المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وزير الثقافة السوري: رياض نعسان آغا



طارق شفيق حقي
18/06/2009, 03:16 PM
رياض نعسان آغا ...كيف يكون الوزير عاشقاً وخادماً في آن معا !؟
http://dr-read.net/userimages/rd-dr.gif
4/4/2009
- في هذا الحوار مع الكاتب والمبدع والوزير رياض نعسان أغا الذي أثرى المكتبة العربية بالعديد من الكتابات والإبداعات الهامة، نتعرف على تفاصيل من حياته وآرائه في المرأة السورية.
- من الله عليّ بأن رزقني بنتين، وأرجو أن أدخل بهما الجنة، هكذا بشرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- زوجتي السيدة إيفا بكاري فاضلة جداً ــ وأنا سعيد بأنها حافظة للقرآن، وقد تمكنت من أن تحفظ بنتي القرآن غيباً .


- ثروتي الكبرى هي الرضا الذي أحظى به من الوالدة بعد أن توفي والدي رحمه الله وكان رجلا علامة في الفكر والثقافة.
- لقد عشت في بيئة دينية منفتحة غاية الانفتاح ، و من شدة عشق والدي لألحان رياض السنباطي سماني رياض، ، لأن أبي كان يحبه ومغرما بألحانه .
- الكثير مما كنت أحلم به لم أستطع تحقيقه المسؤوليات الضخمة التي حملها ويحملها وزير الثقافة السوري الكاتب والمبدع الكبير رياض نعسان أغا منذ كان مستشاراً سياسياً للرئيس حافظ الأسد ثم سفيراً لبلاده في الخارج، ثم عضوا في البرلمان السوري ثم وزيراً للثقافة، ومن قبل ذلك مديراً للتليفزيون السوري.
كل هذه المسؤوليات لم تحل يوماً دون أن يكون باراً بوالديه، عاشقاً متيماً بزوجته، وخادماً حنوناً لابنتيه.
وهذا الرجل الذي ولد في بيت المفتي الجليل الشيخ حكمت نعسان أغا الذي كان رجلاً مستنيراً، يحب أغاني أم كلثوم وألحان رياض السنباطي ويغني لأولاده في سهراته الأسرية، والذي سمح لابنه أن يعمل بالمسرح وهو في سن العشرين.
وفي هذا الحوار مع الكاتب والمبدع والوزير رياض نعسان أغا الذي أثرى المكتبة العربية بالعديد من الكتابات والإبداعات الهامة، نتعرف على تفاصيل من حياته وآرائه في المرأة السورية.
المرأة في حياتي
المرأة هي نصفي الآخر ولا يمكن لرجل في العالم أن يعيش بدون نصفه الآخر، هي مكرمة ومعززة جداً عندي جداً جداً، وأنا أعيش حياة أسرية هادئة جداً، غاية في الهدوء والانسجام والمحبة، وأعتقد أنه من أسرار شعوري أنني نجحت في حياتي هو هذه الحياة الزوجية الهادئة والهانئة، يعني من حسن الحظ أنني سعيد في حياتي الزوجية.
وأولادي شابان وبنتان؛ الشابان أكبرهما اسمه حكمت وهو يعمل في مجال التأمين وتخرجت من كلية الآداب الإنجليزي، وقد اختط هذا السبيل أن يعمل في ميادين الاقتصاد.
والابن الثاني مجد، وقد عرف في القاهرة باسم مجد رياض، وقدم العديد من الحفلات في دار الأوبرا القاهرة والإسكندرية، وربما خلال هذا العام قدم ما يقرب من عشر حفلات وحظي بنجاح كبير، وقاد الفرقة الموسيقية معه الفنان الكبير سليم سحاب.
ومجد درس الموسيقي في مصر وأسس فرقة موسيقية كبيرة في سوريا وقدم العديد من الحفلات في الأوبرا السورية ثم انتقل إلى مصر، وغنى في الجزائر والعديد من الأقطار العربية والآن يلعب بعض أدوار في المسلسلات، وأما البنتان البنت الكبري ديانا فعمرها 16 الآن وهي في الثانوية العامة، والبنت الصغرى لين لا تزال في المرحلة الابتدائية.
ابنتاي وما أحلم لهما
وأعامل ابنتي بأنني خادم لهما ليل نهار، هما أغلي عندي من روحي، وأشعر بأنني من الله عليّ بأن رزقني بنتين، وأرجو أن أدخل بهما الجنة، هكذا بشرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأتمنى لهما أولا لكل منهما زوجا صالحا وعلما وفيرا وحياة رخية، وأتمني أن يحفظهما الله من كل سوء، لأن البنت تشكل قلقا للوالد، يريد أن يطمئن علي مستقبلها عند زوج يعرف قدرها وقيمتها ويحفظها وبالتالي يريد لها أن تكون متعلمة وأيضا يريد لها حياة رغدة.
زوجتي ورفيقة دربي
زوجتي سيدة فاضلة جداً ـ السيدة إيفا بكاري ـ وأنا سعيد بأنها حافظة للقرآن، وقد تمكنت من أن تحفظ بناتي القرآن غيباً، فابنتي الكبرى ديانا حفظت القرآن ترتيلاً وتجويداً وهي في العاشرة من العمر، وهذا أمر راق جداً، لأن أعطاها أولاً قدرة بيانية ولغوية كبيرة، لديها الآن ثروة هائلة من اللغة لأنها تحفظ القرآن وتجوده أي تعرف أحكام التجويد.
أيضا سعيد بأن زوجتي سيدة تمتلك قدرة هائلة من الحنان، حنون علينا وعلي البيت، علي الأسرة، متفرغة لشئون البيت لكنها متعلمة وخريجة جامعة ومثقفة، وفيها سمات أحبها، تريحني بأنها هي التي تتحمل مسئولية كل شيء، لأنني أنا أعمل في الشأن العام، أنا لا أملك وقتا لا لشراء أو لبيع، ولا أعرف شيئا عن أمور البيت، فعندما تغيب هي فأنا لا أعرف كيف أغلي فنجان قهوة.
أنا رجل أعرف كيف أتخذ قرارات وأناقش في المؤتمرات، أما شؤون البيت أحيانا إذا اضطررت لأتناول الغذاء وهي غائبة، تقول لي وضعت لك كل شيء، فقط ضعه علي الميكرويف وتغدى، أدخل إلى المطبخ فأجد أن العملية شاقة فأفضل أن أبقي بلا غداء.
يعني هي حياتي، لا بل كل شيء في حياتي، حتى عندما أرتدي ملابسي أناديها تعالي : ماذا سألبس؟ هي المسؤولة عني في كل شيء، أنا متفرغ للكتابة والتأليف والشأن العام وللوزارة وقبلها للسفارة وقبلها كنت مستشارا سياسيا لرئيس الجمهورية حافظ الأسد رحمه الله.
لا وقت عندي لأي شيء من هذه التفاصيل حتى إن ابنتي الصغيرة تقول لي علي سبيل المزاح: بابا أنت لم تشتر لي شيئا قط، كله تشتريه ماما، أنا أقول لها: من الذي يدفع المال، تقول: لا مش مشكلة المال، المشكلة من الذي اشترى، طبعا هذا ليس عاماً ففي كثير من الأحيان أجد وقتاً لكي نخرج معاً ونسافر.
عائلة سورية عريقة
والدتي التي أذكرها دائماً داعياً الله سبحانه وتعالى أن يجعلني برا بوالدتي، لأن السيد المسيح عندما أراد يزكي نفسه أمام الله لم يقل له أنني رسولك أو إنني بعض روحك، لم يقل له إنني كلمتك، أو آيتك التي أرسلتها للناس، قال له "وبراً بوالدتي ولم أكن جباراً شقياً".
ولذلك أنا أقول لك أن ثروتي الكبرى الرضا الذي أحظى به من الوالدة بعد أن توفي والدي رحمه الله وكان رجلا علامة في الفكر والثقافة.
كان خطيبا بارعا تهتز تحت قدميه المنابر، هو الذي علمني اللغة العربية وأنا في طفولتي، وهو الذي علمني النحو العربي وأثرى ثقافي، كل ذلك لأنه عالم ورجل ذو شخصية، كان يعمل في الشأن العام، كان مفتيا ومدرسا دينيا وداعية إسلاميا كبيرا، ويملك فكرا عصريا متحضرا متحررا.
يعني أنا والدي عالم دين معروف جدا ولكنني كنت في العشرين من عمرى أعمل بالمسرح، لم يقل لي ذات يوم ابتعد عن المسرح، هذا أمر مهم، وكان رحمه الله يملك صوتا عذبا، هو الذي علمنا الغناء، والآن عندما ابني يغني، أقول له أين صوتك من صوت جدك، مع أن صوت "مجد" صوت جميل جدا، ومن الأصوات العذبة في الساحة العربية، لكن صوت والدي كان أجمل.
لقد عشت في بيئة دينية منفتحة غاية الانفتاح، سهراتنا كان فيها العود والكمان وغناء الوالد لأجمل أغاني أم كلثوم، وخاله كان كذلك، حتى إنني أذكر لك إنه من شدة عشق والدي لألحان رياض السنباطي سماني رياض، أنا رياض على اسم رياض السنباطي، لأن أبي كان يحبه ومغرما بألحانه، وهذه حالة تدلك على انفتاح ثقافي وفكري من قبل عالم من علماء الدين.
المرأة السورية
الحقيقة أن المرأة السورية قامت مبكراً بنهضتها، في منتصف القرن التاسع عشر ظهرت أديبات كبيرات، أذكر منتدى السيدة ماري، والمساهمات الكبيرة التي قدمتها المرأة في ميدان التعليم، نحن لدينا الآن ربما متخرجات جامعيات منذ أواخر القرن التاسع عشر وهذا أمر جميل جداً.
يعني بدأت المرأة تخوض معترك الحياة منذ فترة مبكرة، منذ أول القرن ظهرت عندنا سيدات نهضن بأدوار مهمة جدا في الحياة الاجتماعية، وأسسن منتديات وصالونات أدبية وشاركنا في الحياة الأدبية والفكرية، وتمكنت المرأة العربية في سورية من أن تحقق سبقا كبيرا في ميادين تأخرت بعض البلدان حتى دخلتها.
عندنا منذ زمن طول النائب العام في وزارة العدل إمراة، عندنا الآن متقاعدات من السلك القضائي، كن رئيسات محاكم جنايات، وهذا تقدم لحركة المرة، لدينا أيضا حالة فريدة في العالم العربي نائب لرئيس الجمهورية امرأة، لدينا في مجلس الشعب حوالي ثلاثين مقعداً نسائياً، في البداية كن أربع سيدات والآن ثلاثون، وهذا الرقم كبير إذا ما قيس بحضور المرأة في برلمانات عربية أخرى، لدينا حالة حضور مهمة للمرأة في التنظيمات، الاتحاد العام النسائي تجربة قديمة عمرها أكثر من أربعين عاماً.
والمرأة حاضرة بقوة في كل الأحزاب السياسية، لدينا حزب رئيسته امرأة، الحزب الشيوعي، وهي مشاركة رئيسة في الحكم، ولدينا تنظيمات نسائية مهمة جدا، دعك من تنظيم الاتحاد النسائي، هناك الكثير من التنظيمات النسائية التي تعمل في المجال الاجتماعي والخدمة العامة، هناك أكثر من مائة جمعية نسائية تعمل في مجالات مجتمعية متنوعة، ولعلك تسمع عن منظمة مدنية اسمها فردوس مهمته النهوض بالمرأة الريفية، وهناك تنظيم مسار مهمته النهوض بالأسرة السورية، وهكذا.
وهذه الحركة النسائية السورية قديمة وعريقة وأصبحت لها تقاليدها وهي محترمة جدا من المجتمع العربي السوري، وأقول لك أن نسبة حضور المرأة في العمل الحكومي تكاد تصل نسبتها 40%.
وعندما تقول 40% فأنت تقول نصفاً بنصف، مجتمع متوازن، ولا تكاد تدخل وزارة إلا وتقول أين الرجال، حتى يشغلن كل الإدارات، شركات كبري في سوريا تديرها نساء، شركة الطيران العربية السورية تديرها امرأة، وهي شركة ضخمة، وأنت تعرف ماذا تعني قيادة شركات كبرى.
وهناك الهيئة السورية العامة لشؤون الأسرة تقودها امرأة هي السيدة أستر، وبالتالي مجلس الوزراء لم تغلب عنه المرأة إطلاقاً، الوزيرات موجودات، وبعض وزيراتنا شهيرات مثل الدكتورة بثينة شعبان التي أصبحت المستشارة السياسية لرئيس الجمهورية، وهي كاتبة مرموقة، وهناك الدكتورة ليانا الحاج عارف وزيرة الشئون الاجتماعية أستاذة في الاقتصاد موجودة في الحكومة، ولا نشكو في هذا الميدان من شيء، حضور المرأة فاعل وامرأة عاملة ولديها سمات جميلة جدا، المرأة السورية امرأة مثقفة وذكية وجميلة.
ولا يوجد تمييز إطلاقاً ضد المرأة السورية، لكن هناك تمييز واحد أنه يسمح القاضي للرجل بأن يتزوج زوجتين في حالات اضطرارية لكنه لا يسمح للمرأة أن تتزوج رجلين، هذا هو التمييز الوحيد.
حصاد دمشق عاصمة للثقافية العربية
أولا أود أن أقول إن الرضا حالة صعبة، عندما أقول أنا راض فكأنني حققت كل أحلم به، لكنني لست متشائماً مما حدث، أو بالأحرى لا أنقص شأن ما حدث، لقد فعلنا أكثر من قدراتنا علي الفعل، وضعنا ميزانيات ضخمة، ونفذنا برامج هامة جداً، غاية في الأهمية، وأستطيع أن أجزم، لا أن أقول إنني أظن بأنه ما من دولة عربية تمكنت من أن تفعل مما فعلنا.
نحن في هذا العام عام 2008 قمنا باستقدام أعظم الفرق الفنية العالمية، زارنا كبار الشخصيات الدولية العالمية، حققت معنا الأمة العربية أضخم مشاركة عربية ممكنة.
استضفنا في وزارة الثقافة ثمانية وعشرين أسبوعا ثقافيا لغاية اليوم وربما قبل أن يصدر العدد الذي ستنشر فيه هذا الحوار سيكون العدد وصل إلى 31 دولة تشاركنا في أسابيع ثقافية.
الأمة العربية جميعا لبت دعوتنا ودول صديقة أجنبية شاركتنا، شاركتنا الصين بقوة، والهند، وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، وهذا يدعو إلى أن يستبشر المرء خيرا في أن دمشق تمكنت في عام 2008 من أن تحقق برامج ثقافية هامة جدا، كان لدينا ربما شيء يفوق ما كنا نتأمله، كان لدينا حظوة بأن تكون معنا فيروز وأن يكون معنا زياد الرحباني.
وكانت لدينا مهرجانات ثقافية مهمة جداً، مهرجان دمشق المسرحي، ومهرجان دمشق السينمائي الدولي، وهذه المهرجانات التي تقيمها وزارة الثقافة مثل مهرجان بصرة، ومهرجان تدمر، مهرجان الوادي، مهرجان اللاذقية، هذه المهرجانات هذا العام خصصت للاحتفال بدمشق عاصمة الثقافة العربية.
وعقدنا العديد من المؤتمرات الثقافية مثل مؤتمر التواصل الثقافي بين المشرق والمغرب العربي، وملتقي الإبداع العربي، مؤتمر قضايا اللغة العربية باعتبارها مطروحة علي جدول القمة العربية.
لذلك أقول إنني مرتاح لما حققناه، ولكنني لست راضيا تماما، لأن الكثير مما كنت أحلم به لم أستطع تحقيقه، أعترف لك بما لم نحققه أو لم تحققه وزارتنا، ليس المسألة شخصية، المسألة تتعلق بآليات معقدة كان لدي رغبة بأن تكون لدينا صروحا ثقافية للبنية التحتية، هذا لم يتحقق في 2008 ولكننا وضعنا أسسه لأنه يحتاج إلى زمن أطول لكي يتحقق

http://dr-read.net/home6/modules.php?name=News&file=article&sid=644