عباس الدليمي
06/07/2009, 04:38 AM
جعفر العسكري
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/ar/8/8b/Ja3far_askari.jpg (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%84%D9%81:Ja3far_askari.jpg)http://ar.wikipedia.org/skins-1.5/common/images/magnify-clip.png (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%84%D9%81:Ja3far_askari.jpg)
جعفر العسكري
جعفر العسكري (1886 - 1936)وهومن عشيرة النعيم العلوية الساكنة اطراف كركوك وهذامعروف ومشهور أحد و أحد رؤساء الوزراء في العهد الملكي في العراق (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82) ولد في بغداد و درس الإعدادية فيها ثم رحل إلى استانول عام 1901 ليدرس في المدرسة العسكرية هناك و تخرج منها عام 1914 برتبة ملازم و خدم في الجيش العثماني (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AB%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A) اثناء الحرب العالمية الأولى (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A8_%D8%A7%D9%84%D8%B9% D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D 9%88%D9%84%D9%89) و ذهب إلى ليبيا لإقناع السنوسين و معرفة شروطهم للإنضمام إلى تركيا في الحرب و قاد هجوما على الإنجليز في ليبيا و وقع أسرهم عند قيام الثورة العربية الكبرىالتي شارك فيها قائدا للجيش الشمالي بإمرة الأمير فيصل بن الحسين و أستبسل في الحرب مع الثوار العرب و حصل على وسام القديس ميخائيل و وسام القديس جورج ونال وسام الصليب الحديدي الألماني عام 1915 و دخل مع الملك فيصل إلى دمشق و كان الحاكم العسكري في الحكومة الفيصلية في عمان ثم حلب ثم كبير أمناء الملك فيصل و تولى منصب وزير الدفاع مرتين 1923م حتى عام 1924م و 1926م حتى عام 1928م في حكومة ياسين الهاشمي (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D9%86_%D8%A7%D9%84%D9%87% D8%A7%D8%B4%D9%85%D9%8A) و اشترك في مؤتمر القاهرة بين العراقيين و الإنجليز و مثل العراق في مؤتمر لوزان و كانت له افكار قومية عربية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%82%D9%88%D9%85%D9%8A%D9%88%D9%86_%D8%B9%D8%B1% D8%A8) أنضم هو و زوج أخته نوري السعيد (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%86%D9%88%D8%B1%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9% D9%8A%D8%AF) إلى لورنس (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%84%D9%88%D8%B1%D9%86%D8%B3) في معاركه ضد العثمانيين (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D8%AB%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A%D9%88%D9%86) في عام 1935 أصدر رسالة بعنوان آراء خطيرة في معالجة شؤون العراق العامة و تسلم رئاسة مجلس النواب مرتين.
و في عام 1936 وقع إنقلاب بكر صدقي (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D9%83%D8%B1_%D8%B5%D8%AF%D9%82%D9%8A) فذهب لإحباط الإنقلاببيين و إنقلاب بكر صدقي بالعدول عن إنقلابه فقتله بكر صدقي في أراضي ديالي (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D9%84%D9%8A&action=edit&redlink=1) و دفن عام 1937 بالمقابر الملكية في بغداد (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D8%BA%D8%AF%D8%A7%D8%AF).
http://almadapaper.net/sitepicture/1107-9-4.jpgيكشف الباحث والمؤرخ نجدة فتحي صفوت في المقال المنشور عام 1973 عن جوانب خفية في مسيرة السياسي العراقي جعفر العسكري الذي عين اول وزير للدفاع في العراق عام 1922حيث يذكر الباحث( كان جعفر العسكري شخصية نادرة من شخصيات العراق التي تسلمت مقاليد المسؤولية في البلاد في بداية تأسيس الدولة العراقية الفتية وكثيرا ما سمعنا من عارفية عن شخصيته وخفة روحة وظرف دعابتة كما سمعنا عن شجاعته ولباقته السياسية وثقافته العسكرية والقانونيةولم يكن لقب العسكري الذي الحق باسمه اشارة الى مسلكه وان كان عسكريا بل نسبة الى قرية عسكر التي ينتسب اليها باصله وهي قرية قريبة من مدينة كركوك.ولد في بغداد سنة 1885 وكان والدة مختاراً لاحدى محلاتها ودخل المدرسة العسكرية التحضيرية فيها ثم تخرج من المدرسة الحربية التركية في الاستانة وأرسل في بعثة عسكرية للتدريب في المانيا فاقام فيها ثلاث سنوات ثم عاد واشترك في حرب البلقان وجرح فيها.
ولما انتهت تلك الحرب وظهرت نوايا الاتحاديين العنصرية انضم الى (حزب العهد العربي) وكان من أنشط العاملين فية.. ثم نشبت الحرب العالمية الاولى فعين مرافقا للاميرال الالماني (فون سوشن) ومنح وسام (الصليب الحديدي) الألماني وكانت القيادة العثمانية قد وضعت خطة للاستيلاء على مصر فتولى جمال باشا السفاح قيادة الفيلق الرابع لمهاجمة مصر من الشرق وعهد الى جعفر العسكري باستطلاع الاوضاع في ليبيا.
ولكن كيف يصل جعفر الى ليبيا والبحر المتوسط يزخر ببوارج الحلفاء فتقرر ارسال جعفر في غواصة ألمانية الى برقة فذهب اليها واجتمع بالسيد احمد السنوسي واتفق على تدابير الحملة ولم يكتف بذلك بل توجة الى مصر متخفيا ودخلها لدراسة الحالة فيها وعاد بعد ذلك الى تركية فصدر الامر بتعينة قائدا عاما بعد ترقيته الى رتبة لواء وكان حامل هذة الرتبة في الجيش الالماني يحصل على لقب (باشا) تلقائيا وبدأت الحملة على مصر وليبا حيث قاد جمال السفاح القوات لمهاجمة مصر بينما كان جعفر ورجالة في ليبيا يعملون على تنظيم القوات النظامية والقبائل الليبية التابعة للسنوسي.
الا ان القوات العثمانية بقيادة جمال السفاح منيت بهزيمة على قناة السويس مما اضطر جعفر العسكري الى اجتياز الحدود المصرية بالقوات التي تمكن من تجهيزها في ليبيا وواصل زحفة في طريق الاسكندرية الى ان وصل الى مرسى مطروح فسحبت القوات البريطانية قوات كبيرة من جبهة قناة السويس وجردتها على جعفر العسكري في جبهة مرسى مطروح وهاجمته في البر والبحر واشتبك الجيشان بالسلاح الأبيض وجرح جعفر ثم أسر وجيْ به الى القاهرة واعتقل في قلعتها وفكر جعفر في طريقة للهرب من القلعة فعقد بطانيات بعضها ببعض متخذا منها حبلا وتدلى في الليل من إحدى النوافذ ولكنة كان ضخم الجثة فلم تتحمل البطانيات ثقلة وسقط على الارض واصيب بكسر في ركبتة مما اضطر الانكليز الى نقلة الى المستشفى.
في هذة الفترة كانت الثورة العربية التي قامت في الحجاز في بدايتها وكان الضباط العرب يلتحقون بها فقرر جعفر الانضمام اليها فسمح له بالسفر الى مكة بطريق البحر الاحمر فلما وصلها ألحق بالجيش العربي الذي كان مرابطا حول (المدينة المنورة) بقيادة الشريف فيصل الذي استقبل جعفر احسن استقبال وعينه قائدا عاما لقواتة التي بدات عملياتها بالاستيلاء على العقبة حيث اتخذها جعفر قاعدة حربية ثم سار شمالا حتى فتح دمشق وقبل تلك الحملة كان الجنرال اللنبي قد منح جعفر باشا وساما في مقر اقامته في فلسطين.
بعد احتلال سورية عين جعفر حاكما لمنطقة عمان ثم حاكما لمنطقة حلب ولما قامت الدولة العربية في سوريا وتوج فيصل ملكا عليها عين جعفر كبيرا لمرافقيه وبقى في هذا المنصب الى ان وقعت معركة ميسلون فترك سوريا مع فيصل الى فلسطين ثم برحها معه قاصدا اوربا.
في هذا الوقت كانت الثورة الوطنية في العراق قد اشتد أوارها حتى حملت الانكليز على تغيير سياستهم في العراق وتأسيس حكومة وطنية فتألفت أول حكومة مؤقتة برئاسة السيد عبد الرحمن النقيب وطلب الى جعفر العسكري وكان قد وصل الى بور سعيد في طريقه الى أوربا مع فيصل أن يعود الى العراق للاشتراك في الحكومة وزيرا للدفاع في دولة العراق الحديثة.
وهذه الصفة كانت المهمة الأولى التي القيت على عاتقه انشاء الجيش العراقي الوطني تمهيدا لتأسيس دولة عربية واحتفظ جعفر بمنصبه هذا في وزارة النقيب ثانية ولما عقد مؤتمر القاهرة المشهور في اذار سنة 1921 برئاسة تشرشل وزير المستعمرات البريطانية حضره جعفر العسكري وفي هذا المركز تقررتاسيس الدولة العراقية ونصب فيصل ملكا عليها.
وفي سنة 1922 عين جعفر باشا أول ممثل للعراق في بريطانيا ولكنه استدعي بعد سنة واحدة وعهد اليه بتاليف الوزارة وبقي في رئاسة الوزارة حتى آب عام 1923 ثم استقال منها فخلفه ياسين الهاشمي وعاد هو الى لندن وزيرا مفوضا وفي لندن انتمى جعفر الى احدى كليات الحقوق ودرس القانون واكمل دراسته ونال شهادته.
وفي تلك الفترة استدعي من جديد الى بغداد وعين وزيرا في الوزارة التي ألفها ياسين الهاشمي في آذار من عام 1935 وكانت هذة المرة الخامسة والاخيرة التي يتولى فيها هذة الوزارة التي احبها وخدمها مدة طويلة.
وفي أواخر عام 1936 فاجأ بكر صدقي وزارة الهاشمي بانقلابه المعروف فقرر جعفر الخروج لمقابلة القطعات الزاحفة على بغداد وكان واثقا انة يستطيع بتأثيره الشخصي ان يثنيها عما تعتزمه ويحبط محاولة بكر صدقي معتمدا على مايكنة الضباط له من محبة واحترام لكن بكر صدقي كان يعرف ذلك ايضا فلما بلغة خروج جعفر ارسل اليه من يقتله قبل وصولة الى مقر القوات وهكذا انتهت حياة الرجل بصورة درامية كما كانت دائما وكان في الحادية والخمسين.
كان جعفر العسكري شخصية ظريفة وسياسياً مرحاً وصاحب نكتة وتروى عنه قصص طريفة متنوعة وكان بدينا مكتنز الجسم ذكيا كثير القراءة وجاء في التقرير الذي اعدته السفارة البريطانية عن الشخصيات العراقية لسنة 1935 ومحفوظ بدار الوثائق البريطانية في لندن الوصف الاتي: (يتكلم العربية والتركية والكردية والارمنية والفارسية والالمانية والفرنسية والانكليزية . ضخم الجسم متقلب المزاج بطبيعته نزيه حسن النية ولطيف المعشر ميال الى تبني مواقف اقل حدة ليست لدية قدرة على الدسائس ويخدع بسهولة متكلم جيد وتكتيكي ممتاز شجاع ويقظ في المعارك
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/ar/8/8b/Ja3far_askari.jpg (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%84%D9%81:Ja3far_askari.jpg)http://ar.wikipedia.org/skins-1.5/common/images/magnify-clip.png (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%84%D9%81:Ja3far_askari.jpg)
جعفر العسكري
جعفر العسكري (1886 - 1936)وهومن عشيرة النعيم العلوية الساكنة اطراف كركوك وهذامعروف ومشهور أحد و أحد رؤساء الوزراء في العهد الملكي في العراق (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82) ولد في بغداد و درس الإعدادية فيها ثم رحل إلى استانول عام 1901 ليدرس في المدرسة العسكرية هناك و تخرج منها عام 1914 برتبة ملازم و خدم في الجيش العثماني (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AB%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A) اثناء الحرب العالمية الأولى (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A8_%D8%A7%D9%84%D8%B9% D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D 9%88%D9%84%D9%89) و ذهب إلى ليبيا لإقناع السنوسين و معرفة شروطهم للإنضمام إلى تركيا في الحرب و قاد هجوما على الإنجليز في ليبيا و وقع أسرهم عند قيام الثورة العربية الكبرىالتي شارك فيها قائدا للجيش الشمالي بإمرة الأمير فيصل بن الحسين و أستبسل في الحرب مع الثوار العرب و حصل على وسام القديس ميخائيل و وسام القديس جورج ونال وسام الصليب الحديدي الألماني عام 1915 و دخل مع الملك فيصل إلى دمشق و كان الحاكم العسكري في الحكومة الفيصلية في عمان ثم حلب ثم كبير أمناء الملك فيصل و تولى منصب وزير الدفاع مرتين 1923م حتى عام 1924م و 1926م حتى عام 1928م في حكومة ياسين الهاشمي (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D9%86_%D8%A7%D9%84%D9%87% D8%A7%D8%B4%D9%85%D9%8A) و اشترك في مؤتمر القاهرة بين العراقيين و الإنجليز و مثل العراق في مؤتمر لوزان و كانت له افكار قومية عربية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%82%D9%88%D9%85%D9%8A%D9%88%D9%86_%D8%B9%D8%B1% D8%A8) أنضم هو و زوج أخته نوري السعيد (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%86%D9%88%D8%B1%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9% D9%8A%D8%AF) إلى لورنس (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%84%D9%88%D8%B1%D9%86%D8%B3) في معاركه ضد العثمانيين (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D8%AB%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A%D9%88%D9%86) في عام 1935 أصدر رسالة بعنوان آراء خطيرة في معالجة شؤون العراق العامة و تسلم رئاسة مجلس النواب مرتين.
و في عام 1936 وقع إنقلاب بكر صدقي (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D9%83%D8%B1_%D8%B5%D8%AF%D9%82%D9%8A) فذهب لإحباط الإنقلاببيين و إنقلاب بكر صدقي بالعدول عن إنقلابه فقتله بكر صدقي في أراضي ديالي (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D9%84%D9%8A&action=edit&redlink=1) و دفن عام 1937 بالمقابر الملكية في بغداد (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D8%BA%D8%AF%D8%A7%D8%AF).
http://almadapaper.net/sitepicture/1107-9-4.jpgيكشف الباحث والمؤرخ نجدة فتحي صفوت في المقال المنشور عام 1973 عن جوانب خفية في مسيرة السياسي العراقي جعفر العسكري الذي عين اول وزير للدفاع في العراق عام 1922حيث يذكر الباحث( كان جعفر العسكري شخصية نادرة من شخصيات العراق التي تسلمت مقاليد المسؤولية في البلاد في بداية تأسيس الدولة العراقية الفتية وكثيرا ما سمعنا من عارفية عن شخصيته وخفة روحة وظرف دعابتة كما سمعنا عن شجاعته ولباقته السياسية وثقافته العسكرية والقانونيةولم يكن لقب العسكري الذي الحق باسمه اشارة الى مسلكه وان كان عسكريا بل نسبة الى قرية عسكر التي ينتسب اليها باصله وهي قرية قريبة من مدينة كركوك.ولد في بغداد سنة 1885 وكان والدة مختاراً لاحدى محلاتها ودخل المدرسة العسكرية التحضيرية فيها ثم تخرج من المدرسة الحربية التركية في الاستانة وأرسل في بعثة عسكرية للتدريب في المانيا فاقام فيها ثلاث سنوات ثم عاد واشترك في حرب البلقان وجرح فيها.
ولما انتهت تلك الحرب وظهرت نوايا الاتحاديين العنصرية انضم الى (حزب العهد العربي) وكان من أنشط العاملين فية.. ثم نشبت الحرب العالمية الاولى فعين مرافقا للاميرال الالماني (فون سوشن) ومنح وسام (الصليب الحديدي) الألماني وكانت القيادة العثمانية قد وضعت خطة للاستيلاء على مصر فتولى جمال باشا السفاح قيادة الفيلق الرابع لمهاجمة مصر من الشرق وعهد الى جعفر العسكري باستطلاع الاوضاع في ليبيا.
ولكن كيف يصل جعفر الى ليبيا والبحر المتوسط يزخر ببوارج الحلفاء فتقرر ارسال جعفر في غواصة ألمانية الى برقة فذهب اليها واجتمع بالسيد احمد السنوسي واتفق على تدابير الحملة ولم يكتف بذلك بل توجة الى مصر متخفيا ودخلها لدراسة الحالة فيها وعاد بعد ذلك الى تركية فصدر الامر بتعينة قائدا عاما بعد ترقيته الى رتبة لواء وكان حامل هذة الرتبة في الجيش الالماني يحصل على لقب (باشا) تلقائيا وبدأت الحملة على مصر وليبا حيث قاد جمال السفاح القوات لمهاجمة مصر بينما كان جعفر ورجالة في ليبيا يعملون على تنظيم القوات النظامية والقبائل الليبية التابعة للسنوسي.
الا ان القوات العثمانية بقيادة جمال السفاح منيت بهزيمة على قناة السويس مما اضطر جعفر العسكري الى اجتياز الحدود المصرية بالقوات التي تمكن من تجهيزها في ليبيا وواصل زحفة في طريق الاسكندرية الى ان وصل الى مرسى مطروح فسحبت القوات البريطانية قوات كبيرة من جبهة قناة السويس وجردتها على جعفر العسكري في جبهة مرسى مطروح وهاجمته في البر والبحر واشتبك الجيشان بالسلاح الأبيض وجرح جعفر ثم أسر وجيْ به الى القاهرة واعتقل في قلعتها وفكر جعفر في طريقة للهرب من القلعة فعقد بطانيات بعضها ببعض متخذا منها حبلا وتدلى في الليل من إحدى النوافذ ولكنة كان ضخم الجثة فلم تتحمل البطانيات ثقلة وسقط على الارض واصيب بكسر في ركبتة مما اضطر الانكليز الى نقلة الى المستشفى.
في هذة الفترة كانت الثورة العربية التي قامت في الحجاز في بدايتها وكان الضباط العرب يلتحقون بها فقرر جعفر الانضمام اليها فسمح له بالسفر الى مكة بطريق البحر الاحمر فلما وصلها ألحق بالجيش العربي الذي كان مرابطا حول (المدينة المنورة) بقيادة الشريف فيصل الذي استقبل جعفر احسن استقبال وعينه قائدا عاما لقواتة التي بدات عملياتها بالاستيلاء على العقبة حيث اتخذها جعفر قاعدة حربية ثم سار شمالا حتى فتح دمشق وقبل تلك الحملة كان الجنرال اللنبي قد منح جعفر باشا وساما في مقر اقامته في فلسطين.
بعد احتلال سورية عين جعفر حاكما لمنطقة عمان ثم حاكما لمنطقة حلب ولما قامت الدولة العربية في سوريا وتوج فيصل ملكا عليها عين جعفر كبيرا لمرافقيه وبقى في هذا المنصب الى ان وقعت معركة ميسلون فترك سوريا مع فيصل الى فلسطين ثم برحها معه قاصدا اوربا.
في هذا الوقت كانت الثورة الوطنية في العراق قد اشتد أوارها حتى حملت الانكليز على تغيير سياستهم في العراق وتأسيس حكومة وطنية فتألفت أول حكومة مؤقتة برئاسة السيد عبد الرحمن النقيب وطلب الى جعفر العسكري وكان قد وصل الى بور سعيد في طريقه الى أوربا مع فيصل أن يعود الى العراق للاشتراك في الحكومة وزيرا للدفاع في دولة العراق الحديثة.
وهذه الصفة كانت المهمة الأولى التي القيت على عاتقه انشاء الجيش العراقي الوطني تمهيدا لتأسيس دولة عربية واحتفظ جعفر بمنصبه هذا في وزارة النقيب ثانية ولما عقد مؤتمر القاهرة المشهور في اذار سنة 1921 برئاسة تشرشل وزير المستعمرات البريطانية حضره جعفر العسكري وفي هذا المركز تقررتاسيس الدولة العراقية ونصب فيصل ملكا عليها.
وفي سنة 1922 عين جعفر باشا أول ممثل للعراق في بريطانيا ولكنه استدعي بعد سنة واحدة وعهد اليه بتاليف الوزارة وبقي في رئاسة الوزارة حتى آب عام 1923 ثم استقال منها فخلفه ياسين الهاشمي وعاد هو الى لندن وزيرا مفوضا وفي لندن انتمى جعفر الى احدى كليات الحقوق ودرس القانون واكمل دراسته ونال شهادته.
وفي تلك الفترة استدعي من جديد الى بغداد وعين وزيرا في الوزارة التي ألفها ياسين الهاشمي في آذار من عام 1935 وكانت هذة المرة الخامسة والاخيرة التي يتولى فيها هذة الوزارة التي احبها وخدمها مدة طويلة.
وفي أواخر عام 1936 فاجأ بكر صدقي وزارة الهاشمي بانقلابه المعروف فقرر جعفر الخروج لمقابلة القطعات الزاحفة على بغداد وكان واثقا انة يستطيع بتأثيره الشخصي ان يثنيها عما تعتزمه ويحبط محاولة بكر صدقي معتمدا على مايكنة الضباط له من محبة واحترام لكن بكر صدقي كان يعرف ذلك ايضا فلما بلغة خروج جعفر ارسل اليه من يقتله قبل وصولة الى مقر القوات وهكذا انتهت حياة الرجل بصورة درامية كما كانت دائما وكان في الحادية والخمسين.
كان جعفر العسكري شخصية ظريفة وسياسياً مرحاً وصاحب نكتة وتروى عنه قصص طريفة متنوعة وكان بدينا مكتنز الجسم ذكيا كثير القراءة وجاء في التقرير الذي اعدته السفارة البريطانية عن الشخصيات العراقية لسنة 1935 ومحفوظ بدار الوثائق البريطانية في لندن الوصف الاتي: (يتكلم العربية والتركية والكردية والارمنية والفارسية والالمانية والفرنسية والانكليزية . ضخم الجسم متقلب المزاج بطبيعته نزيه حسن النية ولطيف المعشر ميال الى تبني مواقف اقل حدة ليست لدية قدرة على الدسائس ويخدع بسهولة متكلم جيد وتكتيكي ممتاز شجاع ويقظ في المعارك