المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أتحبين المطر..؟



عائده محمد نادر
14/06/2009, 12:19 AM
(( أتحبين المطر..؟!!))

- أمازلت تحبين.. المطر!!؟
سألها, وعيناه تتفرسان بوجهها الصبوح الذي تألق توهجا, بانسياب ضوء النهار الخجل المتدثر بالغيوم وهو يطل من نافذة الصالة.. وحبات المطر تنقر زجاج النافذة برقة, ففتحت أبواب ذاكرتها الموصدة, على مصراعيها ..
صدى ضحكاتهما يلعلع بموج الفرح الغامر الذي توج فرحتهما حين أعلنت خطبتهما رسميا.
أحبت خاتم خطوبتها بالرغم من بساطته..
أحبت كل أشيائه الصغيرة..
احتفظت ببعض أعقاب سجائره وهي ترفعها خلسة لئلا تراها والدتها..
فتظنها جنت!!
تخيلته بكل الأماكن..!!
.. هنا..
كان يحتسي فنجان قهوته ..
فرسمت تحت قاعدة الفنجان وردة صغيرة بطلاء الأظافر, كي تحتسي قهوتها بنفس الفنجان حين يذهب..
.. وهنا..
على هذا الكرسي جلس, فتجلس على الكرسي المواجه, تتخيل ملامح وجهه, تستجير بذكريات أحاديثهما الهامسة المشحونة بالحب, وحمرة وردية تكتسي قسمات وجهها, الجميل.
وكم من ليلة سهرت بنفس المكان الذي يجمعهما دوما تناجي القمر والنجوم تسألها عنه, وزهرات الحديقة تشهد على وريقاتها التي كانت تقطفها ورقة بعد أخرى وهي تسألها..!!
يحبني.. كلا..!!
وعيناه وغابتا الحزن الساكنة فيهما..
وآه منهما..
تلاحقانها أينما أدارت رأسها, وتسأل نفسها عن سر ذاك الأسى الذي بات يحيرها..
من أين أتى بكل هذا الحزن؟!!.
أكان ذاك الشتاء قارصا..؟ وهما يجلسان تحت المظلة, تلتهم عيناهما انهمار المطر وزخاته تتراقص فرحا بهما, يوم سألها, هامسا.. ويده الدافئة تمسك يدها..
- أتحبين المطر حبيبتي؟!!.
تورد خداها, وكلماته تنساب على روحها موسيقى رقيقة عذبة, راقصت قلبها المشحون بنشوة الحب على أنغام شغاف فؤادها الخافق بقوة, فتجيبه مسحورة بحلاوة اللحظة , وسحر وجوده :
- أحب المطر!!.أعشقه.. أحسه يأخذني من عالمي.. ومعك أصبح عالمي كله مطرا..!!
وذاك الدفء, الذي كان يغمرهما..
كم كان حميما..
كم كان شاعريا..
لكنه أبى أن يستمر..
سافر وتركها..
ورسالة جافة تصلها منه بعد أن غادر, يعتذر بكل قسوة , إنه لم يستطع مواجهتها, وأنه سيعود يوما لها, بعد أن تنتهي مدة عقد عمله, وإنها تستطيع أن تفسخ الخطوبة..
إن شاءت عدم الانتظار!!
اسودت الدنيا بعينيها..
وأظلمت..
وإحساس بالغبن والغدر ملأ كيانها, لتعيش بعدها صدمة, لم تستطع تجاوزها, ووخز يوجعها كسكين, وأد أحلامها الوردية..
وسؤال يراود ذهنها أرادت أن تسأله إياه, ألف مرة:
- أكان لابد من أن تتركني بلا عذر.. دون أن تودعني؟!
أعاد سؤاله بإلحاح..وحبيبات المطر تنهمر على وجهه وهو مازال على عتبة الباب:
- أما زلت تحبين المطر.. ؟!!
تنهدت طويلا..
نظرت إلى وجهه الوسيم المبتل بالمطر..
كانت ملامحه لم تزل تلك الملامح التي أحبتها..
وكأنه لم يغب عنها يوما..
حنونا يشرق أملا..
لم يتغير!!
وبدا لها كما لو أن لون المطر أصبح ورديا..
كما لو أن الزمن كان متوقفا..
ارتبكت .. وغمر صوتها شجن شجي وهي تجيبه:
- كنت أغلق النوافذ.. وأسدل الستائر.. حين تمطر.. بعدك.

مصطفى طاهري
15/06/2009, 09:34 PM
سرد رائع جدا ، ممتع جدا ، ومشوق جدا ، لغة ، صورا ، حبكة ...وصدقا
ولو تسعفني الكلمات لقلت وقلت وقلت ...
وكل ما أضيفه آملا أن أكون قد عبرت عن أعجابي وانبهاري بهذا النص :
سعدت وتشرفت بقراءة هذا النص الجميل جدا ...
ولك مني أختي عائدة مع تقديري الكبيركل الورد والزهر...

عائده محمد نادر
17/06/2009, 10:06 PM
سرد رائع جدا ، ممتع جدا ، ومشوق جدا ، لغة ، صورا ، حبكة ...وصدقا

ولو تسعفني الكلمات لقلت وقلت وقلت ...
وكل ما أضيفه آملا أن أكون قد عبرت عن أعجابي وانبهاري بهذا النص :
سعدت وتشرفت بقراءة هذا النص الجميل جدا ...

ولك مني أختي عائدة مع تقديري الكبيركل الورد والزهر...


الزميل القدير
مصطفى طاهري
صدقني أفحمني ردك ومداخلتك التي تفوح بالإعجاب الحقيقي والصادق
أسعدتني صدقني وملأت روحي بثقة كبيرة
شرفني أنك كنت هنا
وكلماتك كانت أكثر من رائعه
وسعدت بك زميلي
كنت أكثر من كريما مع نصي
كل الود لك

ناصرفارس
18/06/2009, 10:54 AM
(( أتحبين المطر..؟!!))


- أمازلت تحبين.. المطر!!؟
سألها, وعيناه تتفرسان بوجهها الصبوح الذي تألق توهجا, بانسياب ضوء النهار الخجل المتدثر بالغيوم وهو يطل من نافذة الصالة.. وحبات المطر تنقر زجاج النافذة برقة, ففتحت أبواب ذاكرتها الموصدة, على مصراعيها ..
صدى ضحكاتهما يلعلع بموج الفرح الغامر الذي توج فرحتهما حين أعلنت خطبتهما رسميا.
أحبت خاتم خطوبتها بالرغم من بساطته..
أحبت كل أشيائه الصغيرة..
احتفظت ببعض أعقاب سجائره وهي ترفعها خلسة لئلا تراها والدتها..
فتظنها جنت!!
تخيلته بكل الأماكن..!!
.. هنا..
كان يحتسي فنجان قهوته ..
فرسمت تحت قاعدة الفنجان وردة صغيرة بطلاء الأظافر, كي تحتسي قهوتها بنفس الفنجان حين يذهب..
.. وهنا..
على هذا الكرسي جلس, فتجلس على الكرسي المواجه, تتخيل ملامح وجهه, تستجير بذكريات أحاديثهما الهامسة المشحونة بالحب, وحمرة وردية تكتسي قسمات وجهها, الجميل.
وكم من ليلة سهرت بنفس المكان الذي يجمعهما دوما تناجي القمر والنجوم تسألها عنه, وزهرات الحديقة تشهد على وريقاتها التي كانت تقطفها ورقة بعد أخرى وهي تسألها..!!
يحبني.. كلا..!!
وعيناه وغابتا الحزن الساكنة فيهما..
وآه منهما..
تلاحقانها أينما أدارت رأسها, وتسأل نفسها عن سر ذاك الأسى الذي بات يحيرها..
من أين أتى بكل هذا الحزن؟!!.
أكان ذاك الشتاء قارصا..؟ وهما يجلسان تحت المظلة, تلتهم عيناهما انهمار المطر وزخاته تتراقص فرحا بهما, يوم سألها, هامسا.. ويده الدافئة تمسك يدها..
- أتحبين المطر حبيبتي؟!!.
تورد خداها, وكلماته تنساب على روحها موسيقى رقيقة عذبة, راقصت قلبها المشحون بنشوة الحب على أنغام شغاف فؤادها الخافق بقوة, فتجيبه مسحورة بحلاوة اللحظة , وسحر وجوده :
- أحب المطر!!.أعشقه.. أحسه يأخذني من عالمي.. ومعك أصبح عالمي كله مطرا..!!
وذاك الدفء, الذي كان يغمرهما..
كم كان حميما..
كم كان شاعريا..
لكنه أبى أن يستمر..
سافر وتركها..
ورسالة جافة تصلها منه بعد أن غادر, يعتذر بكل قسوة , إنه لم يستطع مواجهتها, وأنه سيعود يوما لها, بعد أن تنتهي مدة عقد عمله, وإنها تستطيع أن تفسخ الخطوبة..
إن شاءت عدم الانتظار!!
اسودت الدنيا بعينيها..
وأظلمت..
وإحساس بالغبن والغدر ملأ كيانها, لتعيش بعدها صدمة, لم تستطع تجاوزها, ووخز يوجعها كسكين, وأد أحلامها الوردية..
وسؤال يراود ذهنها أرادت أن تسأله إياه, ألف مرة:
- أكان لابد من أن تتركني بلا عذر.. دون أن تودعني؟!
أعاد سؤاله بإلحاح..وحبيبات المطر تنهمر على وجهه وهو مازال على عتبة الباب:
- أما زلت تحبين المطر.. ؟!!
تنهدت طويلا..
نظرت إلى وجهه الوسيم المبتل بالمطر..
كانت ملامحه لم تزل تلك الملامح التي أحبتها..
وكأنه لم يغب عنها يوما..
حنونا يشرق أملا..
لم يتغير!!
وبدا لها كما لو أن لون المطر أصبح ورديا..
كما لو أن الزمن كان متوقفا..
ارتبكت .. وغمر صوتها شجن شجي وهي تجيبه:

- كنت أغلق النوافذ.. وأسدل الستائر.. حين تمطر.. بعدك.

يفوح منها
عطر الياسمين
جراح أمس
بقايا لحلم
زهور زركشت
بأنامل فنان

عماد اليونس
18/06/2009, 05:23 PM
الاخت القاصه عائده
قصة مؤثره انها دائما خيبة الامل
لكننا سنبقى نحب المطر لانه العطاء
دمت مبدعة و بارعه
لك ودي وامنياتي الخالصه

عائده محمد نادر
19/06/2009, 10:46 PM
يفوح منها
عطر الياسمين
جراح أمس
بقايا لحلم
زهور زركشت
بأنامل فنان

الزميل القدير
ناصر فارس
وبالرغم من كلماتك القليلة إلا إنها كانت تبوح بالكثير من الإعجاب
أشكرك كثيرا لأنك تعتبرني فنانة زميلي
إطراء أسعدني كثيرا
شكرا معطرة بالياسمين
تحياتي وودي

دجلة الناصري
20/06/2009, 07:30 AM
سرد بعطر الورد ....
عبق , عذب , جميل ...
ومضاته تترك اثرا في النفس .....
دام سيل فكرك ايتها الرقيقة ....

عائده محمد نادر
26/06/2009, 12:37 AM
الاخت القاصه عائده
قصة مؤثره انها دائما خيبة الامل
لكننا سنبقى نحب المطر لانه العطاء
دمت مبدعة و بارعه
لك ودي وامنياتي الخالصه
الزميل القدير
عماد اليونس
أسعدني وجودك أسعدك الله


وأحببت أن يكون نصي هذا قريب من قلوبكم
والمطر هبة الله للناس أجمعين
أضف إلى ذلك هو مرتع خصب لخيال الأدباء والفنانين والشعراء
تحياتي وودي لك

عائده محمد نادر
29/06/2009, 10:46 PM
سرد بعطر الورد ....
عبق , عذب , جميل ...
ومضاته تترك اثرا في النفس .....
دام سيل فكرك ايتها الرقيقة ....


الزميلة الرائعة
دجلة الناصري
أنت الرقيقة دجلة وأنت ترين الرقة في نصي
لك قلم أحترمه دجلة
وسيكون لك شأن صدقيني
تحايا بعطر دجلة العذب

نرجس
30/06/2009, 03:57 PM
جميل سردك..............راائع وصفك,,,,,,,,,,,
بديع تعبيرك ,,,,,,,,,
يا سلااام ...........
و اناااااااااااااااااا احب المطر ,,,,,,
من خلال النوافد ,,,,,,,,
+/

عائده محمد نادر
05/07/2009, 09:40 PM
جميل سردك..............راائع وصفك,,,,,,,,,,,
بديع تعبيرك ,,,,,,,,,
يا سلااام ...........
و اناااااااااااااااااا احب المطر ,,,,,,
من خلال النوافد ,,,,,,,,
+/


الزميلة القديرة
نرجس
مساء بعطر النرجس والحب
وأنا أحب المطر أيضا
بل أعشقه
حين كنت في العراق كنت أخرج بسيارتي لأستقبل أول (( زخة مطر))
وكم كنت أفرح به
أحس بأن الحياة تستحق أن نعيشا
تحايا بعطر العراق