المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رَائِعَةُ أبِي الْبَقَاءِ الرَّنْدِي ...



أبو شامة المغربي
11/06/2009, 07:45 AM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
رَائِعَةُ
أبِي الْبَقَاءِ الرَّنْدِي
http://www.uaelove.net/romantic/images/backbghearts.gif

لِكُلِّ شَيءٍ إِذا ما تَمّ نُقصَانُ*
فَلا يُغَرَّ بِطيبِ العَيشِ إِنسَانُ
هِيَ الأُمُورُ كَمَا شَاهَدتُها دُوَلٌ*
مَن سَرَّهُ زَمَنٌ سَاءَتهُ أَزْمَانُ
وَهَذِهِ الدَّارُ لاَ تُبْقِي عَلَى أَحَدٍ*
وَلاَ يَدُومُ عَلَى حَالٍ لَهَا شَانُ
يُمَزِّقُ الدَّهْرُ حَتْماً كُلَّ سَابِغَةٍ*
إِذا نَبَتْ مَشْرَفِيَّاتٌ وَخُرْصَانُ
وَيَنتَضِي كُلَّ سَيْفٍ لِلفَنَاءِ وَلَوْ*
كانَ ابنَ ذي يَزَن وَالْغِمدُ غِمْدَانُ
أَينَ المُلوكُ ذَوي التيجانِ مِن يَمَنٍ*
وَأَيْنَ مِنْهُم أَكَالِيلٌ وَتيجَانُ
وَأَينَ مَا شَادَهُ شَدّادُ فِي إِرَمٍ*
وَأيْنَ مَا سَاسَهُ فِي الْفُرْسِ سَاسَانُ
وَأَيْنَ مَا حَازَهُ قارُونُ مِنْ ذَهَبٍ*
وَأَيْنَ عَادٌ وَشدّادٌ وَقَحْطَانُ
أَتَى عَلَى الْكُلِّ أَمرٌ لاَ مَرَدّ لَهُ*
حَتّى قَضَوْا فَكَأنَّ القَوْمَ مَا كَانُوا
وَصَارَ مَا كَانَ مِنْ مُلكٍ وَمِنْ مَلِكٍ*
كَمَا حَكَى عَنْ خَيَالِ الطَّيْفِ وَسْنَانُ
دَارَ الزَمَانُ عَلَى دَارَا وَقَاتِلِهِ*
وَأَمَّ كِسْرَى فَمَا آوَاهُ إِيوَانُ
كَأَنَّمَا الصَّعْبُ لَمْ يَسْهُلْ لَهُ سَبَبٌ*
يَوْماً وَلاَ مَلَكَ الدُنْيَا سُلَيْمَانُ
فَجَائِعُ الدَّهْرِ أَنْوَاعٌ مُنَوَّعَةٌ*
وَلِلزَّمَانِ مَسَرَّاتٌ وَأَحْزَانُ
وَلِلْحَوَادِثِ سُلْوَانٌ يُهوّنُها*
وَمَا لِمَا حَلَّ بِالإِسْلاَمِ سُلْوَانُ
دَهَى الجَزِيرَة أَمْرٌ لاَ عَزَاءَ لَهُ*
هَوَى لَهُ أُحُدٌ وَانْهَدَّ ثَهْلاَنُ
أَصَابَهَا الْعَيْنُ فِي الإِسْلاَمِ فَارْتَزَأَتْ*
حَتّى خَلَتْ مِنْهُ أَقْطَارٌ وَبُلْدَانُ
فَاسْأَلْ بَلَنسِيَّةً ما شَأنُ مُرْسِيَةٍ*
وَأَيْنَ شاطِبة أَم أَينَ جيّانُ
وَأَينَ قُرطُبَةَ دُارُ الْعُلُومِ فَكَمْ*
مِنْ عَالِمٍ قَدْ سَمَا فِيهَا لَهُ شَانُ
وَأَيْنَ حِمْصَ وَمَا تَحْويِهِ مِنْ نُزَهٍ*
وَنَهرُهَا الْعَذبُ فَيَّاضٌ وَمَلْآنُ
قَوَاعِدَ كُنَّ أَرْكَانَ الْبِلادِ فَمَا*
عَسى البَقاءُ إِذا لَمْ تَبقَ أَرْكَانُ
تَبْكِي الْحَنيفِيَّةُ البَيْضَاءُ مِنْ أَسَفٍ*
كَمَا بَكَى لِفِراقِ الإِلْفِ هَيْمَانُ
عَلَى دِيَّارٍ مِنَ الإِسْلاَمِ خَالِيَّةٍ*
قَد أَقفَرَت وَلَهَا بِالكُفرِ عُمْرانُ
حَيْثُ الْمَسَاجِدُ قَدْ صَارَتْ كَنَائِسَ*
مَا فِيهِنَّ إِلَّا نَوَاقِيسٌ وَصُلْبَانُ
حَتَّى المَحَاريبُ تَبْكِي وَهِيَ جَامِدَةٌ*
حَتَّى المَنابِرُ تَبْكِي وَهِيَ عيدَانُ
يَا غافِلاً وَلَهُ فِي الدَّهْرِ مَوْعِظَةٌ*
إِنْ كُنْتَ فْي سِنَةٍ فَالدَّهْرُ يَقْظَانُ
وَمَاشِيّاً مَرِحاً يُلْهِيهِ مَوْطِنُهُ*
أَبَعْدَ حِمْصٍ تَغُرُّ الْمَرْءَ أَوْطَانُ
تِلْكَ الْمُصِيبَةُ أَنْسَتْ مَا تَقَدَّمَهَا*
وَمَا لَهَا مَعَ طُولِ الدَّهْرِ نِسْيَانُ
يَا أَيُّهَا الْمَلِكُ الْبَيضَاءُ رَايَتُهُ*
أَدْرِكْ بِسَيْفِكَ أَهْلَ الكُفْرِ لاَ كَانُوا
يَا رَاكِبِينَ عِتَاقَ الْخَيْلِ ضَامِرَةً*
كَأَنَّهَا فِي مَجَالِ السَّبْقِ عُقْبَانُ
وَحَامِلِينَ سُيُوفَ الْهِنْدِ مُرْهَفَةً*
كَأَنَّهَا فِي ظَلاَمِ النَّقْعِ نِيرَانُ
وَرَاتِعِينَ وَرَاءَ الْبَحْرِ فِي دِعَةٍ*
لَهُم بِأَوْطَانِهِم عِزٌّ وَسُلْطَانُ
أَعِنْدَكُمْ نَبَأٌ مِنْ أَهْلِ أَنْدَلُسٍ*
فَقَدْ سَرَى بِحَدِيثِ الْقَوْمِ رُكْبَانُ
كَمْ يَسْتَغِيثُ بِنَا الْمُسْتَضعَفُونَ وَهُمْ*
قَتلى وَأَسْرَى فَمَا يَهْتَزَّ إِنْسَانُ
مَا ذَا التَقَاطُعُ فِي الإِسْلاَمِ بَيْنَكُمُ*
وَأَنْتُمْ يَا عِبَادَ اللَهِ إِخْوَانُ
أَلاَ نُفُوسٌ أَبِيَّاتٌ لَهَا هِمَمٌ*
أَمَا عَلَى الْخَيرِ أَنْصَارٌ وَأَعْوَانُ
يَا مَنْ لِذِلَّةِ قَوْمٍ بَعدَ عِزّتِهِمْ*
أَحَالَ حَالَهُمْ كُفْرٌ وَطُغْيَانُ
بِالأَمسِ كَانُوا مُلُوكاً فِي مَنازِلِهِمْ*
وَالْيَوْمَ هُمْ فِي بِلاَدِ الْكُفْرِ عُبْدَانُ
فَلَوْ تَرَاهُمْ حَيَارَى لاَ دَلِيلَ لَهُمْ*
عَلَيْهِم من ثيَّابِ الذُلِّ أَلوانُ
وَلَوْ رَأَيْتَ بُكَاهُمْ عِندَ بَيْعِهِمُ*
لَهالَكَ الأَمْرُ وَاسْتَهْوَتكَ أَحزانُ
يا رُبَّ أمٍّ وَطِفلٍ حيلَ بينهُما*
كَما تُفَرَّقُ أَرواحٌ وَأَبدانُ
وَطفلَة مِثلَ حُسنِ الشَمسِ إِذ برزت*
كَأَنَّمَا هِيَ ياقُوتٌ وَمُرْجَانُ
يَقُودُهَا الْعِلْجُ لِلْمَكْرُوهِ مُكْرَهَةً*
وَالْعَيْنُ بَاكِيَةٌ وَالْقَلْبُ حَيْرَانُ
لِمثلِ هَذَا يَبْكِي الْقَلبُ مِنْ كَمَدٍ*
إِنْ كَانَ فِي الْقَلْبِ إِسْلاَمٌ وَإِيمَانُ
*
http://ia351426.us.archive.org/3/items/opensource_audio/opensource_audio-header.gif?cnt=0
للتنزيل قبل الاستماع لإنشاد القصيدة على الرابط التالي:
القصيدة (http://www.archive.org/download/randi/randi.mp3)
http://img228.imageshack.us/img228/8647/img101416g0y23iv5ls7um2.gif
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com (aghanime@hotmail.com)

مصطفى البطران
28/06/2009, 11:55 PM
أخي
الكريم

أبو شامة المغربي
جزاك الله كل خير
على هذه الروائع والتحف النادرة
وهي تنم عن ذوق رفيع وعقل راجح سديد
بارك الله جهودك وأدامك ذخراً لكل أشكال الخير والعطاء 000
تساؤل بسيط أستاذي الكبير " هل يتعارض قول الشاعر : من سرّه زمن ساءته أزمان "
مع قوله تعالى :" فإنّ مع العسر يسرا إنّ مع العسر يسرا " ولكم منا كل التقدير والحب

أبو شامة المغربي
30/06/2009, 07:07 AM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://up.arabseyes.com/gif/1iy71944.gif
http://img252.imageshack.us/img252/1708/203qe1.gif
سلام الله عليك أخي الكريم
مصطفى البطران
ورحمته جل وعلا وبركاته
أما قبل ...
فلك غيث الشكر الجزيل وفيض التقدير الجميل على سناء متابعتك وبهاء اهتمامك بما أنثر من كلمات هنا وهناك في رحاب المربد الزاهر ...
وبعد ...
أرى في ما أرى، والله أعلم، أن الشاعر لم يقصد الزمن في حد ذاته، بل أراد به الدلالة على الإنسان الصالح الخير من جهة، وعلى شرار الناس المفسدين من جهة ثانية، وكأني به يريد التعبير عن الآتي:
"من سره إنسان صالح خير ساءه أناس أشرار مفسدون"
أما الزمن فبريء، براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام، مما يقترفه من يريدونها عوجاً، ويسعون إلى العلو في الأرض، ويبتغون الفساد، وأستحضر في هذا السياق بيتاً شعرياً للإمام الشافعي:
نعيب زماننا والعيب فينا * وما لزماننا عيب سوانا
http://img228.imageshack.us/img228/8647/img101416g0y23iv5ls7um2.gif
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com (aghanime@hotmail.com)