المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الضـاري أمـينا عـلي المقاومة في العراق



علاء ابراهيم
17/06/2009, 12:10 PM
الضــاري أمـــينا عـــلي المقاومة السياسية فـي العــراق


http://1.bp.blogspot.com/_6oqUfvZpEZY/SjfGiye05LI/AAAAAAAADpo/TMcH-AWCoqk/s400/1_698876_1_34.jpg



الشيخ حارث الضاري رجل يحمل إرث المقاومة والجهاد، جده لأبيه الشيخ سليمان بن الشيخ ضاري الحمود، أبرز قادة ثورة العشرين في العراق، الرجل الذي قطع مع رجاله خط الإمداد عبر الفرات للقوات البريطانية، وأوقعها تحت الحصار، وتولى تمويل الثورة بالرجال والسلاح والمال وقد انتقم الإنجليز من الشيخ ورجاله، فاعتقلوا معظم رجال القبيلة، وحاصروها أقتصاديا، وعندما صدر عفو عن رجال ثورةالعشرين في عام 1927م أسُتثنى الجد من هذا العفو، ومات وهو في المعتقل عام 1928م ، وكانت جنازته مهيبة، ويوماً مشهودا في تاريخ العراق وها هو الحفيد الشيخ حارث الضاري يعيد مسيرة الجد بجهاده ضد المحتل الأنجلو- أمريكي، وقد قام بتأسيس هيئة كبار علماء المسلمين السنة في العراق بعد أسبوع واحد من الإحتلال لتقود المقاومة العراقية، وتقف أمام المخطط الخطير، ولقد أحسنت المقاومة العراقية قولاً وفعلاً لاختيارها الشيخ حارث الضاري أمين هيئة علماء المسلمين ليكون ناطقا سياسياً باسم بعض فصائل المقاومة العراقية بكافة توجهاتها القومية والإسلامية والتحية الي الشيخ الجليل لقبوله هذا التكليف وهذا التخويل وهذه المسئولية ، فمنذ الساعات الأولي للاحتلال آبي الشيخ الضاري علي الرغم من كل الضغوط التي مُورست عليه بان ينخرط في هذه الخيانه المسماه زوراً وبهتاناً بالعملية السياسية ولم تخدعه الشعارات البراقة التي كرسها الإحتلال وعملائه من إنتخابات وبرلمان ودستور وخلافه من صور الشعوذه والدجل السياسي ، وقد أعلن الشيخ حارث الضاري ذلك منذ البداية رافضا الدخول في مزاد المحاصصة وتقاسم المغانم التي حصلوا عليها الذئاب علي مائدة اللئام بل وقد أعلن الشيخ الضاري رفضه لإعطاء الإحتلال آي شرعية زائفة عن طريق عملائه الذين نصبهم علي رأس الدولة المحتله ولذا أصبح الشيخ الضاري يشكل خطراً علي الجماعة القابعة خلف متاريس حراس المنطقه الخضراء من جنود المارينز من منطلق أنه لم يعد يمثل ضمير العراق وميراثه فقط بل أنه كغيره من الشرفاء الذين يمتلكون وضوح الرؤيه والفكر الثاقب ويتجلي هذا في قول الشيخ الضاري واضعا يده علي الجرح بان العنف الذي يشهده العراق ليس حربا طائفية أهليه بل هي حرب قوي سياسية تتغطي بخطاب طائفي زائف ولهذا أصبح الشيخ الضاري خطراً علي من يخطط لتمزيق العراق وتقسيمه وإن كان من الناحيه الواقعيه قد تمزق فعلا ، كذلك عندما يحدد الشيخ الضاري أصل البلاء في العراق بالإحتلال الأمريكي والصهيوني ليصبح خطراً علي القائمين علي فصل العراق عن هويته العربية والإسلامية ، ولا جدال في أنه وفي ظل حالة الإنهاك والإنتهاك الأخلاقي التي تتعرض لها القوات الأمريكية في العراق باستمرار العمليات ضدها فان هناك الكثير من التعقيدات التي تواجه الجميع خاصة القوي التي تقاوم الإحتلال ، ومن منطلق وطني والتي يجب عليها عدم الإنجرار والوقوع في الأفخاخ التي شوهت صورة المقاومة خلال سنوات الإحتلال الماضية مع ضرورة طرح مشروع سياسي وطني لان بناء العراق ونهوضه من كبوته لن يكون إلا بمشاركة جميع أبناء العراق من الذين يقاومون بالسلاح ومن يقدم النصح لهم لان بدون الدعم الإعلامي والسياسي للمقاومة لن يكون هناك نجاح ، وإنطلاقا من ضرورة أن يكون هناك أطاراً سياسياً لعمل فصائل المقاومة بمختلف أتجاهاتها فلذا كان لابد من هذه الخطوه الهامه من إختيار الشيخ الضاري وذلك بعد أن آرست قواعد عمل الكفاح المسلح بفضل سواعد أبناء العراق من الجيش العراقي المنحل ومنهم من أنخرط في أعمال المقاومة بخبراتهم وأيمانهم ووقوفهم جنباً الي جنب مع أبناء الشعب الرافض لهذا الغزو والإحتلال وبذلك تؤكد هذه المقاومة بانها واعيه ويقظه لكل ما يدور حولها من مخططات لضرب وحدتها وشق صفوفها ، أذن لم يكن إختيار الشيخ حارث الضاري وليد المصادفه او العاطفه او العشوائية ولكن أختياراً موفقاً ومدروساً نظراً لما يتمتع به هذا الشيخ وصحبه الكرام من علاقات واسعه سواء علي المحيط العربي او علي المحيط العراقي داخل البلاد حيث انه لديه روابط وعلاقات داخل النسيج العراقي مما يجعله:ــ


أولاً : مؤهلا لفتح قنوات أتصال مع كافة الشخصيات القومية والإسلامية والعشائرية.
ثانيا : أن هذا الإختيار جاء من حيث التوقيت فكان موفقاً للغاية من حيث إعلان الإحتلال عن نيته في جدولة خروجه من العراق وبذلك تكون المقاومة ونهجها السياسي هي البديل الذي يحل ويملأ هذا الفراغ وهي من يملك حرية التفاوض باسم الشعب العراقي وبذلك تكون المقاومة قد أعطت أشارة منها واضحه لمن يرغب في التفاوض من أجل الخروج .
ثالثا : هو عدم صدور آي إعلان من الجانب الأمريكي سواءاً بالسلب او بالإيجاب علي هذه الخطوة التي أتخذتها بعض فصائل المقاومة مما يؤكد بان الجانب الأمريكي لديه حاله من القناعه الأن واليوم أكثر من آي وقت مضي في أنه ليس لديه القدره علي تحقيق آي تقدم عسكري او سياسي او أمني في العراق مع تزايد الخسائر البشرية والماديه بين صفوف قواته ورغبته الأكيده في الإنسحاب وقلقه من أن يترك إنسحابه فراغا بما يسمح لتدخل وتوغل إيراني لملء هذا الفراغ وبعد أن تاكدت إدارة الأحتلال بانها أخطأت التقدير فيما تنصبهم اليوم علي رأس السلطة ، ولهذا فلن تعارض إدارة الإحتلال الأمريكي من قيام وظهور مشروع سياسي وطني من المفترض أن يكون مقاوما للنفوذ الإيراني ، ولكن لكي يكتب لهذا المشروع السياسي النجاح لابد له من عدة مقومات حتي لا يتحول المشروع السياسي الوطني الي صراعات داخلية كما في الصومال ويري المراقبون للأوضاع في الصومال أنه في ظل تلك الخلافات بين الأطياف الإسلامية الصومالية، من المحتمل دخول الصومال في صراع بين الإسلاميين، خاصة في ظل تعنت بعض الفصائل المقاومة والرافضه للوجود الاحنبي وعدم رغبتها في الإنضمام إلى أي تسوية سياسية ومواصلة مساعيها لتوسيع مناطق نفوذها، دون النظر إلى صالح الصوماليين ككل وإذا حدث ذلك سيعود الصراع مجدداً بين القبائل الصومالية التي يدعم كل منها فصيلا معينا وهو ما قد يؤدي إلى عودةالبلاد إلى عهد العصور الوسطي، خاصة أن انسحاب القوات الأفريقية يجعل الساحة السياسية الصومالية أرضا مستباحة لكافة الفصائل الدينية الأمر الذي يشعل حربا أهلية أشد ضراوة ومثل هذه النوعية من الصراعات ستجد رواجاً كبيراً في العراق، خاصة أن هناك مرجعيات دينية مختلفه ساعد الإحتلال والقائمين علي العمليه السياسية الحاليه علي ظهور دورها من أجل خلق وأعطاء الشرعيه للعملية السياسية القائمة الأن في العراق وفي ظل الأشتباكات الدائرة حاليا والتوتر الأمني والسياسي الذي يطال شرائح إجتماعية مختلفة فإن الساحة العراقية مهيئة تماما لتحول الخلافات الفكرية بين الفصائل الإسلامية والقومية إلى فصل جديد في الصراع الداخلي ولكن بثوب ديني هذه المرة وتتحول الي حرب بين من كانوا بالأمس يقاومون المحتل الي فصائل يقاتلون بعضهم البعض وبذلك يكُتب النجاح للاحتلال وعملائه في خططه ، ولهذا لابد من توحيد الجهود العربية والإسلامية بكافة تياراتها وأشكالها لدعم هذا المشروع السياسي والدفع بقوه نحو إبراز هذا المشروع باعتباره بديلا وطنيا للعملية السياسية الفاشلة والفاسده الموجودة الأن في العراق ، كذلك لابد من إجماع كل القوي الوطنية العراقية التي لم تهادن او تشارك في العملية السياسية القائمة علي من تم إختياره ممثلا سياسيا وشرعيا للمقاومة ومحاولة درء الفتن والمؤامرات لتقويض هذه الخطوه التي لاتقل في خطورتها وأهميتها عمن يحملون السلاح في مواجهة الإمبريالية الأمريكية وعملائهم من سماسرة الوطن ، أن المقاومة العراقية اليوم بجميع فصائلها الإسلامية والقومية والوطنية عليها اليوم جهداً كبيراً في أًحتواء آي خلافات او صراعات أستراتجية او أيدولوجية وتوحيد صفوفها وتنظيم أنفسهم بصرف النظر عن إنتماءاتهم الدينية او الفكرية والألتفاف حول البرنامج السياسي المطروح والتوسع فيه ليشمل كل الأصوات والشخصيات الوطنية العراقية الشريفه من رجال الجيش العراقي السابق و شيوخ العشائر والعلماء ورجال الدين الشيعي والسني وكافة أطياف المجتمع المدني العراقي الحر من عرب وكرد وتركمان وغيرهم حتي لا يتحول المشروع السياسي الي مجرد شعارات فقط بل إلي أقوال وأفعال .
الـــوعـــي الــعـــربـــي
http://www.alarabi2000.blogspot.com (http://www.alarabi2000.blogspot.com/)