ازمة وتعدي كسابقتها " و دائما ماكان يوصي الابناء بالحذر والتزام البيت وعدم الضهور للعيان.
في اليوم السادس من القصف بداو يسمعون اصوات الاليات تقترب من الاحياء والبيوت مصحوبة بزخات الرصاص ودوي مدافع الهاون المتبادله بين الجيش الامريكي المهاجم وفصائل المقاومه والتي نتجت عن اشتباكات ضاريه بين الطرفين اقتربت الاليات الامريكيه يتقدمها الجنود حتى اصبحت عند باب الدارانتاب القلق الجميع ماذا يفعلون هل يرفعون الراية البيضاء و يخرجون... ام ينتضرون المصير وبدافع الفضول والترقب فتح نهاد النافذة واخرج راسه لم ير احد في البدايه مما شجعه ليخرج امام المدخل ومن ثم جاءته فكرة تغطية الزجاج الامامي بوضع ورق الكارتون عليه كيما يراهم احد ليلا . باشر العمل دقائق ثم باغتته رمية قناص فسقط مضرجا بدماءه وقبل ان يلفظ انفاسه نادى على اخيه اياد... اياد ..اياد خرج اياد ملبيا ومتفقدا حالة اخيه وفي ثوان معدوده سمعت زخة قناص اخرى لتحصد روح الابن الثاني فيسقط جثة هامدة جنب جثة اخيه...من خلف زجاج النافذه شاهدت زوجة نهاد المشهد المروع لمصرع زوجها واخيه لم تجرؤ على الخروج وبفطرة البقاء اصطحبت عمها الضرير عبر السلم واتخذو الطابق العلوي مستقرا ومأمنا . كانت الفتاة تبكي وتتضرع الى الله طالبة الصبر والمساعدة فأتاهم الله بمدد الصبر والسكينه , بكت السماء لهول المشهد مطراً منهمرا أغرق الحي كله ومعه طابق البيت الارضي مما تعذرعلى المهاجمين الامريكان مداهمة المكان والوصول اليهم . بقيت الفتاة وعمها في الطابق العلوي شهرا كاملا حتى القت الحرب اوزارها وسمح لفرق الهلال الاحمر بالدخول الى المدينه فعثر عليهما وبمساعدة احد الاقارب وعندما سئلت الفتاة عن كيفية تدبيرها امر المأكل كل هذه المده ؟ قالت بان مؤنتهم كانت بضع بيضات وبضعة ارغفة و انها كانت تعد كل يوم وجبة واحدة حيث تسلق بيضة واحده وتتقاسمها مع العم هادي. اما أنيسهم الذي يدينون له بالفضل فلم يكن سوى كتاب الله القران .
الوقت نهاية تشرين الاول 2004 و منتصف شهر رمصان حيث انتهى الانذار الذي اعلنته القوات الامريكيه الغازيه لاهالي الفلوجه لترك مساكنهم والخروج من المدينه بغية تكرار الهجوم عليها لطرد المقاومين الذين سيطرو على المدينة منذ معارك نيسان والتي فشل الامريكان من انتزاع المدينة منهم ورغم كل المحاولات اليائسه والاستخدام المفرط للقوة فقد كان صمود المقاتلين اسطوريا وشهد بذلك العدو قبل الصديق ... وكغيرها من العوائل التي اثرت البقاء في مساكنها على معاناة النزوح والبهدله كانت عائلة العم هادي المتكونه من ولديه اياد الذي لجات زوجته وولديها عند اهلها النازحين الى بغداد وبقي هو الى جانب ابيه الضرير ونهاد المتزوج حديثا والذي اّثرت زوجته البقاء لخدمة العم الضرير وولديه .
بدى الوقت عصيبا وطويلا فبعد أيام من القصف العشوائي والمستمر على كل احياء الفلوجه... بدأت المؤونة تنفذ عند الناس و لا احد يستطيع ان يخرج للتزود وان خرج فلن يجد محل للتسوق . كان العم هادي ورغم كل هذا مستبشرا متفائلا فكان دائم القول "ازمة وتعدي كسابقتها " و دائما ماكان يوصي الابناء بالحذر والتزام البيت وعدم الضهور للعيان.
في اليوم السادس من القصف بداو يسمعون اصوات الاليات تقترب من الاحياء والبيوت مصحوبة بزخات الرصاص ودوي مدافع الهاون المتبادله بين الجيش الامريكي المهاجم وفصائل المقاومه والتي نتجت عن اشتباكات ضاريه بين الطرفين اقتربت الاليات الامريكيه يتقدمها الجنود حتى اصبحت عند باب الدارانتاب القلق الجميع ماذا يفعلون هل يرفعون الراية البيضاء و يخرجون... ام ينتضرون المصير وبدافع الفضول والترقب فتح نهاد النافذة واخرج راسه لم ير احد في البدايه مما شجعه ليخرج امام المدخل ومن ثم جاءته فكرة تغطية الزجاج الامامي بوضع ورق الكارتون عليه كيما يراهم احد ليلا . باشر العمل دقائق ثم باغتته رمية قناص فسقط مضرجا بدماءه وقبل ان يلفظ انفاسه نادى على اخيه اياد... اياد ..اياد خرج اياد ملبيا ومتفقدا حالة اخيه وفي ثوان معدوده سمعت زخة قناص اخرى لتحصد روح الابن الثاني فيسقط جثة هامدة جنب جثة اخيه...من خلف زجاج النافذه شاهدت زوجة نهاد المشهد المروع لمصرع زوجها واخيه لم تجرؤ على الخروج وبفطرة البقاء اصطحبت عمها الضرير عبر السلم واتخذو الطابق العلوي مستقرا ومأمنا . كانت الفتاة تبكي وتتضرع الى الله طالبة الصبر والمساعدة فأتاهم الله بمدد الصبر والسكينه , بكت السماء لهول المشهد مطراً منهمرا أغرق الحي كله ومعه طابق البيت الارضي مما تعذرعلى المهاجمين الامريكان مداهمة المكان والوصول اليهم . بقيت الفتاة وعمها في الطابق العلوي شهرا كاملا حتى القت الحرب اوزارها وسمح لفرق الهلال الاحمر بالدخول الى المدينه فعثر عليهما وبمساعدة احد الاقارب وعندما سئلت الفتاة عن كيفية تدبيرها امر المأكل كل هذه المده ؟ قالت بان مؤنتهم كانت بضع بيضات وبضعة ارغفة و انها كانت تعد كل يوم وجبة واحدة حيث تسلق بيضة واحده وتتقاسمها مع العم هادي. اما أنيسهم الذي يدينون له بالفضل فلم يكن سوى كتاب الله القران .